مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه: هل هو احتيال أم فرصة مشروعة؟

في عالم الأعمال الحديث، أصبح التسويق الشبكي أو التسويق متعدد المستويات (MLM) أحد أكثر نماذج الأعمال جدلاً. يتساءل الكثيرون عن طبيعة هذا النظام ومميزاته، حيث يعتبر البعض أنه يمثل فرصة مشروعة لتحقيق دخل إضافي، بينما يراه آخرون عملية احتيال تستغل طموحات الشباب. يتناول هذا المقال مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه، مستعرضًا الفوائد والمخاطر المرتبطة به، وكيفية تمييز الفرص الحقيقية التي تقدمها الشركات العالمية من الخيارات المضللة التي تفتقر إلى المصداقية. سنستكشف اليوم الجوانب المختلفة لهذا النموذج التجاري، ونساعدك في اتخاذ قرار صائب بشأن مشاركتك فيه.

نظرة عامة في مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه

يشير التسويق الشبكي (Network Marketing) إلى أحد أنواع التسويق القائمة على الدعاية الشفهية من خلال الاعتماد على مجموعة كبيرة من الموزعين المستقلين الذين يعملون على تعريف الآخرين بمنتجات الشركة عن طريق الدعاية الشفوية، يحصل الموزع في هذه الحالة على عمولات وفرص متنوعة لتعزيز المبيعات باستخدام استراتيجيات يعتمد بعضها على الذكاء الاصطناعي.

• من ناحية أخرى، تَتبِع شركات التسويق الشبكي نهج توسعي يهدف إلى توسيع الشبكة من خلال زيادة عدد الموزعين المستقلين والوصول بالتالي إلى أكبر شريحة ممكنة من الأفراد. لذلك، تقدم شركات التسويق الشبكي عمولة كبيرة ونسبة من أرباح أي مسوّق جديد يدخل إلى الشبكة عن طريقك.
• تتفاوت منهجية عمل شركات التسويق الشبكي وتختلف عن بعضها في كمية العمولة وهامش الربح المتوقع، إلا أنها تشترك جميعها في المبدأ الأساسي.

آلية عمل التسويق الشبكي والأسس التي يقوم عليها

يلغي مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه كافة أشكال الدعاية التقليدية المرئية منها والمسموعة سواء على شاشات التلفاز أو المحطات الإذاعية، مما يعني أن المبالغ المخصصة لتمويل هذه الدعايات يتم تحويلها إلى الموزعين.

• يجب على المسوّق أن يعرّف العملاء بشكل مباشر على خدمات ومنتجات الشركة. وأن يقوم بتشكيل فريق جديد من المسوقين ويعمل على تدريبهم بحيث يتحول الموزع في هذه المرحلة إلى قائد “Leader”.
• بناء على ذلك، تقوم الشركات بتدريب المسوقين على إتقان مهارة العمل ضمن فريق من خلال تقديم الندوات والمحاضرات التعريفيّة والإشراف المباشر على عملهم لتعزيز أرباحها وزيادة قدرة القادة الممثلين لها.
• يُعرف التسويق الشبكي حاليًا باسم التسويق المباشر (Direct selling) ويعبر عن حالة انتقال المنتج مباشرة من المصنع إلى المستهلك.
• يتم تشجيع كل مندوب مبيعات على تدريب شبكة من مندوبي المبيعات في ترتيب شبكي نموذجي، مما يؤدي إلى مستويات متعددة من المسوقين الشبكيين.
• يكسب منشئو المستوى الجديد أو “الخط الأعلى” عمولة على مبيعاتهم وعلى المبيعات التي يقوم بها الأشخاص في المستوى الذي أنشأه “الخط الأدنى”.
• ينتج عن كل مستوى جديد مستوى آخر مما يضيف المزيد من العمولة لأولئك في المستويات العليا والمتوسطة. تعتمد أرباح مندوبي المبيعات على التوظيف وكذلك مبيعات المنتجات.
•  يحقق المسوقون في المستوى الأعلى أكبر قدر ممكن من الأرباح.

