أيهما أفضل استثماريًا شراء بيت أم استئجاره

أيهما أفضل استثماريًا: شراء بيت أم استئجاره

جدول المحتويات

من المحتمل أنك تساءلت في نفسك: ما الأفضل لي استثماريًا شراء بيت أم استئجاره؟، عند بحثك عن مكان ما للسكن والمعيشة. إلا أنه لا يمكن اعتبار الإجابة عن هذا السؤال مقياسًا تامًا، لأن الأمر محكوم بأكثر من معيار معين.

من تكلفة مثلًا ومدة إقامة وعمر وأسلوب الحياة، وغيرها الكثير من الأمور التي تؤثر على اتخاذك للقرار بشأن اختيار شراء بيت أم استئجاره. ومن جهة ثانية، لا يمكن إغفال العوامل الاقتصادية الأخرى من قروض وتضخم وأسعار فائدة، وما تعكسه من تأثيرات على كل من تكاليف الإيجارات وحتى أسعار المنازل. لذلك، سنبين لك ضمن مقالنا مزايا كل من شراء بيت واستئجاره، ونترك لك في النهاية حرية الاختيار.

البيوت كعقارات سكنية

تعتبر البيوت أحد أنواع العقارات السكنية حيث تعد من أنماط الأصول الثابتة غير قابلة للنقل من مكان لآخر. كما أنها من أكثر أنواع العقارات طلبًا نظرًا لأهميتها كمأوى للسكن والاستقرار.

لذلك، عند تفكيرك في شراء بيت أو استئجاره، عليك أن تفكر في الناحية الاستثمارية وفي قدرتك المالية أيضًا على تحمل التكاليف، وما إن كنت تسعى للاستقرار الدائم أم لا.

شراء بيت أم استئجاره
شراء بيت أم استئجاره؟

ما هو الأفضل من ناحية الاستثمار شراء بيت أم استئجاره؟

بعد سلسلة من مقالاتنا المطولة التي أشرنا فيها إلى تحليل أسواق العقارات وقدمنا من خلالها دليل كامل في الاستثمار في العقارات، نحاول اليوم أن نبين الفروقات بين شراء واستئجار البيوت  في محاولة منا للإجابة عن سؤال ما الأكثر فائدة، شراء بيت أم استئجاره؟.

يعتبر كل من شراء بيت أو استئجاره طريقة في الحصول على سكن بشكل أو بآخر، لكن الأمرين مختلفين تمامًا عن بعضهما البعض بجوانب متعددة من، مسؤوليات وتكاليف وأنماط حياة وحتى احتياجات.

لذلك، من المهم أن تدرك جيدًا الاختلافات بين شراء واستئجار منزل لتتخذ قرارًا مناسبًا لك. وسنوضح لك أهم الاختلافات في فقرة لاحقة، حيث يختلف الاستئجار عن التملك في كل جانب تقريبًا.

فمسؤوليات المستأجرين ليست هي نفسها مسؤوليات الملاك. والتكاليف ليست هي نفسها ولا المكافآت أيضًا. وغالبًا ما تختلف أنماط الحياة والأهداف والاحتياجات أيضًا.

أيهما أفضل شراء بيت أم استئجاره معايير الاختلاف
معايير الاختلاف بين شراء منزل أو استئجاره

هذه الاختلافات هي في بعض الأحيان انعكاس لاختيارك بين شراء بيت أم استئجاره، وفي بعض الأحيان انعكاس لسبب اتخاذك لهذا الاختيار. وفي كلتا الحالتين، كلما زادت معرفتك بهذه الاختلافات، كلما كان اختيارك أسهل:

الدفع الشهري للمنزل

في حال اخترت شراء منزل فإنك ستقوم بالدفع إما مباشرةً أو من خلال سداد رهن عقاري يتضمن فائدة ما. وغالبًا ما يتم تحديد عدد السنين اللازمة لسداد القرض والتي بانتهائها تصبح مالكًا للمنزل كاملًا.

أما إذا اخترت الاستئجار، فأنت ملزم بدفع مبلغ نقدي شهريًا لصاحب الملك أو لمكتب التأجير. أي أنك لست مالكًا للعقار بل أنت تقوم بعملية اقتراضه كل شهر، وستستمر في دفع الإيجار طيلة فترة بقائك به. علمًا أن الإيجار عادةً ما يرتفع مع مرور كل سنة.

الضرائب العقارية

إذا قررت شراء منزل وأصبحت مالكًا له فعليك دفع ضرائب الملكية التي تختلف من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى. أما بالنسبة للمستأجرين فلا يتم دفع ضرائب الملكية بطريقة مباشرة، لكن قد يفرض صاحب العقار ذلك على المستأجرين، حيث يتم خصم المبلغ من ضرائب الدخل. لكن عادةً ما يتم احتساب هذه الضرائب مسبقًا من المبلغ الكلي للإيجار وبالتالي لا يمكن خصمها.

