يشير تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال إلى ظاهرة نفسية تجعل الأفراد يبالغون في تقدير مستوى خبرتهم ومهاراتهم في إنجاز الأعمال ومكانتهم في السوق. يتأثر بهذه الظاهرة مجموعة واسعة جدًا من الأشخاص، وتأخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام في سوق المال والأعمال، باعتباره مكانًا يفوز به أصحاب النظرة الثاقبة والإستراتيجية الواضحة. نتعرف في هذا المقال على تأثير دانينج-كروجر لمتابعة سلسلة المقالات التي تعنى بالجوانب النفسية الخفية المؤثرة على المستثمرين ورواد الأعمال ، لذا نناقش أسباب هذه الظاهرة، تداعياتها السلبية على الأعمال، ثم نختتم أخيرًا بمجموعة من النصائح العملية لتفادي هذه الظاهرة والتعامل معها.
تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال
يشير تأثير دانينج-كروجر (Dunning Kruger effect) إلى ظاهرة نفسية تم اكتشافها من قبل الباحثين ديفيد دانينج وجستن كروغر عام 1999. نشر دانينج وكروجر عملهما ضمن مقالة بحثية تحمل العنوان التالي: “غير ماهر وغير مدرك لذلك: كيف تؤدي الصعوبات في التعرف على عدم كفاءة الفرد إلى تضخم التقييمات الذاتية“.
- لاحظ الباحثان أن العديد من الأفراد ذوي المستوى المنخفض من الخبرة يميلون إلى المبالغة في تقدير أنفسهم وإنجازاتهم ومستوى خبرتهم.
- يُرجع كل من ديفيد دانينج وجستن كروغر الأمر إلى عدة أسباب منها عدم قدرة بعض الأشخاص على المنافسة وامتلاك المعرفة والخبرة في مجال عملهم. أو بسبب ما يطلق عليه عادة “وهم التفوق”.
- لاحظ الباحثان وجود هذه الظاهرة في عدة مجالات منها مجال المال والأعمال، ممارسة الطب، الألعاب، وقيادة السيارات.
بيّنت دراسة قام بها الباحثون في سنة 1980 أنّ ما يفوق 90 % من سائقي السيارات يبالغون في تقدير مستواهم في القيادة إذ أنهم يفترضون أن مستواهم أفضل من مستوى السائق المتوسط. فهل الأمر سارٍ في الوقت الحاضر؟ نكتشف في الفقرات التالية التي نناقش فيها آخر الدراسات والأبحاث في هذا الإطار.
أسباب حدوث تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال
تعود الدراسة الأصيلة لتأثير دانينج-كروجر بجذور المشكلة إلى عاملين اثنين، أحدهما داخلي المنشأ يبدأ من فهم الذات والتحيز المعرفي، والثاني خارجي المنشأ يرتبط بتحليل البيئة المحيطة وسوء الفهم لقدرات الآخرين. للتوضيح أكثر نأتي على ذكر المثالين التاليين:
تأثير دانينج-كروجر على الأفراد ذوي مستوى القدرات المنخفض
يميل هذا الشخص إلى المبالغة في تقدير نفسه وقدراته، إما لعدم امتلاكه المعرفه الكافية التي تظهر له جوانب النقص لديه. بمعنى آخر قد يعتقد شخص معين أنه يقوم بعمل مثالي في مجال إدارة العلاقات مع العملاء (CRM)، إلا أنه لا يعلم أن غيره من الأشخاص في المجال يستخدمون أدوات إدارة علاقات العملاء ويطبقون استراتيجيات حديثة ومتنوعة.
- تشكل مثل هذه “النقاط العمياء” في تقدير الذات خطرًا كبيرًا يعيق الاستفادة الحقيقية من القدرات الكامنة والوسائل المتاحة. لذا يجب مواجهتها بالكثير من العمل والبحث.
