استراتيجيات ادارة المخاطر في التداول

استراتيجيات ادارة المخاطر في التداول

جدول المحتويات

استراتيجيات ادارة المخاطر في التداول أحد أعمدة نجاح التداول فكلما كانت هذه الاستراتيجيات مدروسة ومحكمة كلما تضاعفت فرص الربح لدى المتداول.

لماذا نقول ادارة المخاطر؟ ولا نقول استراتيجات التداول؟

ببساطة يدرك المتداول الناجح أنه مالم يكن لديه استراتيجية ادارة مخاطر ناجحة لتداولاته لن يكون هناك ما يُصنع من أجله استراتيجية تداول في الأصل.

وبالتالي يمكن القول أن ادارة المخاطر والتداول متلازمان في كل صفقة ومهما كانت أداة التداول المستخدمة لابد من دراسة المخاطر بحذر.

تابعوا مقالنا لمزيد من الفهم الصحيح لواحد من أهم عوامل نجاح المتداولين وهو “وضع استراتيجية ادارة مخاطر ناجحة”.

حقائق لايمكن تجنبها في التداول

يعلم الكثيرون منكن أن لكل علم بديهيات وحقائق عامة، والتداول لا يحيد عن هذا القول فله أيضًا الكثير من البديهيات والحقائق والتي لايمكن تجنب المرور عبرها وهي:

  • خسارة المال: للأسف فإن خسارة المال، جزء لا يتجزأ من عملية التداول.
  • تقليل الخسائر هو المفتاح الأساسي للنجاة من مخاطر التداول. لذلك من الضروري استخدام أوامر التداول المناسبة (سنتعرف عليها بالتفصيل في مقالة منفصلة).
  • بغض النظر عن استراتيجية ادارة المخاطر في التداول التي تريد تطويرها، لابد أن تراعي: نسبة ومتوسط الربح والخسارة، الخسائر الكارثية.
  • عليك إبقاء العاطفة بعيدة عن قرارات التداول وجعل استراتيجية ادارة المخاطر الخاصة بك عقلانية والذي يعتبر أمرًا حيويًا للنجاح.

هنا ومن خبرتنا نقول: كلما تقبلت هذه الحقائق أثناء تداولاتك، كلما ازداد نضجك التجاري ومهاراتك في التداول.

فهم المخاطر في التداول

سيكون من غير المنطق القول أنه توجد وسيلة معينة تجنبك من مخاطر التداول.

لكن بالمقابل مايمكن قوله وبشكلٍ مؤكد هو يمكن نظريًا على الأقل أن تنتهي كل صفقة بمعزل عن غيرها إلى الخسارة.

في الواقع يمكن القول أنه حتى المتداول الناجح يمكن أن يخسر في تداولاته أكثر مما يربح، ولكن مايصنع الفارق هنا هو حجم أرباح المتداول مع انتهاء كل صفقة.

ففي المنافسة مع المتداولين الاخرين لايتم الحكم على أحد المتداولين من الربح والخسارة في بداية صفقاته، بل تُحسب على المدى الطويل.

فإذا كان حجم أرباح المتداول يفوق بكثير ماحققه نظراءه فهو الأنجح بينهم. وبالتالي يمكننا فهم المخاطر في التداول على أنها معرفة الامور التالية:

  • متى تفتح ومتى تغلق صفقاتك.
  • ضبط عاطفتك.
  • القدرة على وضع تقييم منطقي لخسائرك المتوقعة.
  • تحديد نسبة الربح والخسارة في استراتيجية التداول الخاصة بك.

في حال كنت قادرًا على تحديد هذه الأرقام، فأنت بالتأكيد في طريقك إلى النجاح في تداولاتك.

بالعكس تمامًا، فإذا كنت فهم وتقدير النقاط السابقة، فأنت تُعرّض تداولاتك الخاصة للخطر.

ادارة المخاطر في التداول

ادارة المخاطر في التداول هي دراسة المخاطر المالية التي قد تلحق بكل مركز يتم اتخاذه من قبل المستثمر.

تُدرس المخاطر المالية عادة عن طريق التنبؤ بكل سيناريو محتمل لمسار الصفقة وإتقانه بهدف توقع التداعيات المالية قدر الإمكان.

باتباع هذا النهج ستكون قادرًا على حماية رأس مالك.

كي تتصارح مع نفسك لايد من الاقتناع بأن الصفقات الخاسرة تعد جزءًا من حياة المتداول اليومية.

لكن المتداولين الناجحين يديرون مخاطرهم ويتقنون إدارة أموالهم لتقليل خسائرهم.