الصيانة والإصلاحات

عند شرائك لمنزل ما فإنك أنت المسؤول مباشرةً عن كل ما يتعلق بالصيانة والإصلاحات، أما المستأجر فلا يعتبر مسؤول عن أي صيانة، بل تلك مسؤوليات صاحب العقار فقط.

التأمين

في حال امتلاكك لمنزل ما عليك أن تختار تأمين يغطي كل الأضرار المحتملة، مثل أضرار الحرائق والمياه وغيرها من ممتلكات شخصية. وهو ما يجعل تكاليف التأمين كبيرة قد تتجاوز أضعاف تكلفة بوليصة التأمين للمستأجرين. حيث تنخفض تكاليف تأمين المستأجرين كونها تقتصر على تغطية الممتلكات الشخصية وليس المنزل المستأجَر.

حقوق الملكية

بمجرد شرائك لمنزل فإنك مالك له، وبالتالي أي ارتفاع في قيمة حقوق الملكية سيعود عليك، خاصةً وأن قيمة البيوت متغيرة مع الزمن فهي بالنهاية استثمارات تحتمل الارتفاع والانخفاض في القيمة.

لذلك، في حال قررت بيع منزلك يمكنك الاستفادة من صرف حقوق الملكية كمكسب لك. من جهة ثانية، لا يملك المستأجر حقوق ملكية لأنه غير مالك للمنزل الذي يسكن فيه.

أسلوب الحياة والعمل

عادةً ما يتجه الأشخاص المحبين لمنطقة سكنية معينة ويفضلون الاستقرار لفترات زمنية تزيد عن خمس سنوات، إلى شراء منزل خاصةً مع استقرار العمل. أما بالنسبة للأشخاص الذين يفتقرون للأمان في وظيفتهم، ولا يفضلون البقاء في نفس المكان لمدة تزيد عن خمس سنوات، فمن المرجح أن يكون استئجار منزل هو خيارهم.

التكاليف

لعل التكاليف هي أهم نقطة للإجابة عن سؤال شراء بيت أم استئجاره؟. عليك أن تسأل نفسك هل أنت قادر على تحمل تكاليف شراء بيت؟، هل يمكنك سداد الدفعة الأولى مثلًا؟. إن كانت الإجابة نعم، يمكنك المباشرة بعملية الشراء. وإن لم تمتلك التكاليف السابقة فمن الأفضل لك الانتقال لخيار الاستئجار.

(ننصحك بقراءة: أسعار العقارات في دبي).

إيجابيات وسلبيات شراء واستئجار المنازل

نقدم لك مجموعة من الإيجابيات والسلبيات كي تتعرف أيهما أكثر فائدة لك شراء بيت أم استئجاره؟.

إيجابيات شراء بيت

من أبرز فوائد وميزات شراء بيت ما يلي:

  • امتلاك حقوق الملكية.
  • أنت صاحب العقار بالكامل.
  • الشعور بالاستقرار كون المنزل ملكك على المدى الطويل.
  • تحسين المنزل وتطويره كما تشاء وبحسب ذوقك.
  • الاستفادة من غلاء أسعار المنازل بعد فترات زمنية معينة ما يمكنك من بيعه وتحقيق ربح (استثمار مربح).

لكن هناك سلبيات لشراء المنازل تتمثل في ضرورة امتلاك مبالغ مالية كبيرة مسبقًا، ووجود نفقات إضافية أحيانًا. علمًا أن مالك العقار هو المسؤول وحده عن كل تكاليف الإصلاحات والصيانة، مع احتمالية خسارة الأموال في حال انخفضت أسعار المباني السكنية والشقق.

إيجابيات شراء بيت
إيجابيات شراء بيت

إيجابيات استئجار بيت

بالحديث عن إيجابيات استئجار منزل نذكر لك أهم مزايا الاستئجار:

  • انخفاض التكاليف الأولية مقارنةً بشراء منزل.
  • سهولة التنقل في مناطق مختلفة في حالة الأشخاص الذين لا يريدون الاستقرار في مكان محدد.
  • لا يعتبر المستأجر مسؤول عن عمليات الصيانة والإصلاحات.
  • المستأجر غير معني بارتفاع أو انخفاض قيمة المنزل.
  • لا يتضمن الاستئجار فواتير ضريبة الأملاك.

لكن على الرغم من الإيجابيات السابقة، هناك سلبيات تتمثل في تحكم مالك العقار بمقدار مبلغ الإيجار، حيث يمكنه رفعه. كما أنه من الممكن أن يضطر المستأجر إلى البحث عن سكن بديل والانتقال من المنزل، إذا قرر صاحب العقار بيع المنزل.

