يلجأ البعض إلى تغيير المهنة نتيجة ظروف وأسباب معينة، لكن الأمر بحد ذاته ليس سهلًا بل يحتاج لتفكير وتخطيط ليضمن لك تطور على الصعيدين المهني والشخصي.
حيث تلعب بيئة العمل المناسبة التي تحقق طموحاتك دورًا كبيرًا في زيادة إنتاجيتك. لهذا السبب، سيناقش مقالنا لليوم أهم الأسباب التي تدعوك لتغيير مهنتك ومدى تأثير ذلك على سيرتك الذاتية عند قيامك بالتقدم لعمل أو وظيفة جديدة، لتكون قادرًا على الإجابة عن السؤال: ما السبب وراء تغيير مهنتك؟. تابع معنا عزيزي القارئ حتى النهاية لمزيد من التفاصيل حول ذلك.
ما هي أبرز أسباب تغيير المهنة؟
تختلف الأسباب المؤدية لتغيير مهنة الشخص حسب ظروفه وتطلعاته، لكن بشكل عام هناك حزمة من الأسباب العامة التي تدعو الموظف أو العامل لتغيير مهنته ومن بينها:
الحصول على المزيد من المرونة في العمل
يعاني بعض الأشخاص أثناء عملهم من الإدارة التفصيلية من قبل مدرائهم، والتي تجعل الموظفين تحت المراقبة الدائمة من ناحية الأداء. وهو ما يعد سببًا مباشرًا في سعي الموظفين للحصول على فسحة من المرونة في حياتهم المهنية، الأمر الذي يدفعهم لتغيير المهنة وترك العمل الحالي.
ومن جهة ثانية، يبحث العديد من الأشخاص عن شركات تقدم لهم ميزات العمل عن بعد، أو حتى جداول عمل مرنة. هذا بالإضافة لرغبة عدد كبير من الموظفين في شركات تقدم سياسة إجازات مدفوعة الأجر، وكل العوامل السابقة تزيد من مرونة العمل وتجذب المزيد من الموظفين.
الاعتراف بالجهود المقدمة
لا تقدم بعض الشركات الثناء أو الاعتراف بمقدار الجهود المقدمة من قبل موظفيها. وهو ما يقلل الحافز عند البعض فيلجأ العامل للانتقال لشركة أخرى قد تكون مغايرة لمهنته ووظيفته الأولى، من أجل تقدير تعبه وجهده ليتمكن من تحقيق إنجازات أكبر.
الحصول على أجور أعلى
من الطبيعي أن تبحث عن فرصة عمل تقدم لك راتب وأجر أعلى خاصةً إن كان مجال عملك أو المؤسسة التي تعمل بها لا تقدم زيادة على راتبك، أو أن الأجر الذي تتلقاه غير كافٍ، أو في حال كنت تبحث عن تغيير في نمط حياتك من خلال كسب المزيد من الأموال.
(اقرأ أيضًا: أهمية تنويع الخدمات لزيادة الربح عبر الانترنت).
توفير المزيد من الموارد
في حال لم تكن الشركة أو مكان العمل قادر على تأمين ما يلزم من موارد تسمح للموظفين بتحقيق ذاتهم وتنمية مهاراتهم، فإنهم سيبحثون عن وظيفة أخرى تقدم لهم ما يحتاجونه من موارد لتنمية مهاراتهم وتحقيق التقدم الذي يطمحون إليه. خاصةً وأن ذلك يعزز شعور الثقة بالنفس عند الموظفين وهو ما يزيد من إنتاجيتهم أيضًا.
الرغبة بالتحدي وتحقيق الرضى الوظيفي
يشعر البعض في مهنته الحالية بالرغبة بالتحدي وتغيير المهنة واكتساب مهارة جديدة، خاصةً في حال قضى فترة طويلة في مجال مهنته أو وظيفته. ويعتبر ذلك شعور طبيعي للغاية ورغبة ضرورية في التطور المهني.
ومن ناحية أخرى، هناك شعور آخر قد يغلب على صاحب المهنة وهو الرضى الوظيفي. مثلًا قد تكون طموحات شخص ما أكبر من منصبه الحالي في مهنته لذلك سيلجأ إلى مهنة أخرى من الممكن أن تحقق له الرضى الوظيفي الذي يطمح إليه. وتقدم بعض الشركات التعويضات كشكل من أشكال التقدير مثل تعويضات الرسوم الدراسية أو تقديم ورش عمل وندوات من شأنها زيادة التطوير المهني للموظفين.
العمل تحت إدارة فعالة
ينبغي على قيادة المؤسسة أو مدراء الشركة أن يساعدوا موظفيهم وأن يحولوهم إلى قادة أيضًا، وإلا فإن الشركات ستخسرهم. كما أن ذلك سيجعل أراء الموظفين سلبية تجاه شركتهم وهو ما سينعكس على سمعة الشركة من حيث التوظيف.