يمكنك الإطلاع على: قائمة أفضل شركات التسويق الالكتروني في مصر

البدايات الأولی للتسويق الشبكي ومراحل تطوره

بعد التعرف على مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه لابد من الإلمام بالبدايات الأولى لهذا النوع من التسويق:

• يزعم الخبراء أنّ مفهوم التسويق الشبكي بدأ من الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينيات القرن الماضي، بعد حدوث الكساد العظيم، عندها وجدت الشركات نفسها أمام متطلبات جديدة وحاجة كبيرة لتصريف منتجاتها.
• تأسست شركة “أمواي” (Amway) في عام 1959 لتكون واحدة من أولى الشركات التي اعتمدت نموذج التسويق الشبكي بشكل رسمي. عندما قامت بتسويق مجموعة متنوعة من المنتجات المنزلية، ونجحت في بناء شبكة كبيرة من الموزعين.
• مع تزايد شعبية أمواي، بدأت المزيد من الشركات حول العالم في اعتماد نموذج التسويق الشبكي. تم تطوير استراتيجيات جديدة لجذب الموزعين، مثل تقديم المكافآت والعمولات على المبيعات التي يحققها الموزعون من خلال شبكاتهم.
• على الرغم من نجاح التسويق الشبكي، واجه هذا النموذج انتقادات بسبب احتمال وجود عمليات احتيال. لذلك بدأت بعض الحكومات في تنظيم هذا النوع من الأعمال لضمان حماية المستهلكين.
• مع تقدم التكنولوجيا وظهور الإنترنت، أصبح التسويق الشبكي أكثر انتشارًا وسهولة. حيث يمكن للموزعين الآن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية للترويج لمنتجاتهم وبناء شبكاتهم.

يمكنك الإطلاع على: أهم المواقع العربية للعمل بالتسويق والمبيعات والتصميم

التعريف بأهم أنواع التسويق الشبكي

يأتي التسويق الشبكي المعروف أيضًا بالتسويق متعدد المستويات (MLM) بعدة أنواع ونماذج. إليك بعض الأنواع الرئيسية:

1. التسويق الشبكي أحادي المستوى (المبيعات المباشرة)

يمثل التسويق الشبكي أحادي المستوى، والمعروف أيضًا باسم البيع المباشر، أحد أبسط أشكال التسويق المباشر، يبيع الأفراد في هذا النوع المنتجات مباشرة للمستهلكين دون الحاجة إلى تدريب موزعين إضافيين.

• في هذا النوع من التسويق الشبكي، يكسب المشاركون عمولات بناءً على مبيعاتهم فقط.
• من الأمثلة البارزة على الشركات التي تستخدم التسويق الشبكي أحادي المستوى شركة Avon. تعمل هذه الشركة في صناعة التجميل والعناية الشخصية.

2. التسويق الشبكي ثنائي المستوى

يتضمن التسويق الشبكي ثنائي المستوى تدريب الآخرين لبيع المنتجات نيابة عنك بالإضافة إلى المبيعات المباشرة.

• في هذا النوع من التسويق الشبكي، يكسب المشاركون عمولات من مبيعاتهم ومبيعات الموزعين الذين قاموا بتدريبهم.
• يعد موقع Site Sell من Ken Envoy مثالاً لشركة تستخدم التسويق الشبكي ثنائي المستوى، حيث تقدم خدمات بناء المواقع واستضافتها.

3. التسويق الشبكي متعدد المستويات (MLM)

التسويق متعدد المستويات هو الشكل الأكثر تعقيدًا، حيث يتضمن طبقات متعددة من الموزعين والتركيز على تدريب الموزعين بالإضافة إلى مبيعات المنتجات.

• يكسب المشاركون عمولات من مبيعاتهم ومبيعات الموزعين الذين دربوهم ومبيعات الخطوط السفلية.
• تأسست شركة أمواي عام 1972، وهي واحدة من الأمثلة البارزة لشركة تستخدم التسويق الشبكي متعدد المستويات، وتقدم مجموعة واسعة من المنتجات في مختلف الصناعات.

