تجذب استراتيجية التداول بالتحكيم المتداولين ببسبب بساطتها وسهولة تطبيقها. فهي تعتمد على العثور على أصل يتم تداوله في عدة أسواق بأسعار مختلفة لتحقيق الربح. توفّر الأسواق الجديدة ذات التنظيم الضعيف فرصة أفضل لنجاح استراتيجية التحكيم. على سبيل المثال: سوق العملات المشفرة أقل كفاءة من سوق الأوراق المالية، وهو أكثر ملاءمة للتداول بالتحكيم.
في هذه المقالة، سوف نتعلم تفاصيل هامة عن التداول بالتحكيم ومميزاته، كما سنوضّح كل نوع من أنواع التداول بالمراجحة أو التداول بالتحكيم، ونستكشف كيفية تطبيقه على أرض الواقع بالاستفادة من مجموعة من الخطوات العملية.
ما هي استراتيجية التداول بالتحكيم
يعتمد التداول بالتحكيم (Arbitrage trading) على استخلاص الربح من فرق الأسعار لنفس الأصل بين عدة أسواق. تعد “تجار التجزئة” مثالًا واقعيًا للتداول بالتحكيم. على سبيل المثال: يشتري التجار السيارات المستعملة بسعر أرخص في بلد ما ويبيعونها بسعر أعلى في بلد آخر.
- يتضمن التداول بالتحكيم شراء وبيع العملات، والأسهم، والمشتقات، والعملات المشفرة.
- إذا تم تداول سهم الشركة في بورصة نيويورك بسعر 6 دولارات، وفي بورصة لندن بسعر 5.7 دولار. فهذه فرصة رائعة للدخول في التداول بشرط أن يكون الربح أكبر من التكاليف.
- كقاعدة عامة، تعتبر سرعة المعاملات مهمة جدًا في التداول بالتحكيم. لذلك، يمكن أن يكون الكمبيوتر القوي والإنترنت عالي السرعة وروبوتات التداول الآلية مفيدة.
- تعتبر المراجحة اليدوية مربحة في الأسواق الجديدة، مثل: العملات المشفرة، وغير مربحة في الأسواق المتقدمة والفعالة مثل: سوق الأوراق المالية (قد يهمك: استراتيجية تداول المراكز في الفوركس او Position trading).
التداول بالتحكيم في سوق العملات المشفرة
تعتمد استراتيجية التداول بالتحكيم في العملات المشفرة على فتح صفقات متقابلة بنفس العملة المشفرة، ولكن في بورصات مختلفة. لذلك، أثناء تطبيق هذه الاستراتيجية من الضروري أن يكون لديك إيداع في بورصتين على الأقل.
- الفكرة العامة للتحكيم في العملات المشفرة هي إيجاد حالات يكون فيها لنفس العملة المشفرة سعر مختلف في بورصتين مختلفتين. نظرًا لأن متداولو التحكيم يبيعون أصلًا بسعر أعلى، فإنهم يزيدون العرض، مما يدفع السعر إلى الانخفاض.
- الحالة الثانية هي شراء أصل بسعر أقل، مما يعني زيادة الطلب والضغط التصاعدي على السعر. وبالتالي، كلما تم إبرام المزيد من صفقات التحكيم، كلما كان التناقض في الأسعار أصغر. لذلك، يجب على متداول التحكيم في العملات المشفرة أن يتعلم كيفية تحديد مثل هذه المواقف، وإدخال الصفقات ذات الصلة بسرعة.
تنويه: تتميز سوق العملات المشفرة بأنها متقلبة للغاية،مما يعني أنّ التناقضات واختلافات الأسعار قد تكون أكثر أهمية من تلك الموجودة في بورصات الأسهم أو العملات. كما أن هذه السوق غير منظمة قانونيًا، لذا فإن الناس مترددون في نقل استثماراتهم إليها. ونتيجة لذلك، فإن السيولة المنخفضة تسمح باستمرار التناقضات في الأسعار لفترة أطول من الأسواق المتقدمة.
