Search
Close this search box.

أشهر أنماط الهارمونيك في التحليل الفني

تعتبر مهارة التعرف على أنماط الرسم البياني أساسية لأي متداول في سوق المال، حيث تساعد في تحليل البيانات وفهم الاتجاهات. وتحقيق الإتقان في هذه المهارة يتطلب التدريب المستمر والتعرض المتكرر لمختلف الأنماط، حيث تساعد معرفة الأنماط المختلفة المتداولين في التعرف على بيئة السوق والتفاعل معها بشكلٍ أفضل.

أنماط الهارمونيك أو ما يسمى الأنماط التوافقية هي أنماط رسوم بيانية تشكل جزءاً من استراتيجية تداول تساعد التجار على اكتشاف اتجاهات الأسعار من خلال توقع حركات السوق المستقبلية. وهذه الأنماط تظهر بشكل نماذج هندسية للأسعار تحقق نسب أرقام فيبوناتشي وتحدد التغييرات المحتملة في الأسعار أو عكس الاتجاه، يمكن للتجار تحديد هذه الأنماط واستخدامها لإرشاد قراراتهم التداولية القادمة.

نظرة تاريخية في أنماط الهارمونيك

قام إتش إم جارتلي في عام 1932، بإنشاء مفهوم الأنماط التوافقية، وكتب عن نموذج من 5 نقاط (المعروف باسم جارتلي) في كتابه الأرباح في سوق الأسهم، وقام “لاري بيسافينتو” بتحسين هذا النمط باستخدام نسب فيبوناتشي ووضع قواعد لكيفية التداول بنمط “جارتلي” في كتابه ” نسب فيبوناتشي مع التعرف على الأنماط”.

وقد عمل عدد قليل من المؤلفين الآخرين على نظرية النمط هذه، ولكن أفضل عمل قام به سكوت كارني في كتبه عن “التداول التوافقي”، حيث اخترع أنماطاً مثل “Crab” و”Bat” و”Shark” و”5-0″ وأضافت أعماله زخمًا كبيرًا للمعرفة بقواعد التداول الخاصة بها وإدارة المخاطر والأموال.

النظرية الأساسية لأنماط الهارمونيك

تعتمد النظرية الأساسية لأنماط الهارمونيك أو مايسمى “الأنماط التوافقية” على حركات السعر و الوقت التي تلتزم بنسبة فيبوناتشي، ويعمل تحليل نسبة فيبوناتشي بشكل جيد مع أي سوق وعلى أي مخطط زمني. كما وتستخدم هذه النسب لتحديد نقاط التحول الرئيسية، والتصحيحات والامتدادات جنباً إلى جنب مع سلسلة من نقاط التأرجح المرتفعة ونقاط التأرجح المنخفضة، وتوفر الأنماط التوافقية فرصاً فريدة للمتداولين، مثل تحركات الأسعار المحتملة ونقاط التحول الرئيسية أو انعكاس الاتجاه. وتحاول الأنماط التوافقية تقديم معلومات جديرة بالثقة حول معلومات دحول الصفقات ونقاط التوقف والأهداف.

هناك العديد من أنماط الرسوم البيانية للاختيار من بينها، والتي يمكن استخدامها لاكتشاف نوع مختلف من الاتجاه.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أنه قبل اتباع أي نمط، يجب أن تكون واثقاً من قدرتك على إجراء تحليل فني خاص بك، حتى تكون دائماً قادراً على اتخاذ أفضل وأسرع  قرارات التداول. فيما يلي نستعرض معكم أشهر أنماط الهارمونيك.

أشهر أنماط الهارمونيك

سنستعرض فيما يلي أهم أنماط الهارمونيك وكيفية تشكلها وشروط تحققها:

نمط ABCD

يعد نمط ABCD من أسهل الأنماط التي يمكن ملاحظتها في تحليل الرسوم البيانية، ويتكون هذا النمط من ثلاث حركات وأربع نقاط، حيث يتضمن حركتين اندفاعيتين وحركة تصحيحية.ولكي يتحقق هذا النمط بشكل صحيح حسب نسب فيبوناتشي يجب أن:

  • تبدأ الحركة الأولى (AB) باندفاع السعر.
  • ثم تأتي الحركة التصحيحية (BC) التي يجب أن تصل إلى مستوى 0.618 من طول الحركة AB.
  • وأخيراً، تأتي الحركة الثالثة (CD) التي تسير في نفس اتجاه AB وتكون بنفس طولها، AB=CD.
أنماط الهارمونيك
نمط ABCD

يمكن للمتداولين الاختيار بين وضع أوامر الدخول بالقرب من النقطة C كمنطقة انعكاس محتملة، أو الانتظار حتى اكتمال النمط بأكمله قبل اتخاذ قرار بالشراء أو البيع من النقطة D، استخدام أدوات تحليل الفيبوناتشي يمكن أن يساعد في تحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة في هذا النمط.