من ناحيةٍ أخرى، غالبًا ما يتم الخلط بين مفهوم إدارة المخاطر مفهوم  إدارة الأموال، مع العلم أن المفهومين مختلفين تمامًا.

والسؤال هنا: كيف يمكننا التفريق بين هذين المصطلحين؟

إليكم الفرق:

إدارة الأموال:

وتشمل:

  • إدارة رأس المال، والتوقفات، وأهداف الربح والخسارة.
  • الإدارة العملية لحساب التداول الخاص بك.
  • إدارة الأحجام المعنية.

إدارة المخاطر

وتشمل:

  • مخاطر السوق.
  • السيولةLiquidity.
  • التطابقmatching.

باختصار يمكن القول أن إدارة الأموال هي جزء لا يتجزأ من إدارة المخاطر وكلا الأمرين ضروري لسير أعمالك بالشكل الصحيح.

استراتيجيات ادارة المخاطر

تتضمن إدارة المخاطر عدة أنواع، لنتعرف على أهم ثلاثة أنواع فيمايلي:

  1. تقليل قيمة الخسائر المحتملة دون التضحية بالاتجاه الصعودي: هذا مايمكن فهمه جليًا فيمايعرف ب” نسبة المخاطرة / المكافأة”. تعتبر هذه النسبة نوع من تحليل الكلفة وعائد الربح وتعتمد على ما يتوقعه المتداول من عوائد لاستثماراته مقارنةّ بحجم المخاطرة المحتمل حدوثها لكسب تلك العوائد.
  2. التحوط: وهو نوع آخر من استراتيجيات ادارة المخاطر. تتضمن هذه الاستراتيجية استخدام مواضع الموازنة (كوضع الحماية) التي مهمتها جني الاموال عندما يتعرض الاستثمار الأولي للخسارة.
  3. حدود التداول: وهي استرتيجية مهمة جدًا في ادارة المخاطر. تتضمن تعيين حدود التداول باستخدام أوامر مثل: وقف الخسائر وجني الأرباح. في حين يستخدم وقف الخسارة للخروج تلقائيًا من المراكز التي تتجه هبوطيًا بشدّة، فإن مهمة أوامر جني الأرباح جني المكاسب عن حد معيّن.

اقرأ أيضًا: حساب ربح وخسائر صفقات الفوركس

تنويع الأدوات: استراتيجية لإدارة المخاطر

ماذا يقصد بتنويع المحفظة؟

ينطوي تنويع أدوات التداول في محفظتك على حقيقة امتلاك أصول متنوعة وغير مرتبطة ببعضها.

بمعنى آخر لايؤثر بعضها على الآخر. مالفائدة من ذلك؟

بهذه الطريقة يتم تقليل مخاطر التداول الإجمالية دون التضحية بالعوائد المتوقعة.

بطبيعة الحال ينظر بعض المتداولون إلى بعض أدوات التداول على أنها أكثر خطورة من غيرها. ولفهم أكثر لتنويع الأدوات لنأخذ المثال التالي:

تاريخيًا، يرى بعض المستثمرين أن عقود الفروقات على الأسهم على أنها أكثر خطورة من عقود الفروقات السلعية.

مثلًا بالمقابل، هناك يعتبرون أصول محددة أخرى على أنها أصول “الملاذ الآمن” كالذهب مثلا والين الياباني.

تميل هذه الأدوات تاريخياً للارتفاع عندما يعاني السوق من الشك وعدم اليقين وغياب الاستقرار.

وبالتالي يختار المتداولون ما يسمى “الأدوات الأكثر خطورة” لأنها تاريخياً تحقق عوائد محتملة أعلى.

ولكن هل هذا يعني أن الذهب سيرتفع دائمًا في أوقات عدم الاستقرار في السوق؟ بالطبع الاجابة “لا”. لاتتجاوز هذه النظرية كونها رأي شخصي ونقول بكل صرامة الأمر متروك لك لتقرر.

أمثلة على تخفيف المخاطر

يملك المستثمرون خيارات عديدة لتخفيف المخاطر قدر الامكان والحيلولة من خسارة العائد. ومن هذه الخيارات هناك التأمين على الأموال ومقايضات

الCDS. لنلقي نظرة سريعة على كل منهما:

  • التأمين: يمكن استخدام التأمين بمفهومه البسيط كطريقة لتخفيف المخاطر. في هذه الحالية تقع المخاطرة على عاتق طرف ثالث مقابل تعويض مالي. وهو ماتفعله شركة التأمين على السيارات مثلًا عندما تتلقى أقساط تأمين من السائقين مقابل موافقتها على دفع التعويض اللازم عن الضرر في حال حدوث حادث مروري.
  • مقايضات الCDS: يمكن فهم مقايضات التخلف عن السداد CDS كمايلي:هي أحد المشتقات المالية التي تسمح للمستثمر بمبادلة أو تعويض مخاطر الائتمان الخاصة به مع مخاطر مستثمر آخر. تتم هذه العملية بشراء المستثمر المُقرِض مقايضة CDS من مستثمر آخر والذي يوافق بدوره على تعويضها إذا تخلف المقترض عن سداد المستحقات.