مقالات ذات صلة: استراتيجية تداول النطاق في الفوركس
مخاطر تداول التحكيم بالعملات المشفرة
لا تخلو استراتيجية التداول بالتحكيم من المخاطرة عند تطبيقها في سوق العملات المشفرة. إلّا أن فهم هذه المخاطر المتمثلة يالأمان والتوقيت يساعد في تجاوز هذه المخاطر التي سنوضحها في النقاط التالية:
1- مخاطر الأمان
بصفتهم مشاركين في عمليات التداول، يتعرض تجار التحكيم بالعملات المشفرة لمخاطر الاحتيال المرتبطة باختراق الحسابات وبورصات العملات المشفرة. كما يتعرض تجار التحكيم بالعملات المشفرة لخطر خسارة أموالهم في حالة عدم أمانة وسيط التشفير الذي يمكنه إغلاق الشركة بسرقة أموال العملاء.
نظرًا لأن سوق العملات المشفرة غير منظم بشكل جيد بموجب القانون، انتبه جيدًا للأمان، أي اختر وسطاء يتمتعون بسمعة طيبة، واحم حسابك من خلال التحقق الإضافي.
2- مشكلة التوقيت
يرتبط تنفيذ صفقات التحكيم بمخاطر التوقيت. لذلك يمكن للتجار الاستفادة من تداول التحكيم بالعملات المشفرة بطريقتين:
- استخدام وسائل ميكانيكية من خلال شراء معدات قوية للتداول والاتصالات عالية السرعة.
- استخدام الماسحات الضوئية الآلية للبحث عن فرص التحكيم والبرامج المتخصصة لفتح الصفقات.
تنويه:
كلما مر وقت أطول منذ ظهور فرصة الدخول في صفقة التحكيم، كلما زاد عدد المتداولين الذين يبيعون الأصل بسعر مرتفع ويشترون بسعر منخفض. نتيجة لذلك سينخفض فارق السعر وإمكانية الربح.
3- التكلفة في بعض الحالات
قد تصبح استراتيجية التداول بالتحكيم غير مناسبة في مرحلة ما، عندما لن تغطي إمكانية الربح التكاليف المترتبة على نجاح الصفقة.
تتضمن التكاليف العمولات المختلفة التي يدفعها المتداول أثناء تداول التحكيم، مثل: فتح صفقة، أو تحويل الأموال بين البورصات، أو سحب الأموال من حساب التداول.
مثال على استخدام استراتيجية التداول بالتحكيم
في مثالنا هذا سنفترض أن أحد متداولي العملات المشفرة قد لاحظ ما يلي:
- سعر 1 بيتكوين في البورصة 1 = 14000 يورو.
- سعر 1 بيتكوين في البورصة 2 = 14100 يورو.
- الإيداع في البورصة 1: 14000 يورو + 1 بيتكوين.
- الإيداع في البورصة 2: 14000 يورو + 1 بيتكوين.
بعد شراء عملة بيتكوين من البورصة 1 وبيع هذه العملة في البورصة 2، سيكون ربح المتداول في هذه الحالة 100 يورو، ولكن الآن لا يوجد سوى BTC على البورصة 1، ولا يوجد سوى اليورو على البورصة 2. وبالتالي، لن يتمكن المتداول من بيع BTC على البورصة 2 أو شرائها على البورصة 1. لذلك، عند حساب الأرباح، يجب على المتداول أن يأخذ في الاعتبار تكاليف تحويل 1 بيتكوين إلى البورصة 2.
