جاءت مؤشرات العقود الآجلة لتوفر للمتداولين من خلال استخدامها بالشكل الصحيح، المعلومات المفيدة التي تساعدهم في العثور على منظور رابح في سوق التداول، سيما وأن تداول العقود الآجلة بالنسبة للمتداولين يبدو أمرًا مربكًا بعض الشيء، وخصوصًا تداول العقود قصيرة الأجل المبني على الإشارات الفنية، سيما في حال كان المتداول لا يملك التوجيه الكافي.
لذلك، سنبين لك في مقالنا ماهي العقود الآجلة وما أفضل مؤشرات تداول العقود الآجلة بالإضافة لأفضل وسطاء العقود الآجلة مع أمثلة على المؤشرات الرائدة، وتحليل لأسواقها، مع الإشارة لأهم وسطاء العقود الآجلة.
ماهي العقود الآجلة؟
العقود الاجلة هي عقود مالية مشتقة تلزم الأطراف شراء أو وبيع أصل ما في تاريخ وسعر مستقبليين محددين مسبقًا. حيث يجب على المشتري شراء أو على البائع بيع الأصل الأساسي بالسعر المحدد بغض النظر عن سعر السوق الحالي في تاريخ انتهاء الصلاحية. حيث تشمل الأصول الأساسية السلع المادية والأدوات المالية.
توضح العقود الآجلة بالتفصيل كمية الأصل الأساسي بحيث يتم توحيدها لتسهيل عملية التداول في سوق العقود الآجلة حيث يمكن استخدام العقود الآجلة للتحوط وحتى المضاربة التجارية.
أنواع مؤشرات العقود الآجلة
بدايةً، فإن مؤشرات العقود الآجلة تنقسم لأربعة أنواع:
- مؤشرات الاتجاه: والتي تخبرك بقوة واتجاه السعر.
- مؤشرات الزخم: والمسؤولة عن إخبار المتداول بمعدل التغيير في حركة السعر.
- مؤشرات التقلب: والتي تقوم بالقياس بلا اتجاه لمعدل حركة السعر.
- مؤشرات الحجم: وهي المؤشرات التي تقيس قوة اتجاه السعر وتؤكد اتجاهه.
كما يمكن تقسيم مؤشرات العقود الآجلة إلى فئتين:
- مؤشرات leading (رائدة): تعطي إشارات عندما تكون حركة السوق على وشك البدء.
- مؤشرات lagging (متأخرة): تعطي إشارات عند بدء حركة السوق وتؤكدها.
اقرأ أيضًا: الفرق بين السبوت والفيوتشرز: السعر الفوري وسعر العقود الآجلة للسلع.
أفضل مؤشرات العقود الآجلة
يعتمد أغلب المتداولين على مؤشرات متعددة في نفس الوقت وغالبًا ما تكون هذه المؤشرات تتبع جوانب مختلفة من السوق. والأفضل لك كمتداول اختيار مؤشرات العقود الآجلة التي تكمل بعضها البعض. وفيما يلي سنعرض لك أكثر مؤشرات العقود الآجلة استخدامًا ووظائفها:
المتوسطات المتحركة Moving Average
يطلق عليها اختصارًا (MAs) حيث تهدف إلى تسهيل بيانات الأسعار و تسهيل اكتشاف الاتجاهات كما أنها مؤشرات تتطور بمرور الوقت، أي بمعنى كلما تمت إضافة أجزاء جديدة من البيانات تتم إزالة الجزء الأول من البيانات بحيث يبقى عدد نقاط البيانات في المتوسط ثابتًا.
يمكن للمتداول أيضًا ضبط مؤشر متوسط الحركة لتغطية بيانات الأسعار في فترات مختلفة. فقد تلاحظ مثلاً مصطلحات مثل المتوسط المتحرك لمدة 10 أيام أو 30 يوم، وننوه إلى أن الفترة التي يختارها المتداول مهمة جدًا ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وللإفادة فإنه كلما كانت الفترة الزمنية أقصر في هذا المؤشر كلما كان المتوسط المتحرك الخاص بك أكثر فائدة من حيث التداول على المدى القصير، أما الفترات الطويلة فيستخدمها المتداولون على المدى الطويل وذلك لأن المتوسط يأخذ الأسعار السابقة بعين الاعتبار.
