هناك مجموعة افتراضات شائعة أو خرافات حول تحقيق الثراء يؤمن بها البعض سعيًا لتطبيقها من أجل جني المال السريع وتحقيق الثروة الفورية تماشيًا مع ازدياد الاهتمام بالثراء في أيامنا الحالية. كما يتم وصف هذه الخرافات بالأفكار السحرية التي تحفزك للوصول إلى الثراء بسهولة وسرعة، دون أن تذكر أي تفاصيل أو جهود حقيقية. ومن ناحية أخرى، هنالك خرافات لا يجب تصديقها حول جني المال السريع، فما هي؟ كل ذلك سنناقشه معًأ في هذا المقال.
خرافات حول تحقيق الثراء
تعتبر خرافات جني المال وكسب التعاملات التجارية من الأفكار الشائعة التي يعتنقها الكثيرون. وعلى الرغم من أنها مفيدة في الكثير من الأوقات، إلا أن إيمانك بهذه الخرافات قد يودي بك في متاهاتٍ كثيرة، وحينها ستعلمك الحياة درسًا قاسيًا جدًا. لذلك، لا بد لك من إعادة النظر فيها قبل الخوض في غمار هذه التجربة.
وعليه، إليك قائمة خرافات حول تحقيق الثراء:
- تخرجك من جامعة عالمية يعني أن الشهادة ستجلب لك الثراء.
- امتلاك منزل يعني أنك ثري.
- أن تكون ثريًا يجعل الحياة أسهل.
- العمل الشاق وحده سيؤدي إلى الثراء.
- أن تكون ثريًا يعني أنك شرير.
والآن دعني أوضح لك أن كل مما سبق أعلاه مجرد خرافات في الفقرات التالية:
الخرافة الأولى: تخرجك من جامعة عالمية يعني أنك ستصبح ثري
يقول ستيف سيبولد، مؤلف كتاب “كيف يعمل المال” (وهنا لا بد لك من الاطلاع على: أهم كتب تعليم جني المال):
“يؤمن العديـد من النـاس بفكرة أن التعليم الرسمي يحـدد النجـاح والثراء في المستقبـل. ولكنك لسـت بحاجة إلى حصـولك على درجة من جـامعة عالمية لتصبح ثريـًا.”
كما يقول سيبولد:
“يحترم الأثريـاء التعليم الرسـمي، لكنهم يعلمـون أنه يجب أن يتم اسـتغلال أي شـكل من أشـكال التعليم المتـاحة لتحقيق أحلامك. سـواء كان ذلك من خلال مقابلة أشـخاص ناجحين جدًا، أو القراءة، أو الاسـتماع لبرامج صـوتية، أو حضور النـدوات، فإن التعلم الذاتي هو أداة قويـة.”
الخرافة الثانية: امتلاك منزل يعني أنك ثري
وفقًا لـ لورنس نامدار، المستشار المالي في شركة أشر ليفي usherlevi المالية، فإن أكبر خرافات حول تحقيق الثراء هو أن شراء منزل هو الطريق المؤكد لتحقيق الثراء. يقول إن الأشخاص الذين يعتبرون منازلهم أكبر أصولهم ينفقون مبالغ مبالغة على نفقات الملكية العقارية.
في الواقع، إن تكاليف المنزل غالبًا ما تكون أكبر مصدر للإنفاق الزائد. وبالتالي، يفتقد أصحاب المنازل عوائد المال المستثمرة التي يمكن أن يكونوا قد استثمروها بدلاً من ذلك. ويضيف:
“هذه العقبـات الماليـة تحول دون تحقيق الكثير من الأشـخاص للصـحة المالية الأمثل.”
كما يقترح نامدار شراء منزل أصغر حجمًا واستثمار التوفير في حساب التقاعد أو حساب الوساطة الخاضع للضريبة. حيث يشير إلى أنه من المرجح أن تحقق هذه الأموال عوائد أكبر مع مرور الوقت بالمقارنة مع التكلفة الصافية لشراء منزل أكبر أو أكثر تكلفة.
الخرافة الثالثة: الثراء يجعل حياتك أسهل دومًا
تقول نيكول ميدندورف، الرئيس التنفيذي لشركة بروسبر المالية:
“إن الناس قد يعتقدون أن امتلاك المزيد من المال يجعل الحياة أسـهل، لكن العكـس هو الصحيح – أن تكون ثريًا قد يجعل الأمور معقـدة”.
وأضافت:
“كلما زادت الأصـول لدى الشـخص، زادت المشـاكل التي يتعين عليه التعامل معها. فكر في الجهد المطلوب لإدارة المصـروفات والأصـول والالتزامات عبر العديد من الأعمال التجـارية، على سبيـل المثال.”
