يستخدم المتداولون الخبراء استراتيجية تداول الارتداد في الفوركس او ما يعرف ب Retracement trading، بهدف زيادة أرباحهم وتعزيز فرصهم بالنجاح. تعتمد هذه الاستراتيجية على فكرة أنّ الأسعار لا تتحرك بشكل خطي، إنّما تتعرض لتصحيحات أو ارتدادات قبل أن تستأنف اتجاهها الرئيسي. لذلك تستخدم هذه الاستراتيجية أداة فيبوناتشي لتحديد مكان وضع أوامر الدخول إلى السوق، وجني الأرباح، وأوامر وقف الخسارة.
إليكم في هذا المقال شرحًا مبسطًا وشاملًا لكل ما يتعلق باستراتيجية تداول الارتداد، وكيفية تطبيقها في تداولاتكم اليومية، مع مجموعة واسعة من النصائح الذهبية للمبتدئين والخبراء على حد سواء.
مفهوم الارتداد في حركة الأسعار
يشير الارتداد إلى حركة سعرية معينة تعود فيها الأسعار إلى مستويات سابقة لها قبل أن تستأنف اتجاهها الأصلي. على سبيل المثال: بعد ارتفاع سعر زوج عملات معين إلى مستوى معين، قد يشهد هذا السعر انخفاضًا قصير الأمد قبل أن يعود للارتفاع مرة أخرى.
- يعتبر مفهوم الارتداد الركيزة الأساسية التي تعمل عليها استراتيجية تداول الارتداد في الفوركس، حيث يُستخدم هذا المفهوم لتحديد نقاط الدخول، وأوامر وقف الخسارة ومناطق جني الأرباح بالاعتماد على أداة فيبوناتشي (يمكنك الإطلاع على: استراتيجية التداول الداخلي ICT في سوق الفوركس).
- يتم الحصول على هذه المستويات من خلال رسم خط اتجاه بين نقطتين سعريتين مهمتين، ثم تقسيم المسافة الرأسية على نسب فيبوناتشي الرئيسية، والتي هي 23.6%، 38.2%، 50%، 61.8%، وأحيانًا 76.4%.
تنويه: تستخدم استراتيجية تداول الارتداد المعتمدة على تصحيحات فيبوناتشي ما يعرف بال “النسبة الذهبية” لتحديد نقاط الدخول والخروج لتداولات جميع الأطر الزمنية.
استراتيجية تداول الارتداد في الفوركس
تعتبر استراتيجية تداول الارتداد واحدة من الاستراتيجيات الأكثر انتشارًا. يعتمد عليها الكثير من متداولي الفوركس. تَستخدم هذه الاستراتيجية مستويات فيبوناتشي لتحديد مستويات الدعم والمقاومة والتداول عليها.
- عند وجود حركة سعرية كبيرة صعودًا أو هبوطًا، غالبًا ما تكون مستويات الدعم والمقاومة الجديدة عند خطوط الاتجاه أو بالقرب منها.
- تتطلب استراتيجية التداول بالارتداد فهمًا جيدًا للسوق مدعومًا بالقدرة على تحليل الاتجاهات.
- إن نجاح هذه الاستراتيجية وقوتها تكمن في استخدامها بشكل صحيح تزامنًا مع أدوات التحليل الفني المناسبة.
- سنأتي على شرح هذه الاستراتيجية بالتدريج من خلال توضيح المفاهيم المرتبطة بها وصولًا إلى أمثلة عملية لكيفية تطبيقها.
ما هي سلسلة أرقام فيبوناتشي
توصل العالم الرياضي الكبير ليوناردو فيبوناتشي إلى سلسة من الأرقام التي عرفت بمتوالية فيبوناتشي، تبدأ هذه السلسلة من ال 0 ثم 1. يليها بعد ذلك سلسلة من الأرقام التي ينتج كل منها عن جمع الرقمين السابقين. فتكون السلسلة على النحو التالي: 0، 1 ، 1 ، 2 ، 3 ، 5 ، 8 ، 13 ، 21 ، 34 ، 55 وهكذا.
