مهارات التداول اليومي

مهارات التداول اليومي: كيف أصبح متداول يومي ناجح

جدول المحتويات

سنستعرض في هذا المقال أهم مهارات التداول اليومي، وأهم النصائح في التداول اليومي، بالإضافة إلى التحديات والمخاطر التي تنتظرك في هذه الرحلة.

حيث وفي الوقت الذي يحلم به الكثير من المستثمرين بأن يكونوا متداولين يوميين يعملون بأريحية من المنزل ويشاهون أرباحهم تتزايد ويكونون رؤساء أنفسهم وعلى الرغم من إمكانية الجميع في الوقت الحالي من التداول عبر الانترنت، فإن القليل منهم من ينجحون بهذا الأمر ، فلماذا الكثير يحلم والقليل ينجح؟

أهم مهارات التداول اليومي

التداول اليومي هو عملية بيع وشراء الأوراق المالية بنشاط أي عدة مرات في اليوم، ولكن من دون إبقاء أي صفقة مفتوحة إلى اليوم التالي، يقوم المتداول اليومي بإغلاق جميع صفقات الشراء والبيع التي تتم خلال يوم التداول في نفس اليوم قبل إغلاق السوق، يختلف المضاربون اليوميون عن المتداولين النشطين الذين قد يحتفظون بصفقة لعدة أيام، أو عن المستثمرين الذين يستثمرون لمدى أطول، كما يستخدم المتداولون اليوميون الرافعة المالية لزيادة العائد المحتمل للتداول داخل اليوم.

إنَّ المعرفة الفنية الواسعة بكيفية عمل الأسواق المالية، بالإضافة إلى الشعور بالراحة مع منصات التداول الإلكترونية، وقواعد وأنظمة التداول تعتبر ضرورية، وإليك بعض النصائح لتكون متداول يومي ناجح، ولتمتلك أهم مهارات التداول اليومي:

إجراء تقييم ذاتي

على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن التداول ليس وسيلة سريعة وسهلة لتحقيق الأرباح، بل يتطلب ساعات طويلة من العمل وإجازات قليلة، وتعلم مستمر، بالإضافة إلى القدرة على تحمل المخاطر، والتزام دائم بالأنشطة اليومية المرتبطة بالعمل. مما يعني أنَّ النجاح في مجال التداول اليومي يتطلب الكثير من المهارات والمعرفة، إلى جانب الالتزام بأسلوب حياة محدد، إذا كنت تمتلك مهارات في التحليل الرياضي، وفهماً جيداً للمفاهيم المالية، وإلماماً بعلم النفس السلوكي، إلى جانب القدرة على ريادة الأعمال، فأنت في موقع قوي للانطلاق في هذا المجال.

تُعتبر العقلية الصحيحة من الركائز الأساسية لتصبح متداولاً يومياً ناجحاً ، يجب أن تكون مستعداً لاستثمار الوقت في التعلم الذاتي، والاستعداد الذهني لمواجهة المخاطر والخسائر، هناك مجموعة من الكتب القيمة التي يُنصح بالاطلاع عليها، مثل “التداول طريقك إلى الحرية المالية” للمؤلف فان كيه ثارب و”علم نفس التداول” للمؤلف بريت إن ستينبارجر، تعتبر مصادر ممتازة لتعميق فهمك في هذا المجال وإجراء تقييم ذاتي فعال.

امتلاك رأس مال كافٍ

تحقيق الأرباح باستمرار يُعد أمراً صعباً، حيث أن الخسائر المتقطعة والمستمرة جزء لا يتجزأ من عملية تداول اليوم، على سبيل المثال، وكمتداول يومي قد تواجه سلسلة من ثماني صفقات خاسرة، قبل أن تستطيع التعويض والربح في الصفقة التاسعة.

لمواجهة هذه المخاطر، يعد وجود رأس مال قوي أمراً بالغ الأهمية، كما أشار فان ك. ثارب في كتابه “تداول طريقك إلى الحرية المالية”، أن البدء في عالم التداول بمبلغ مالي صغير يعد سبباً مؤكداً للفشل، وقبل أن يخطو المرء خطوة التخلي عن وظيفته وجعل التداول كوظيفة دائمة، يُنصح بأن يكون لديه على الأقل 100,000 دولار للتداول. بينما يمكن للمبتدئين البدء بمبالغ أقل بحسب خطة التداول التي يتبعونها، وتكرار عمليات التداول، والتكاليف الأخرى المتوقعة. في حالة التداول النشط خلال اليوم، يصبح من الضروري الحفاظ على رصيد لا يقل عن 25,000 دولار في حساب التداول الخاص بك.