أنواع التحكيم في استراتيجيات التداول
هناك عدة أنواع من عمليات التحكيم التي قد يستخدمها المتداولون. نذكر منها:
التحكيم الكلاسيكي |
يحدث هذا النوع من التداول في أسواق الاستثمار والأسواق المالية، عندما يتم شراء منتج من نوع واحد من الأسواق، وبيعه في نوع آخر. |
التحكيم الاندماجي |
يرتبط هذا النوع من التحكيم بعملية الاستحواذ على الشركات. |
التحكيم القابل للتحويل |
يشير إلى السندات القابلة للتحويل وخصائصها. |
التحكيم الثلاثي (المثلثي) |
يحدث في سوق الصرف الأجنبي وأدواته الرئيسية، وعند تداول أزواج العملات. |
1- استراتيجية التداول بالتحكيم المكاني
تعتمد هذه الاستراتيجية على بيع المنتج في بورصات مختلفة، بالاستفادة من اختلاف أوقات التشغيل ومواعيد الجلسات. أمثلة عملية على تطبيق استراتيجية التحكيم المكاني في التداول:
استغلال اختلاف السعر بين البورصات
على سبيل المثال: يتم تداول أسهم الشركات الكبيرة مثل سوني في العديد من البورصات. تنشأ فرصة الدخول في التحكيم المكاني عندما يكون سعر سوني في بورصة طوكيو للأوراق المالية (TYO) أقل من سعره في بورصة نيويورك (NYSE). عندها يستطيع المتداول شراء السهم في بورصة طوكيو، ثم بيعه بشكل متزامن على بورصة نيويورك.
الاستفادة من تزامن أوقات جلسات التداول
تتزامن أوقات تشغيل بعض جلسات التداول في سوق الفوركس مع بعضها البعض. على سبيل المثال: يفتح السوق الأمريكي قبل إغلاق السوق الأوروبي. ونتيجة لذلك، يمكن تداول اليورو في أوروبا وأمريكا بأسعار مختلفة.
الفرق بين البورصات عالية السيولة والمنخفضة السيولة
من الممكن أيضًا وجود فرق في السعر بين البورصات عالية السيولة والمنخفضة السيولة في العملات المشفرة. على سبيل المثال: إن عملية شراء أو بيع BTC على Binance عالية السيولة هو 16739.07/16739.56، وعلى Bitfinex الأقل سيولة هو 16740/16742. بناءً على ذلك، يمكن شراء البيتكوين على Binance بسعر 16739.56، بينما يتم بيعها على Bitfinex بسعر 16740. ساهم تطور التداول الخوارزمي في جعل الاختلاف في أسعار الأسواق الداخلية أصغر كل يوم، لذلك أصبح التحكيم المكاني، وخاصة اليدوي منه نادرًا.
2- استراتيجية التحكيم في البيع بالتجزئة
يعتبر “التحكيم عند البيع بالتجزئة” نموذجًا شائعًا عند تداول السلع المادية. على سبيل المثال، يمكن لأي شخص شراء منتج مادي في سوق محلي، ثم إعادة بيعه إلى مشترٍ نهائي في مدينة أخرى بسعر أعلى.
الفائدة للمشتري النهائي هي أن مبلغ الهامشي أقل من التكلفة المحتملة للسفر إلى مدينة أو بلد آخر للحصول على المنتج نفسه.
وبالتالي، فإن الربح في التحكيم بالتجزئة هو مكافأة تحمل عدة أنواع من المخاطر. يرتبط الخطر الأول بعدد الأشخاص الذين يريدون شراء هذا المنتج. ويتعلق الخطر الثاني بفرصة إعادة بيع المنتج بالسعر المناسب.
مقالات ذات صلة: ما هي كتل الطلب أو Block order في التداول
3- استراتيجية التداول بالتحكيم الاندماجي
يحدث هذا النوع من تداول التحكيم عندما تستحوذ شركة عامة على أخرى. بموجب الشروط، يجب على الشركة المستحوذة إعادة شراء أسهم الشركة المستهدفة (التي يتم بيعها). يتم تحديد سعر الشراء عادةً أعلى من سعر السوق حتى يتمكن المساهمون الحاليون من الاستفادة.