- عرفت هذه النسبة بنسبة فيبوناتشي الذهبية، واستخدمت في العديد من المجالات والعلوم كان أحد استخداماتها في استراتيجية تداول الارتداد في الفوركس.
تتميز سلسلة أرقام فيبوناتشي بخصائص متعددة أبرزها ما أشرنا إليه في الشكل السابق وهو:
- نسبة قسمة أي عدد على العدد التالي له في السلسلة دائمًا يساوي تقريبًا 0.618.
- نسبة قسمة أي عدد على العدد التالي للعدد التالي له في السلسلة دائمًا يساوي تقريبًا 0.382.
التعريف بمستويات تصحيح فيبوناتشي وآلية عملها في مجال التداول
تشكل مستويات تصحيح أو ارتداد فيبوناتشي مجموعة من الخطوط الأفقية، التي يمكن رسمها باستخدام أداة فيبوناتشي المتاحة على منصات التداول.
- ترسم هذه الخطوط بشكل أفقي يقطع مستويات الأسعار، ويحدد نقاط مرجعية تحدث عندها مستويات الدعم والمقاومة.
- يتم اشتقاق مستويات تصحيح فيبوناتشي من متوالية فيبوناتشي عبر إجراء عملية بسيطة على جزء المتتالية المؤلف من الأرقام التالية: 21 ، 34 ، 55.
- تُحسب المستويات الأساسية بإجراء القسمة على النحو التالي: 21/34 يساوي بعد التقريب 0.618 ومنه حصلنا على النسبة المكافئة 61.8 (أي أننا نقسم الرقم على القيمة التالية له في السلسلة).
- تتبع جميع مستويات فيبوناتشي التي تحدثنا عنها نفس المبدأ ما عدا النسبة 50% التي تمت إضافتها بناء على الخبرة.
|
مستويات تصحيح فيبوناتشي |
|
|
0٪ |
تمثل هذه النسبة نقطة النهاية، أو القيمة القصوى للسعر. تمتد الشبكة من بداية الاتجاه إلى نهايته. لذلك تكون نسبة 0٪ عند أعلى مستوى في الاتجاه الصاعد، وفي أدنى مستوى له عند الاتجاه الهابط. |
|
23.6٪ |
تمثل هذه النسبة مستوى ضعيف نسبيًا. إذا بدأ التصحيح عنده، فغالبًا ما يتم اختراقه. |
|
38.2٪ |
تعد هذه النسبة أحد مستويات التصحيح الرئيسية. إذا كانت حركة الأسعار الرئيسية قوية، سينتهي التصحيح هنا بأعلى احتمالية. |
|
50٪ |
المستوى المتوسط تمت إضافته إلى تسلسل فيبوناتشي. يميل السعر عند هذا المستوى إلى تصحيح بنسبة 1/3 إلى 1/2 كنسبة من طول الاتجاه السابق قبل مواصلة الحركة الرئيسية. وأما في حالة اختراق السعر عند هذه النقطة، فهذه إشارة إلى أن التصحيح يعود إلى الاتجاه الرئيسي لحركة السعر. |
|
61.8٪ |
أحد المستويات الرئيسية، إذا اخترق السعر ذلك المستوى، فهذا يعني أنّ بإمكانه أن يذهب إلى أبعد من ذلك. |
|
76.4٪ |
مستوى ضعيف نسبيًا، يمكن أن يكون بمثابة خط التصحيح الأول لاتجاه جديد. |
|
100٪ |
قيمة السعر القصوى، ونقطة البداية التي تمتد منها الشبكة إلى 0٪. تمثل القاع في الاتجاه الصاعد. والقمة في الاتجاه الهابط حيث يكون السعر عند أعلى مستوى له. |
علاقة استراتيجية الارتداد بأداة فيبوناتشي
تعتمد استراتيجية الارتداد في الفوركس على استخدام ارتدادات فيبوناتشي لتحديد المستويات الرئيسية للدعم والمقاومة.