يمكنك الإطلاع على: أفضل كتب التسويق والمبيعات على مستوى العالم

أهم الوسائل المستخدمة في التسويق الشبكي

للتعرف بشكل أكبر على مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه، لابد لنا من التعرف على كيفية تنفيذه وتطبيقه من قبل الموزعين. لذلك نقدم إليكم الاستراتيجيات والطرائق التالية:

التسويق بالعمولة (Affiliate Marketing)	يعتمد التسويق بالعمولة على تسويق المنتجات أو الخدمات من خلال روابط خاصة. حيث يحصل المسوق على عمولة عن كل عملية بيع تتم من خلال الرابط الخاص به. لا يتطلب بناء شبكة من الموزعين، بل يركز على الترويج للمنتجات مباشرة.
التسويق الشبكي التقليدي	يشمل بناء شبكة من الموزعين الذين يقومون ببيع المنتجات وتدريب موزعين جدد على دخول الشبكة. يحصل الموزع على عمولات من مبيعاته بالإضافة إلى عمولات من مبيعات الأفراد الذين قام بتدريبهم.
التسويق المباشر (Direct Selling)	يتم فيه بيع المنتجات مباشرة للمستهلكين بدون وجود متاجر تقليدية. يمكن أن يكون جزءًا من نموذج التسويق الشبكي، حيث يمكن للموزعين كسب المال من المبيعات المباشرة بالإضافة إلى تدريب موزعين جدد.
التسويق الاجتماعي (Social Marketing)	يعتمد على استخدام منصات التواصل الاجتماعي للترويج للمنتجات وبناء شبكة من الموزعين. يركز على إنشاء مجتمع حول العلامة التجارية واستخدام المحتوى لجذب العملاء والموزعين.
تسويق المنتجات الرقمية	يشمل بيع المنتجات الرقمية مثل الدورات التدريبية، الكتب الإلكترونية، والبرمجيات. يمكن أن يكون له نماذج تسويقية متعددة المستويات حيث يحصل الموزعون على عمولات من المبيعات المباشرة وتدريب الآخرين.
نموذج الاشتراك (Subscription Model)	يتيح للموزعين الاشتراك في خدمة أو منتج مقابل رسوم شهرية، مما يوفر لهم دخلًا متكررًا. يمكن أن يتضمن أيضًا مكافآت لتجنيد أعضاء جدد.
نموذج البيع المتعدد (Multi-Product Model)	يتضمن مجموعة متنوعة من المنتجات التي يمكن للموزعين بيعها، مما يزيد من الفرص لتحقيق الأرباح. يمكن أن تشمل هذه النماذج منتجات صحية، مستحضرات تجميل، مكملات غذائية، وغيرها.

كل نوع من هذه الأنواع له ميزاته وتحدياته الخاصة، ويجب على الأفراد الراغبين في الانخراط في التسويق الشبكي دراسة النموذج بعناية وفهم كيفية عمله قبل اتخاذ القرار.

سيناريوهات وأمثلة واقعية لشركات تستخدم التسويق الشبكي

يمكن للشخص الذي يتمتع بالكثير من الطاقة ومهارات البيع الجيدة أن ينشئ عملاً مربحًا باستثمار متواضع في مجال التسويق الشبكي. بالمقابل هناك بعض الحالات التي يفشل فيها المسوق في تحقيق النجاح. نركز في هذا الجزء على تقديم نموذجين للتسويق الشبكي أحدهما إيجابي والآخر سلبي ونعطي اهتمامنا لدور الشركات في دعم نجاح هذا النوع من التسويق.

المثال الأول: شركة “أمواي” (Amway)

شركة أمواي هي شركة تعمل بنموذج التسويق الشبكي حققت نجاحًا كبيرًا منذ تأسيسها عام 1959، تمكنت هذه الشركة من بناء سمعة قوية كواحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال.

كيف نجحت شركة أمواي في التسويق الشبكي

لقد وظفت شركة أمواي مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه لتحقيق نجاح كبير من خلال:

•  التركيز على المنتجات: بدلاً من التركيز فقط على تدريب موزعين جدد، قامت أمواي بتطوير مجموعة متنوعة من المنتجات عالية الجودة، مما ساعد في تعزيز المبيعات الفعلية.
•  التدريب والدعم: تقدم أمواي برامج تدريبية ودعمًا مستمرًا لموزعيها، مما يساعدهم على فهم كيفية بيع المنتجات بشكل فعال وبناء شبكاتهم.
• الشفافية وأخلاقيات العمل: تعمل أمواي على الحفاظ على مستوى عالٍ من الشفافية فيما يتعلق بالعمولات والمكافآت، وتلتزم بأخلاقيات العمل، مما يعزز ثقة المستهلكين والموزعين.

