عند الحديث عن الاستثمار والأسواق المالية، يصادفنا الاستخدام الكبير لمصطلحين هامين جداً هما: المستثمر والمتداول. في كلا المصطلحين يهدف الشخص إلى تحقيق الأرباح من خلال التعامل في الأسهم والأصول المالية، إلا أن الأساليب والاستراتيجيات التي يتبناها كل منهما تختلف اختلافًا كبيرًا.
فالمستثمرون يعتمدون على استراتيجيات طويلة الأجل، بحيث يفضلون بناء ثروات مستدامة عبر الوقت. بينما يتجه المتداولون إلى استغلال التقلبات قصيرة الأجل في السوق لتحقيق مكاسب سريعة. في هذا المقال، نستعرض أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول، مسلطين الضوء على الاستراتيجيات، الأهداف، والمخاطر المرتبطة بكل منهما.
من هو المتداول؟
قبل التطرق لأهم الفروقات بين المستثمر والمتداول، سنتعرف بداية إلى المتداول، فهو شخص أو كيان يقوم بشراء وبيع الأصول المالية مثل الأسهم، السندات، العملات، أو السلع بهدف تحقيق الربح. المتداولون يمكن أن يكونوا أفرادًا أو مؤسسات، ويستخدمون استراتيجيات مختلفة لتحقيق أهدافهم المالية.
- يبحث المتداولون عن أرباح أسرع ومكافآت أعلى مقارنةً بالمستثمرين على مستوى كل ساعة أو يوم أو أسبوع أو شهر.
- بالنسبة للتداول عالي التردد (HFT)، يتم البحث عن العائدات على أساس كل ثانية، ويتم ذلك من خلال الذكاء الاصطناعي والخوارزميات من قبل المؤسسات الكبيرة وصناديق التحوط. مثل: Citadel Securities، Jane Street، Two Sigma Investments
- بالمقابل، قد يسعى المستثمر إلى الحصول على عائد سنوي يتراوح بين 5% و20%، يمكن للمتداولين البحث عن عائد بنسبة 10% كل شهر، مع توقع خسارة 10% أو أكثر خلال نفس الفترة.
- تختلف أهداف المتداولين عن المستثمرين فيما يتعلق بحجم الإطارات الزمنية.
- يتطلب التداول المزيد من التركيز والانضباط مقارنة بالاستثمار.
- لا يستطيع المتداولون ترك الوقت يعمل لصالحهم، إنما يحتاجون إلى اتخاذ القرارات في إطار زمني أقصر للحفاظ على أرباحهم.
![من هو المتداول -أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول](https://shadiochallenge.com/wp-content/uploads/2025/01/من-هو-المتداول-أهم-الفروقات-بين-المستثمر-والمتداول.jpg)
في التداول، هناك مجموعة من المعايير الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار للحفاظ على الربحية مثل: سرعة التنفيذ وسيولة السوق.
- إن الاختلاف الأكثر وضوحًا بين التداول والاستثمار هو الأفق الزمني، في التداول يتم الدخول والخروج من المراكز بسرعة أكبر بكثير مقارنةً بالاستثمار.
- إن كلاً من التداول والاستثمار مصطلحان واسعان، وهناك العديد من أنواع المتداولين والمستثمرين.
- يهتم المستثمرون عمومًا بالتحليل الأساسي، بينما يهتم المتداولون أكثر بالتحليل الفني (المتوسطات المتحركة والمؤشرات العشوائية وما إلى ذلك).
اقرأ المزيد عن: الفرق بين المتداول المبتدئ والمتوسط والخبير
أهم أنواع التداول
عادةً ما يتم تعريف المتداولين اعتمادًا على فترات احتفاظهم بالمراكز الخاصة بهم، وهي الفترات الزمنية قبل شراء أو بيع المراكز.
- تداول المراكز: يتم الاحتفاظ بالمراكز من أشهر إلى عام واحد.
- تداول التأرجح: يتم الاحتفاظ بالمراكز من أسابيع إلى أشهر.
- التداول اليومي: يتم الاحتفاظ بالمراكز حتى يوم تداول واحد.
- المضاربة: يتم الاحتفاظ بالمراكز من ثوانٍ إلى دقائق.
- التداول عالي التردد (HFT): يتم الاحتفاظ بالمراكز لثوانٍ أو أقل من ثانية واحدة.
يمكن تصنيف المتداولين أيضًا حسب نوع المنتج، مثل متداول السلع أو متداول النقد الأجنبي. أو من خلال نهج هجين، مثل متداول النقد الأجنبي اليومي أو متداول مراكز الأسهم.
