تتّجه العديد من الشركات والعلامات التجارية إلى استخدام استراتيجية UGC على مواقع الـ Social Media، والتي تُعرف بمصطلح “المحتوى الذي ينشئه المستخدم”، وذلك لتحقيق انتشار أوسع وشعبية أكبر، والتسويق لمنتجاتها أو خدماتها وتعزيز الولاء لها.
كل ذلك مع تكلفة أقل وتحسين في محركات البحث، سواءً كان ذلك المحتوى مقطع فيديو أو منشور مكتوب، أو حتى استجابة لاستطلاع رأي أو تعليق عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع الأهمية المتزايدة للمحتوى المُنشأ من قبل المستخدم أو UGC، كان لا بدّ لنا من تخصيص مقال حول هذه الاستراتيجية وأهميتها، وكيفية عملها. لتتعرّف إلى تفاصيل أكثر، تابع قراءة مقالنا حتى النهاية.
ما هي استراتيجية UGC؟
تُعرف User Generated Content أو “UGC” بأنها استراتيجية تسويق قائمة على نشر معلومات من قبل مجموعة من المساهمين غير مدفوعي الأجر، وذلك لموقع ويب معين. ويمكن أن تكون هذه المعلومات إما صورة أو مقطع فيديو أو منشورات في منتدى أو مدونة، أو استطلاعات رأي، أو حتى تعليقات تُنشر عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
وتختلف استراتيجية UGC عن طرق الاتصال التقليدية بأنها لا تعتمد على مصدر واحد للمعلومات لتقديمها لمجموعة مستقبلين، مثل الإعلانات التجارية على القنوات الإخبارية المحلية. لهذا السبب، تعتمد العديد من العلامات التجارية بشكلٍ كامل عند الترويج لمنتجاتها على المحتوى المُنتج من قبل المستخدمين، حيث تقوم هذه الشركات بإعادة نشر المحتوى والاستفادة منه. وغالبًا ما يكون المحتوى منشور من قبل عملاء مخلصين للعلامة التجارية.
اقرأ أيضًا: طرق التسويق بالعمولة بشكل مجاني عبر السوشال ميديا.
أنواع المحتوى المُنشأ من المستخدمين
مع إمكانية كسب المال من السوشال ميديا بطرق مختلفة، باتت استراتيجية UGC تشمل أنواع متعددة من المحتوى نذكر من أهمها:
- الصور: ويُقصد بها الصور غير مدفوعة الأجر، يقوم العملاء بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات وغيرها من المنصات الالكترونية.
- مقاطع الفيديو ومقاطع البث المباشر Live: وهي إحدى خيارات استراتيجية UGC ومن أمثلتها مقاطع الفيديو على Youtube، بالإضافة لقصص منصة Instagram أو حتى البث الحي المباشر على Facebook أيضًا. حيث لا يتقاضى مُنشئ هذه المقاطع أي أجر مقابل ذلك، إلا أن العميل يقوم أحيانًا بفتح علبة تابعة لمنتج ما وبيعها.
- محتوى مرتبط بوسائل السوشال ميديا: مثل المنشورات أو التغريدات أو التحديثات المتعلقة بعلامة تجارية ما على Instagram أو Facebook أو منصة X.
- مراجعات وتقييم المنتجات: وهي عمليات تقييم يقوم بها المستخدم عبر مواقع الكترونية متخصصة بذلك، مثل منصة Yelp، وTripAdvisor وG2.
- منشورات المدونات: وهي عبارة عن برامج تعليمية حول خدمة أو منتج ما، أو مراجعة تٌنشر من قبل المدونين دون أن يحصلوا على أجر مقابل ذلك.
- منتديات الأسئلة والأجوبة: إحدى أشكال استراتيجية UGC وعادةً ما تكون منتديات عامة يشارك فيها كل من العملاء والعلامة التجارية، وذلك ضمن مناقشات صحية يتم فيها الإجابة عن أية أسئلة مرتبطة بالمنتج.
- دراسة الحالة: وهي بشكل عام مراجعات تفصيلية للعملاء، وتكون غير مدفوعة يتم عبرها شرح كل من إيجابيات وسلبيات الخدمات المقدمة.
- الاستطلاعات: أو ما يُعرف بالآراء والأوصاف المقدّمة من العملاء تجاه منتج أو ميزة ما.