عندما تصبح المعلومات حول الاستحواذ عامة، يبدأ تجار التحكيم في شراء أسهم الشركة التي يتم بيعها، حيث يتوقعون ارتفاع السعر.
لا يمكن ضمان إمكانية نجاح الصفقة في هذه الحالة بسبب الحظر من قبل السلطات التنظيمية أو بسبب القوة القاهرة. وبالتالي، لا يمكن لتجار التحكيم التأكد من قدرتهم على بيع الأصل بسعر الشراء المحدد. وبالتالي، كلما اختلف السعر الحالي عن سعر الشراء، كلما زاد الربح المحتمل للتحكيم في الاندماج.
4- استراتيجية التحكيم القابل للتحويل
يرتبط التحكيم القابل للتحويل بالسندات القابلة للتحويل، وهي عبارة عن أوراق مالية تصدرها الشركات لجذب استثمارات إضافية. يمكن تحويلها إلى أسهم الشركة المصدّرة. هذا هو الفرق الرئيسي بينها وبين السندات القياسية.
- الفائدة المدفوعة على السندات القابلة للتحويل أقل عمومًا من السندات التقليدية. ومع ذلك، يمكن إجراء التحويل إلى أسهم بمعدل مخفض.
- تنشأ فرصة التحكيم القابل للتحويل لأن سعر السهم الحالي يكون عادةً أعلى من سعر تحويل السند. لذلك، يتم إبرام صفقة شراء السندات في وقت واحد مع صفقة بيع الأسهم.
- إن الزيادة المحتملة في سعر السهم بعد انتهاء التداول سيتم تعويضها جزئيًا من خلال المدفوعات مقابل الاحتفاظ بالسند. من ناحية أخرى، لا يمكن تحويل بعض السندات إلى أسهم إلا بعد مضي الوقت.
- تواجه استراتيجية التداول بالتحكيم القابلة للتحويل نوع آخر من المخاطر ألا وهو خفض التصنيف الائتماني للشركة. في مثل هذه الحالات، تنخفض أسعار الأسهم عادةً بشكل أسرع من أسعار السندات. لذلك، إذا حدث هذا بعد فتح تداول التحكيم، فقد يتكبد المستثمر خسائر.
مقالات ذات صلة: نموذج الصندوق الأسود وكيف يستخدم في الأسواق المالية
استراتيجية التحكيم المثلثي
يتم استخدام التحكيم المثلثي عند تداول الأدوات المزدوجة. على سبيل المثال: أزواج العملات EURUSD وGBPUSD أو العملات المشفرة BTCUSD وBTC/USDT. الغرض من هذا النوع من تداول التحكيم هو إيجاد الفرق في السعر بين ثلاث أدوات مزدوجة. على سبيل المثال، BTCUSD = 16716 و ETHUSD = 1216. بناءً على البيانات هذه، يجب أن يكون سعر BTC/ETH مساويًا ل 16716/1216 = 13.75. افترض أن سعر BTC/ETH الفعلي = 13.8، أي أكثر من السعر المحسوب 13.75. لتحقيق ربح من خلال التحكيم الثلاثي، تحتاج إلى إجراء ثلاث معاملات:
- شراء BTCUSD بسعر 16716 دولارًا أمريكيًا. على سبيل المثال، نشتري 10 لوتات بمبلغ 167160 دولارًا أمريكيًا.
- بيع BTC/ETH بسعر 13.8 إيثريوم. 10 لوتات بمبلغ 138 إيثريوم. نتيجة لهذه المعاملات، يوجد 138 إيثريوم في الحساب وديون بقيمة 167160 دولارًا أمريكيًا. لذلك، في الصفقة الثالثة، تخلص من إيثريوم وأغلق ديون الدولار الأمريكي.