أبرز النقاط التي يركز عليها المتداولون
تختلف النقاط التي يركز عليها المتداولون عن تلك التي يهتم بها المستثمرون. نذكر على سبيل المثال ما يلي:
- إدارة المخاطر: من المهم جدًا للمتداولين استخدام إجراءات تخفيف المخاطر، وأن يكونوا على دراية تامة بإدارة رأس المال. حتى التأخيرات الصغيرة في تنفيذ التداول يمكن أن تكون مكلفة للغاية للمتداولين اليومين.
- الرافعة المالية: يمكن أن يتعرض المتداولون الذين يستخدمون الرافعة المالية أيضًا لمزيد من المخاطر، خاصة عند التعامل مع المنتجات المشتقة مثل: العقود الآجلة وتداول الخيارات.
اقرأ المزيد عن: مفهوم ChoCh Trading او ما يعرف ب تغيير الشخصية في تداول
من هو المستثمر؟
المستثمر هو فرد أو كيان يقوم باستثمار أمواله في أصول مالية أو مشاريع تهدف إلى تحقيق عائد مالي. يمكن أن يكون المستثمر شخصًا عاديًا يستثمر مدخراته في الأسهم أو السندات أو العقارات، أو مؤسسة مثل: صندوق استثماري أو شركة تأمين تستثمر كميات كبيرة من الأموال.
- يحتاج المستثمرون إلى محفظة متنوعة ويهتمون بتخصيص الأصول. فهم يشعرون بالراحة مع انخفاض العائد وانخفاض المخاطر.
- يتم الدخول في المراكز والصفقات على أساس المعلومات الأساسية مثل البيانات المالية للشركات بما يشمل: الميزانيات العمومية، الأرباح والخسائر، بيان الدخل، إلخ.
- يعتمد المستثمرون أيضًا علی بيانات الاقتصاد الكلي مثل: تقارير مديري المشتريات، إحصاءات التضخم، أسعار الفائدة الفيدرالية، إلخ.
- يفضل بعض المستثمرون الاستثمار في صناديق التحوط والشركات الناشئة والسندات المؤسسية ذات المخاطر العالية، مع توقعات بعائدات سنوية تبلغ 15٪ فما فوق.
- يسعى المستثمرون إلى تعظيم العائدات من خلال حصاد الضرائب، وإعادة استثمار الأرباح وآليات أخرى.
- يتم تصنيف المستثمرين من الناحية الفنية كمستثمرين غالبًا ما يبحثون عن عوائد تتراوح بين 50x و100x.
![من هو المستثمر](https://shadiochallenge.com/wp-content/uploads/2025/01/من-هو-المستثمر.jpg)
أنواع المستثمرين
على عكس المتداولين، لا يتم تصنيف المستثمرين عادةً حسب فترات حيازتهم، على الرغم من أنه يمكنك تقسيمهم إلى مستثمرين قصيري الأجل (1 – 3 سنوات) ومتوسطي الأجل (3 – 10 سنوات) وطويلي الأجل (+10 سنوات). إنما يتم تصنيفهم على أساس أسلوب الاستثمار إلى:
- المستثمرون النشطون: هؤلاء الأشخاص يمنحون مدير الصندوق الإذن بالسيطرة على استثماراتهم، وإجراء التغييرات حسب الضرورة لتعظيم الأرباح.
- المستثمرون السلبيون: تستخدم هذه المجموعة إلى حدٍ كبير صناديق الاستثمار المتداولة والمستشارين الآليين الذين يديرون الأموال تلقائيًا نيابةً عن العملاء، بعد مراعاة تحمل المخاطر والعمر.
- المستثمرون النمائيون: ينظر هذا الأسلوب إلى مقاييس مثل معدلات نمو الأرباح، والعائد على حقوق الملكية، وهامش الربح، وعائدات الأرباح. والهدف منه تحديد الشركات ذات النمو المرتفع والمبتكرة في مجالها.
- المستثمرون في القيمة: أو ما يسمى “بأسلوب وارن بافيت” يسعون إلى شراء الشركات المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية على أمل أن يتم تسعير قيمتها الحقيقية يومًا ما. وقد انتشر هذا النهج إلى حدٍ كبير. غالبًا ما يبحث مستثمرو القيمة عن عائد مرتفع للأرباح ونسبة منخفضة للسعر إلى الأرباح، من بين مقاييس أخرى.
- المستثمرون الأفراد: هم الأشخاص ممن يستثمرون أموالهم الخاصة لتحقيق أهداف مالية شخصية مثل: التقاعد أو شراء منزل.