- من ناحية أخرى، يحدث هذا التأثير عند استخدام الناس معاييرهم الخاصة لتقييم أنفسهم دون الاعتماد على المقاييس العالمية الموحدة أو المعايير الدولية (قد يهمك: ماهي سيكولجية التداول: هل يلعب علم النفس دورًا في التداول؟).
- يخطئ الأشخاص أيضًا عند تقييم أنفسهم من جانب محدد فقط فقد يعتقد أحد مدراء الأقسام أنه أفضل من يقوم بعمله فقط لأنه يقوم بتسيير الأعمال في الوقت المناسب. دون النظر في هامش التفكير الإبداعي لديه، وتفاعلاته مع مرؤوسيه. أي أن هناك جملة من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار بدلًا من التركيز علی عامل واحد.
تأثير دانينج-كروجر على الأفراد ذوي مستوى القدرات العالية
يعتقد الشخص ذو القدرات العالية أن الأفراد في البيئة المحيطة يتمتعون بنفس مستوى قدرتهم، ويستطيعون إنجاز الأعمال بنفس القدرة والدقة التي يتمتعون بها. لذا يواجهون صعوبة في اتخاذ القرارات وتقدير الوقت اللازم لإنجاز الأعمال.
كما أنهم يقللون بذلك من قيمة قدراتهم باعتبارها مماثلة لقدرات أقرانهم وفق ما يعرف علميًا بمتلازمة المحتال impostor syndrome. يظهر التأثير السلبي لهذه الحالة على مستويين نعكسهما في المثاليين التاليين:
- على سبيل المثال، يدير أحد رواد الأعمال فريق عمل مؤلف من مجموعة من الأفراد متفاوتي الخبرة، البعض منهم يملك 6 سنوات خبرة في المجال. في حين يبدأ آخرون مسيرتهم المهنية انطلاقًا من هذا المشروع. يبالغ رائد الأعمال في تقدير قدرات الفريق، دون أن يأخذ بعين الاعتبار إمكانات الجميع، فيضع خطة عمل غير قابلة للتحقيق على أرض الواقع، ويعطي وعود بتسليم الأعمال في وقت لا يتناسب مع قدرات فريق العمل، كما أنه لا يساعد في تطور فريقه بسبب توجيه الانتقادات واللوم لهم على عدم كفاءتهم.
- من ناحية أخرى، ينكفئ أحد رواد الأعمال الأكفاء عن الدخول في أحد المشاريع، لاعتقاده أنه لا يستطيع منافسة غيره في الصناعة، أو أن غيره من رواد الأعمال يتفوقون عليه في الأداء والإنتاجية. تسبب هذه الحالة ضياع الكثير من الفرص خلف الاعتقادات الخاطئة (اقرأ أيضاً: ضبط السلوك الاستثماري وقت التضخم).
وعليه نتوصل إلى الخلاصة التالية:
يتجسد تأثير دانينج-كروجر في الأشخاص منخفضي الكفاءة كخطأ في تقدير الذات، في حين يظهر تأثير دانينج-كروجر عند أصحاب الكفاءة العالية كمشكلة في تقييم بيئة العمل المحيطة.
