توقيت النجاح في التداول

توقيت النجاح في التداول: كم من الوقت ستستمر في استراتيجيات تداول الفوركس

جدول المحتويات

قد يتفاوت توقيت النجاح في التداول في سوق الفوركس بشكلٍ كبيرٍ من شخصٍ لآخر، وذلك بناءً على عوامل متعددة مثل الخبرة، المهارة، المخاطرة، واستراتيجية التداول المعتمدة. إنَّ علم تداول الفوركس يعتبر فناً معقداً يتطلب من الفرد الكثير من الإخلاص والإجتهاد لبناء مسار ناجح. و إنًّ سؤال “متى تتمكن من الوصول إلى قمَّة نجاحك كمتداول في سوق الفوركس؟” يبقى محيراً للكثيرين، والإجابة على هذا السؤال ليست ثابتة.

ومع ذلك، هناك بعض النصائح العامة التي يمكن أن تساعدك كمتداول طموح في سوق الفوركس على فهم العناصر الضرورية لتقدر توقيت نجاحك في هذا المجال.

في هذا المقال، سنكتشف هذه النصائح ونقدم رؤية شاملة حول ما يلزم لتقدير توقيت نجاحك في تداول العملات الأجنبية.

كيف تقدر توقيت النجاح في التداول

في عالم تداول الفوركس، لايوجد جواب محدد على سؤال”ماهو توقيت نجاحك”، إذ تتأثَّر فترة النجاح بعوامل كثيرة، يُعتبر أمراً شائعاً أن يحتاج المرء من عدة أشهر إلى عام من التدريب والتعلم المستمر ليصبح متداول فوركس ناجحاً، بعض الناس قد يحققون النجاح بسرعة، بينما يحتاج آخرون وقتاً أطول لتحقيق أهدافهم.

بدايةً قم بتحديد أهدافك بوضوح ووضع خطة تداول محكمة،بعد قيامك بتعلم استراتيجيات التداول المختلفة واختيار الأسلوب الذي يناسبك، فما يعجبك وتراه مناسباً قد لايعجب الكثيرين، كن دائماً على اطلاع بالأحداث الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر على أسواق العملات، تعلم إدارة رأس المال بحكمة ولا تستثمر أكثر مما يمكنك تحمله من خسائر. كما يجب أن تكون على استعداد للاستمرار في التعلم وتحسين مهاراتك باستمرار لتكون قادراً على التكيف مع معطيات وتقلبات السوق.

التداول والحظ

ربما يحالف الحظ بعض الأشخاص في بعض الصفقات، ولكن النجاح المستدام لا يأتي إلا من خلال العمل المنهجي والتداول الذكي. يمكن للآلاف من الأشخاص أن يجروا تداولات عشوائية يومياً.

ولكن بالنسبة  للمتداولين المنهجيين الذين يستمرون في كسب المال بشكل مستمر، فإنهم يدركون التغييرات في السوق ويتصرفون وفقاً لذلك، مما يسمح لهم بالحفاظ على أرباحهم وتحقيق النجاح على المدى الطويل.توقيت النجاح في التداول

ولكن هذا لا ينفي أنًّ الحظ عامل مؤثر في التداول، حيث يمكن لظروف غير متوقعة أن تؤثر على الأسواق المالية بشكل كبير وتؤدي إلى تحقبق أرباح أو خسائر غير متوقعة، ولكن في حال سيرك بشكل صحيح  وعملك بجدية ثق بنفسك وتابع.

كما هو الحال في أي علم أو مهارة تحاول اكتسابها، فإنك لن تسير بشكل فوضوي دون خطة، وهكذا هو الحال في دخولك عالم التداول، بل يجب أن تكون خطواتك واضحة ومدروسة أكثر. فأنت تستثمر في جهدك ووقتك وأموالك والنتيجة تكون حصاد خطواتك وسير خطتك، فإذا كنت تعمل بدوام كامل وبوجود موجهين مرشدين وفريق عالي الاحترافية ستحتاج إلى ما يقارب عام كامل.

أما إذا كنت تعمل بدوام جزئي ولكن بشكل منتظم وغير متقطع وتتطور مهاراتك في التداول وأيضاً بوجود مرشدين احترافيين فستحتاج من سنة إلى سنتين، وفي حال تعلمك بشكل جزئي وقيامك بالتجربة بشكل عشوائي، فهنا قد تحتاح إلى سنين لاكتساب الخبرة المطلوبة.

كيفية التخطيط لرحلة التداول

هل سمعت يوماً بقانون PDCA في علم الجودة؟ يهدف هذا القانون إلى توضيح تدرج التخطيط الاستراتيجي للأهداف بعيدة المدى،ويرمز الاختصار إلى:

PLAN: التخطيط والرؤية ووضع الأهداف.

DO: البدء بالتنفيذ.