- بيع ETHUSD بسعر 1216 دولارًا أمريكيًا، وبيع 138 ETH بسعر 167808 دولارًا أمريكيًا (138 × 1216).
كان الدين 167160، وكان الربح من الصفقة الثالثة 167808 دولارًا أمريكيًا. لذا فإن ربح التحكيم المثلثي كان 167808 – 167160 = 648 دولارًا أمريكيًا.
إذا كان السعر الفعلي لـ BTC/ETH في هذا المثال أقل من السعر المحسوب، أي 13.7 (مع التقدير 13.75)، فإن اتجاه المعاملات في التحكيم المثلثي سيكون على النحو التالي:
- بيع BTC/USD بسعر 16716 دولارًا أمريكيًا.
- شراء BTC/ETH بسعر 13.7 ETH.
- شراء ETH/USD بسعر 1216 دولارًا أمريكيًا.
إيجابيات وسلبيات استراتيجية التداول بالتحكيم
يتمثل المعيار الرئيسي لنجاح تداول التحكيم أو المراجحة بالسرعة العالية. بناء على ذلك، كلما وجد المتداولون أدوات التحكيم بشكل أسرع، وكلما أسرعوا في دخول الصفقات، كلما زادت احتمالات الربح. ولهذا السبب، فإن تداول التحكيم غير مناسب للمتداولين اليدويين، حيث سيخسرون من حيث السرعة أمام روبوتات التداول الآلية. ننهي الجدال بمقارنة إيجابيات وسلبيات هذا النهج:
الإيجابيات |
السلبيات |
الوضوح وسهولة القراءة على المخططات: يبحث المتداولون في التداول القياسي عن “الرأس” و”الكتفين” على مخطط الأسعار، بينما يبحث متداولو المراجحة أو التحكيم عن المستويات الأفقية التي تشير إلى وجود تناقض في الأسعار. | التكاليف: لتحقيق الأرباح عند استخدام تداول التحكيم، يجب على المتداولين إما إنفاق الأموال على برنامج جيد يعمل على أتمتة التداول أو البحث عن فرص للتداول اليدوي. مقارنة بالتداول الكلاسيكي، فإن ضبط تنبيه في المراجحة وانتظار الموقع المناسب لإبرام صفقة أمر مستحيل لأنك تحتاج إلى التصرف على الفور. |
الثقة أكبر: في التداول الكلاسيكي، هناك احتمال لنتيجة إيجابية وسلبية لكل تداول فردي. لا يمكن حساب النتيجة مسبقًا. في تداول المراجحة، يعتمد نجاح التداول فقط على سرعة إبرامه. | مخاطر التنفيذ: مثل أي نوع من أنواع التداول قصير الأجل مع إمكانات ربح قليلة ولكن أحجامًا كبيرة، تحدث الانزلاقات وإعادة التسعير وفقدان اتصال الإنترنت أثناء تداول المراجحة. حتى التغيير الصغير غير المنضبط في المركز يمكن أن يكون له عواقب سلبية على المتداول. |
نظائر استراتيجة التداول بالتحكيم
تقودنا الفقرة السابفة إلى البحث عن استراتيجيات التحكيم التي لا تتطلب سرعة عالية في إبرام الصفقات. وهذه الاستراتيجيات هي: التحكيم بالمخاطرة، والتحكيم بالدخل الثابت، والتحكيم بالفائدة المغطاة. يمكن أن نطلق عليها أيضًا نظائر لاستراتيجيات اليوم الواحد والمتوسط الأجل في التداول الكلاسيكي حيث يمكن أن يتراوح وقت الاحتفاظ بالمركز من عدة أيام إلى عدة أشهر.