تأثير دانينج-كروجر السلبي في مجال الأعمال والمال
نتوقف هنا عند دراسة الآثار السلبية لظاهرة دانينج-كروجر في نطاق محدد وهو مجال المال والأعمال. إليكم قائمة مفصلة بالآثار السلبية لهذه الظاهرة:
|
التأثير |
توضيحه |
| اتخاذ قرارات استثمارية خاطئة | في كثير من الحالات ينتج عن المبالغة في تقدير مستوى فهمك للأسواق المالية، وقراءتك للسوق قرارات استثمارية خاطئة ناتجة عن توقعات مفرطة الثقة وغير واقعية. |
| تفويت الفرص | من ناحية أخرى، يخطئ الكثير من المستثمرين في التقليل من قدراتهم الاستثمارية، مما يعيقهم عن الدخول في مشاريع استثمارية ناجحة (تعرّف على: أنواع مخاطر الاستثمار في سوق المال). |
| قراءة خاطئة للسوق والمنافسين | تنعكس النظرة الداخلية للصاحب الأعمال على قراءته للبيئة الاستثمارية المحيطة. فإما أن يبالغ في تعظيم المنافسين لاعتقاده أنه دونهم في القدرات والإمكانات أو على العكس قد يقلل من قدراتهم بسبب مبالغته في تعظيم مكانته. |
| التوتر والضغوطات النفسية | قد يعاني الأشخاص الواقعين تحت تأثير ظاهرة دانينج كروجر من التوتر الدائم وعدم الثقة بقراراتهم سيما من لا يثقون بمستوى أهليتهم لإنجاز المهام أو عقد الصفقات. |
| يهدد الخطط الاستراتيجية بالفشل والتعرض للانتكاسات | لن يكون وضع خطة استثمارية أمرًا سهلًا مالم يكن لديك تقدير واضح لنفسك ومكانك في السوق وقدرتك الاستثمارية. |
| ذو تأثير سلبي على العلاقة مع العملاء والمرؤوسين | يؤثر تأثير دانينغ-كروجر في مجال الأعمال والمال على علاقة رائد الأعمال مع مرؤوسيه من جهه وعملائه من جهة أخرى. فهو يبني علاقته مع محيط العمل على رؤية غير دقيقة وموضوعية، قد تؤدي إلى التخلف عن مواعيد التسليم وإحباط العملاء من جهة وفريق العمل من جهة أخرى. |
| إرهاق فريق العمل | يتوجب على فريق عملك البقاء دائما في حالة جري وراء أهدافك وتصوراتك غير الموضوعية، أو أنك ستقلل من شأنهم بحيث لن يكون بالإمكان الاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية مما يجعلهم يشعرون بالإحباط. |
كيفية التعرف على تأثير دانينج كروجر في بيئة العمل
قد يبدو للبعض تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال واضحاً يمكن ملاحظته بسهولة. بالمقابل، يجد البعض الآخر صعوبة في تحديدها سيما في بيئات العمل الحديثة أو عند العمل عن بعد. نحدد لكم فيما يلي قائمة بأهم مظاهر وجود تأثير دانينج كروجر في بيئة العمل:
- عدم تقبل النقد البناء والانتقاص من أهميته.
- الافتقار إلى وجود نظام لتقييم قدرات وأداء العاملين.
- عدم أخذ عمليات تقييم الأداء بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات.
- توزيع مهام لا تتناسب مع قدرات القائمين عليها مما يؤدي إلى فشلهم.
- افتقاد الشفافية في تقييم الأعمال وعدم وجود خطة واضحة لتطوير مهارات فريق العمل.
- تعيين أشخاص غير أكفاء للعمل فقط لأنهما يظهرون ثقة مبالغ فيها بأنفسهم.
- الفشل في تقدير حجم المخاطرة والخسائر المحتملة الحدوث، بسبب المبالغة في تقدير الواقع والنجاح المحتمل.
- تجاهل رأي الخبراء في المجال والاعتراض على الاقتراحات التي تهدد آراءهم بالخطر.
- اتخاذ قرارات تبدو صائبة إلا أن الواقع يثبت العكس.
كيفية تجنب تأثير دانينج كروجر
يهدد تأثير دانينج كروجر المستثمرين ورجال الأعمال، ويلحق بهم العديد من الخسائر. ما لم يتم إيقافه عند حد معين. نتعرف على أفضل الوسائل الممكنة لتلافي تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال:
- قبول آراء الآخرين واحترام النقد البناء والنظر إليه باعتباره فرصة لاكتشاف الذات.
- الاعتراف بنقاط ضعفك، والموضوعية في رؤية محدوديتك وإمكاناتك.
- الاستعانة بالتقييمات ومراجعات العملاء وملاحظات الأقران لتطوير أدائك.
- الانخراط بشكل أكبر مع زملائك والرواد في مجال عملك يساعدك على تكوين صورة أوضح عن مستواك الحالي.
- اسأل دائمًا عن أفضل الدورات التدريبية والمؤتمرات المتاحة في مجالك.