المثال الثاني: التسويق الشبكي في شركة هيربالايف

بدأت القصة عندما لاحظت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) أن شركة هيربالايف، التي تعمل بنموذج التسويق الشبكي، كانت تروج لمنتجاتها بطريقة توحي للموزعين بأنه يمكنهم تحقيق أرباح كبيرة من خلال بيع المكملات الغذائية ومنتجات العناية الشخصية. ومع ذلك، كان العديد من الموزعين يواجهون صعوبات في تحقيق هذه الأرباح، مما أدى إلى شعورهم بالخيبة. لذلك رفعت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) قضية على الشركة للأسباب التالية:

• تضليل المستهلكين: زعمت FTC أن هيربالايف قدمت ادعاءات مضللة حول إمكانية كسب المال من خلال بيع النظام الغذائي والمكملات الغذائية ومنتجات العناية الشخصية، مما أدى إلى جذب العديد من الأفراد للانضمام إلى الشبكة.
• نموذج الربح غير المستدام: كان هناك تركيز أكبر على تجنيد موزعين جدد بدلاً من بيع المنتجات الفعلية، مما يشير إلى أن النموذج كان أقرب إلى نظام هرمي منه إلى نموذج تجاري مشروع (يمكنك الإطلاع على: كيفية الربح من موقع etsy عبر التسويق الالكتروني للمنتجات).
• عدم الشفافية: لم تكن هناك معلومات كافية حول نسبة الموزعين الذين يحققون أرباحًا فعلية، مما جعل العديد من المشاركين في البرنامج يشعرون بأنه تم استغلالهم.

نتيجةً لهذه الادعاءات، توصلت FTC إلى تسوية مع هيربالايف في عام 2016، حيث دفعت الشركة 200 مليون دولار لتعويض المستهلكين وأعادت هيكلة نموذج أعمالها ليكون أكثر شفافية واستدامة.

نقاط القوة التي تميز التسويق الشبكي

نكمل حديثنا عن مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه بمناقشة أهم إيجابيات هذا النموذج الآخذ في الانتشار:

• انخفاض رأس المال الأولي: يتميز التسويق الشبكي بانخفاض تكاليف البدء مقارنة بنماذج الأعمال التقليدية. فهو يسمح للأفراد بالانطلاق في رحلات ريادة الأعمال بأقل قدر من الاستثمار، مما يقلل من المخاطر المالية المرتبطة ببدء عمل تجاري.
• المرونة والاستقلالية: إحدى المزايا المهمة للتسويق الشبكي هي الحرية التي يمنحها. يمكن لرجال الأعمال العمل من أي مكان وتحديد جداولهم، ومواءمة أنشطتهم التجارية مع تفضيلات نمط حياتهم. تمكن هذه المرونة الأفراد من إدارة أعمالهم عن بُعد، والاستفادة من قوة الإنترنت.
• النمو الشخصي وتطوير المهارات: يعزز الانخراط في التسويق الشبكي التنمية الشخصية من خلال رعاية مجموعة متنوعة من المهارات. على عكس الوظائف التقليدية، يركز المسوقون الشبكيون على مجالات مثل: التحدث أمام الجمهور والتدريب والتوجيه وبناء العلاقات، مما يعزز النمو الشامل.
• فرص الدخل المتبقي: يقدم التسويق الشبكي إمكانية الحصول على دخل متبقي، حيث يبني الأفراد أعمالًا تستمر في توليد الإيرادات بمرور الوقت. بعد الجهد الأولي لإنشاء الأعمال، يمكن لرجال الأعمال الاستمتاع بمكافآت مستمرة وتدفقات دخل سلبية، مما يوفر الاستقرار المالي والحرية.
• إمكانات دخل غير محدودة: إمكانات الدخل في التسويق الشبكي هائلة وتتناسب بشكل مباشر مع تفاني الأفراد وجهودهم. يمكن لرجال الأعمال الكسب بناءً على التزامهم بتنمية أعمالهم، وفتح الفرص للحصول على مكافآت مالية كبيرة وتحقيق الذات.
• بيئة مجتمعية داعمة: يوفر الانضمام إلى شركة تسويق شبكي فرصة أن تكون جزءًا من مجتمع داعم ومحفز. يستفيد رجال الأعمال من فرص التواصل، وجلسات التدريب، والأحداث، والعلاقات التي تعزز النمو الشخصي والمهني. تشجع هذه البيئة التعاونية الأفراد على النجاح والازدهار معًا.
• إحداث تأثير اجتماعي إيجابي: يتيح التسويق الشبكي للأفراد إحداث تأثير إيجابي على حياة الآخرين من خلال تقديم منتجات أو خدمات تعزز الرفاهية وتلبي احتياجات المستهلك.