نمط الخفاش (BAT pattern)

يأخذ اسمه من الشكل النهائي الذي يكون بشكل الخفاش، تم التعرف عليه من قبل سكوت كارني في عام 2001، ويتكون نمط الخفاش من عناصر دقيقة تحدد مناطق الانعكاس المحتملة، يحتوي على ساق واحدة زيادة على نمط ABCD، ونقطة إضافية واحدة، والتي سنسميها X.

أنماط الهارمونيك
نمط الخفاش

ستقود الساق الأولى (XA) إلى حركة انعكاسية للساق BC، إذا حققت BC الانعكاسية  50% من حركة XA الأولية، فمن المحتمل أنك تنظر إلى نمط الخفاش، ولكي تتأكد من تحقق هذا النمط يجب أن:

  • يكون الامتداد CD على الأقل 1.618 من الساق BC ويمكن أن يصل حتى 2.618.
  • يجب ألا يكون امتداد CD أقل من BC، وإلا سيتم إبطال الشكل.
  • النقطة النهائية (D) تخلق منطقة الانعكاس المحتملة، مما يعني أن التجار يمكنهم فتح مواقعهم للتداول سواء كانت انعكاسية سعرية صاعدة أو انعكاسية سعرية هابطة.

نمط جارتلي Gartley

صمم نمط جارتلي من قبل إتش إم جارتلي، ويحتوي على قاعدتين رئيسيتين:

  •  يجب أن يكون انخفاض نقطة B هو 0.618 من ارتفاع XA.
  •  يجب أن يكون انخفاض نقطة D هو 0.786 من حركة XA.
أنماط الهارمونيك
نمط جارتلي

يشبه نمط جارتلي نمط الوطواط أو الخفاش في أن الساق XA تؤدي إلى انعكاس BC، باستثناء أن انخفاض النقطة Bيجب أن يكون بالضبط 0.618 من XA. يتم وضع نقطة وقف الخسارة في الغالب في نقطة X، بينما يتم تعيين الربح عند نقطة C.

نمط الفراشة

هو نمط انعكاسي يتكون من أربعة نقاط رئيسية تشكل ال XA وAB وBC وCD، تم اكتشاف هذا النمط من قبل برايس جيلمور، الذي استخدم مجموعات مختلفة من نسب فيبوناتشي لتحديد التصحيحات المحتملة.

إحدى النسب الأكثر أهمية في نمط الفراشة هي ارتداد  الضلع AB بنسبة  0.786 من الضلع XA، حيث يمكن استخدام هذه النسبة لرسم النقطة B ومساعدة المتداولين في تحديد منطقة PRZ (Potential Reversal Zone).

أنماط الهارمونيك
نمط الفراشة

يمكن للمتداولين الاستفادة من فهم واستخدام نمط الفراشة في تحليل الأسواق المالية واتخاذ القرارات الاستثمارية بناءً على ذلك.

نمط السلطعون

هو نمط اكتشفه سكوت كارني، ويتبع نمط XA وAB وBC وCD، مما يسمح للمتداولين بدخول السوق عند أعلى مستوياته أو أدنى مستوياته. يتميز نموذج السلطعون بامتداد 1.618 لحركة XA الذي يحدد منطقة PRZ. في نسخته الصاعدة يتشكل النموذج عندما:

  • يتشكل الضلع الأول عندما يرتفع السعر بشكل حاد من النقطة X إلى النقطة A،
  • تليها ارتداد في الضلع AB يتراوح بين 38.2% و61.8% من XA.
  • بعد ذلك، يحدث انخفاض متطرف فيBC حسب نسب فيبوناتشي التالية (2.618 – 3.14 – 3.618)، والذي يحدد منطقة صالحة لاكتمال النموذج وانعكاس الاتجاه.

أما في النسخة الهابطة من السلطعون، يكون الانخفاض من النقطة X إلى النقطة A، يليه ارتفاع متواضع، وانخفاض طفيف، ثم ارتفاع حاد إلى النقطة D.

أنماط الهارمونيك
نمط السلطعون

نمط السلطعون العميق

هو نمط تحليل فني يتم استخدامه في سوق العملات والأسهم لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة للتداول، يعتمد هذا النمط على توقعات السعر المستقبلية بناءً على تشكيل الأسعار السابقة. ولكي يتشكيل هذا النموذج يتطلب:

  • ارتداد النقطة B بنسبة 0.886 من حركة XA دون تجاوز النقطة X.
  • إسقاط BC يمكن أن يتراوح بين 2.24 إلى 3.618 مما يوفر نطاقاً لتحديد الهدف السعري المحتمل للتداول.
أنماط الهارمونيك
نمط السلطعون العميق

نمط القرش

هو نمط انعكاسي يتألف من خمسة أرجل ويشبه بعض جوانب نمط السلطعون، يتبع هذا النمط قواعد فيبوناتشي التي تتضمن:

  • ارتداد الضلع AB بنسبة تتراوح بين 1.13 و 1.618 من الضلع XA.
  •  يمثل الضلع BC مايعادل 113% من الضلع OX.
  • يستهدف الضلع CD مستوى 50% من تصحيح فيبوناتشي للضلع BC.