- استعن بالتكنولوجيا للتواصل مع مستثمرين آخرين في مجالك، ومتابعة آخر المستجدات والمعايير الجديدة التي يفرضها سوق العمل.
- استشارة الخبراء في المجال أو اللجوء إلى الاستشارة الآلية للحصول على تقييم واضح للوضع.
- تطوير مهارة اتخاذ القرارات اعتمادًا على مبادئ عامة وبروتوكولات محددة بعض النظر عما يعتقدون أنهم يعرفونه.
قد يهمك: شرح مصطلح FOMO في التداول وكيفية التغلب عليه
أمثلة واقعية: تأثير دانينغ-كروجر في مجال الأعمال والمال
أشرنا سابقًا إلى أن تأثير دانينغ-كروجر يتجسد من خلال التحيز المعرفي الناتج عن مبالغة الأفراد ذوو القدرة المنخفضة في تقدير قدراتهم. وفي سياق الأعمال، يمكن أن يظهر ذلك بعدة طرق. فيما يلي بعض الأمثلة الواقعية:
1. طفرات سوق الأسهم في عام 2020
اندفع بعض المستثمرين المبتدئين عديمي الخبرة إلى السوق مأخوذين باتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي. وربما بالغوا في تقدير فهمهم لديناميكيات السوق واستعدادهم للمضي في مجال التداول، مما دفعهم إلى الاستثمار في الأسهم المتقلبة مثل: أسهم AMC أو GameStop دون إدراك كامل للمخاطر التي تنطوي عليها. تجسد ذلك في صعود أسهم الميمات، عندما اعتقد العديد من المستثمرين المبتدئين أنهم يفهون السوق بشكل كافي للدخول في هذا السوق المتقلب بناءً على المناقشات عبر الإنترنت والأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من البحث القوي.
2. تداول الخيارات
يعتبر تداول الخيارات معقد، وقد يكون في كثير من الحالات محفوفًا بالمخاطر. وبالرغم من هذه الحقيقة، يقفز العديد من المتداولين الجدد إلى الخيارات ذات الخبرة القليلة، معتقدين أنهم قادرون على الاستفادة من استثماراتهم بشكل فعال تحت تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال .
على سبيل المثال، خلال فترات التقلبات العالية، ينخرط المتداولون المبتدئون في استراتيجيات معينة فقط لمجرد قراءة سطحية لبعض الإرشادات غير الواقعية، معتقدين أنهم يستطيعون التنبؤ بسهولة بتحركات الأسعار، مما يجعلهم يصابون بالاحباط عندما ينقلب السوق ضدهم.
3. المضاربة على العملات المشفرة
يعتبر سوق العملات المشفرة أحد الأسواق العامة التي تجذب إليها العديد من المستثمرين المبتدئين الذين يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق الربح بسرعة دون فهم التكنولوجيا الأساسية التي تقف وراء هذا السوق المتقلب.
دخل العديد من المبتدئين السوق خلال طفرة البيتكوين في عام 2017، معتقدين أن بإمكانهم التعامل مع هذا السوق الجديد الكثير التقلبات، إلا أنهم وقعوا تحت تأثير دانينغ-كروجر، وأحاطت بهم الخسائر الكثيرة عندما لم يستطيعوا التعامل مع هذه التقلبات.
4. الأسهم الصغيرة
يبدأ العديد من المستثمرين المبتدئين خطتهم الاستثمارية بشراء الأسهم الصغيرة، مستغلين انخفاض أسعار هذه الأسهم، وفرص الربح العديدة التي تقدمها لهم هذه الاستثمارات.
إلا أنهم يبالغون في تقدير قدرتهم على اختيار الأسهم الرابحة معتمدين في ذلك على نصائح الأصدقاء أو المنتديات عبر الإنترنت، دون إجراء التحليل الأساسي اللازم قبل اعتماد هذه الخطوة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة عندما تفشل هذه الأسهم في الأداء كما هو متوقع.
