ما هو التداول المركب أو Compound Trading وكيف يمكنك البدء به؟

ما هو التداول المركب أو Compound Trading وكيف يمكنك البدء به؟

جدول المحتويات

يُعد التداول المركب أو Compound Trading أحد الاستراتيجيات القوية التي تتضمن زيادة رأس المال الخاص بالمتداولين. يعتمد الـ Compound Trading على إعادة استثمار عائدات الصفقات من جديد بهدف تحقيق نمو هائل بمرور الوقت.

يستخدم هذا النوع من التداول مجموعة من القواعد الثابتة والمبادئ البسيطة التي نزيل الغموض عنها. نضيف إلى ذلك، فهم الآليات والفوائد والمخاطر والخطوات العملية لتنفيذ هذه الاستراتيجية.

تهدف هذه المقالة إلى تزويد المتداولين بمعلومات قيمة تساعدهم في تحقيق النمو الطويل الأجل في الأسواق المالية. كل ما عليك فعله هو الالتزام بالاستراتيجية الصحيحة والتحلي بالقليل من الصبر، عندها يمكن لرأس مالك الأولي أن يشهد نموًا مذهلاً بمرور الوقت.

فهم التداول المركب Compound Trading

تتضمن استراتيجية الـ Compound Trading إعادة استثمار عائدات الصفقات لزيادة حجمها المستقبلي بمرور الوقت. على عكس التداول البسيط حيث يسحب المتداولون العائدات بعد كل صفقة، فإن التداولات المركبة تستفيد من هذه العائدات لزيادة رأس مال التداول بشكل تدريجي (قد يهمك: استراتيجية VWAP في الفوركس).

  • تعود أصول هذا المفهوم إلى مبدأ الفائدة المركبة الذي يقوم على الفكرة التالية: إعادة استثمار العائدات المتولدة لتوليد مكاسب إضافية.
  • يعني هذا أن كل صفقة فعالة تضيف إلى قاعدة رأس المال التي تُكتسب بعد ذلك، المزيد في الصفقات اللاحقة عبر ما يُعرف بتأثير كرة الثلج المتدحرجة. وبينما تتدحرج، تجمع المزيد من الثلج، وتنمو بشكلٍ أكبر وأسرع.
  • ومع ذلك، أثناء استخدام الفائدة المركبة، يمكنك إعادة استثمار معدل الفائدة السنوي المكتسب والفائدة المتراكمة من السنوات السابقة في حسابات التوفير الخاصة بك.
فهم التداول المركب Compound Trading
فهم التداول المركب Compound Trading

كيفية حساب التداول المركب

لفهم آلية عمل الـ Compound Trading، دعونا نتعمق في الأساس الرياضي لهذا المفهوم عن طريق الاستفادة من الصيغة الأساسية لحساب العائدات المركبة هي:

1- باستخدام رأس المال الأولي ومعدل العائد الشهري

يتم حساب التداول المركب وفق الصيغة المرفقة في الصورة التالية:

كيفية حساب التداول المركب
كيفية حساب التداول المركب

على سبيل المثال، إذا بدأ المتداول بمبلغ 1000 دولار وحقق مكسبًا شهريًا بنسبة 5%، فإن الصيغة تحسب كيفية نمو رأس المال بمرور الوقت بعد شهر واحد، وذلك من خلال التعويض في العلاقة السابقة:

E = 1000 * (1 + 0.05)^1 = 1050

وبعد شهرين تصبح العلاقة:

E = 1000 * (1 + 0.05)^2 = 1102.50

يتسارع تأثير العائد المركب هذا مع تقدم الوقت. بحلول نهاية 12 شهرًا، ينمو رأس المال إلى ما يقارب 1795.86  دولارًا أمريكيًا. بعد 24 شهرًا، يبلغ رأس المال المركب الآن 3225.10 دولارًا أمريكيًا مقابل 2200 دولار أمريكي.

2- حساب التأثيرات الطويلة الأجل لاستخدام التداولات المركبة

باستخدام نسبة المخاطرة ومعدل الربح والخسارة نستطيع حساب الرصيد الختامي على النحو التالي:

E = P * ((1 + %win) * (1 − %loss))^(N * WR)

حيث:

E: هو الرصيد الختامي.

P: هو رأس المال الأولي.

win%: النسبة المئوية للربح المكتسب لكل صفقة رابحة.

loss%: النسبة المئوية للخسارة لكل صفقة خاسرة.

N: العدد الإجمالي للصفقات.

WR: معدل الربح الإجمالي.