إيجابيات استئجار منزل
إيجابيات استئجار منزل

هل يعتبر امتلاك منزل أو عقار وتأجيره استثمار مربح؟

من المحتمل أنك فكرت في امتلاك منزل واستثماره من خلال تأجيره لتحصل على مردود شهري من خلاله. لكن ذلك يتطلب منك بعض المهارات للقيام بمجموعة من المهام، بالإضافة لأهمية تمتعك بالصبر كي تتمكن من التعامل مع المستأجرين.

يعتبر استثمار المنزل من خلال تأجيره وسيلة لجلب الأموال نقدًا، وفي حال كنت تدير العملية بشكل جيد يمكنك شراء المزيد من العقارات والتي بدورها ستكون قابلة للتأجير وتعوضك عن أي خسائر أو تكاليف لم تكن بالحسبان. لأتك بهذه الحالة أصبحت تمتلك أكثر من مصدر دخل في وقت واحد.

ومن ناحية أخرى، هناك مشكلة تتمثل في ضرورة امتلاكك كمالك للعقار لمبالغ مالية في متناول يدك، كونها ضرورية لأمور الصيانة في حال كان المنزل خالٍ من المستأجرين، أو في حال تخلف المستأجر عن دفع مستحقات الإيجار.

إيجابيات وسلبيات استثمار العقارات الإيجارية

مع تنوع طرق الاستثمار في العقارات، يحظى الاستثمار في العقارات الإيجارية بمجموعة من المزايا حيث تتمثل العقارات الإيجابية بالمنازل التي يشتريها مستثمر ما ليقوم بتأجيرها بموجب عقد، ومن بين هذه المزايا:

  • توفر العقارات الإيجارية (مثل المنازل) دخل منتظم لصاحب العقار.
  •  يمكن تعظيم أرباح العقارات الإيجارية من خلال الرافعة المالية.
  •  من الممكن خصم النفقات المحتملة من الضرائب.

ومع المزايا المتعددة التي أشرنا إليها، إلا أن البعض قد يجد عيوب في الاستثمار في العقارات الإيجارية ونذكر لك مثلًا:

  •  صعوبة التعامل مع المستأجرين.
  •  ظهور تكاليف ونفقات غير متوقعة قد تقلل من قيمة الدخل.

(قد يهمك أيضًا: كيفية البدء في الاستثمار في العقارات في عام 2024).

تجديد المنازل كطريقة للاستثمار

قد تتساءل في نفسك هل الأفضل لي شراء بيت أم استئجاره؟ أم شراء بيت ثم بيعه والاستفادة من ارتفاع سعره؟. لربما راودك هذه السؤال لكن في الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال متعلقة بك أنت، وبمقدار تحملك لتكاليف الشراء أو الاستئجار.

أما في حال كنت تفكر بالخيار الثالث المتمثل في شراء منزل ثم بيعه، فإن هذا ما يعرف بـ تجديد المنازل أو تقليب المنازل. وببساطة هي إحدى طرق الاستثمار في العقارات السكنية، وتتضمن هذه العملية شراء منزل ما دون استخدامه بغية تحقيق ربح منه عبر الشراء بأسعار منخفضة ثم البيع عند ارتفاع أسعار العقارات.

لكن العملية برمتها تحتاج للسرعة حتى تضمن أقل خسارة في رأس المال. لأن الاحتفاظ بالمنزل لفترة طويلة دون بيعه سيكلف صاحب العقار المزيد من النفقات، من ضرائب ورهن عقاري وتأمين وغيرها من المصاريف.

وبناءً على ما سبق، إما أن يقوم المشتري بالاستفادة من ازدهار سوق العقارات فيقوم بعملية البيع ويحقق ربح، أو أن يقوم ببعض الإصلاحات والصيانة في المنزل ما يحسن من مواصفاته ويرفع سعره، ليتمكن فيما بعد من بيعه بسعر أعلى.

وقبل أن تقدم على خطوة شراء بيت ما عليك أن تعي بعض النقاط الضرورية ومنها:

  • يجب الانتباه إلى المخاطر المنطوية على شراء منزل جديد، مثل ارتفاع تكاليف الإصلاحات أو حتى صعوبة بيع المنزل فيما بعد.
  • التأكد من ظروف السوق العقاري قبل الشراء.
  • استعن بخبير عقاري أو ادخل بشراكة مع شخص يمتلك خبرة في مجال العقارات السكنية، إن لم تكن على دراية كافية بالسوق.
  • أنشئ خطة محكمة للإصلاحات والصيانة.

(قد يهمك أيضًا: سمسرة العقارات: ما هي المتطلبات الأساسية لتصبح سمسار عقارات ناجح).

في الختام:

أيهما أفضل استثماريًا: شراء بيت أم استئجاره؟، في الحقيقة أنت من تقرر ذلك، فكلا الخيارين يدر ربحًا لك طالما أنك على دراية بالمخاطر، وتمتلك إدارة جيدة لرأس المال. سيما مع اختلاف المعايير المتعلقة بالتكلفة والإقامة وأسلوب الحياة لكل شخص.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top