أهمية UGC في التسويق عبر السوشال ميديا
إن استخدام استراتيجية UGC ضمن مزيج التسويق عبر السوشال ميديا من شأنه تحقيق فائدة للشركات، متمثلة بالنقاط التالية:
- تعزيز النمو وزيادة الوصول: مع التنافس الكبير في العصر الرقمي اليوم، يمكن للعلامات التجارية أن تستفيد من المراجعات الحقيقية للعملاء. الأمر الذي يرفع من مستويات الوصول للعلامة التجارية عبر السوشال ميديا، خاصةً وأن الأشخاص الحقيقيين الذين جرّبوا المنتج يؤثرون على غيرهم من العملاء بشكلٍ أكبر من تأثير العلامة التجارية نفسها. ومن الأمثلة على ذلك تشجيع شركة Apple مستخدميها على التقاط صور باستخدام هاتف iPhone 6، مع نشرها تحت هاشتاج #ShotOniPhone6، لتختار الشركة فيما بعد أفضل الصور الملتقطة وأجملها، وتعرضها على منصات المطبوعات ومنصات الوسائط الرقمية في كل أرجاء العالم. وهو الأمر الذي نتج عنه مراجعات ممتازة وتأكيد للمنتج المقدم.
- زيادة الولاء للعلامة التجارية: تعمل استراتيجية UGC على رفع وتعزيز الولاء للعلامة التجارية، ويعود ذلك إلى قيام المستهلكين أنفسهم بإنشاء المحتوى وليس الممثلين الرسميين للشركة. حيث تعمل الشركات على كسب ثقة العملاء عبر وضع الجمهور المستهدف في المقام الأول، وتشجيعهم أيضًا على المشاركة في عملية بناء صورة وسمعة العلامة التجارية الخاصة بها.
- فعالية التكلفة: وذلك بالنسبة للشركات التي ترغب بالترويج لمنتجاتها أو علامتها التجارية دون الحاجة لإنفاق أموال طائلة على الإعلانات التلفزيونية والعروض الترويجية، حيث يقوم العملاء الذين لا يتقاضون أجرًا مقابل إنشاء المحتوى بالترويج للعلامة التجارية عند مشاركتهم لتجربتهم لأسباب مختلفة، مثل بناء علاقة مع أفراد غيرهم متشابهين في التفكير، أو من أجل الاستفادة من بعض الميزات.
- تحسين محركات البحث: يرتفع مستوى تحسين محركات البحث للعلامة التجارية أو الشركة مع قيام العملاء غير مدفوعي الأجر بإجراء تقييمات، أو استطلاعات. كونهم يقومون بنشر ذلك على مدونات مع وجود روابط خلفية لمواقع خاصة بالمنتج. حيث أنه ونتيجة تحليل الكلمات الرئيسية الخاصة بالعلامة التجارية لدى المستهلكين، سترتفع وتتحسن أبحاث تحسين الكلمات المفتاحية الرئيسية المرتبطة بالعلامة المذكورة.
كيفية دمج UGC في استراتيجيات التسويق
يمكن للشركات دمج استراتيجية UGC أو المحتوى الذي ينشئه المستخدم ضمن استراتيجيات التسويق الخاصة بها، باعتماد الطرق التالية:
استخدام المراجعات
تعتمد غالبية الشركات اليوم على تشجيع العملاء لترك مراجعات لمنتجاتها، سواءً عبر موقعها الرسمي أو عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook أو موقع Yelp أو Google أومواقع الطرف الثالث.
وذلك لأن معظم المستهلكين باتوا يفضلون قراءة المراجعات لأخذ لمحة حول المنتج قبل شرائه. ومن جهةٍ أخرى، تفيد المراجعات في زيادة موثوقية العلامة التجارية وزيادة حركة المرور لموقع الويب، وهو بدوره ما يزيد من معدلات التحويل.
كما يمكن أيضًا تحفيز العملاء باستبدال المراجعات بنقاط مكافأة أو قسائم أو حتى بطاقات هدايا Gift Cards. مع الإشارة إلى ضرورة تقبّل الشركة للمراجعات السلبية والإيجابية، حيث تمنح المراجعة السلبية الشركة فرصة لكسب ثقة العملاء، سيما إن قامت الشركة بالرد بشكل مهني ومحترم.
مسابقات الهاشتاج
تتجه شركات وعلامات تجارية أخرى لتحفيز العملاء على المشاركة بمسابقات تُعرف باسم مسابقات الهاشتاج، من أجل مشاركة محتوى معين كصور و مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي مقابل الفوز بجائزة محددة، الأمر الذي يزيد الوعي بالعلامة التجارية ويعزز المبيعات أيضًا.
حيث تعتبر هذه الطريقة استراتيجية UGC يمكن دمجها مع الاستراتيجيات التسويقية، عبر استخدام هاشتاج مميز وفريد كما فعل موقع Trivago بإطلاقه هاشتاج trivagofaves# لمسابقة صور.
حيث طلب من المشاركين مشاركة صور للفنادق المفضّلة لديهم والمدرجة ضمن Trivago، مع وضع الهاشتاج عليها مقابل الفوز بـ 500 دولار. حيث حققت تلك المسابقة ما يزيد عن 37000 مشاهدة، وعدد كبير من العروض الترويجية للشركاء.
استراتيجية اللعب
وتُعتبر إحدى استراتيجيات UGC القائمة على تقديم حوافز، حيث يتم مكافأة المستخدمين شريطة إكمال عدد معين وقليل من المهام بشكلٍ مسلي ومفيد. عبر استخدام نقاط ودرجات عالية ومستويات من أجل تشجيع الأفراد على إكمال المهام، ومشاركة تجاربهم مع العلامة التجارية.