ولذلك يجب أن تكون إدارة الشركة فعالة ومشجعة لزيادة كفاءة وإنتاج العمال والموظفين فيها وتقليل رغبتهم في تغيير المهنة. (ننصحك بقراءة مقالنا عن: مفهوم إدارة الشركات).
تحقيق التوازن بين العمل والحياة
لا بد من الحفاظ على نوع من التوازن بين الحياة الشخصية مع العائلة والأصدقاء وبين الحياة المهنية، خاصةً مع وجود بعض المدراء ورؤساء العمل ممن يتصلون بالشخص خارج الأوقات المخصصة للعمل ليطلبون منه بعض الأعمال والمهمات، ما يقلل من وقت فراغه ويجبره على البحث عن مهنة أو وظيفة بديلة تقدم له وقت يمكنه تخصيصه لحياته الشخصية.
الانتقال المكاني
قد يضطر العامل أو الموظف لتغيير المهنة بسبب انتقاله من مكان عمله الحالي إلى مكان ذو تكلفة معيشية أقل، أو نتيجة أسباب أخرى مثل الالتحاق بأكاديمية أو القرب من العائلة. ولذلك، في حال لم يقبل صاحب العمل بانتقال العامل فإن العامل سيضطر لتغيير مهنته بالكامل بما يتلاءم مع المكان الذي انتقل إليه.
(قد يهمك أيضًا: فهم المنافسة في السوق وأهمية تحليل المنافسين).
هل يعتبر تغيير المهنة عامل إيجابي أم سلبي في السيرة الذاتية؟
الإجابة على هذا السؤال نسبية، لكن لا يُفضل عادةً تغيير المهنة بشكل متكرر عند تقديمك لسيرتك الذاتية في إحدى الشركات. لذلك وفي حال اضطررت لتغيير مهنتك يمكنك شرح الأسباب التي دفعتك لهذه الخطوة.
كيف أبرر لصاحب العمل الجديد رغبتي في تغيير وظيفتي
فيما يلي نقدم لك بعض النصائح الهامة لتقديم أسبابك لتغيير وظيفتك أثناء مقابلة العمل:
الوضوح عند شرح سبب مغادرتك لعملك السابق
تكلم عن الأسباب التي كانت وراء تركك لعملك السابق وذلك من خلال إجابتك عن مجموعة من الأسئلة مثل:
- ما الجوانب التي تفضلها في العمل؟.
- أين تجد نفسك بعد 5 سنوات؟.
- ما هو أسلوب تعاملك مع زملائك والإدارة؟.
- ما الذي تبحث عنه في وظيفتك الجديدة؟.
الحرص على الاختصار في الإجابات
عندما تبدأ بالإجابة على الأسئلة المتعلقة بأسباب ترك مهنتك السابقة في المقابلة، اختصر إجاباتك قدر المستطاع وحاول أن تشرح مهاراتك لتكون الموظف الأمثل للشركة الجديدة.
الإيجابية
حاول تقديم نظرة إيجابية وطموحة حتى وإن كانت ظروفك في العمل السابق غير مواتية. عليك أن تبدي استعدادًا للتطوير والعمل واحرص على ذكر ما تعلمته من مهنتك السابقة بغض النظر عن الصعوبات التي واجهتها.
الصدق في تقديم المعلومات
إلى جانب الإيجاز والاختصار في الإجابات، حاول دومًا أن تقول الحقائق دون أي تجريح أو إهانة لمديرك السابق. أظهر المزيد من الحماس لعملك الجديد وما ينتظرك من تغييرات.
تشير الصورة أدناه لموقع Kickresume المتخصص في كتابة السيرة الذاتية CV بشكل احترافي، والذي من شأنه مساعدتك في كتابة سيرتك الذاتية عند التقدم لمقابلة عمل ما.
ما هي أهم ميزات وسلبيات تغيير المهنة؟
تنطوي عملية تغيير الوظيفة أو المهنة على مجموعة من الإيجابيات والسلبيات التي سنتطرق إليها كما يلي:
إيجابيات ومزايا تبديل المهنة
من أهم الميزات التي سيلاحظها المرء عند تغيير مهنته ما يلي:
- فرصة زيادة الأجر: خاصةً وأن الاعتبارات المالية تعتبر من أهم الأسباب للبحث عن فرص عمل جديدة، وهذا يزداد مع تقديم أصحاب العمل الجدد مكافآت وحوافز مغرية وحزم رعاية صحية.
- تغيير مكان العمل: قد يسهم تغيير مكان العمل في تحسين عملك وتحفيزك لمزيد من العمل والإنتاج، خاصةً إن كان مكان عملك السابق لا يقدر جهودك.
