أنماط التداول متعددة والإلمام بطبيعة عملها من شأنه أن يساعد المتداولين في تحديد الانعكاسات المحتملة، وهو تمامًا ما يفعله نمط جارتلي في التداول. والسبب في ذلك أن نمط جارتلي يتّبع هيكل فيبوناتشي معين، ما يساعد بدوره في تحديد تلك الانعكاسات الممكنة للسوق، إضافةً إلى نقاط الدخول والخروج بوضوح.
ليتسنى للمتداول من خلال هذه التأكيدات تحسين دقة النمط، فضلًا عن تقليل الإشارات الخاطئة باستخدام كل من سياق السوق والمذبذبات وتراجعات فيبوناتشي. المزيد عن كيفية التداول باستخدام نمط جارتلي تجدونه في مقالنا لليوم.
نمط جارتلي كنموذج تداول توافقي
يمكن تعريف نمط جارتلي في التداول على أنّه نموذج تداول توافقي، يساعد المتداول على تحديد ورصد الانعكاسات المحتملة في السوق، متبعًا بذلك بنية معينة قائمة على فيبوناتشي، ليظهر نمط جارتلي في كلا الاتجاهين الصاعد والهابط.
- بناءً على ذلك، يوفر جارتلي عند تحديده بالشكل الصحيح فرص مرتفعة الاحتمالية مع مستويات دخول، إضافةً إلى إيقاف خسارة وجني أرباح.
- لتحقيق تداول فعال باستخدام نمط جارتلي، ينبغي تجنب الأخطاء الشائعة عند استخدامه، مثل الإدخالات المبكّرة ووضع أوامر وقف الخسارة بطريقة خاطئة، بالإضافة إلى تجاهل اتجاه الاتجاه.

اكتشاف نمط جارتلي
يُنسب نمط جارتلي في التداول إلى “إتش إم جارتلي” وهو صاحب الكتاب “الأرباح في سوق الأسهم” لعام 1935. تمكّن “إتش حارتلي” من الانتباه لتحرك السوق بموجات متكررة، ليلحظ أن بعض أنماط الأسعار تتّبع في حركتها مستويات فيبوناتشي المتوقعة.
وبذلك، صُنّف نمط جارتلي كجزء من التداول التوافقي الذي يستخدم ارتدادات وامتدادات فيبوناتشي، لتحديد مناطق الانعكاس ذات الاحتمالية المرتفعة. حيث تركز الأنماط التوافقية التي يُصنف جارتلي من بينها، على تحركات الأسعار الدقيقة، بدلًا من التركيز على الاتجاهات العامة.
ما هي مستويات فيبوناتشي الرئيسية في نمط جارتلي في التداول؟
من خلال اتباع نسب مستويات فيبوناتشي الرئيسية في نمط جارتلي، يستطيع المتداول اكتشاف الانعكاسات المحتملة، والدخول للصفقات بدقة أكبر. يمكنك مشاهدة الرسم في الصورة أدناه لفهم الرموز المذكورة في النسب التالية وهي:
- المستوى 61.8% تراجع، وذلك من أول تأرجح في السعر أو (X-A).
- المستوى 38.2% تصحيح للتأرجح الثاني أو (A-B).
- المستوى 78.6% تراجع للحركة الكاملة، أو (X-A) حيث تشكّل النقطة النهائية D.

نمط جارتلي في التداول: البنية وكيفية التعرف عليه
يتضمن نمط جارتلي 4 تقلبات سعرية وهي: XA وAB وBC وCD كما في الشكل الموضح في الفقرة السابقة، لتشكل الأضلاع هذه شكلًا مميزًا يساعد المتداول على تحديد مناطق الانعكاس المحتملة، وذلك اعتمادًا على مستويات فيبوناتشي.
لكن السؤال: كيف يتم كسر النمط أي كسر نمط جارتلي في التداول؟ يتم ذلك وفق الآلية التالية:
- بالنسبة للضلع أو الساق X-A: نكون الحركة الأولى للسعر إما باتجاه الأعلى أو الأسفل لتضع أساس النمط.