- يتم رسم مستويات فيبوناتشي بشكل خطوط أفقية فوق مخطط مستويات الأسعار باستخدام النسب التالية: 38.2 ٪ ، 50 ٪ ، و 61.8 ٪. وذلك بعد أن يقوم السوق بحركة كبيرة إما صعودًا أو هبوطًا نحو الأسفل.
- تفيد هذه المستويات في تحديد المناطق التي قد يرتد فيها السوق قبل استئناف الاتجاه الإجمالي الذي تم تشكيله بواسطة تحرك الأسعار الأولي.
- تزداد أهمية مستويات فيبوناتشي عند اقتراب السوق أو وصوله إلى مستوى دعم كبير للأسعار أو مستوى مقاومة.
- تمت إضافة مستوى 50 ٪ إلى التسلسل بالرغم من أنه ليس في الواقع جزءًا من تسلسل أرقام فيبوناتشي الذي سنتحدث عنه لاحقًا، ولكن تم تضمينه بسبب الخبرة التي تشير إلى ارتداد السوق بمقدار نصف خطوة كبيرة قبل استئناف اتجاهه الأساسي.
اقرأ أيضًا: ما هو مفهوم الاموال الذكية SMC وما علاقته بال ICT في مجال التداول
خطوات تنفيذ استراتيجية الارتداد في الفوركس
إن كنت تبحث عن منهجية عملية لتنفيذ استراتيجية الارتداد في الفوركس، فيمكنك متابعة الخطوات التالية:
1. تحديد الاتجاه الرئيسي
يتطلب تحديد الاتجاه الرئيسي للأسعار ودراسة فيما إذا كان هذا المستوى صاعدًا أم هابطًا استخدام الأدوات التالية:
تحليل الرسوم البيانية
يشمل تحليل الرسوم البيانية مجموعة من التقنيات أهمها:
- استخدام الخطوط الاتجاهية كخطوط اتجاه الترند لاين التي تربط بين القمم في حالة الاتجاه الهابط والقيعان في حالة الاتجاه الصاعد.
- تساعد دراسة أنماط الشموع اليابانية في تحديد الاتجاه.
المؤشرات الفنية
يستخدم بعض المتداولين المؤشرات الفنية لتحديد الاتجاه الرئيسي وذلك من خلال استخدام:
- استخدام المتوسطات المتحركة البسيطة (SMA) أو الأسية (EMA). إذا كان السعر فوق المتوسط المتحرك، فهذا يشير إلى اتجاه صاعد، وإذا كان السعر تحت المتوسط، فهذا يشير إلى اتجاه هابط.
- استخدام مؤشر القوة النسبية (RSI) لتحديد إذا ما كان السوق في منطقة ذروة الشراء أو ذروة البيع (تعرّف على: العقود الذكية وأبرز استخداماتها).
تحليل الزخم
يساعد مؤشر الزخم في التحقّق من مدى قوة الاتجاه. إذا كان الزخم إيجابيًا، فهذا يشير إلى استمرار الاتجاه الصاعد، والعكس صحيح.
2. تحديد نقاط الارتداد باستخدام أداة فيبوناتشي
يتوجب على المتداولين في الخطوة التالية استخدم مستويات فيبوناتشي أو خطوط الدعم والمقاومة لتحديد النقاط التي من المحتمل أن يحدث عندها الارتداد. وللتوضيح أكثر نبين لكم الأمر في الفقرات التالية.
كيفية استخدام أداة فيبوناتشي في تداول الفوركس
يعتمد تطبيق أداة فيبوناتشي في تداول الفوركس على تحديد أعلى مستويات التأرجح وأدناها. بمجرد تحديد هذه النقاط، يتم تطبيق أداة فيبوناتشي لرسم المستويات الرئيسية التي يمكن اعتمادها لتحديد نقاط الدخول، أو تعيين أوامر وقف الخسارة.
يحتاج تنفيذ استراتيجية تداول الارتداد في الفوركس إلى معرفة كيفية الوصول إلى أداة فيبوناتشي وطريقة استخدامها. نلخص هذه العملية كما يلي:
- بعد اختيار الإطار الزمني الذي ترغب التداول عنده، اذهب إلى أدوات الرسم واختر قنوات فيبوناتشي أو “Fibonacci Channels”.