- المستثمرون المؤسسيون: تشمل هذه الفئة صناديق التقاعد، وصناديق الاستثمار، والبنوك، وشركات التأمين، التي تستثمر أموال عملائها أو مستثمريها.
- المستثمرون الموزعون: يفضل هؤلاء الحصول على دخل ثابت من استثماراتهم، مثل الأسهم التي تدفع توزيعات أرباح أو السندات.
اقرأ المزيد عن: أفضل الفرص الاستثمارية في السعودية
يمكن أيضًا تصنيف المستثمرين بناءً على فئة الأصول إلى:
- مستثمري الأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة أو المتوسطة أو المنخفضة.
- مستثمري العقارات.
- مستثمري السندات.
- مستثمري السلع الأساسية.
- المستثمرين في صناديق الاستثمار المتداولة وما إلى ذلك.
يحتاج المستثمرون الأفراد إلى تحديد مجالات اهتمامهم وقدرتهم على تحمل المخاطر لتضييق نطاق مجال الاستثمار.
أهم النقاط التي يركز عليها المستثمرون
يسعى المستثمرون إلى تحقيق الأرباح من استثماراتهم عبر التركيز على مجموعة من الخصائص التي تميزهم عن غيرهم. بما في ذلك:
- التحليل: يستخدم المستثمرون تقنيات التحليل الفني والأساسي لتقييم الأصول واتخاذ قرار الاستثمار.
- إدارة المخاطر: يسعى المستثمرون أيضًا إلى تنويع محفظتهم وتقليل المخاطر المحتملة.
- الصبر: يميل المستثمرون إلى الاحتفاظ باستثماراتهم لفترات طويلة لتحقيق العوائد المرجوة.
أهم الاختلافات بين الاستثمار والتداول
يتشابه الاستثمار والتداول، فكلاهما منهجيات مالية تُستخدم لأغراض تعظيم العائدات وتقليل المخاطر. يعمل كلاهما في بيئة تنظيمية آمنة لتسهيل السلامة لجميع المشاركين في السوق. الجدول التالي يوضح أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول:
المعايير |
الاستثمار |
التداول |
الأفق الزمني |
من 1 إلى 10 سنوات أو أكثر. | بدءًا من يوم إلى 12 شهرًا؟. |
الرافعة المالية |
لا | نعم |
المخاطر |
أقل | أعلى |
التردد |
أقل | أعلى |
الإدارة النشطة |
أقل | أعلى |
معدل النجاح (الفوز) |
أعلى | أقل |
العوائد |
5% – 20% سنويًا | 5% – 20% شهريًا |
المنهجية |
التحليل الأساسي للشركة. | حركات الأسعار الفنية. |
هناك منطقة رمادية بين الاستثمار والتداول تشمل: المستثمرين/المتداولين ممن لديهم أفق زمني بين 6 أشهر وسنتين، والذين يمكن اعتبارهم متداولين أو مستثمرين بنفس الوقت.
من الممكن أيضًا إجراء صفقات طويلة الأجل جنبًا إلى جنب مع الاعتماد على المراكز القصيرة بالنسبة للاستثمارات الأخرى. إلا أنه غالبًا ما يُنصح بالالتزام بمنطقة واحدة وإتقانها بدلاً من أن تكون خبيرًا في كل المهن.
![توضيح أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول](https://shadiochallenge.com/wp-content/uploads/2025/01/أهم-الفروقات-بين-المستثمر-والمتداول.jpg)
أوجه التشابه بين الاستثمار والتداول
في سياق الحديث عن الفروقات بين المستثمر والمتداول، ينبغي التطرق لأوجه التشابه النهائية بين الاستثمار والتداول، فإن كل من المتداولين والمستثمرين يتخذون مراكز وقرارات مالية تضعهم أمام حالتين، إما الفوز بالمال أو خسارته. فيما يلي بعض المعايير التي توضح أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول:
1- مخاطر الخسارة
يتضمن التداول مخاطر أعلى للخسارة بسبب تقلبات السوق قصيرة الأجل والمعاملات المتكررة.
- غالبًا ما يواجه المتداولون خسائر سريعة وكبيرة، إذا كانت تحركات السوق تتعارض مع مواقفهم.
- على النقيض من ذلك، فإن الاستثمار ينطوي عمومًا على مخاطر أقل لأنه يركز على النمو الطويل الأجل.
2- الآثار الضريبية
عادةً ما ينتج عن التداول التزامات ضريبية أعلى، لأن الأرباح غالبًا ما يتم تصنيفها على أنها مكاسب قصيرة الأجل، تخضع للضريبة بمعدلات أعلى.
- يزيد التداول المتكرر من العبء الضريبي.