اقرأ المزيد عن: شرح برنامج التسويق بالعمولة في أمازون

نقاط الضعف والتحديات التي تواجه التسويق الشبكي

يتعرض مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه للكثير من الانتقادات، البعض منها بسبب التجارب السلبية التي يقع فيها الأشخاص عند استثمارهم في بعض الشركات، والبعض الآخر بسبب قلة المعلومات والوعي الكافي بأسس هذا النوع من التسويق. إليكم قائمة بأبرز السلبيات:

•  التصورات والصورة العامة: غالبًا ما يواجه التسويق الشبكي الشكوك والتصورات السلبية من الجمهور بسبب الارتباط بمخططات الهرم والمفاهيم الخاطئة. يعد التغلب على هذه الوصمة تحديًا للشركات في هذه الصناعة، مما يؤثر على قدرتها على بناء الثقة وتحقيق مبيعات ناجحة.
• متطلبات الاستثمار الأولي: يتطلب إطلاق مشروع تسويق شبكي مزدهر استثمارًا أوليًا قد يكون كبيرًا بالنسبة للبعض. يمكن لهذه النفقات الأولية الكبيرة أن تردع رواد الأعمال الطموحين عن دخول السوق.
• العقبات التنظيمية: يجب على شركات التسويق الشبكي أن تراعي اختلاف المتطلبات القانونية والتنظيمية عبر مناطق مختلفة. يتطلب الامتثال لهذه القواعد الوقت والموارد والخبرة، مع عدم الامتثال الذي قد يؤدي إلى قضايا قانونية وعقوبات.
• مخاوف تشبع السوق: مع نمو شعبية التسويق الشبكي، قد يصبح السوق مشبعًا بمنتجات وخدمات مماثلة. إن هذا التشبع يجعل من الصعب بشكل متزايد على الموزعين الأفراد التميز في خضم المنافسة الشرسة.
• التركيز على إدخال مسوقين جدد إلى الشبكة: تعطي بعض شركات التسويق الشبكي الأولوية لتجنيد موزعين جدد على الترويج لمبيعات المنتجات. يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تعزيز هيكل يشبه الهرم داخل المنظمة وتقليل الطلب الحقيقي على المنتجات أو الخدمات المقدمة (قد يهمك: افضل نيتشات التسويق بالعمولة).
• إمكانات الدخل غير المؤكدة: في حين يقدم التسويق الشبكي وعدًا بأرباح كبيرة، إلا أن النجاح غير مضمون. يجب على الموزعين استثمار قدر كبير من الوقت والجهد في بناء أعمالهم، وحتى في هذه الحالة، قد يكون تحقيق مستويات الدخل المرغوبة بعيد المنال بالنسبة للكثيرين.
• خطر الاستغلال: في بعض الحالات، قد تستغل شركات التسويق الشبكي الموزعين من خلال تقديم ادعاءات دخل مبالغ فيها أو الضغط عليهم لإجراء عمليات شراء. يمكن أن يؤدي هذا الاستغلال إلى خسائر مالية للموزعين وإجهاد علاقاتهم بالشركة.

لاشك أنّ التسويق الشبكي القائم على أسس صحيحة يمثل فرصة كبيرة للربح والحرية المالية، إلّا أنّ هذا النوع من الاستثمار لا يختلف عن غيره، فهو بحاجة إلى الدراسة المسبقة وتقييم الإيجابيات والسلبيات والمفاضلة بين الشركات.

في ختام هذا المقال، يحمل مفهوم التسويق الشبكي وأنواعه إمكانيات كبيرة للنجاح، لكنه يأتي أيضًا مع مجموعة من التحديات والمخاطر. من الضروري أن يكون الأفراد واعين ومدركين لطبيعة الشركات التي ينضمون إليها، وأن يقوموا بإجراء الأبحاث اللازمة قبل اتخاذ أي قرار. سواء كنت ترى في التسويق الشبكي فرصة مشروعة أو احتيالاً محتملاً، فإن فهم الأنواع المختلفة والممارسات المرتبطة به يمكن أن يساعدك في اتخاذ خطوات مدروسة تجنبك أي مشكلات مستقبلية.