- يختلف موقع هذه الأدوات من منصة إلى أخرى، إلا أنّها غالبًا تتواجد في الجانب الأيسر من الرسم البياني أو في الأعلى.
- تظهر لديك عندها قائمة مؤلفة من ثلاث خيارات:
-
- قائمة قنوات فيبوناتشي (Fibonacci Channels): تتألف هذه القائمة من خطان متوازيان أساسيّان يرسمان حدود القناة، داخل القناة تتوزع مجموعة من الخطوط المتوازية الإضافية. يتم حساب المسافة بين الخطوط باستخدام نسبة فيبوناتشي.
- تصحيحات فيبوناتشي (Fibonacci Correlation): يتم تطبيق المستويات الأفقية الكلاسيكية على حركة الاتجاه لتحديد نهاية التصحيح المحلي.
- الامتداد القائم على الاتجاه (Trend-based Fibonacci Extension) هي نسخة إضافية مكبرة من مستويات التصحيح تتجاوز هذه المستويات النقاط الرئيسية، وتتألف من النسب التالية: 100٪ – 168.1٪ ، 200٪ ، 261.8٪.
-
- اختر “تصحيح فيبوناتشي” أو “Fibonacci Correlation”.
- انقر على الرسم البياني عندها ستبدأ المستويات بالظهور، قم فيما بعد بتمديد الشبكة للحصول على المستويات المطلوبة.
- نكون عندها أمام إحدى الحالتين:
-
- عند سحب شبكة المستويات نحو الزاويتين العلويتين اليسرى أو اليمنى، فسيكون “0” في الأعلى ، و “100” في الأسفل.
- عند بسحب الشبكة نحو الزاوية اليمنى أو اليسرى السفلية، تظهر “0” في الأسفل ، و “100” في الأعلى والعكس صحيح.
-
3. انتظار الارتداد وتأكيد الدخول
بعد تحديد الاتجاه، انتظر حتى يحدث ارتداد للسعر نحو مستويات الدعم أو المقاومة. وقم بتأكيد الدخول من خلال استخدم مجموعة من المؤشرات الإضافية مثل: مؤشر القوة النسبية (RSI) أو مؤشر MACD كي تتأكد أن السعر قد بدأ في الارتداد.
يوضح الرسم البياني أدناه الطريقة التي يبدو فيها تصحيح فيبوناتشي عند رسم قطاعات بين المستويات حيث يتم استخدام لون مختلف لكل قطاع إذا كانت الشبكة ممتدة في اتجاهات مختلفة.
- هنا يمكنك رؤية حدود النطاق من 0 إلى 1 مع السعر المقابل لكل مستوى بين قوسين.
- يتم استخدام القيم المطلقة بدلاً من النسب المئوية. على سبيل المثال: 0.5 يتوافق مع النسبة المئوية 50٪.
اقرأ أيضًا: ماذا يعني مصطلح الكونتانجو في التداول وكيف يستخدم
4. تحديد نقاط الدخول والخروج
في الخطوة الأخيرة يجب على المتداولين تحديد نقاط الدخول والخروج، حيث يُفضل وضع وقف الخسارة تحت مستوى الدعم (في حالة الشراء) أو فوق مستوى المقاومة (في حالة البيع). باستخدم مؤشرات إضافية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو MACD للتحقق من أنّ السعر قد بدأ في الارتداد.
وهنا ستكون أمام مجموعة من الخيارات بما يشمل:
- الشراء بالقرب من مستوى الارتداد 38.2 ٪ مع أمر وقف الخسارة عند مستوى 50 ٪ بقليل.
- يمكنك الشراء بالقرب من مستوى 50 ٪ مع وضع إيقاف خسارة أقل من المستوى 61.8 ٪.