ولعل أبرز الاستراتيجيات التي تستخدم هذا المؤشر هي استراتيجية التقاطع، حيث يقوم المتداول بسحب المتوسط المتحرك لفترة قصيرة مثل المتوسط المتحرك لمدة 10 أيام مع المتوسط المتحرك لمدة 50 يوم على الرسم البياني، وعندما تتقاطع الخطوط فوق وأسفل بعضها البعض يمكن للمتداول حينها استنتاج ما يريده من السوق.
مثلًا في حال تجاوز المتوسط المتحرك لمدة 5 أيام المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم فهذه دلالة للمتداولين على أنها إشارة تصاعدية في الغالب.
فيما يلي أشهر المتوسطات المتحركة:
- المتوسط المتحرك البسيط (SMA): حيث يتم حسابه على مدار فترة محددة مسبقًا ويتم استخدامه بشكل مفرد كما يستخدم في حساب العديد من المتوسطات الأخرى .
- المتوسط المتحرك الأسي (EMA):
وهو متوسط نقاط السعر خلال فترة محددة مسبقًا والتي تعطي وزن أكبر للأسعار الأحدث وهو ما ينتج عنه حركة قصيرة المدى تكون أكثر استجابة مما يساعد المتداول في تحديد الاتجاه بسرعة أكبر على المدى القصير أكثر من المتوسط المتحرك البسيط.
- المتوسط المتحرك الثلاثي (TMA):
وهو مشابه لحد كبير للمتوسط المتحرك البسيط ولكن يتم صقله باستخدام جميع قيم ال sma وتكون بذلك النتيجة هي مؤشر لا يتفاعل بسرعة مع المعلومات الجديدة وهو ما يعتبر جيد بالنسبة للمتداولين غير الواثقين أو المتداولين الذين يهتمون بالاتجاهات طويلة المدى على تقلبات الأسعار قصيرة المدى.
تصحيحات فيبوناتشي
في حال كنت تتداول في أسواق متقلبة فالحل الأمثل لك هو “تصحيحات فيبوناتشي” لأنها مفيدة في تحديد ومراقبة تراجعات الأسعار. فقد تتراجع تحركات الأسعار قصيرة المدى ضمن الاتجاهات طويلة المدى وهو ما يعد فرصة ذهبية للمتداول الذكي لربح المزيد من الأموال.
وفي حال رغب المتداول بسحب تصحيح فيبوناتشي الخاص به فهو حتمًا يحتاج لقياس المسافة بين أعلى مستوى وأدنى مستوى في الاتجاه.
أي أنه عندما يقوم المتداول بسحب الأداة إلى مكانها سيلاحظ خطوط تشير إلى نسب فيبوناتشي مثل
(23.6%, 38.2%, 50%, 61.8%, و100% ) حيث يتم استخدام اختراق مستوى تصحيح فيبوناتشي معين للإشارة إلى أن السوق من المرجح أن يستمر إلى مستوى التصحيح التالي.
يعتقد أغلب المتداولين أن تلك إشارات مهمة في سوق المال. وفي معظم الأحيان يقوم المتداول الذي يعتمد مؤشر فيبوناتشي بجمع تحليلات مستويات تصحيح الاتجاه مع تحليلات أخرى حول مستويات الدعم والمقاومة، وكمثال على ذلك، إذا انخفض الاتجاه إلى خط 61.8% والمتزامن أيضًا مع دعم الاتجاه، فهو إشارة إلى دعم حقيقي لمستوى السعر.
مؤشر التوقف المفاجئ والعكس (PSAR)
حيث يعتبر مؤشر التوقف المفاجئ والعكس (PSAR) أحد أنواع مؤشرات العقود الآجلة كما أنه نوع فريد من المؤشرات التي تقوم بإنشاء منحني مكافئ من النقاط على الرسم البياني الخاص بالمتداول. بحيث تظهر هذه النقاط إما أعلى أو أسفل السعر الخاص بك كما يتغير موضع هذه النقاط بطريقة مثالية مع تغير الاتجاه.
من أجل إيضاح الفكرة، مثلًا إذا كان مؤشر (PSAR) أعلى من السعر الخاص بك وينتقل تحته فهذه إشارة إلى حركة تصاعدية في حركة السعر ، الأمر الذي قد يبدو متوافقًا مع فرصة شراء، لكن ذلك ليس دائمًا بالضرورة. والعكس صحيح.