- تحسين ظروف العمل: مثل منحك مكانة أرقى وامتيازات أكثر، هذا بالإضافة لوجود شركات تقدم جداول زمنية محسنة ما يحقق لك التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
- التطور والتقدم المهني: تشير العديد من الدراسات إلى أن شخص من بين كل ثلاثة أشخاص يتركون وظائفهم الحالية للبحث عن شركات تؤمن لهم التقدم والتطور الوظيفي، كما أن التنقل بين المهن يكسبك مهارات مختلفة ومتجددة.
عيوب وسلبيات تبديل المهنة
من ناحية أخرى هناك عدد من العيوب الناتجة عن تغيير المهنة ومن بينها:
- زيادة التوتر والضغط: من الممكن أن يسبب تغيير مكان العمل بعض التوتر كون الشخص ينتقل إلى ثقافة عمل جديدة ومختلفة. وفي حال الانتقال لمدينة جديدة فهذا يعني ضرورة شراء منزل أو استئجاره، وكل ذلك يعتبر من مصادر التوتر التي تؤثر على العمل.
- المخاطر المالية والشخصية: عند تغيير المهنة، من المحتمل مواجهة سوق عمل ضيق، أو حتى وجود صفات مشتركة بين مديرك الجديد والمدير السابق. هذا فضلًا عن المخاطر المالية المتمثلة في بيع الأسهم الخاصة بك بأسعار قليلة في حال كنت مالك لبعض الأسهم.
- خسارة بعض الاتصالات الداخلية مع شركاء سابقين: عند دخولك مجال عمل جديد ينبغي أن تنشئ شبكة اتصالات جديدة مع المجتمع الجديد في عملك. كما أن تبديل المهن سيصعّب عليك الحفاظ على علاقات طويلة الأمد. هذا بالإضافة إلى افتقاد الهوية المهنية نتيجة التغييرات المتكررة للمهن.
- القائمة السوداء: غالبًا ما تسعى الشركات لتقدير الموظفين الذين يثبتون ولاءهم لها بعد إنفاقها الكثير من المال لتدريبهم، سيما إن كانوا موظفين موارد بشرية أو مديري توظيف. لذلك، فإن تغييرهم للمهنة سيضعهم ضمن القائمة السوداء للشركة، كما أن قلة الالتزام بمهنة معينة من الممكن أن يؤثر سلبًا على احتمالات التوظيف على المدى الطويل.
كيف يمكنك أن تحدد الوقت الملائم لترك مهنتك؟
تغيير المهنة وتبديلها قرار شخصي جدًا، وهو أمر حاسم في الحياة الشخصية له جوانب إيجابية وسلبية أيضًا، لهذا نقدم لك بعض النصائح كي تحدد أفضل وقت ومسار للعمل الخاص بك:
- تحديد الأهداف: خذ طموحاتك بعين الاعتبار على كل المدى الطويل والقصير. حدد هدفك بوضوح وقيم أنشطتك الحالية فيما إذا كانت متوافقة مع رغباتك المستقبلية. سيساعدك ذلك في تحديد شروطك الخاصة للوظيفة التي تريدها.
- أخذ المشاعر بعين الاعتبار: تلعب حالتك العاطفية والعقلية دورًا مهمًا في تحديد الوقت الملائم لتغيير مهنتك من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: هل أنت راضٍ عن مساهماتك في العمل الحالي؟، هل أنت مكتفٍ بالمسؤوليات الملقاة على عاتقك؟.
- إجراء التقييم الذاتي: حدد مهاراتك والأمور التي ترغب بتحسينها وتطويرها وحدد نقاط قوتك أيضًا.
- إجراء تحليل التكلفة وتحليل العائد: حلل المزايا والعيوب من منظورك أنت وفي حال وجدت أن الإيجابيات أكثر من السلبيات، ابدأ بإجراءات تغيير عملك.
- استشر غيرك: من الضروري سماع وجهة نظر شخص آخر غيرك، لأنك غالبًا لن تكون حياديًا أو موضوعيًا بشأن أمورك الشخصية والخاصة. استمع لرأي مغاير لك ومن منظور خارجي، مثل زملائك في العمل أو حتى مستشارين مهنيين سيساعدونك في اتخاذ قرارات أكثر صوابًا.
في الختام:
قد يحمل لك تغيير مهنتك عددًا من الفوائد، مثل التطوير الوظيفي والمهني والمهارات المتنوعة، وأحيانًا أجور مالية عالية. لكن تذكر أن تدرس قراراتك بتأنٍ قبل اتخاذها، واحرص على الاطلاع على كل الجوانب المتعقلة بالعمل الجديد، وما الذي يمكنه إضافته لمسيرتك المهنية.