تعتبر نصيحة ميدندورف هي إنشاء خطة مالية مع مستشار ثروة، حيث قالت:
“بالتأكيد يمكنك القيام بذلك بمفردك، ولكن هناك الكثير من التغيرات التي تحدث يوميًا في السوق والاقتصاد، ومن المستحيل تقريبًا مواكبتها”.
لذا قم بتوظيف محترف مؤهل لتتبع أمورك المالية.
الخرافة الرابعة: العمل الشاق وحده سيؤدي إلى الثراء
يقول جيمس بولارد، مؤسس شركة “ذا أدفايزر كوتش” نافيًا للخرافة الرابعة من خرافات حول تحقيق الثراء:
“واحدة من الخرافات الأكثر انتشارًا هي هذه الفكرة التي تقول إن الثروة تأتي من العمل الجاد”.
في عصرنا الحالي، ينطبق المثل القديم “اعمل بذكاء وليس بجهد كبير” أكثر من أي وقت مضى. لأن العمل الجاد مهم، لكن جهودك يمكن أن تنتقل بشكل أبعد إذا قمت بتوظيفها مع استراتيجية ذكية. لذا استفد من نطاق الإنترنت الرقمي لبيع المنتجات. انظر إلى فرص الأعمال التي لديها القدرة على النمو وتحويلها إلى شركات وطنية أو حتى عالمية.
وأضاف:
“النصيحة التي لـدي للتغلب على هذه الخرافـة هي تشـجيع الناس على التفكير في الطـرق التي يمكنهم من خلالها تطـويع الأنظمة وتوظيفـها للقيـام بجزء العمـل في الأعمـال بدلاً منهم”.
الخرافة الخامسة: أن تكون ثريًا يعني أنك شرير
تربى نيل روتش، مؤسس شركة بوكسروم أوفيس، على الاعتقاد بأن المال هو جذر كل الشر. وتبين أن هذه المقولة الشائعة مرتبطة بتفسير غير صحيح. حيث أن الخطر الوحيد المرتبط بهذه الخرافة هو حرفيًا أن الرغبة في أن تصبح ثريًا يعني أنك طماع.
ويقول روتش:
“إن الأبـاء غالبًا ما يقتبسـون هذا النص بشـكل خاطئ، مما يؤدي إلى تربية أطفـالهم بتصـور مشـوه لما يعنيه امتـلاك المـال”.
قدم روتش نصيحة قيّمة للتغلب على هذه الخرافة، حيث قال:
“لكي تتغلب على هذا الاعتقـاد، يمكنك أن تسـأل الأطفال عن المشـكلة التي يرغبون في تغييرهـا في العـالم، ثم تنـاقش معهم كيفية تحقيق ذلـك من خلال توليد الدخـل”.
ما لا يجب تصديقه حول جني المال السريع
إذا كنت تسعى لجني المال، فمن المهم أن تكون واقعيًا وتفهم أن النجاح المالي يأتي عادةً من خلال العمل الشاق، والاستثمار الذكي، وبناء مهاراتك، ومعرفتك في مجال معين، وليس من تطبيق خرافات حول تحقيق الثراء. (لا تفوت الاطلاع على: مستويات الثراء الخمسة).
وهناك العديد من الأفكار الخاطئة التي لا يجب تصديقها حول جني المال السريع، إليك بعضها:
الثراء السريع والسهل
الاعتقاد بأن هناك طرق سهلة وسريعة لكسب الكثير من المال دون بذل جهود كبيرة هو خرافة. في الواقع، يتطلب النجاح المالي الحقيقي الكثير من العمل الشاق والتفاني.
البرامج والنظام الآلي للتداول
يعتقد بعض الأشخاص أن البرامج والنظم الآلية للتداول في الأسواق المالية يمكنها تحقيق أرباح سريعة وضخمة بشكل تلقائي. ومع ذلك، يجب أن يكون لديك فهم عميق للأسواق والتحليل المالي قبل أن تعتمد على هذه الأدوات. ورغم ذلك؛ فإنها لا تضمن النجاح المالي الفوري.
النصائح السرية والمعلومات الحصرية
احذر من الوعود والنصائح السرية والمعلومات الحصرية التي يتم ترويجها لكسب المال السريع. في الغالب، تكون هذه الوعود مجرد أكاذيب تستخدم لخداع الناس وسرقة أموالهم.
القمار والمراهنات
قد يعتقد البعض أن القمار والمراهنات هي طرق سريعة لجني المال. ومع ذلك، فإن القمار يعتمد على الحظ والمصادفة، وعادة ما يؤدي إلى خسارة المال بدلاً من كسبه.
النظام الهرمي
احذر من الانخراط في النظام الهرمي أو البيع المتعدد المستويات، حيث يتم وعدك بالثراء السريع عن طريق جذب أعضاء جدد. في معظم الحالات، يكون هذا النوع من الأنظمة غير قانوني وينتهي بخسارة المال والوقت.