يتم تنفيذ جميع الصفقات على هذا النمط بناءً على النقطة C، بينما تُستخدم النقطة D كهدف ربح محدد مسبقاً.

أنماط الهارمونيك
نمط القرش

أنماط الهارمونيك وسوق الفوركس

تتمتع أنماط الهارمونيك أو الأنماط التوافقية بشعبية كبيرة في تداول العملات الأجنبية، حيث توفر دقة وتنبؤات موثوقة بتحركات الأسواق في الوقت الحقيقي، وباستخدامها بشكل صحيح، يمكن للمتداولين الحصول على إشارات موثوقة حول احتمالات انخفاض الأسعار بناءً على البيانات التاريخية.

نقاط أساسية أثناء التداول باستخدام أنماط الهارمونيك

تداول الأنماط الهارمونية مع مستويات الدخول المحسوبة حسب نسب فيبوناتشي هو طريقة رياضية ودقيقة ولكنها تتطلب الصبر والممارسة لإتقانها، بناءً على ما تم ذكره، يمكن تلخيص العملية كالتالي:

  • يُفضل للمتداول بأنماط الهارمونيك استخدام مستويات الدخول المحسوبة بدلاً من التداول بها بشكل عشوائي عند مستويات الانعكاس التي يروج لها خبراء التداول بأنماط الهارمونيك. حيث يظن أغلب متداولي أنماط الهارمونيك أن النمط سيعكس اتجاهه، وبالتالي يحاولون التداول بهذه الأنماط فيما يسمى “منطقة الانعكاس” وينتهي بهم الأمر بتنفيذ صفقات مضادة للاتجاه.
  • تحدث معظم دخولات تداول أنماط الهارمونيك حول نقطة “D” ضمن منطقة العكس، يمكن أن تكون عملية الشراء (في الأنماط الصاعدة) أو البيع (في الأنماط الهابطة). عادةً ما يتم تحديد “D” من خلال تقاطع التوقعات والانكماشات والامتدادات للتقلبات السابقة (الأرجل)، المعروفة عالمياً باسم “منطقة العكس”. عندما تبدأ الأسعار في الوصول إلى هذه المنطقة، فإنها تشير إلى فرصة للتداول المحتملة، وليست إشارة للتداول بعد.
  • يتم تحديد معايير دخول النمط وصحته في التداول باستخدام عوامل كالتقلب الحالي، وأصل الاتجاه الأساسي، بالاضافة لهيكل الحجم داخل النمط وعوامل أخرى كحالة وظروف السوق الداخلية.
    إذا كان النمط صالحاً وكان الاتجاه الأساسي وعوامل السوق متفقة مع عكس النمط الهارمونيكي، فيمكن حساب مستويات الدخول باستخدام نطاقات الأسعار والتقلب أو طرق أخرى. يتم وضع وقف الخسارة فوق وتحت آخر نقطة تحول هامة، مثل “D” للنمط الصاعد و” D” للنمط الهابط في الأنماط ذات النقطتين 5و4.

ملاحظات يجب مراعاتها حول الهارمونيك

نماذج الأسعار الهارمونية دقيقة، مما يتطلب من النمط أن يظهر حركات بمقدار معين حتى يتمكن من توفير نقطة انعكاس دقيقة، قد يرى المتداول في كثير من الأحيان نمطاً يبدو وكأنه نمط هارمونيك، لكن مستويات الفيبوناتشي لن تتوافق في النمط، مما يجعل النمط غير موثوق من حيث النهج الهارموني، حيث يتطلب من المتداول أن يكون صبوراً وينتظر أوقات مثالية.

يمكن للمتداولين استخدام الأنماط التوافقية لقياس مدى استمرار التحركات الحالية ولعزل نقاط الانعكاس. من المهم أيضًا أن يكون المتداول حذر لتجنب الخطر عندما يجد نفسه في منطقة انعكاس ويفشل النمط. كما يجب على المتداولين السيطرة على المخاطر والتركيز على الصورة الأكبر للإطار الزمني الذي يتم تداوله، ويمكن استخدام الأنماط التوافقية لتعزيز أداء الدخول والخروج وتحسين فعالية النموذج التوافقي.

وفي الختام
أتمنى أن ينال هذا المقال إعجابك عزيزي المتداول ويحقق لك الفائدة المرجوة، وتذكر أن التداول باستخدام أنماط الهارمونيك يتطلب التعرف على النظرية الكامنة وراء هذه الأنماط. بعد ذلك، يجب عليك تحديد ما إذا كنت ستتبع استراتيجية هابطة أم صاعدة. بمجرد اتخاذ القرار، يمكنك فتح حساب تداول والبدء في البحث عن الأنماط التوافقية في السوق الذي تفضله، يمكن للأنماط التوافقية مساعدتك في التنبؤ بحركات السوق المستقبلية، سواء كانت هابطة أو صاعدة، يمكن للمتداولين اتخاذ نهج هابط أو صاعد باستخدام هذه الأنماط.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

جدول المحتوبات
راجع أيضا
Scroll to Top