Search
Close this search box.

شرح مفهوم تقييم الاستثمار: كيف يمكنك معرفة مدى سرعة استرداد أموالك المستثمرة

ربما ستفعل كل شيء باستثناء الانتبها لموضوع مفهوم تقييم الاستثمار عند بدء استثمار جديد. فالجميع في البداية يبحثون عن الربح السريع والكبير. قد يحالفهم الحظ، وقد يقعون في فخ الاندفاع العاطفي في الاستثمار، فيخسرون أموالهم بسرعة. لذا لابد من وجود قواعد تحكم عملية تقييم الاستثمار وفرص نجاحه قبل الإقدام عليه. بحيث تسمح لنا هذه المعايير بأن تكون بمنأى عن المخاطر والخسائر المدمرة، وتحقق لنا الاستقرار والعوائد المربحة في الوقت ذاته.

انطلاقا من ذلك سنتعرّف في هذا المقال على كيفية تقييم استثمارك وآلياته المتنوعة، وكيفية الاستفادة منه لتحديد كم المبلغ الذي ستجنيه من استثماراتك، ومدى سرعة استرداد أموالك لمجموعة مختلفة من أفضل أنواع الاستثمارات. يتم ذلك بالاستعانة بمجموعة من أهم معايير تقييم الاستثمار منها: فترة الاسترداد (Payback period)،معدل العائد المحاسبي (ARR)، تحليل الحساسية (Sensitivity Analysis).

توضيح مفهوم تقييم الاستثمار

يعبر تقييم الاستثمار عن مجموعة من عمليات التحليل الهادفة إلى تقييم فرص نجاح استثمار معين أو مشروع جديد. يقوم تقييم الاستثمار على استخدام مجموعة من المعايير التي تساعد في قياس الأداء المتوقع للاستثمار والنتائج المستقبلية المترتبة عليه.

  • يمكن استخدام تقييم الاستثمار في مقارنة عدة خيارات استثمارية مع بعضها البعض. فهو يساعد بذلك  المستثمر في اتخاذ قرارات صائبة مبنية على “قيم” وعلاقات رياضية.
  • يعتبر هذا المفهوم قابلًا للتطبيق على مستوى الشركات والأفراد على حد سواء.

اقرأ المزيد عن: مميزات الاستثمار العقاري في دبي: ماذا تقدم دبي لجذب مستثمري العقارات

معايير تقييم الاستثمار الأساسية

يتضمن تقييم الاستثمار مجموعة من المعايير. منها ما يركز على مقدار العائد، ومنها ما يهتم بالمدة الزمنية اللازمة لإعادة الأموال المستثمرة. في حين تدرس بعض المعايير تأثير التغير الديناميكي في متغيرات الاستثمار.

فترة الاسترداد (payback period)

تعبر فترة الاسترداد عن المدة الزمنية اللازمة لإعادة الأموال المستثمرة في مشروع معين (الاستثمار الأولي). تعرف أيضًا بأنها المدة اللازمة لتغطية تكاليف المشروع. يمكن حسابها بعدة طرق إلا أن أبسط الطرق هي أكثرها رواجًا مقارنة بالطرق المعقدة التي يتم فيها استخدام برامج الحاسوب.

  • تأخذ الصيغة البسيطة بعين الاعتبار كل من تكلفة الاستثمار وتدفق النقد السنوي من المشروع عند حساب فترة الاسترداد. حيث ينص القانون على أن:

فترة الاسترداد = تكلفة الاستثمار / تدفق النقد السنوي من المشروع

  • يساعد حساب فترة الاسترداد في إيجاد ما يعرف بنقطة التعادل (break-even point) أو النقطة التي تعوض لك عائدات المشروع عن الأموال الأولية التي وضعتها للاستثمار فيه.
  • في الحالة المثالية، تكون فترة استرداد قصيرة، أي لا تقضي الكثير من الوقت حتى تسترد أموالك.
  • تستخدم العلاقة السابقة بشكل شائع من قبل الشركات، ويمكن استخدامها من قبل الأفراد كمقياس لتقييم قيمة استثماراتهم.
مفهوم تقييم الاستثمار وأبرز معاييره
مفهوم تقييم الاستثمار وأبرز معاييره