على سبيل المثال، ضع في اعتبارك سيناريو يكون فيه معدل ربح المتداول 60%، مع نسبة مخاطرة إلى مكافأة 1:2، مما يعني أن المتداول يخاطر بنسبة 3% لكل صفقة لكسب 6%. باستخدام الصيغة أعلاه، يمكننا حساب العائد الإجمالي بعد 100 صفقة كما يلي:

E = 1000 * ((1 + 0.06) * (1 – 0.03))^(100 * 0.6)

علمًا أنه:

  • من المحتمل أن ينمو رأس مال المتداول إلى 530464 دولارًا بعد 100 صفقة.
  • بعد 200 صفقة، قد ينمو رأس المال إلى 2813921 دولارًا.

مقالات ذات صلة: نمط شمعة النجم الساقط ما هو وكيف يتم التداول به

كيف تبدأ التداول المركب؟

لبدء العمل وفق الـ Compound trading، يضع المتداولون أهدافًا مالية واضحة، يطورون من خلالها خطة تداول مفصلة، ​​ويحتفظون بسجل لجميع الصفقات. يتطلب استخدام التداول المركب مزيجًا من التخطيط الاستراتيجي والانضباط والتتبع المستمر. فيما يلي الخطوات العملية التي يمكن للمتداولين اتباعها لرحلة تداول فعالة:

  • تحديد الأهداف: قم بكتابة قائمة تتضمن أهداف مالية واضحة وتوقعات واقعية. كأن تحدد بشكلٍ واضح ما تهدف إلى تحقيقه سواء كانت نسبة معينة من النمو شهريًا أو إنجاز مالي محدد. تساعد هذه العملية في ضبط الأداء وإزالة الارتياب عند تطبيق استراتيجية التداول الخاصة بك.
  • إنشاء خطة تداول مفصلة: إن وضع خطة تداول واضحة المعالم أمر ضروري في كافة الأحوال. يجب أن تحدد هذه الخطة استراتيجيات التداول التي سيتم استخدامها، بما في ذلك: نقاط الدخول والخروج، نسب المخاطرة إلى المكافأة، معايير إعادة استثمار العائدات. وكلما كانت الخطة أكثر وضوحًا ودقة كلما نجحت في تحقيق الأرباح الوفيرة.
  • تتبع الأرباح والخسائر: ناقشنا في مقالات سابقة أهمية الاحتفاظ بمجلة تداول تشمل سجل مفصّل لجميع الصفقات. يمكنك استخدام جداول البيانات لتسجيل الأرباح والخسائر، وتحليل تأثيرات الفائدة المركبة على رأس المال. وقد يكون من المفيد مراجعة هذا الجدول أسبوعيًا وشهريًا للتحقق من مدى توافق المتداول مع أهدافه وإعادة تقييم نهجه (قد يهمك: مصطلح كسر الهيكل في التداول).
  • وضع استراتيجيات السحب: يتوجب على المتداولين لاسيما من يعملون بشكلٍ كامل في التداول تحديد المبلغ الذي يمكن سحبه بشكل دوري مع السماح لرأس المال بالنمو. يتضمن هذا الأمر موازنة الاحتياجات المالية الشخصية مع هدف الفائدة المركبة من خلال تحديد نسبة ثابتة أو مبلغ دوري للسحب والمساهمة في الحفاظ على هذا التوازن.
  • الحفاظ على الانضباط والتحكم العاطفي: إن الاحتفاظ بمبالغ كبيرة من المال والتعامل مع الخسائر المحتملة يتطلب انضباطًا كبيرًا. يجب على المتداولين الاحتفاظ بالهدوء والالتزام بخطتهم خاصة خلال فترات السوق المتقلبة، عندما يؤدي اتخاذ القرارات العاطفية إلى إحباط استراتيجية التداول.
  • التعامل مع التداول كعمل تجاري: يتطلب التداول الفعال التعامل معه كعمل تجاري. وهذا يعني إعادة استثمار العائدات في حساب التداول، تمامًا كما تعيد الشركة استثمار الأرباح للتوسع. إن النظر إلى التداول من خلال هذه العدسة يشجع على اتباع استراتيجيات أكثر احترافية وانضباطًا.
  • حماية رأس المال المتراكم: بعد وضع الأسس العامة للتداول يجب على المتداول الخبير أن يقوم بحماية رأس ماله من خلال المراقبة المستمرة ومتابعة كل جديد، إضافة إلى ملاءمة خطة عمله مع الطوارئ الجديدة.
  • الاستفادة من التكنولوجيا والأدوات الحديثة: يمكنك الاستفادة من المنصات والأدوات التي تبسّط عملية التداول من خلال توفير ميزات التتبع والتحليل وإدارة المخاطر. تساعد هذه الأدوات في الحفاظ على الاتساق واتخاذ القرارات القائمة على البيانات والمحافظة على الانضباط.