- بالنسبة للساق أو الضلع A-B: يتم تصحيح الضلع X-A بحيث يتراجع بنسبة 61.8% عادةً من الحركة الأولية.
- أما الساق أو الضلع B-C: يحدث انعكاس جزئي لحركة الضلع A-B، بحيث يتراجع ما بين 38.2% إلى 88.6% من A-B.
- الساق C-D: تكون الحركة النهائية والأهم، لأنّها تمتد إلى 78.6% من الضلع X-A بحيث يتم اكتمال النمط.
تجدر الإشارة إلى أنه وبمجرد وصول النمط للنقطة D، على المتداولين أن يبحثوا عن تأكيد السعر قبل الدخول في الصفقة، وذلك لتحقيق الانعكاس محتمل الاتجاه.
كيفية التعرف على نمط جارتلي
تساعد أدوات فيبوناتشي والتقيد بالخطوات التي سنذكرها أدناه على اكتشاف نمط جارتلي في التداول كما يلي:
- البحث عن حركة X-A: بمعنى على المتداول البحث عن حركة سعر قوية باتجاه واحد.
- تحديد التصحيح A-B: وهنا يتم التحقق مما إذا كان السعر يتراجع إلى قُرابة 61.8% من الحركة X-A.
- البحث عن التصحيح B-C: ينبغي أن ينعكس السعر من A-B ليتراجع أيضًا بين النسبتين 38.2% و88.6% من A-B.
- تأكيد الساق C-D: بمعنى أنه يجب أن تنتهي الضلع الأخيرة بالقرب من النسبة 78.6% من حركة الضلع X-A، وهو بدوره المكان الذي يكتمل فيه إعداد التداول.
- التحقق باستخدام أدوات فيبوناتشي: حيث تُستخدم أدوات تصحيح فيبوناتشي والتمديد لقياس كل ضلع بالطريقة الصحيحة.
تداول نمط جارتلي: أفضل الأُطر الزمنية
تجدر الإشارة إلى أن نمط جارتلي للتداول يعمل على كل الأُطر الزمنية، إلّا أنّ موثوقيته تقوم حسب السوق وأسلوب التداول المتبع. لذا إليك فيما يلي أفضل الأطر الزمنية لتداول أنماط جارتلي:
- التداول على المدى القصير: والتي تمثّل رسوم بيانية تتراوح مدتها بين الـ 15 دقيقة، وحتى الساعة الواحدة للتداولات السريعة.
- التداول المتأرجح: كالرسوم البيانية لـ 4 ساعات واليومية، وذلك لإعدادات أقوى وأكثر موثوقية.
- الاستثمار على المدى الطويل: مثل الرسوم البيانية الأسبوعية المرتبطة بالانعكاسات الهامة للاتجاه.
تنويه: للحصول على أعلى دقة باستخدام أنماط جارتلي، يُنصح بالأُطر الزمنية التي تتكون من 4 ساعات، إضافةً إلى اليومية كونها تقلل من الإشارات الخاطئة وتتميز بتوفيرها لنسب أفضل للمخاطرة إلى المكافأة.
نمط جارتلي في التداول: الصاعد مقابل الهابط
لا يقتصر نمط جارتلي على شكل واحد فقط، فقد يأتي في أشكال صعودية وهبوطية أيضًا. الأمر الذي يشير إلى انعكاسات محتملة للاتجاه. وفيما يلي سنوضح الشكلين الصاعد والهابط:
نمط جارتلي الصاعد
يتشكّل نمط جارتلي الصاعد في التداول بعد اتجاه هبوطي، بحيث يشير إلى انعكاس صعودي محتمل. وإليكَ أبرز النقاط التي تُلاحَظ حينها:
- تكون مستويات فيبوناتشي الرئيسية كما يلي:
- تصحيح A-B: بنسبة 61.8% من حركة X-A.
- ارتداد B-C: بين النسبتين 38.2% إلى 88.6% من A-B.
- اكتمال C-D: وذلك بنسبة 78.6% من X-A.
- أما بالنّسبة لنقطة الدخول: فيكون الشراء عند النقطة D، كما يُفضّل أن تكون قريبة من منطقة الدعم.