CHECK: التحقق من صحة الخطة وتقييم البيانات.

ACT: التنفيذ وتقييم الأداء ومدى تحقيق الهدف وأعادة التخطيط.

يعطي قانون PDCA تصوراً كاملاً لطريقك من مرحلة التخطيط وحتى تحقيق الأهداف. بالمقابل، وقبل الانطلاق في رحلة تعلم تداول الفوركس، يجب عليك التفريق بين توقيت النجاح في التداول والثراء، فالنجاح في هذا المجال ليس خطة لتحصل على الثراء السريع.

حيث يحتاج المرء إلى الصبر والجهد والإصرار ليصبح متداولاً ناجحاً، يقع العديد من المتداولين في سوق الفوركس في فخ توقعات غير واقعية، مما يؤدي إلى خسارة أموالهم. لذا، يجب أن تكون لديك رؤية واقعية حول الجهود المطلوبة لتحقيق النجاح في تداول الفوركس.

تعلم كل مايمكنك تعلمه

قبل التفكير في توقيت النجاح في التداول يجب عليك فهم أن المفتاح الأساسي لتحقيق النجاح كمتداول في سوق الفوركس هو اكتساب معرفة شاملة بكل جوانب هذا السوق المعقد.  فمقدار ماتتعلمه وتعرفه في هذا المجال هو مايحدد مقدار نجاحك وقيمة أرباحك.

ماذا يتطلب هذا؟

  • يتطلب ذلك فهماً عميقاً لأزواج العملات المتداولة.
  • التعرف على منصات التداول المختلفة.
  • استيعاب المؤشرات الفنية والتحليل الأساسي.

بكشلٍ عام يلجأ الكثيرون للعديد من الطرق الفعالة للبدء في هذا المجال كقراءة الكتب المتخصصة، واتخاذ دورات تدريبية عبر الإنترنت، والمشاركة في ندوات تعليمية عبر الويب.

بمجرد اكتساب فهم قوي لسوق الفوركس، سيصبح من الضروري تطوير استراتيجية تداول تتناسب معك، ومع شخصيتك وقناعاتك الخاصة. تشمل هذه العملية:

  • تحديد أسلوب التداول الذي يناسبك.
  • تحديد مدى تحملك للمخاطر.
  • تحديد الأفق الزمني الذي ترغب في التداول به، وعليه تستطيع توقع توقيت النجاح في التداول الخاص بك.

يوجد العديد من استراتيجيات التداول المختلفة للاختيار من بينها، مثل السكالبينج، والتداول اليومي، والتداول المتأرجح، وتداول المراكز، كل استراتيجية لها مميزاتها وعيوبها، ومن الضروري اختيار تلك التي تتناسب مع أهدافك وطبيعتك.

ابدأ بالتجربة قبل العمل الحقيقي

بعد تحسين استراتيجيتك في التداول، يجب عليك تجربتها في بيئة محاكاة للتداول. هذا يتضمن التداول على حساب تجريبي باستخدام أموال افتراضية، بهدف اكتساب الخبرة وبناء الثقة في استراتيجيتك دون تحمل المخاطر المالية. من الضروري أن تمارس استراتيجيتك لفترة طويلة قبل الانتقال إلى التداول الحقيقي، وبالتدرب على حساب تجريبي، وبتعلم هذه الجوانب المختلفة، يمكن للمتداولين تحقيق نجاح مستدام في سوق الفوركس.

يمكنك دائماً تعزيز تطورك من خلال زيادة الممارسة والتدريب ،يوفر لك برنامج التداول التجريبي فرصة التداول في أي وقت تشاء باستخدام بيانات تاريخية موثوقة ، يمكنك تداول الجلسات السابقة أو الأحداث التاريخية بكل يسر تماماً كما تفعل في السوق الحقيقي.

استعد لتنفيذ ماتعلمته

عندما تصبح واثقاً من استراتيجيتك في التداول، يكون الوقت مواتٍ للانتقال إلى التداول الحي بشكل مباشر، هذه الخطوة تشمل استخدام رأس المال الحقيقي للتداول في سوق العملات الأجنبية.

من الضروري أن تبدأ بمبلغ صغير من رأس المال وزيادته تدريجياً مع اكتساب الخبرة والثقة، لقد بدأ العديد من المتداولين الناجحين في مجال التداول بحساب تداول صغير، وقاموا بزيادته تدريجيًا مع مرور الوقت، وهكذا تحققوا النجاح في هذا المجال المثير.

انطلق بثقة

مع استمرارك في التداول في سوق الفوركس، من المهم أن تستمر في التعلم والتحسن، فإنَّ هذا العلم متجدد وكبير، يتطلب ذلك البقاء على اطلاع بأخبار وأحداث السوق، وتحليل أداء التداول الخاص بك، وتعديل استراتيجية التداول الخاصة بك حسب الحاجة، يبحث المتداولون الناجحون دائماً عن طرق لتحسين مهاراتهم والبقاء في صدارة المنافسة، في هذا المرحلة من البديهي أن تكون قد تغلبت على العامل النفسي وعرفت عنه الكثير.