وباختصار، إليك الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها لبدء التداول المركب:

  • إيداع مبلغ أولي في حساب التداول الخاص بك.
  • تطوير استراتيجية تداول واختبارها على حساب تداول تجريبي لضمان فعاليتها.
  • استخدام خطة تداول مركبة لتوجيه قرارات إعادة الاستثمار الخاصة بك.
  • إعادة استثمار أرباحك باستمرار لتحقيق أقصى قدر من النمو.

أمثلة عملية لفهم التداول المركب

لنفترض أن أحد المتداولين يملك حسابًا على منصة IG، يريد هذا المتداول إعادة الاستفادة من استثماراته، فقام بتطبيق التداول الهرمي أو المركب كما يلي:

  • بدأ هذا المتداول بمبلغ 10000 دولار وحقق عائدًا بنسبة 5% كل شهر.
  • بدلاً من سحب ربح قدره 500 دولارًا، أعاد المتداول استثماره.
  • ازداد رأس المال عندها ليصبح 10500 دولارًا، وهكذا.
  • بمرور الوقت، ينمو رأس المال بمعدل متسارع، وذلك بفضل إعادة استثمار العائدات.
  • في الشهر الثاني، لا يربح 5% فقط من أول 10000 دولار، بل من كامل المبلغ 10500 دولار، مما يمنحه ربحاً قدره 525 دولارًا.
  • يستمر هذا النمط، وبحلول نهاية العام، ينمو رأس المال إلى 17958.56 دولارًا.

إن زيادة قوة الفائدة المركبة تأتي أيضًا مع زيادة في المخاطر. فمع نمو رأس المال، ينمو أيضًا المبلغ الذي تربحه من كل صفقة. وهنا يأتي دور إدارة المخاطر لتجنب الخسائر الكبيرة التي يمكن أن تحدث.

لماذا يُنصح باستخدام التداول المركب؟

الآن، قد تتساءل: ما الفائدة من استخدام الCompound Trading أو التداول الهرمي؟ تتمثل الإجابة عن هذا السؤال بالنقاط التالية:

  • يسمح التداول المركب بالنمو الأسي للقيمة المستقبلية. (من خلال إعادة استثمار أرباحك باستمرار، فإنك تستفيد من إمكانات استثمارك الأولي لتحقيق النمو بمعدل متسارع).
  • بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى مكاسب كبيرة، خاصة عند مقارنتها بطرق التداول التقليدية حيث يتم سحب الأرباح بانتظام.
  • دعنا نوضح الأمر باستخدام الأرقام، لنفترض أنك تمكنت من كسب عائد بنسبة 7٪ على حساب التداول الخاص بك كل شهر. بفضل سحر الفائدة المركبة، بعد عام واحد فقط، سيتضخم حسابك بنسبة 125.2٪، على افتراض أنك لم تقم بإيداعات أو سحوبات إضافية.

ومع ذلك، نؤكد أن سوق الأوراق المالية، مثل أي سوق مالية أخرى، غير متوقعة وتتأثر بشدة بكل شيء من التقرير ربع السنوي للشركات إلى الأحداث السياسية العالمية. لذلك تحقيق عائد ثابت بنسبة 5٪ كل شهر ليس بالأمر السهل.

حتى أكثر المتداولين خبرة يواجهون سلسلة من الخسائر. تذكر أنه في حين أن هذا النوع من التداول يمكن أن يكون أفضل صديق لك مع عائدات إيجابية، فإنه يمكن أن يتحول بسرعة إلى عدو مع عائدات سلبية تؤدي إلى تضخم الخسائر.

تحذير:

من الضروري جدًا التعامل مع هذا النوع من التداول بحذر، وباستخدام استراتيجية قوية تعتمد على فهم الطبيعة المتقلبة للسوق.

مقالات ذات صلة: مفهوم ChoCh Trading او ما يعرف ب تغيير الشخصية في تداول

هل التداول المركب فعال؟

بعد الخوض بعمق في تعقيدات الـ Compound Trading، يظل السؤال المحير: هل يعمل هذا النوع من التداول بشكلٍ فعال؟ الإجابة، إن شأن هذه الاستراتيجية كشأن غيرها من استراتيجيات التداول، يعتمد نجاحها على قدرتك على الانضباط، والتزامك بالتنفيذ الدقيق للاستراتيجية.

مما لا شك فيه أن التداول الهرمي المركب يمثل استراتيجية قوية تستفيد من النمو الأسي للأرباح (كرة الثلج). من خلال إعادة استثمار الأرباح، يمكن للمتداولين تضخيم عائداتهم بمرور الوقت، وتحويل المكاسب المتواضعة إلى أرباح كبيرة محتملة. إلا أن هذا النجاح مقترن بالانضباط والمثابرة.