- يمكنك استخدام مستويات فيبوناتشي الأعلى البالغة 161.8 ٪ و 261.8 ٪ لتحديد مستويات الدعم والمقاومة المستقبلية المحتملة إذا تحرك السوق إلى ما بعد المرتفع/المنخفض الذي كان قد وصل إليه قبل التراجع.
تنويه: تعمل أداة تصحيح فيبوناتشي على جميع الأطر الزمنية. في حين أن استراتيجيات فيبوناتشي طويلة المدى يتم استخدامها بهدف الحصول على تنبؤات وإجراء التحليلات الأولية اللازمة في استراتيجيات المضاربة أو السكالبينج.
أمثلة عملية لكيفية تطبيق استراتيجية تداول الارتداد في الفوركس
نوضح في هذا الجزء كيفية تطبيق استراتيجية تداول الارتداد من خلال مثالين عمليين في أحدهما تكون الحركة السعريّة صعوديّة، بالمقابل تكون الحركة السعرية هبوطية في المستوى الثاني، ولكن نشترط في الحالتين البناء الصحيح للمستويات ضمن نطاق لا يتجاوز 3 أسابيع:
تطبيق استراتيجية الارتداد في الاتجاه الصعودي
فى المثال التالي يبدأ الرسم البياني باتجاه مسطح، ثم يلي ذلك حركة صعودية تبدأ عند النقطة “1” .
- نختار أداة تصحيح فيبوناتشي ونبدأ بتمديد الشبكة انطلاقًا من النقطة “1” وصولًا إلى النقطة “2”.
- يمكن اعتبار حدود المناطق كمستويات محلية للمقاومة والدعم فيها.
- تُظهر المستطيلات الحمراء سلوك الأسعار في المناطق الملونة.
تطبيق استراتيجية الارتداد في الاتجاه الهبوطي
نلاحظ في الرسم البياني التالي تغيّر الاتجاه الصعودي إلى اتجاه هبوطي تكون نقطة بداية الحركة الهبوطية هي القمة الأولى في بداية الاتجاه، ونقطة النهاية هي أدنى نقطة في نهاية الاتجاه. في هذه الحالة نقوم بتمديد الشبكة (بطريقة معاكسة للحالة الصعودية)، فنبدأ من الأعلى عند النقطة “1” ونسحب إلى الأسفل باتجاه النقطة “2”.
بالنسبة للرسم البياني السابق يمكننا أن نلاحظ:
- عدم وجود تصحيحات عميقة في الاتجاه الهبوطي باستثناء المستوى 0.236 الذي يمثل مستوى الدعم، وهذا وإن دلّ على شيء فهو يدل على قوة الاتجاه الهبوطي.
- بعد حدوث انعكاس الاتجاه عند النقطة “2” ، لامس السعر مستوى التصحيح الرئيسي 0.382 مرتين وذلك عند النقطتين المشار إليهما على الرسم البياني بالرقمين “3” و “4” .ثم ارتد عائدًا إلى الاتجاه الهبوطي.
دمج تصحيح فيبوناتشي مع استراتيجية التداول الخاصة بك
على الرغم من أن تصحيح فيبوناتشي يمكن أن يكون أداة قوية في حد ذاته، إلا أن فعاليته تزداد عند استخدامه بالتزامن مع أساليب التحليل الفني الأخرى. يمكن أن يساعد هذا التكامل المتداولين في تحسين استراتيجيتهم وتحسين توقعاتهم للسوق.
دمج تصحيح فيبوناتشي مع مستويات الدعم والمقاومة
تعتبر مستويات الدعم والمقاومة مفاهيم أساسية في تداول الفوركس، حيث تشير إلى المكان الذي قد يتوقف فيه السعر وينعكس. عندما يتزامن مستوى تصحيح فيبوناتشي مع مستوى دعم أو مقاومة معروف، فإنه يعزز احتمالية حدوث رد فعل سعري عند هذا المستوى. يوفر هذا الاتقاء أساسًا أقوى لاتخاذ قرارات التداول، مما قد يزيد من معدل نجاح الصفقات.