- أوامر وقف الخسارة: يُفضّل وضع أمر وقف الخسارة أسفل النقطة D من أجل إدارة المخاطر.
- تحديد هدف الربح: يُحدّد عادةً 38.2% و61.8% من تصحيح C-D.
نمط جارتلي الهبوطي
يظهر نمط جارتلي الهبوطي في التداول بعد اتجاه صاعد، ليدل على انعكاس هبوطي محتمل. وإليكَ أبرز النقاط الرئيسية التي تُلاحَظ حينها:
- مستويات فيبوناتشي الرئيسية كما يلي:
- تصحيح A-B: عند 61.8% من حركة X-A.
- ارتداد B-C: وذلك بين 38.2% و88.6% من A-B.
- إكمال C-D: وذلك بنسبة 78.6% من الضلع X-A.
- نقطة الدخول: يتم البيع عند النقطة D، يُفضّل عادةً أن تكون قرب مستوى المقاومة.
- أوامر وقف الخسارة: توضع أعلى النقطة D للحد من المخاطر.
- هدف الربح: ويكون عادةً إما عند 38.2% أو 61.8% من تصحيح C-D.
أهم الاختلافات بين جارتلي الصاعد وجارتلي الهابط
يوضح الجدول التالي أهم الاختلافات بين نوعي جارتلي الصاعد والهابط:
الميزة |
نمط جارتلي الصاعد |
نمط جارتلي الهابط |
اتجاه الاتجاه قبل التكوين | صعودي. | هبوطي. |
النتيجة المتوقعة | ينعكس السعر للأعلى. | ينعكس السعر للأسفل. |
منطقة الدخول | الشراء بالقرب من الدعم عند النقطة D. | البيع بالقرب من المقاومة عند النقطة D. |
وضع أمر وقف الخسارة | أسفل النقطة D. | أعلى النقطة D. |
التداول التوافقي بين جارتلي وBat
على الرغم من أن كلا النمطين بات وجارتلي، من أنواع التداول التوافقي ويلعبان دورًا مهمًا في تحديد الانعكاسات المحتملة، إلا أن الاختلافات الجوهرية بينهما تتمثل في مستويات فيبوناتشي والبنية والموثوقية، كما هو موضح في الجدول أدناه:
الميزة |
نمط الخفاش bat |
نمط جارتلي |
ارتداد A-B | 50% -83.2% من X-A. | 61.8% من X-A. |
إكمال C-D | أعمق، وذلك بـ 88.6% من X-A. | 78.6% من X-A. |
نسبة المخاطرة إلى المكافأة | يُعتبر الأفضل، لأن D الأعمق تسمح بوقف الخسارة بشكلٍ أفضل. | معتدل. |
منطقة الدخول | الدخول لاحقًا في D. | الدخول السابق في D. |
تفضيلات حالة السوق | في حالة التوحيد يعمل النمط بشكلٍ جيد. | يُعتبر النمط الأفضل في الأسواق الرائجة. |
وإن كنتَ تتساءل أي النمطين تختار، عليك الانتباه لما يلي:
- في حال كنتَ تريد الدخول المبكر والتداول في سوق اتجاهي، ننصحك باستخدام نمط جارتلي في التداول.
- أما في حال كنتَ من الأشخاص الذين يفضلون نقطة دخول أعمق مع نسبة أفضل للمخاطرة إلى المكافأة، عليك استخدام نمط الخفاش Bat.

الأخطاء الشائعة في نمط جارتلي وطرق تجنبها
يرتكب عدد كبير من المتداولين أخطاء أثناء تطبيق نمط جارتلي في التداول، إلا أنه من الممكن تجنب هذه الأخطاء باتباع بعض النصائح. لكن دعونا أولًا نشير إلى أبرز هذه الأخطاء:
- التعرف بطريقة خاطئة على النمط: يتم الخلط أحيانًا بين جارتلي وغيره من أنماط توافقية أخرى، لذا ولحل هذه المشكلة يمكن استخدام أدوات فيبوناتشي لتأكيد المستويات الرئيسية أي 61.8% A-B و78.6% C-D.