اقرأ أيضًا: التحليل الفني والأساسي في الفوركس

اختيار استراتيجية التداول الصحيحة

ذكرنا سابقًا في مقالنا عن أهمية اختيار استراتيجية التداول الصحيحة وكونها جزءًا لايتجزأ من إدارة المخاطر، ولكن السؤال كيف يمكن الاختيار؟

بالطبع الاجابة التي تنتظرها أنت والتي نتمنى أن نخبرك بها هي أن نذكر اسم استراتيجية معينة، لكن للأسف لا توجد استراتيجية واحدة أفضل من الكل!.

عادةً مايختار المتداولون استراتيجيات تداول مختلفة اعتمادًا على:

  • خبرتهم في التداول: فهناك استراتيجيات تحتاج لخبرة واسعة في التداول وهناك استراتيجيات يمكن للمبتدئين اتباعها. والفرق هنا في كمية المخاطر التي تنطوي عليها كل استراتيجية والقدرة على التعامل معها.
  • حجم الاستثمارات: فهناك استراتيجيات مخصصة للمتداولين الذي يستثمرون أموال طائلة.
  • معرفتهم بالأدوات: ربما تستغرب ذلكّ لكن نعم، تعتمد الاستراتيجية أحيانًا على نوع الأداة التي يستخدمها المتداول.
  • استعدادهم النفسي: والذي يؤثر على كامل عملية التداول وبالتالي هناك استراتيجيات لاتناسب أولئك المتداولين العاطفيين ممن يتأثرو بالخسارات الآنية.
  • تفضيلهم السخصي: وهو أمرٌ يشبه التسوق حيث أنه في بعض الأحيان يفضل المتداول استراتيجية ما على حساب أخرى لأنها تجبه ومن السهل عليه ربما تطبيقها عكس واحدةٍ أخرى.

في النهاية، مايمكننا قوله لك: من المهمّ جدًا أن تأخذ وقتك في التعرف على استراتيجيات التداول المختلفة ومن ثم اختيار الأفضل لك يمايتناسب مع شخصيتك وميزانيتك واحتياجاتك.

أبعَد مشاعرك عن قرارات التداول

من يقرأ هذه الفقرة في نهاية مقالنا يعتقد أن ضبط المشاعر في التداول أمرٌ ليس مهمّ ولكن في الحقيقة هذا ليس صحيحًا!

فإدارة العواطف هي أصعب جزء في التداول، بل أكثر من ذلك هي جزءٌ هامٌّ من حياة المتداول اليومية ومعاناته.

يعتقد البعض من المتداولين المبتدئين أنهم في حال قلّدوا أسلوب واستراتيجيات المتداولين الخبراء سينجحون في تداولاتهم ولكن المفاجأة هي أنه سينتهي الأمر بهم بخسارة كل أموالهم، لماذا؟

لأنه لا يمكن للمبتدئ إبعاد عوطفه عن الصفقات.

وبتفسيرٍ أدقّ، هذا يعني أن المتداول المبتدئ لا يستطيع تحمل الخسائر والخروج من صفقةٍ ما عندما يستدعي الأمر.

بل على العكس يستمر على أمل التعويض وهنا تقع الكارثة حيث تتضاعف خسائره.

وبنفس الطريقة لايستطيع هؤلاء تحقيق المكاسب أيضًا، لماذا؟

لأنهم عندما يبدأون بالربح، تقودهم مشاعرهم للتمسك بالصفقة لتحقيق مكاسب أكبر وأكبر.

أخيرًا وانطلاقًا مما ختمنا به مقالنا نقول: لاتدع عواطفك تقودك إلى ارتكاب الأخطاء وليكن لديك دومًا أفضل استراتيجيات ادارة المخاطر في التداول

والتي تتناسب مع استراتيجة التداول الخاصة بك. ولتكن استراتيجية التداول الخاصة بك مناسبة لاحتياجاتك وشخصيتك.

بدورنا نحن جاهزون لمساعدتك على العبور الى طريق النجاح في التداول وكل ماهو عليك هو مراسلتنا عبر بريد الموقع وطلب المساعدة.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top