فهم الأسواق

من أهم مهارات التداول اليومي امتلاك قاعدة معرفية قوية حول كيفية عمل الأسواق، بدءاً من المعلومات الأساسية مثل ساعات عمل البورصات والعطلات، وصولاً إلى التفاصيل الأكثر تعقيداً كالأثر الناتج عن الأحداث الإخبارية ومتطلبات الهامش والأدوات المتاحة للتداول، بالإضافة لمعرفة تامة حول تأثير العامل النفسي في التداول، حيث يجب أن يكون لدى المتداولين معرفة شاملة حول جميع هذه الجوانب.

فهم سوق الأوراق المالية

غالباً-وليس بالضرورة- ما يحمل المتداولون المحترفون درجات علمية في الاقتصاد أو إدارة الأعمال أو علوم الكمبيوتر أو الرياضيات التطبيقية، يُعتبر الفهم الدقيق لخصائص الأوراق المالية ومتطلبات سوق الأوراق المالية أمراً ضرورياً، حيث تتنوع أساليب تداول الأسهم والعقود الآجلة والخيارات وصناديق المؤشرات المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة.

من المهم أن يكون لدى المتداولين معرفة واسعة حول مدى تأثير متطلبات الهامش للعقود الآجلة والخيارات والسلع على رأس المال المتاح للتداول، يجب أن يدركوا تماماً كيف يمكن أن تؤثر السحوبات المؤقتة أو ممارسة مراكز الخيارات سلباً على خطة التداول بأكملها، إن عدم امتلاك المعرفة الكافية بهذه المعايير المحددة للأوراق المالية يمكن أن يؤدي إلى تكبد خسائر مالية.

لذا، يجب على المتداولين الطموحين التأكد من أنهم ملمّون تماماً بسوق تداول الأوراق المالية.

وجود استراتيجية متينة للتداول

يتوجب عليك كمتداول يومي -في حال كنت مبتدئاً- دخول مجال التداول من خلال اعتماد استراتيجيتين راسختين على الأقل، تعمل هاتان الاستراتيجيتان بالتكامل مع بعضهما البعض في حال حدوث أي فشل أو نقص في فرص التداول، مع اكتساب الخبرة، يمكنك الانتقال إلى استراتيجيات إضافية أكثر تعقيداً.

يتميز عالم التداول بكونه عالماً ديناميكياً للغاية، يمكن أن تكون استراتيجيات التداول مجدية وتحقق أرباحاً لفترات طويلة، ولكنها قد تتعرض للفشل في أي لحظة. لذا، من الضروري أن يراقب المتداول فعالية الاستراتيجية التي يعمل بها بعناية، وأن يقوم بتكييفها أو تخصيصها أو حتى التخلص منها واستبدالها حسب ما تقتضيه التطورات.

لا يعتبر اختيار استراتيجيات التداول الصحيحة وحدها كافياً للنجاح في السوق، وستحتاج إلى بعض الاعتبارات الأخرى للتوصل إلى خطة التداول:

  •  استخدام الاستراتيجية بالشكل الصحيح  (استراتيجية الدخول والخروج).
  • كمية رأس المال الذي سيتم استخدامه.
  • كمية المال الذي سيتم استخدام لكل صفقة.
  • الأصول التي سيتم تداولها.
  • كم مرة يتم وضع الصفقات.

فهم المخاطر والتحديات التي تواجه المتداول اليومي

يعتبر تداول اليوم أمراً معقداً، ويتطلب من المتداولين الجدد القيام ببحث شامل في عدة مجالات، إذا كنت تفكر في أن تصبح متداولاً يومياً، فمن الضروري أن تدرك أن هذا المجال ليس وسيلة سريعة للثراء، لابدُّ من مواجهة خسائر مالية خلال رحلتك، وليس من المؤكد أن تحقق جميع استراتيجياتك النتائج المرجوة.

ولامتلاكك أهم مهارات المتداول اليومي، يجب أن تكون مستعداً لبذل جهد كبير على مدى أشهر وسنوات لفهم الأسواق، وتطوير استراتيجية فعالة، وتنفيذ خطتك بشكل مستمر مع مرور الوقت.