مثلًا قد يتم منح نقاط مقابل مشاركة منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليحصل العملاء فيما بعد على خصومات وقسائم مقابل هذه النقاط. أو أن يتلقى العميل هدايا مجانية عند عمليات الشراء المتكررة كإحدى أشكال الحوافز.
مقاطع الفيديو
يفضّل عدد كبير من العملاء عملية التواصل باستخدام مقاطع الفيديو من خلال مشاركة المقاطع، الأمر الذي يزيد من انتشارها بشكل أوسع سيما المقاطع التي يظهر فيها العملاء الحقيقيين وهم يجربون المنتج أو يصورون تجاربهم.
وبناءً على ذلك، تقوم العلامات التجارية باختيار عدد من هذه المقاطع لعرض وجهات نظر حقيقية للمستخدمين وآراء العملاء حول منتجاتها. وهو أمر يزيد من ثقة المستخدمين أكثر من مقاطع الفيديو التي تُنشئها العلامة التجارية بنفسها.
المحتوى الموسمي
تُعتبر مواسم الأعياد والمناسبات فرصًا ممتازة للعلامات التجارية كي تروّج لمنتجاتها عبر المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، بطريقة تتواصل بها العلامة مع مستخدميها على المستوى العاطفي.
لهذا السبب، ينبغي على الشركات دراسة الجمهور المستهدف وما يفضلونه في موسم العطلات والأعياد، كي تتمكن من دمج استراتيجية UGC ضمن استراتيجيات التسويق الخاصة بها.
حيث تلجأ بعض الشركات إلى الطلب من متابعيها تصوير ونشر مقاطع فيديو وصور، واستخدام الهاشتاج ومشاركتها على نطاق واسع للفوز في مسابقات معينة. ومن الأمثلة على ذلك مسابقة RedCupContest# السنوية التي تطلقها شركة ستاربكس في ديسمبر، والتي يتم خلالها مشاركة صور أكواب القهوة الخاصة بالمستهلكين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الفوز ببطاقات هدايا ستاربكس.
أشهر الشركات التي اعتمدت UGC حول العالم
تتضمن القائمة التالية مجموعة من الشركات الشهيرة التي دمجت استراتيجية UGC في حملاتها التسويقية وهي:
شركة كوكاكولا
قامت شركة كوكاكولا (ننصحك بقراءة: شراء وبيع أسهم شركة كوكاكولا) عام 2011 بإطلاق حملة محتوى مُنشَأ من قبل المستخدمين، عندما قررت طباعة ما يزيد عن 150 اسم شائع للإناث والذكور على زجاجات الكولا في أستراليا.
وكان الغرض من وراء ذلك تشجيع المستهلكين مشاركة منتج كوكاكولا مع أحبائهم. ونتيجة لذلك، لاقت الفكرة انتشارًا كبيرًا وقام عدد كبير من المستهلكين بنشر صور لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع زجاجاتهم الشخصية تحت هاشتاج ShareaCoke#. لكن الأمر انتشر إلى 80 دول أخرى لتصبح هذه الحملة من أكبر حملات المحتوى المُنشَأ من قبل مستخدمين على الإطلاق.
مسابقة Wanderlust من ناشيونال جيوغرافيك
وهي مسابقة أطلقتها ناشيونال جيوغرافيك عام 2015، حيث طلبت من المستخدمين مشاركة أفضل صور طبيعية التقطها المستخدمون تحت هاشتاج WanderlustContest#، وتم منح الفائز رحلة رائعة لمدة 7 أيام لشخصين إلى منتزه يوسمايت.
ومن خلال هذه المسابقة تعززت معدلات المشاركة في ناشيونال جيوغرافيك بشكل كبير جدًا.
حافظات Lego للايفون من Belkin
قامت شركة Belkin بإطلاق حملة UGC لتسويق علامتها التجارية باستهداف علامتين تجاريتين بارزتين هما Lego وiPhone، بالشراكة مع Lego. وكانت الحملة قائمة على استخدام قطع Lego قابلة للتخصيص، لإنشاء أغلفة مصممة خصيصًا لهواتف iPhone.
ثم طلبت الشركة من المستخدمين التقاط صور لذلك. ليقوم المشاركون بعد ذلك بمشاركة صورهم عبر تطبيق Instagram تحت هاشتاغ LEGOxBelkin# حيث اُعتبرت الحملة فعالة جدًا وقتها.
في الختام:
يتزايد الاهتمام باستراتيجية UGC في عصر السوشال ميديا، والتسويق الرقمي في زمن الذكاء الاصطناعي، فنحن اليوم أمام نقطة تحول كبرى في مجال التسويق والمنافسة، لذا ستكون الشركات التي تسابق غيرها في هذا المجال هي الأكثر نموًا وتوسعًا.