لماذا قد يستغرق الأمر أكثر من عام

يستغرق الأمر كما ذكرت من 6 أشهر إلى عام كامل وأحياناً أكثر من العمل المتفاني لعدة أسباب أهمها:

  • يمكن أن يستغرق وقتًا طويلاً لتطوير مهاراتك في  التداول واكتساب الخبرة اللازمة لتحقيق النجاح، وهذا يختلف من شخص إلى آخر،يعتمد ذلك على مدى اجتهادك وجديتك.
  • استراتيجية واحدة غير كافية لتحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل، كما أنَّ استراتيجة معينة قد لاتكون فعالة دائماً في جميع الحالات فلكل استراتيجية ظروف معينة تعمل فيها. ومع ذلك فإنك قد تحتاج لتعلَّم استراتيجية واحدة ما لا يقل عن خمس إلى ستة أشهر من العمل المتفاني حتى تتقنها بشكل كاف وتكسب المال من خلالها.
  • من المهم تعلم كيفيَّة التعامل مع أنواع مختلفة من الأوضاع السوقية للحفاظ على الربح.
  • الاستمرارية في التعلم وتطوير مهارات التداول ضرورية للنجاح في الأسواق المالية.

ابتعد عن الأوهام ولا تسأل كيف يكسب الناس المال بسرعة

عليك ألَّا تقلق بشأن مايفعله الآخرون، بل ركز في صفقاتك، واعتمد استراتيجة واحدة أو اثنتين في البداية، وحدد الصفقات المناسبة التي تضمن فيها أرباحك، إن توقيت نجاحك لايشابه أي شخص آخر، واضمن أنك تعلمت هذه الاستراتيجيات جيداً.

بعض التجار يحققون أرباحاً سريعة، يمكن أن تكون هذه مهارة، ولكن في العديد من الحالات تعتمد على الحظ أو الظروف السوقية المواتية.

مثال واقعي:

عندما اجتاح فيروس كورونا وانهارت أسواق الأسهم في بداية عام 2020، اندفعت موجة من التجار المسلحين بشيكاتهم الحكومية للشراء. شهدت العديد من الأسهم ارتفاعًا كبيرًا لفترة زمنية طويلة. كانت هذه إحدى أسهل الفترات المالية التي عاشها الكثيرون.

كان من السهل تحقيق الأرباح بسبب سهولة الظروف. لم يكن هناك حاجة لاستراتيجية معقدة. كل ما كان عليك فعله هو الشراء والانتظار خلال التقلبات لتحقيق عوائد كبيرة. هذه الطريقة البسيطة عادة ما تؤتي ثمارها في ظروف السوق المثالية.

بحلول نهاية عام 2021 وخلال عام 2022، لم يعد الحديث عن الأرباح السريعة والتجار الناجحين كما كان سابقًا. بدأت الأسئلة الآن تتركز على كيفية التعامل في بيئة السوق الجديدة المتقلبة أو الهابطة، وعلى كيفية التعامل مع خسائر كبيرة.

عادةً ما يكون “المال السهل” مؤقتاً، سواء استمر لبضعة أيام أو لعام تقريباً، وعندما تتغير الظروف، يعود معظم هذا الربح إلى السوق، إلى جيوب التجار الأكثر مهارة.

رؤية في واقع التداول الحالي

أما في وقتنا الحالي الذي يشهد تقلبات في الأسواق المالية، يبرز دور المتداولين الأكثر تفكيراً والذين يتكيفون مع التحديات ويبتكرون استراتيجيات جديدة لتحقيق النجاح، بدلاً من البحث عن المكاسب السريعة، يتحول اهتمامنا إلى استكشاف كيفية الازدهار في هذه البيئة المتقلبة. نتعلم من التجارب السابقة ونستثمر بحكمة وتأني. حيث يكمن سر توقيت نجاحك في الصبر والتفكير الاستراتيجي، وبالتركيز في الظروف الحالية بعيون متفتحة وعقل مستنير، عندها تستطيع تقدير توقيت نجاحك وتحويل التحديات إلى فرص وتحقيق نتائج إيجابية في عالم التداول المالي.

وفي الختام أتمنى أن يكون هذا المقال قد نال إعجابك عزيزي المتداول وحقق لك فائدة ما، وتذكر أنَّك لابد أن تصل بعد اجتهادك وعملك إلى توقع توقيت النجاح في التداول الخاص بك. وأنَّ معدل سنة من الجهد الجاد في مجال التداول من المفترض أن يحقق لك ربحاً يقارب 10% من رأس مالك شهرياً.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top