استخدام تصحيح فيبوناتشي مع تحليل الاتجاه
يعد تحليل الاتجاه حجر الزاوية الآخر لاستراتيجيات التداول الناجحة. من خلال تحديد الاتجاه العام للسوق، يمكن للمتداولين استخدام مستويات تصحيح فيبوناتشي للعثور على نقاط دخول تتوافق مع الاتجاه. يضمن هذا النهج إجراء الصفقات في الاتجاه السائد، وهو ما يُعتبر عمومًا استراتيجية أكثر أمانًا وربحية.
تنويه: إن استخدام تصحيح فيبوناتشي يترك تأثيره النفسي على المتداولين من جهة من خلال إعطائهم الاحساس بالأمان المرتبط بإمكانية التنبؤ بحركة الأسعار، وعلى الجانب الآخر يترك هذا التداول أثرًا على الأسواق حيث يتوقع المتداولون ردود أفعال الأسعار عند هذه المستويات، مما يؤدي إلى تحركات أسعار فعلية.
نصائح عند استخدام استراتيجية الارتداد في الفوركس
بالرغم من وضوح هذه الاستراتيجية نتيجة اعتمادها على أداة فيبوناتشي التي تلغي التأثيرات العاطفية على قرارات التداول. إلا أننا أعددنا لكم قائمة بأهم النصائح التي يحتاج إليها المبتدئ والخبير في سوق الفوركس، ومنها:
- استخدم الحساب التجريبي قبل تطبيق الاستراتيجية على الحساب الحقيقي. يسمح لك هذا الأمر بإتقان هذه الاستراتيجية قبل تطبيقها على أرض الواقع.
- إدارة المخاطر: تعد إدارة المخاطر من أهم المبادئ التي يجب على المتداولين تعلمها. تقوم إدارة المخاطر الجيدة على التأكد من إدارة رأس المال بشكل جيد وتحديد حجم الصفقة المناسب.
- تحليل السوق: في أولى خطوات استراتيجية الارتداد في الفوركس تحدثنا عن عملية تحليل السوق وفهم الاتجاهات. تعتبر هذه الخطوة الأولى والأكثر أهمية. لذا يتوجب عليك متابعة أفضل مواقع الأخبار الاقتصادية مثل: موقع investing.com و Forbes والأحداث التي قد تؤثر على السوق.
تذكير: تعود استراتيجية تداول الارتداد إلى حقيقة مفادها أن الأسواق تتحرك وفق أنماط يمكن التنبؤ بها. من خلال تحديد هذه الأنماط، يمكن للمتداولين اتخاذ قرارات مستنيرة حول نقاط الدخول والخروج من الصفقات وأماكن وضع مناطق جني الأرباح وأوامر وقف الخسارة
أخطاء شائعة يقع فيها المتداولون عند تطبيق استراتيجية الارتداد
تحتاج استراتيجية الارتداد إلى الالتزام بمجموعة من الخطوات الهامة، التي قد يؤدي عدم الالتزام بها إلى مشكلات وأخطاء عديد نلفت أنظاركم إليها من خلال الجدول التالي:
|
أخطاء شائعة يقع فيها المتداولون عند تطبيق استراتيجية الارتداد
|
|
| عدم مراعاة الاتجاه العام | يركز بعض المتداولين على الارتدادات فقط دون مراعاة الاتجاه العام للسوق. مما يجعلهم يقعون في بعض الأخطاء الفادحة لدى تطبيقهم لاستراتيجية الارتداد في الفوركس. لذا وجب التأكيد على أن الارتداد يحدث في سياق الاتجاه العام وليس بمنأى عنه. |
| الإفراط في الثقة | يبالغ بعض المتداولون في اعتقادهم بأنّ السوق سيتجه نحو الارتداد، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة. لذا وقبل المضي في فكرة أنّ الارتداد سيحدث لا محالة يجب استخدام أدوات التأكيد مثل المؤشرات الفنية. |
| عدم استخدام مستويات الدعم والمقاومة | يتجاهل بعض المتداولين مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية مأخوذين بالاتجاه العام للسوق والثقة الزائدة، مما قد يؤدي إلى دخول غير موفق. وعليه يجب تحليل هذه المستويات لتحديد نقاط الدخول والخروج المناسبة. |
| عدم الالتزام بوضع خطة مدروسة | يعتقد الكثير من المتداولين أنهم ليسوا بحاجة إلى وضع خطة لإدارة المخاطر، ويفضلون العمل دون وجود خطة واضحة تتضمن تحديدًا لنقاط وقف الخسائر وحجم الصفقات، إلا أنهم غالبًا ما يقعون فريسة للخسائر.