ابدأ صغيراً (لابأس)

كمتداول يومي وحتى في حال امتلاكك رأس مال كافٍ وخبرة لازمة وكافية، ففي أولى صفقاتك تجنب المخاطرة بمبالغ كبيرة باستخدام استراتيجية جديدة، ابدأ بتجربة استراتيجية جديدة بمبلغ صغير وزد من حجم المخاطرة بعد تحقيق بعض النجاح. تذكر أن الأسواق وفرص التداول ستظل متاحة دائمًا، بينما قد يكون من الصعب استعادة الأموال التي فقدتها. ابدأ بخطوات صغيرة، اختبر وافحص لتأسيس قاعدة قوية، ثم تجرأ على الدخول في الصفقات الكبيرة.

إدارة الأموال

إدارة الأموال الجيدة يمكن أن تضمن لك الربح، حتى لو حققت أربعة صفقات ناجحة فقط من أصل عشرة، من المهم أن تتدرب وتخطط وتبني استراتيجيات تداول استناداً إلى خطة إدارة الأموال وتخصيص رأس المال المقررة.

لنفرض أنك تمتلك 100 ألف دولار كرأس مال للتداول، ولديك استراتيجية تداول متميزة تحقق معدل نجاح يصل إلى 70% (أي سبع صفقات ناجحة من أصل عشر)، كم من المال ينبغي أن تستثمر في صفقتك الأولى؟ وماذا لو كانت الصفقات الثلاث الأولى غير ناجحة؟ وماذا يحدث إذا لم يعد المعدل المتوسط (سبع صفقات ناجحة من أصل عشرة) صالحاً؟ أو أثناء تداول العقود الآجلة (أو الخيارات)، كيف ينبغي تخصيص رأس المال وفقاً لمتطلبات الهامش؟ تساعدك إدارة الأموال في التعامل مع هذه التحديات وتقدير الأرباح المحتملة.

محاكاة واختبار راجع في التداول

عندما تكون خطتك جاهزة، يُمكنك تجربتها على حساب تجريبي باستخدام أموال افتراضية، حيث توفر معظم شركات الوساطة هذه الميزة. حيث يمكنك اختبار استراتيجيتك باستخدام البيانات التاريخية، ولكن للحصول على تقييم دقيق، يجب أن تأخذ في اعتبارك تكاليف الوساطة والرسوم المرتبطة بالخدمات المختلفة.

اختر منصة تداول يومي تناسب احتياجاتك

إلى جانب فهم القوانين واختيار الاستراتيجية المناسبة، يُعتبر البحث عن وسيط عبر الإنترنت موثوق يحتوي على أدوات تداول متطورة أمرًا بالغ الأهمية. وبالتالي عليك مراعاة التساؤلات التالية:

لماذا منصة تداول يومي موثوقة؟
الجواب بسيط: يتطلب تداول اليوم اتخاذ قرارات سريعة، لذا من المهم ألا تتعطل بسبب أدوات غير فعالة أو اتصال إنترنت بطيء أو أي مشكلات تقنية أخرى. كما تختلف العمولات بحسب المنصة التي تستخدمها للتداول، وقد يؤثّر ذلك بشكلٍ كبيرٍ على أرباحك.

ماذا عن العمولة:

تتزايد العمولات مع تكرار التداول، مما يعني أنك قد تحتاج إلى تحقيق أرباح بمقدار آلاف الدولارات فقط لتغطية تلك التكاليف. لذا، فإن البحث يعد خطوة حيوية عند اختيار المنصة المناسبة لك للتداول اليومي.

لتوفير عناء البحث عن منصات موثوقة تحقق ماسبق يمكنك الاطلاع على مقالنا: افضل وسطاء التداول اليومي في الوطن العربي.

استراتيجيات التداول اليومي

نقدم لك بعض استراتيجيات التداول التي تحتاجها كمتداول يومي ويوصى بها ويستخدمها متداولو اليوم ذوو الخبرة بشكل شائع:

استراتيجية الاندفاع

تعمل استراتيجية الاندفاع عند حدوث تغيير كبير في سعر سهم ظل مستقراً نسبياً لفترة طويلة من الزمن، على سبيل المثال، إذا كان سعر سهم ما يتأرجح بين 30 و31 دولاراً لمدة ثلاثة أسابيع، ولاحظت فجأة انخفاضه أو ارتفاعه بشكل ملحوظ، فقد يكون هذا هو الوقت المناسب للتداول. يعتبر هذا التقلب مهماً لمتداولي اليوم.