- الدخول بشكلٍ مبكر جدًا: أي التداول عند D دون تأكيد، ولحل ذلك يمكن انتظار أنماط الشموع وإشارات RSI/MACD.
- وضع أوامر وقف خسارة غير صحيحة: من خلال التوقف بالقرب من D، الأمر الذي يؤدي لخروج مبكر. وعليه، يمكن وضع نقطة وقف الخسارة بعد X مع استخدام ATR للتعديلات.
- تجاهل سياق السوق: من خلال التداول ضد الاتجاه أو خلال الأحداث الإخبارية، ولحل ذلك يُنصح بالتوافق مع اتجاهات الإطار الزمني الأعلى إضافةً لتجنب الفترات المتقلبة.
- سوء إدارة المخاطر: بمعنى المخاطرة بالكثير وفي صفقة واحدة. لذا يمكن تفادي ذلك من خلال الالتزام بقاعدة المخاطرة 2-1%، إضافةً للتأكد من نسبة المخاطرة للمكافأة 1:2.
- أهداف ربح غير واقعية: والتي تعني الاحتفاظ بالصفقات لفترة طويلة جدًا. لذلك ولحل هذه المشكلة يمكن الحصول على أرباح جزئية، وذلك بنسبة 38.2% أو 61.8% من C-D مع استخدام وقف الخسارة المتتبع.
أدوات ومؤشرات تُستخدم في نمط جارتلي
فيما يلي أهم المؤشرات والأدوات التي تُستخدم في تداول أنماط جارتلي:
- أدوات تصحيح فيبوناشي: تُعتبر من الأدوات الرئيسية في تحديد نمط جارتلي، حيث تلعب دورًا في قياس تراجعات الأسعار، إضافةً لتوقع نقاط الانعكاس المحتملة.
- ماسحات الأنماط التوافقية: تسمح هذه الماسحات المتوفرة في منصات MT4 وMT5 وTradingView في أتمتة عملية اكتشاف الأنماط، الأمر الذي يقلل بدوره من الأخطاء البشرية. اقرأ أكثر: الفرق بين ميتاتريدر 4 وميتاتريدر 5.
- مؤشرات التذبذب: مثل مؤشر القوة النسبية RSI ومؤشر التقارب والتباعد المتوسط MACD، إضافةً لمؤشر ستوكاستيك حيث تقوم هذه المؤشرات بتأكيد دخول الصفقات من خلال تحديد حالات الشراء أو حالات ذروة البيع، الأمر الذي يضمن بدوره توافق النقطة D مع منطقة الانعكاس المحتملة. اقرأ أيضًا: مؤشر TTM Squeeze وكيفية استخدامه.
- مؤشرات الحجم: من أمثلتها مؤشر OBV، إضافةً لمؤشر حجم التداول Volume Profile، تُضيف هذه المؤشرات تأكيد بحيث تُظهر ما إذا كان ضغط الشراء أو البيع يدعم الانعكاس.
- المتوسطات المتحركة EMA: تستخدم هذه المؤشرات لمواكبة اتجاهات السوق حيث تساعد في تحديد اتجاه السوق، وذلك قبل الدخول في صفقة يُضاف إلى ذلك مؤشر ATR أو ما يعرف بمتوسط المدى الحقيقي، والذي يلعب دورًا في تحديد مستويات وقف الخسارة المناسبة عبر تعديل تقلبات السوق.
مقالات ذات صلة:
- مؤشر Suprertrend في التداول.
- مؤشر ZigZag واستخدامه في تداول العملات المشفرة.
- شرح مؤشر إيشيموكو لتحديد الاتجاهات والانعكاسات المحتملة.
- أساسيات مؤشر بولينجر باندرز.
في الختام:
يساعد نمط جارتلي في التداول والمصنّف كأحد الأنماط التوافقية في تحديد أهداف الدخول ووقف الخسارة والربح، خاصةً مع تطبيق أدوات فيبوناتشي. لذا يمكن ببساطة تأكيد الصفقات باستخدام المؤشرات الفنية ما يساعد المتداولين أثناء تداولاتهم ويمكّنهم من اتخاذ قرارات أكثر دقة.