أفكار خاطئة حول المال
انتشرت في مجتمعاتنا بالإضافة إلى خرافات حول تحقيق الثراء، أفكار خاطئة حول المال. وذلك نتيجة تداول بعض المقولات الشعبية التي أثرت في التوجهات بشكل غريب.
فهناك من يقدس المال ويعتبره هدف الحياة ومفتاحاً لجميع الأبواب، بينما يعتبره آخرون أصل كل الشرور والمشاكل. والحقيقة هي أن المال بحد ذاته ليس سوى أداة، وكيفية استخدامها تعتمد على الأشخاص. فهناك من يستخدم المال بطرق إيجابية ومفيدة، بينما يسيئ البعض الآخر استخدامه.
بناء على ذلك، يمكننا القول إن أبرز الأفكار الخاطئة حول المال هي:
- الاعتقاد بأن جميع الديون سيئة.
- اعتقاد الكثيرين بأن الأثرياء محظوظون فقط.
- المال عبء على صاحبه.
- الثراء محصور في الدول الثرية.
والتفاصيل كالتالي:
الاعتقاد بأن جميع الديون سيئة
يشير الخبراء إلى أن الاعتقاد بأن جميع الديون سيئة ليس صحيحًا. ففي الواقع، هناك نسبة كبيرة من رواد الأعمال والمستثمرين الذين استفادوا من الديون في بناء أصول عملهم وحققوا أرباحًا تجعلهم أثرياء. يعتبر هؤلاء الأشخاص الديونَ التي حصلوا عليها “ديونًا جيدة”.
بينما الديون السيئة هي تلك الديون التي تستخدم لسد الثغرات في الأعمال الخاسرة. وتشمل الأموال التي تنفق في أمور لا تحقق عائدًا ماليًا مثل الكماليات وما شابه.
الأثرياء محظوظون فقط
هناك اختلاف بين الحظ العشوائي والفرص المواتية. على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن الأثرياء محظوظون فقط، إلا أن الحقيقة تكمن في أنهم استغلوا فرصًا مواتية تواجههم.
يمكنك خلق هذا النوع من الفرص بنفسك إذا قمت بتطوير عادات يومية صحية وتجنب التشتت في الحياة. كما يمكنك الاقتراب من الأشخاص الناجحين والمشاركة في أنشطة تجمعك بأصحاب الأهداف المماثلة وأصحاب الأعمال.
المال عبء على صاحبه
المال عبء ومسؤولية على صاحبه، ويمكن أن يسبب له التعاسة ويثقل عليه بالمسؤوليات. ومع ذلك، دعنا نفكر لحظة في من سيكون حرًا وأكثر سعادة في حياته؛ هل يكون ذلك الشخص الذي يمتلك استثماراته الخاصة ويعمل في مجال يجلب له الكثير من المال، أم هو الموظف الذي يعمل لكسب لقمة العيش؟
نمط حياة الموظف يتضمن الحضور المنتظم للعمل، الالتزام بقواعد الزي المحددة، الامتثال للقوانين، ودفع الفواتير في الوقت المناسب. هذا يستلزم مسؤولية كبيرة بالمقارنة مع المستثمر الذي يدير أمواله وأعماله. هل ليس من الواضح أن حجم المسؤولية والضغط يكون أكبر عندما يعتمد الشخص على راتبه؟
الثراء محصور في الدول الثرية
هذا المفهوم غير صحيح. فكرة أن الموظفين ليس لديهم فرصة لزيادة رواتبهم في اقتصاد ضعيف تنبع من واقعية، ولكن الموظف لن يصبح ثريًا عن طريق وظيفته فقط.
هناك اعتقاد شائع بأنه من الخطورة بدء مشروع تجاري في فترة ركود اقتصادي. ومع ذلك، السبب الأساسي لبدء مشروع تجاري هو تلبية احتياجات أو حل مشكلة معينة. إذا كنت تعيش في اقتصاد مزدهر وتتلقى كل احتياجاتك بسهولة، فربما لا تشعر بالحاجة للتفكير في بدء مشروع.
ولكن في الحقيقة، الاقتصادات الضعيفة توفر فرصًا أكبر، حيث تكون بحاجة إلى حلول واستثمارات وتتطلع إلى النمو والتنشيط. وبالمقابل، في الاقتصادات المتقدمة، ستواجه منافسة شديدة وتكون عرضة للاستحواذ من قبل شركات ومستثمرين كبار يسعون للسيطرة على السوق.
في الختام، يجب أن نكون حذرين وواقعيين في التعامل مع خرافات حول تحقيق الثراء. يجب أن نتذكر أن الثراء ليس أمرًا يحدث بسحر، بل هو نتاج للعمل الجاد والتخطيط الذكي والمثابرة. كما تكشف لنا قصص النجاح الحقيقية أن الثراء يحتاج إلى صبر وتفانٍ وتعلم من الأخطاء.