|
| تجاهل تحليل الزخم | بداية يشير مصطلح “الزخم” في سياق التداول، إلى القوة أو السرعة التي يتحرك بها السعر في اتجاه معين. يمكن أن يكون الزخم إيجابيًا صعوديا أو سلبيًا هبوطيًا، ويعتبر مؤشرًا مهمًا لتحديد قوة الاتجاه الحالي. بدلاً من الدخول المتسرّع إلى الصفقات عند ظهور الارتداد، يجب على المتداولين تحليل الزخم للتأكد من أن هذا الارتداد هو فرصة حقيقية وليس مجرد ارتداد مؤقت، وذلك من خلال مراقبة أنماط الشموع اليابانية أو باستخدام المؤشرات الفنية كمؤشر القوة النسبية (RSI) أو MACD. يساهم تحليل الزخم في تحسين دقة الدخول وتجنب الخسائر الناتجة عن الدخول المبكر في الصفقات. |
| التداول العاطفي | يقع العديد من المتداولين فريسة للتداول العاطفي وما يرتبط به من قرارات مبنية على الخوف أو الطمع. لذا وجب الالتزام بالخطة والاستراتيجية بدلاً من الانجراف وراء المشاعر اللحظيّة المؤقتة. يساعد استخدام استراتيجية تداول الارتداد في الفوركس على الحد من التحيز العاطفي. |
| الاعتماد على عامل واحد فقط في التقييم | يسارع بعض المتداولين إلى دخول الصفقات معتمدين على عامل واحد أو قراءة منقوصة للمعطيات مما يقودهم إلى نتائج خاطئة، وعليه وجب البحث عن إشارات متعددة تؤكد الاتجاه المعاكس. |
| تجاهل الأخبار الاقتصادية | تؤثر الأحداث الاقتصادية والسياسية بشكل كبير على الأسواق، وتؤدي إلى تغيّر كبير في حركة الأسعار. لذا قد يؤدي تجاهل هذه الأخبار إلى قرارات خاطئة. |
| الافتقار إلى المرونة وعدم التكيف مع تغيرات السوق | تتغير حركة الأسواق باستمرار، وتتغير معها المعطيات الاقتصادية والسياسية. لذا يجب أن يتحلى المتداولون بالمرونة والاستعداد الدائم لتعديل استراتيجياتهم وفقًا للظروف الجديدة. |
| تحديد أهداف غير واقعية | يعمل العديد من المتداولين بناءًا على أهداف غير واقعية مما يسبب لهم الإحباط والخسائر ويؤثر في تداولاتهم. لذا ينبغي على المتداولين التحلي بالمرونة ووضع أهداف استراتيجية قابلة للتحقيق بناءً على التحليل الفني والأساسي. |
يعد تصحيح فيبوناتشي واستراتيجية تداول الارتداد في الفوركس أداة قوية في ترسانة متداولي الفوركس. تسمح لهم بتحديد نقاط الانعكاس المحتملة في تحركات الأسعار على نحو عالي الدقة، ويمكن تطبيقها على أطر زمنية مختلفة بدءًا من الدقائق وحتى السنوات. عند تطبيق هذه الاستراتيجية على التداول، يمكن لتصحيحات فيبوناتشي أن تساعد المتداولين في تحديد المواقف الاستراتيجية للمعاملات بناءً على التنبؤ بحركات السوق. يحتاج استخدام هذه الاستراتيجية إلى الالتزام بالخطوات ومتابعة آخر المستجدات لاتخاذ قرارات فعالة.