مثال عملي لكيفية حساب فترة الاسترداد

ترغب شركة Pamares للصيانة في الاستثمار في مصعد خاص بأعمال الصيانة. يكلف المصعد المراد شراءه 14 ألف دولار. يتوقع الفريق أن المزيد من الأعمال يمكن إنجازها في حال استخدام المصعد، وبالتالي فإن التدفق النقدي من الاستثمار سيكون حوالي  7000 دولار سنويًا. يحاول الفريق إيجاد فترة التعادل أو المدة التي سيسترد بعدها الفريق أمواله التي وظفها في الاستثمار. لذا يستخدمون معادلة الاسترداد البسيطة في الحساب، فينتج لديهم:

14000 دولار / 7000 دولار = 2 سنة

استنادًا إلى ما سبق، يتبين لنا أن فترة الاسترداد المتوقعة تقدر بعامين. ومن الجدير بالذكر، أنه كلما كانت فترة الاسترداد أقل كلما تم استرجاع الأموال بشكل أسرع، وكلما تجنبنا المخاطر المرتبطة بقلة الأموال.

اقرأ المزيد عن: أكثر البلدان جذبا للاستثمار ومالذي جعلها تتميز عن غيرها

​​معدل العائد المحاسبي (ARR)

يمثل معدل العائد المحاسبي (ARR) صيغة رياضية تتوقع النسبة المئوية لمعدل العائد المستقبلي الناتج عن تنفيذ استثمار معين مقارنة بتكلفة الاستثمار الأولية. تتألف العلاقة الرياضية التي تقيس معدل ARR من جزئيتين أساسيتسن: أولهما متوسط ​​إيرادات الأصل  أو العائد السنوي، وثانيهما مقدار الاستثمار الأولي للشركة. وذلك لاشتقاق النسبة أو العائد المتوقع من المشروع(قد يهمك: كيفية حساب ربح السهم لكل صفقة تداول ).

  • لا يأخذ ARR في الاعتبار الزمن أي لا يهتم بالقيمة الزمنية للتدفقات النقدية، والتي لا ننفي أنها عنصر هام جدًا في الحفاظ على الأعمال.
  • نلخص مفهوم ​​معدل العائد المحاسبي(ARR) بأنه متوسط ​​الربح السنوي للاستثمار. يعبر عنه كنسبة مئوية من المبلغ الأصلي المستثمر.
  • صيغة حساب ARR هي كما يلي:

معدل العائد المحاسبي (ARR)= (متوسط العائد السنوي/ مقدار الاستثمار الأولي)*100%

كيفية حساب معدل العائد المحاسبي للاستثمار (ARR)

لتوضيح آلية حساب معدل (ARR) نستخدم المثال التالي:

  • تستثمر إحدى الشركات مبلغ 1,800,000 جنيه إسترليني في مشروع بعائد متوقع قدره 2,000,000 جنيه إسترليني. يستمر المشروع لمدة 5 سنوات.
  • إذا كان العائد المتوقع هو 2,000,000 جنيه إسترليني والمشروع سيستمر 5 سنوات، بداية نحسب متوسط ​​العائد السنوي هو 400,000 جنيه إسترليني. ويحسب كما يلي:

متوسط العائد السنوي = 2000000 / 5 = 400000

  • وبالتالي، إذا كان متوسط ​​العائد السنوي 400.000 جنيه إسترليني والاستثمار الأولي يقدر بحوالي 1.800.000 جنيه إسترليني، فإن متوسط ​​معدل العائد (ARR) هو 22.2%. تم حسابه من خلال العلاقة التالية:

 معدل العائد المحاسبي (ARR)= (400000/1800000)*100%

  • كلما ارتفع متوسط ​​معدل العائد، كلما ارتفع العائد على الاستثمار.

اقرأ المزيد عن: ما المقصود بشهادات الاستثمار وما هي اعلى شهادة استثمار فى مصر

تحليل الحساسية (Sensitivity Analysis)

المعروف أيضًا باسم “What if analysis” يدرس هذا التحليل تأثير تغير قيمة معينة عبر الزمن من خلال ملاحظة النتائج المترتبة على هذا التغيير. تتيح هذه الطريقة للمدراء تتبع تأثير تغير معين على سلسلة من المعايير (اقرأ أيضًا: ما هو التداول بالاختبار الرجعي).