أما في حال بدأت النقاط في الأسفل وتحركت للأعلى فهذه دلالة على حركة هبوطية وفرصة للبيع.
يُستخدم مؤشر (PSAR) لمساعدة المتداولين على فهم أوضاع السوق المتقلبة، لكن من عيوب هذا المؤشر هو تأخره الى حد ما، مما يقلل فائدته في التقاط بداية الاتجاه.
أمثلة عن المؤشرات الرائدة (leading)
في حال كنت متداول قصير المدى في سوق العقود الآجلة، فإن للمؤشرات الرائدة حصة مهمة في تداولك بالطبع، وذلك بسبب عدم بقائك لفترة طويلة جدًا في التداولات، وبالتالي أنت تحتاج لمعرفة المعلومات التي تسمح لك بتحديد الاتجاهات.
وبالرغم من أن مؤشرات leading ليست صحيحة مئة بالمئة إلا أنها قد تساعدك في تركيز انتباهك بشكل أكثر ثقة ومن بين هذه المؤشرات مايلي:
- مؤشر القوة النسبية (RSI):
وهو مؤشر يستخدم بشكل أساسي لتحديد أسواق ذروة البيع والشراء.
- المؤشر على حجم الرصيد (OBV):
مؤشر يركز على التغييرات في حجم التداول.
- مذبذب العشوائية: أو ما يعرف بمؤشر الزخم حيث يمكن أن يظهر عندما يكون السوق في منطقة ذروة البيع أو ذروة الشراء ويتباطأ اتجاهه.
تحليل أسواق العقود الآجلة
تختلف الإجابات حول مؤشرات العقود الآجلة بحسب كل متداول. فلكل متداول مؤشر مفضل لكن بشكل عام ومهما اختلفت الآراء فلا يوجد مؤشر سحري بشكل كامل، وبناء على ذلك يتطلب عادة التحليل الفني الجيد أخذ المعلومات ذات الصلة من عدة مؤشرات مناسبة. وبالنسبة لبعض المتداولين فقد يرغبون بمشاركة بعض المؤشرات المتأخرة “lagging” وذلك للتحقق من المؤشرات الرائدة “leading”.
إن كنت متداول مبتدئ وفي مراحلك الأولى، فلا بدّ لك أن تتعرف أولًا على القيود المفروضة على المؤشرات التي تفضلها. مثلًا في حال وجدت المؤشرات التي تعجبك عليك كخطوة تالية أن تتعرف على الوظائف التي لا تستطيع هذه المؤشرات فعلها. وبهذه الطريقة ستكون قادر على الجمع بين المؤشرات للقيام بدعم نقاط الضعف من أجل استراتيجية تداول أكثر تطور.
أفضل وسطاء العقود الآجلة
من أجل تداول العقود الآجلة بشكل مربح عليك أن تختار وسيط تداول العقود الآجلة بشكل دقيق بحيث تختار وسيط ذو سمعة جيدة وتنافسية. ولن ننسى بالطبع احتمالية خسارة رأس المال، ولهذا فإن عملية اختيارك للوسيط ستؤثر على مقدار الرسوم التي تدفعها مقابل الصفقات بالإضافة للأصول التي يمكنك الوصول إليها وغيرها الكثير من الاشياء المهمة.
كل ما عليك فعله هو أخذ وقتك الكافي للاطلاع على ميزات الوسطاء المعروفين والخاضعين للتنظيم الجيد واختبارهم قبل الالتزام مع أحدهم، لأن الوسيط الذي تختاره قد يكون الرابط لبرنامج التداول الخاص بك. من أبرز وسطاء تداول العقود الآجلة:
الخلاصة:
العقود الآجلة هي أداة استثمارية، لها مؤشراتها المختلفة والكثيرة، وقدمنا لك في حال رغبت بالتداول في هذا المجال، فكرة عامة عن أنواع مؤشرات العقود الآجلة وأفضلها، مع تسليط الضوء على أمثلة عن المؤشرات الرائدة وأفضل وسطاء تداول العقود الآجلة، بالإضافة لتحليل أسواقها لنكوّن لك نظرة عامة عن هذا السوق وأهم مؤشراته.