استراتيجية التحكيم بالمخاطر
تعتمد استراتيجية التحكيم بالمخاطر على التحكيم بالاندماج، عندما تخطط إحدى الشركات لإعادة شراء أسهم شركة أخرى بسعر محدد مسبقًا أعلى من سعر السوق الحالي. تتكون هذه الاستراتيجية من شراء أسهم الشركة التي يتم الاستحواذ عليها على أمل حدوث الصفقة. كلما زاد الفرق بين السعر المشار إليه في الصفقة وسعر السوق الحالية، كلما زاد ربح متداول التحكيم. ومع ذلك، تنطوي هذه الاستراتيجية على مخاطر إلغاء الصفقة، ونتيجة لذلك لن يحصل متداول التحكيم على الربح المخطط له.
- على سبيل المثال، في الوقت الحالي، يتم تداول أسهم الشركة التي سيتم شراؤها بسعر 50 دولارًا للسهم. إذا تم تحديد سعر 52.5 دولارًا من حيث التداول، فإن مثل هذه الأوراق المالية مناسبة للتحكيم المحفوف بالمخاطر.
- لنفترض أن المتداول يفتح صفقة طويلة الأجل على 10 أوراق مالية بقيمة حالية 500 دولار. قبل تاريخ الاندماج، يمكن أن يتقلب سعر السهم صعودًا وهبوطًا.
- يجب على المتداولين إبرام صفقة بحجم كافٍ بحيث يكون لديهم أموال كافية للاحتفاظ بمركز مفتوح، مع مراعاة هذه التقلبات.
- إذا حدثت الصفقة، سيخرج المتداول من الصفقة بسعر 52.5 دولارًا، ويحصل على 525 دولارًا مقابل 10 أسهم. إذا لم تحدث الصفقة، يجب على المتداول إغلاق المركز بناءً على وضع السوق. وبالتالي، في استراتيجية التحكيم المحفوف بالمخاطر، لا يُعرف سوى مستوى جني الأرباح، أي السعر المحدد من حيث الصفقة.
استراتيجية التحكيم المعتمدة على الدخل الثابت
يعتمد التحكيم في الدخل الثابت على الفرق في أسعار الفائدة بين أنواع مختلفة من الأوراق المالية، مثل الأسهم والسندات.
- على عكس الاستراتيجية السابقة، لا يعتمد توقع التحكيم في الدخل الثابت على بيانات دقيقة بل على افتراضات المتداولين. يتم فتح الصفقات وفقًا لنظام التحكيم القياسي، مما يعني بيع الأوراق المالية الأكثر تكلفة، وفي نفس الوقت شراء الأوراق المالية الأرخص من أجل تحقيق الربح.
- افترض أن عائد السند 1 هو 4% والسند 2 هو 3.5%. أيضًا، يعمل مصدرو الأوراق المالية في نفس الصناعة، ولديهم لوجستيات مماثلة، ونفس الربح تقريبًا.
- لذلك، قد يفترض متداولو التحكيم أن العائدات المستقبلية الفعلية لكلا الأوراق المالية ستكون هي نفسها. ثم يدخلون في صفقة شراء السند 2 (بعائد 3.5%) وبيع السند 1 (بعائد 4%). إذا تطابق سعر السند، فسيحقق المتداولون ربحًا بنسبة 4 – 3.5 = 0.5%.
موارد إضافية لتعلم استراتيجيات التداول المتقدمة:
- ما هو مفهوم الاموال الذكية SMC وما علاقته بال ICT في مجال التداول
- شرح كل ما يتعلق باستراتيجية التداول الداخلي ICT في سوق الفوركس
- نمط الدخول المثالي للتداول في ICT: نمط OTE في التداول
خلاصة القول:
تقدّم استراتيجية التداول بالتحكيم فرصة كبيرة للمتداولين لجني الأرباح وتحقيق المكاسب، لذلك يجب على متداولي التحكيم التزود بالمعلومات والأدوات اللازمة لتحقيق أفضل النتائج. أما بالنسبة للمتداولين اليدويين فيمكنهم اللجوء إلى نظائر استراتيجية التحكيم.