تطبيق عملي لتحليل الحساسية في مجال الاستثمار

لتكن لدينا البيانات التالية الخاصة بأحد المستثمرين:

المتغير (Variable) التقدير المتشائم (Pessimistic) القيمة المتوقعة (Expected) القيمة المتفائلة (Optimistic)
سعر البيع 5 £ 9 £
التكلفة المتغيرة لكل وحدة 5 £ 4 £ 3 £
التكلفة الثابتة 9000£ 8000 £ 7000 £
سعر البيع 2000 £ 4000 £ 6000 £
  •  الحالة الأولى: نفترض أن الأمور سارت كما هو متوقع، إلا أن وجود منافسة عالية في السوق، تسببت بتخفيض الأسعار إلى 6 جنيهات إسترلينية. عندها يكون لدينا:

الإيرادات= 6 × 4000 = 24000 جنيه إسترليني

التكاليف المتغيرة= 4 × 4000 = 16000 جنيه إسترليني

إجمالي التكاليف = 16,000 + 8,000 = 24,000 جنيه إسترليني

الربح= الإيرادات – إجمالي التكاليف

=24000  – 24000 = 0 جنيه إسترليني

تشير قيمة 0 إلى أن الشركة لن تحقق أي ربح ولكنها بالوقت ذاته لن تتكبد أي خسارة.

  • الحالة الثانية: نفترض أن الأمور سارت وفق التوقعات (Expected). عندها تكون:

الإيرادات= 7  × 4000 = 28000 جنيه إسترليني

التكاليف المتغيرة= 4 × 4000 = 16000 جنيه إسترليني

إجمالي التكاليف= 16,000 + 8,000  = 24,000 جنيه إسترليني

الربح الصافي = 28000  – 24000  = 4000 جنيه إسترليني

تشير النتائج إلى أن الشركة ستحقق أرباحًا تصل إلى 4000 جنيه إسترليني.

تبين لنا الدراسة السابقة أن تحليل الحساسية:

  • يسمح للمستثمر بتتبع عواقب التغييرات ونتائجها
  • يتيح لنا تحديد المتغيرات ذات التأثير الأكبر على نتائج القرارات.
  • يساعد في فهم مستوى المخاطر التي ترتبط بقرارات معينة.

حالات استخدام عمليات تقييم الاستثمار

بعد الحديث عن مفهوم تقييم الاستثمار ومعاييره. لابد من الإشارة إلى استخداماته. إذ إنه يستخدم في عدة أشكال، ويفيد شريحة واسعة من الأفراد والشركات على حد سواء. نذكر من هذه الحالات:

  • عندما ترغب شركة معينة في دراسة فرص نجاح مشروع ما.
  • عندما يتوجب على شركة الاختيار بين مشروعين استثماريين.
  • عندما تكون المخاطر عالية جدًا، والدقة مطلوبة للتعرف على احتمالات النجاح المستقبلية وآفاقه.
  • عندما تكون الشركة بحالة أزمة، وهناك نقص في السيولة، عندها يتطلب أي قرار استثماري جديد الدقة والانتباه.

اقرأ المزيد عن: صناديق الاستثمار المتداولة للذهب وصناديق الاستثمار المتداولة لتعدين الذهب: ما هي وكيف تعمل

عوامل نجاح تقييم الاستثمارات

لكي يحقق تقييم الاستثمارات النجاح، لابد من اعتماده على جملة من العوامل نوضحها في النقاط التالية:

  • وجود أهداف استثمارية واضحة: يتطلب توجيه عملية التقييم واختيار المعيار المناسب وجود أهداف استثمارية محددة بوضوح. مما يعني أنه على المستثمرين تأسيس فهم واضح لأهدافهم المالية، وقدرتهم على تحمل المخاطر، مع تحديد واضح للأفق الزمني، والعوائد المتوقعة من أي استثمار (تعرّف على: أهم نصائح الإدارة الشخصية المالية للجيل الحديث).
  •  التقييم الشامل: إن الوصول إلى نتائج دقيقة لعملية التقييم يتطلب العمل على عدة مستويات وتحليل عدة جوانب وصولًا إلى القرار الصائب. فالاعتماد على معيار واحد يجعل الرؤية جزئية غير كاملة مما يعني احتمال الوقوع في الأخطاء. لذا من الأفضل أن تشمل عمليات البحث والتقييم تحليل البيانات المالية وديناميكيات الصناعة واتجاهات السوق والعوامل الاقتصادية الخارجية، وحالة المنافسين.
  •  تقييم المخاطر: يعد تقييم المخاطر المؤثرة في أي استثمار أمرًا بالغ الأهمية. إذ يجب على المستثمرين النظر في جميع هذه المخاطر بما يشمل مخاطر السوق، ومخاطر السيولة، ومخاطر الائتمان، والمخاطر التنظيمية عند تقييم فرصة الاستثمار.
  • تقييم عوائد الاستثمار: يعد تقييم العوائد المتوقعة من الاستثمارات أمرًا أساسيًا لتحديد مدى نجاح أي استثمار. بناء على ذلك، يتوجب على المستثمرين النظر في عوامل مثل العائد على الاستثمار، وتوزيعات الأرباح، وإمكانية توليد الدخل، وزيادة رأس المال.
  •  التكاليف والرسوم: يتغافل بعض المستثمرون عن حساب وفهم التكاليف والرسوم المرتبطة باستثمار معين. مما يؤدي إلى نتائج خاطئة عند حساب إجمالي ربحية المشروع. لذا ننصح المستثمرين بالنظر في النفقات مثل: الرسوم الإدارية والضرائب وتكاليف المعاملات والرسوم الأخرى.
  • التنويع: يبقى تنويع الاستثمارات صمام الأمان لضمان سلام أي محفظة استثمارية. إذ أنه يساعد في تقليل المخاطر وتعزيز العائدات. يجب أن يكون التنويع على عدة مستويات بما يشمل فئات الأصول واستراتيجيات الاستثمار والقطاعات والمناطق الجغرافية للتخفيف من المخاطر قدر المستطاع.
  •  استراتيجية تجنب الخسارة: إن وجود استراتيجية خروج محددة أمر أساسي لإدارة الاستثمارات. يجب على المستثمرين النظر في عوامل متعددة مثل فترة الاحتفاظ بالاستثمار، وطرق الخروج وخيارات السيولة.
  •  المتابعة المستمرة: تعد المراقبة والمتابعة الدائمة للاستثمارات أمرًا لا غنى عنه لتقييم الأداء والتأكد من الوصول إلى الأهداف الاستثمارية. بحيث تسمح المتابعة المستمرة بإجراء التعديلات اللازمة على المحفظة الاستثمارية.
  •  طلب الاستشارات عند الضرورة: قد يجد المستثمر نفسه أمام قرارات صعبة جدًا، فيحتار بين قرارين. عندها من الأفضل طلب المشورة من المتخصصين والخبراء في المجال أو الاستفادة من خدمات الاستشارة الآلية التي ناقشناها في مقال سابق.

ما هي المخاطر المتعلقة بعملية تقييم الاستثمار؟

يتأثر تقييم الاستثمار بمجموعة من العوامل التي قد تقلل من موثوقيتها بإعطاء نتائج غير دقيقة. تشمل هذه المخاطر:

  • البيانات الخاطئة: من أبرز الأخطاء والمخاطر الشائعة. تنتج عن المبالغة في تقدير الأرباح والتدفقات النقدية.
  • مدة المشروع: يعتبر الزمن عامل حاسم. تتغير وفقه التكاليف والإيرادات والتدفقات النقدية المقدرة.
  • حجم الاستثمار: إن زيادة حجم أي استثمار، تؤدي إلى زيادة خطورته، فالخسارة تعني بهذه الحالة فقدان مقدار كبير من رأس المال.
  • البيئة المتغيرة: تتغير الاقتصادات وظروف السوق بشكل متسارع، مما يعني أننا بحاجة إلى إعادة تقييم الاستثمار بشكل منتظم.

نختتم القول، بالتأكيد على أهمية التعرّف على مفهوم تقييم الاستثمار، وأخذ جميع المعايير التي أشرنا إليها سابقًا بعين الاعتبار قبل البدء بأي مشروع جديد. تساعدنا هذه المعايير في تحديد الآفاق المستقبلية لنجاح أي مشروع، وتقينا بالمقابل من التهديدات والمخاطر الممكنة الحدوث.

 

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

جدول المحتوبات
راجع أيضا
Scroll to Top