5. التقليب العقاري
يخضع أيضًا المستثمرون العقارييون إلى تأثير دانينغ-كروجر. يحدث ذلك عندما يدخل بعض الأفراد في مجال الاستثمار العقاري دون امتلاك المعرفة الكافية، معتقدين أنهم يستطيعون قلب المنازل لتحقيق أرباح سريعة.
دون الأخذ بعين الاعتبار كامل التكاليف التي قد ينطوي عليها الأمر بدءًا من تكاليف التجديد وتقدير قيمة الممتلكات، مما يؤدي إلى خسائر مالية عندما تتجاوز المشاريع الميزانيات أو عندما يتغير السوق.
الانحيازات المعرفية المؤثرة على المستثمرين
فيما يلي قائمة بالتحيزات المعرفية التي تشبه تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال، مع توضيح لتأثير كل منها على أداء المستثمرين:
- الانحياز المفرط الثقة Overconfidence Bias: يشبه هذا النوع من الانحياز تأثير دانينج كروجر، يبالغ المستثمر في هذه الحالة في تقدير قدراته أو معرفته أو تنبؤاته، مما يؤدي إلى الإفراط في المخاطرة.
- التفوق الوهمي Illusory Superiority: ينخرط من يتعرض لهذا النوع من التأثيرات في الاعتقاد بتفوقهم على نسبة كبيرة من رواد نفس المجال في المهارات أو الامكانات.
- الانحياز التأكيدي Confirmation Bias: يشير هذا النوع من الانحياز إلى ميل الشخص إلى البحث عن المعلومات التي تؤكد معتقداته ونظرياته الموجودة مسبقًا وتفسيرها وتذكرها مع تجاهل كل ما يناقض قناعاته.
- التحيز لخدمة الذات Self-Serving Bias: يميل من يملك هذا النوع من التحيز إلى عزو النتائج الإيجابية في أي موضوع كان إلى أفعالهم وآرائهم دون أخذ مجهود الآخرين بعين الاعتبار. بالمقابل، عندما تسير الأمور في الناحية السلبية يلقي هؤلاء اللوم على الآخرين والعوامل الخارجية.
- الانحياز بعد فوات الأوان Hindsight Bias: يعتقد الأشخاص في هذه الحالة أنهم قادرون على التنبؤ بالأحداث بعد وقوعها بالفعل، مما يؤدي إلى الثقة المفرطة في قدرة الفرد على التنبؤ بالنتائج.
- الانحياز للتفاؤل Optimism Bias: يختلف هذا النوع من الانحياز عن تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال في عدة نقاط، أبرزها أن الانحياز المتفائل يتمثل في ثقة الشخص في أنه أقل عرضة للتعرض للأحداث السلبية مقارنة بغيره، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى سلوك محفوف بالمخاطر.
- الانحياز الراسخ Anchoring Bias: يشير هذا النوع من الانحياز إلى التمسك الشديد بفكرة معينة ورفض غيرها، كالميل إلى الاعتماد بشكل كبير على أول معلومة يتم مواجهتها عند اتخاذ القرارات، حتى لو كانت غير ذات صلة.
- تأثير العربة Bandwagon Effect: انقياد الأشخاص إلى تبني معتقدات أو سلوكيات معينة فقط بسبب انجراف آخرين غيرهم إليها، وغالبًا ما يكون ذلك دون تقييم نقدي.
- مغالطة التكلفة الغارقة Sunk Cost Fallacy: الميل إلى مواصلة المسعى بمجرد الاستثمار في المال أو الجهد أو الوقت، حتى لو لم يعد الأمر قابلاً للتطبيق.
في الختام، تسلط مقالة اليوم الضوء على أحد أخطر التحيزات المعرفية، وهو تأثير دانينج-كروجر في مجال الأعمال والمال، والطرق المختلفة التي يمكن أن يتأثر بها حكمنا بالتصورات الذاتية بدلاً من الحقائق الموضوعية. إن فهم هذه التحيزات يساعد المستثمرين في التخفيف من آثارها في عمليات صنع القرار والتقليل من الخسائر.