السكالبينج

السكالبينج هو استراتيجيات تداول تتعلق ببيع الأسهم فور تحقيق الصفقة أرباحاً قابلة للتحقيق،  يُعتبر توقيت عملية البيع جزءاً بسيطاً من هذه الاستراتيجية، حيث يعتمد المتداولون على حركة السوق السريعة لتحقيق مكاسب سريعة، يعتبر السكالبينج تقنية فعالة في التداول اليومي، حيث يسمح للمتداولين بانتزاع أرباح صغيرة لكن متكررة خلال جلسة التداول.

تتميز هذه الطريقة بالاستفادة من “الفارق” بين سعر الطلب وسعر العرض، مما يعني أن المتداولين يعملون على شراء الأسهم بأسعار منخفضة ثم بيعها بأسعار أعلى بقليل، مستفيدين من الفرق بين السعرين، يقوم المتداولون بتحديد تلك الفروق واستغلالها بذكاء، مما يتطلب منهم مراقبة السوق عن كثب واتخاذ قرارات سريعة. في النهاية، يعتبر السكالبينج منهجاً يتطلب مهارات عالية في التحليل السريع ومراقبة تحركات الأسعار، مما يجعلها خياراً جذاباً للمتداولين الذين يفضلون الاستفادة من تقلبات السوق القصيرة الأجل.

الزخم

تعتمد استراتيجيات تداول الزخم بشكل كبير على الأخبار والمعلومات الشائعة في السوق، إيجابية أو سلبية فهي لها تأثير على السوق، يستفيد متداولو اليوم من هذه الأحداث الإخبارية لتوقع اتجاهات ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم، يجري هؤلاء المتداولون تحليلات دقيقة، التي قد تتطلب بعض البحث والتفحص لفهم الأثر المحتمل لتلك الأخبار على السوق. على الرغم من أن هذا النوع من التداول يحتاج إلى مهارات تحليلية معينة، إلا أنه يعتبر خياراً جيداً للمبتدئين الذين يسعون لدخول عالم التداول، إذ يمكنهم بسهولة متابعة الأخبار وتوقع ردود فعل السوق، مما يمنحهم فرصة جيدة لتحقيق الأرباح في فترة زمنية قصيرة. فمع الاستمرار في التعلم واستيعاب آليات السوق، يمكن للمبتدئين أن يطوروا استراتيجيات فعالة ويحققوا نجاحات ملموسة.

التلاشي

تعتبر استراتيجية المراهنة على الاتجاه المعاكس تقنية استثمارية تتبنى نهجاً مغايراً للسوق السائد وتتطلب خبرة كبيرة ، تُعد هذه الاستراتيجية عالية المخاطر لأنها تعارض الحكمة التقليدية والأفكار المتفق عليها، إذا كان الجميع يضخ استثماراتهم في سهم تعتقد أنه سيشهد انهياراً قريباً، لماذا لا تستغل هذه الفرصة وتقوم بالبيع على المكشوف عندما يصل السعر إلى أعلى مستوياته؟ لكن ينبغي أن ندرك أن الحكمة السائدة يمكن أن تكون لها تأثيرات قوية ومؤثرة في حركة السوق.

هناك العديد من الاستراتيجيات والتفاصيل الدقيقة الأخرى التي يمكنك تنفيذها عندما تصبح أكثر كفاءة في تداول اليوم.

وفي الختام، أتمنى أن ينال هذا المقال إعجابك عزيزي المتداول، إنَّ المتداولين اليوميين يعملون بنشاط في السوق ويستخدمون مهارات التداول اليومي لكسب الأرباح من التغييرات السريعة في أسعار الأوراق المالية المحددة، وفي حال امتلاكك مهارات التداول اليومي، يجب عليك التأكد من امتلاكك لرأس مال كافٍ وأن تتوفر لديك منصة تداول ميسورة التكلفة ، وفي الوقت الذي يحقق فيه تداول الأسهم اليومي الكثير من الأرباح فإنه ينطوي على العديد من المخاطر وحالات عدم اليقين حيث أن  الفهم الكامل للأسواق والأوراق المالية المالية والتمويل السلوكي – إلى جانب الانضباط والتركيز الشخصي – ضروري للنجاح.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top