- بالمقابل، يستفيد المستثمرون، الذين يحتفظون بالأصول لفترة أطول من المعدلات الضريبية القليلة على مكاسب رأس المال الطويلة الأجل.
- تختلف معدلات الضرائب والقواعد بين الولايات القضائية، لذلك يجب على المتداولين والمستثمرين أن يكونوا على دراية بقوانين الضرائب المحلية.
اقرأ المزيد عن: كيف يمكنك الاستثمار في تقنية الويب 3 لعام 2025
3- الوقت والجهد
أحد أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول، حيث يتطلب التداول قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد. يجب على المتداولين مراقبة الأسواق باستمرار وتنفيذ الصفقات في الوقت المناسب وتحليل الاتجاهات يوميًا أو حتى كل ساعة.
- الاستثمار أقل استهلاكًا للوقت، لأنه ينطوي على اتخاذ القرارات من منظور طويل الأجل.
- يقوم المستثمرون عادةً بإجراء بحث شامل في البداية، ولكن بعد ذلك يحتفظون بالأصول بتعديلات أقل تكرارًا.
4– المحفظة
غالبًا ما تكون محفظة المتداول أكثر تركيزًا، مع عدد أقل من المراكز عالية المخاطر التي تتغير كثيرًا بناءً على ظروف السوق وبهدف تحقيق عوائد سريعة. على النقيض من ذلك، عادةً ما تكون محفظة المستثمر متنوعة عبر فئات الأصول المختلفة، مما يقلل من المخاطر، ويركز على النمو الثابت الطويل الأجل.
![أوجه التشابه بين الاستثمار والتداول](https://shadiochallenge.com/wp-content/uploads/2025/01/أوجه-التشابه-بين-الاستثمار-والتداول.jpg)
تكاليف ورسوم الاستثمار والتداول
إن فهم التكاليف والرسوم المرتبطة بالتداول والاستثمار أمر ضروري لمعرفة أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول. يمكن أن يكون لهذه النفقات، على الرغم من تجاهلها في بعض الأحيان، تأثير كبير على الربحية الإجمالية.
- يواجه المتداولون والمستثمرون أنواعًا مختلفة من التكاليف.
- غالبًا ما يتعامل المتداولون مع العمولات والفروقات وتكاليف التمويل على مدة زمنية قصيرة.
- بينما يواجه المستثمرون رسوم الإدارة ونفقات الصناديق المختلفة على فترة زمنية أطول.
- قد تبدو هذه التكاليف بسيطة في البداية ولكنها قد تتراكم بمرور الوقت ويمكن أن تؤثر بشكلٍ كبير على الأداء.
تكاليف التداول: العمولات والفروقات
بالنسبة للمتداولين، العمولات والفروقات هي التكاليف الأساسية.
1- العمولات: هي الرسوم المدفوعة لكل صفقة، والتي يفرضها السماسرة. يمكن أن تختلف هذه الرسوم على نطاق واسع حسب الوسيط ومنصة التداول. فعلى سبيل المثال:
- إذا كنت تدفع عمولة قدرها 10 جنيهات إسترلينية لكل صفقة وقمت بـ 60 صفقة شهريًا، فهذا يعني 600 جنيه إسترليني في العمولات وحدها.
- على مدار عام، يصل هذا الرقم إلى 7200 جنيه إسترليني. هذا المال مطروح مباشرة من أرباحك أو مضاف إلى خسائرك.
2- الفروقات: تشير الفروقات إلى الفرق بين سعر العرض (الشراء) وسعر الطلب (البيع) للأوراق المالية. إذا اشتريت سهمًا بسعر 150 جنيه إسترليني مع فرق 2 جنيه إسترليني، فيجب أن تزيد قيمة السهم إلى 152 جنيه إسترليني قبل أن تتمكن من تحقيق التعادل.
- إذا كنت تتداول بشكلٍ متكرر، فقد تتراكم هذه الفروقات، وخاصةً في الأسواق المتقلبة حيث قد تتسع الفروقات، مما يزيد التكاليف بشكلٍ أكبر.
- في التداول عالي التردد، حتى الفروقات الصغيرة يمكن أن تؤثر بشكلٍ كبير على الربحية الإجمالية.
اقرأ المزيد عن: أهم مجالات الاستثمار الواعدة
تكاليف الاستثمار: رسوم ومصاريف الإدارة
تشكل التكاليف أحد أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول، وخاصة أولئك الذين يستثمرون في صناديق الاستثمار المشتركة أو صناديق الاستثمار المتداولة أو صناديق المؤشرات، هناك أنواعًا مختلفة من التكاليف نذكر منها:
1- رسوم الإدارة: يتم فرض رسوم الإدارة عادةً كنسبة مئوية من إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة. على سبيل المثال:
- إذا استثمرت 50000 جنيه إسترليني في صندوق استثمار مشترك برسوم إدارة سنوية 1.5%.