من ناحيةٍ أخرى، يرى العديد من المتداولين أن استخدامهم للتداول الهرمي يسمح لهم بتعظيم أرباحهم وتحقيق نتائج مبهرة على المدى الطويل. إلا أنهم يلفتون أنظار المتداولين إلى المخاطر الضمنية التي تحملها هذه الاستراتيجية، فنمو الأرباح يقابله نمو الخسائر في حال لم تكن تربح.

تنويه:

نظرية التداول الهرمي (المركب) ذات مفعول سحري، ولكنها مخصصة فقط لأولئك الذين يتعلمون كيفية تحقيق أرباح ثابتة بمرور الوقت. وهذا يعني أن الخطوة الأكثر أهمية التي تحتاج إلى اتخاذها لتحقيق النجاح كمتداول أو مستثمر نشط هي المحافظة على الصبر والانضباط لتحقيق الأهداف الاستثمارية طويلة الأجل.

فوائد ومخاطر استراتيجية التداول المركب

توفر هذه الاستراتيجية طريقة فريدة لتنمية رأس مال التداول من خلال إعادة استثمار العائدات. كما يحمل هذا النوع من التداول في جوهره إمكانات كبيرة للمستثمرين والمتداولين. لذلك نخصص هذا الجزء من المقال لمناقشة فوائد هذه الاستراتيجية ومخاطرها.

فوائد استراتيجية الـ Compound Trading

يساعد هذا النوع من التداول المتداولين على تنظيم وإدارة استثماراتهم بسهولة ووفق منهجية محددة. فمن فوائد هذه الاستراتيجية نذكر لكم ما يلي:

  • النمو الأسي: يسمح للمستثمرين بإعادة استثمار العائدات بالاستفادة من الفائدة المركبة، مما يؤدي إلى تسريع نمو رأس المال بمرور الوقت.
  • زيادة العوائد: مع زيادة رأس مال التداول، يصبح الربح المطلق في كل صفقة أكبر.
  • الانضباط: تحفز هذه الاستراتيجية المتداولين على تبني منظور طويل الأجل والالتزام بممارسات التداول المنضبطة، من خلال البحث عن العائدات الثابتة بدلاً من المكاسب قصيرة الأجل.
  • زيادة قاعدة رأس المال: من خلال إعادة استثمار المكاسب، يزيد المتداولون باستمرار من قاعدة رأس مالهم، مما يوفر وسادة لامتصاص تقلبات السوق والخسائر المحتملة.

مقالات ذات صلة: STP Trading أو المعالجة المباشرة في الفوركس

مخاطر استخدام التداول المركب

تأتي استراتيجية التداول الهرمي (المركب) مع مجموعة من المخاطر التي يجب التنبه إليها. نذكر منها:

  • زيادة المخاطر المحتملة: يترافق نمو رأس المال مع زيادة مضطردة في المبلغ المعرّض للمخاطر في كل صفقة، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة إذا لم تتم إدارته بشكل صحيح.
  • تقلبات السوق: إن الأسواق المالية متقلبة بطبيعتها، والتغيرات المفاجئة في السوق يمكن أن تؤثر سلبًا على الاستثمارات المركبة، مما يؤدي إلى تآكل رأس المال بشكلٍ كبير.
  • التوتر العاطفي: عند استخدام طريقة التداول الهرمية أو المركبة، يزداد حجم المركز مما يضاعف التوتر العاطفي لدى المتداولين، مما قد يؤدي بدوره إلى اتخاذ قرارات متهورة تنحرف عن استراتيجية التداول.
  • الثقة المفرطة: يمكن أن يؤدي النجاح المستمر في الحصول على أرباح (متراكمة) في زيادة الثقة، مما يدفع المتداولين إلى تحمل مخاطر غير مبررة أو التخلي عن نهجهم المنضبط.
مخاطر استخدام التداول المركب
مخاطر استخدام التداول المركب

مقالات ذات صلة: استراتيجية التداول بالتباعد أو Divergence Trading

الخلاصة:

من خلال فهم آليات التداول المركب أو الهرمي وميزاته ومخاطره، يمكن للمتداولين الاستفادة من إمكانات النمو التراكمي على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن التداولات الهرمية تحمل مخاطر كبيرة بسبب زيادة حجم المراكز، مما قد يؤدي إلى تضخيم الخسائر.

إن إضافة المزيد من الصفقات الخاسرة في محاولة لخفض سعر الدخول الأصلي قد يكون ضارًا. تسمى عادةً هذه الحالة بالمتوسط ​​النزولي، وتؤدي إلى زيادة المخاطر بشكلٍ كبير لذلك لا ينصح باستخدامها.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top