- فأنت تدفع 750 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا كرسوم.
- على مدار 10 سنوات قد تكلفك هذه الرسوم 7500 جنيه إسترليني، باستثناء أي رسوم إضافية أو خسائر مركبة.
2- نسبة المصروفات: تمثل نسب المصروفات النفقات السنوية للصندوق، معبرًا عنها كنسبة مئوية من متوسط أصول الصندوق. على سبيل المثال:
- يتقاضى الصندوق الذي تبلغ نسبة مصروفاته 0.75% على استثمار بقيمة 50 ألف جنيه إسترليني 375 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا.
- بينما قد تبدو الرسوم صغيرة، إلا أنها تقلل على المدى الطويل من النمو الإجمالي لاستثمارك.
- فإذا حقق السوق عائدًا بنسبة 7% سنويًا، لكنك خسرت 1.5% بسبب الرسوم والمصروفات، فإن عائدك الفعلي ينخفض إلى 5.5%، وهو ما قد يتراكم ليشكل فرقًا كبيرًا على مدار العقود.
تأثير التكاليف على الربحية
لا يمكن المبالغة في تأثير التكاليف السابقة على الربحية. فبالنسبة للمتداولين، يمكن أن يؤدي التداول المتكرر مع العمولات العالية إلى تآكل الأرباح بسرعة. وحتى إذا كنت تحقق مكاسب صغيرة من الصفقات، فإن التكلفة التراكمية للعمولات والفروقات يمكن أن تقلل بشكلٍ كبير من صافي عوائدك. على سبيل المثال:
- قد يخسر المتداول الذي يجني 10000 جنيه إسترليني من الأرباح 3000 جنيه إسترليني بسبب العمولات والفروقات، مما يقلل فعليًا من صافي الأرباح إلى 7000 جنيه إسترليني.
- بالنسبة للمستثمرين، قد يكون التأثير المركب لرسوم الإدارة والنفقات أكثر وضوحًا.
- على مدار 30 عامًا، قد ينمو استثمار بقيمة 100000 جنيه إسترليني بعائد سنوي بنسبة 7% إلى حوالي 761225 جنيهًا إسترلينيًا.
- ومع ذلك، إذا كنت تدفع 2% رسومًا، فقد ينمو استثمارك فقط إلى 432194 جنيهًا إسترلينيًا. وهذا يمثل فرقًا قدره 329031 جنيهًا إسترلينيًا، وكلها ضائعة بسبب الرسوم.
اقرأ المزيد عن: أخطر عشرة أخطاء يرتكبها المتداولون وكيفية الابتعاد عنها
ملخص أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول
على مستوى واسع، يمكن القول أن المتداولين يعملون في أفق زمني قصير، وهم أكثر راحة مع المخاطر، ويبحثون عن أرباح إضافية.
- في الوقت نفسه، يتمتع المستثمرون بإطار زمني متعدد السنوات، وهم مرتاحون مع عوائد أقل ومخاطر أقل.
- ينظر المستثمرون عادةً إلى المعلومات الأساسية البيانات الاقتصادية الكلية والبيانات المالية للشركات. بينما يهتم المتداولون بالأخبار ومؤشرات الأسعار.
- سيحتاج الأفراد إلى تحديد أهدافهم الشخصية، ومدى المخاطرة التي هم على استعداد لتحملها، وما هي الأسواق والمنتجات التي تهمهم أكثر لمعرفة أي المجالين أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم.
في ختام هذا المقال، يتضح أن أهم الفروقات بين المستثمر والمتداول تتجسد في تنوع الاستراتيجيات والنظرة المختلفة للسوق. فبينما ينطوي الاستثمار على الصبر والقدرة على تحمل تقلبات السوق على المدى الطويل، فإن التداول يتطلب تفكيرًا سريعًا وقدرة على اتخاذ قرارات سريعة استجابةً لتغيرات السوق.
من المهم لكل من يرغب في الدخول إلى عالم المال والأسواق المالية أن يفهم هذه الفروقات، حتى يتسنى له اختيار النهج المناسب بناءً على أهدافه المالية ودرجة تحمل المخاطر لديه. الاختيار بين الاستثمار والتداول يعتمد على الفهم الشخصي للأسواق والقدرة على إدارة المخاطر بشيء من الحكمة.