Search
Close this search box.

التوازن بين العمل والحياة: كيف أحقق مايعرف ب Work-life balance

أصبح التوازن بين العمل والحياة حاجة أساسية، ومطلب متزايد الأهمية لدى الكثيرين، نتيجة التحديات التي يواجهها الموظفون في مكان العمل، كالاتكالية الزائدة، وضيق الوقت الناجم عن الاجتماعات المتتالية، وصعوبة التنسيق بين الحياة الخاصة والعمل، مما يسبب زيادة في مستويات التوتر والإجهاد وغيرها من الأعراض المصاحبة. لذا قد يكون التوازن في إدارة الوقت هو الحل الذي نبحث عنه، ولكن ليحدث هذا يجب أن نتعرف على أسرار إدارة الوقت، وما يعنيه التوازن “Work-life balance”، وكيفية تنفيذه.

ما هو التوازن بين العمل والحياة

يجد البعض أن “التوازن بين الحياة والعمل” يعني: أن لا تعمل أكثر من اللازم. ولكن ما المقصود ب “أكثر من اللازم؟”.

  • تشير مجموعة متنوعة من الدراسات إلى أن العمل أكثر من 45 ساعة أسبوعيًا يضر بالصحة الجسدية والعقلية.
  • أظهرت دراسة أجراها جون بينكافيل من جامعة ستانفورد عام 2014 أن العمل أكثر من 55 ساعة لا معنى له.
  • بينت دراسة قدمتها لورا فاندركام، مؤلفة كتاب “إدارة الوقت”، أن حوالي 38 ساعة عمل أسبوعيًا تنتج موظفا سعيدا ونشيطا.

بناء على ما سبق، نستطيع القول أن التوازن الجيد بين العمل والحياة، يعني إمكانية تقسيم الوقت بشكل جيد بين حياتك المهنية والشخصية. بما يضمن إنهاء مهامك المهنية لليوم أو الأسبوع مع الحفاظ على ما يكفي من الوقت والطاقة لإنفاقها على أشياء أخرى، بما يشمل الهوايات والعائلة.

يمكنك الإطلاع على: ماهي مصفوفة إدارة الوقت وكيفية استخدامها

فوائد التوازن في الحياة

يحتاج العمل المعرفي إلى قيام الدماغ بوظائفه بشكل مثالي، مما يعني أن السلامة الجسدية والعاطفية ركن أساسي في إنتاجية الدماغ، نناقش فيما يلي فوائد التوازن في الحياة:

  • يتيح قضاء الوقت بعيدًا عن العمل الفرصة للمشاركة في الأنشطة التي تعمل على تحسين وظائف المخ، مثل النوم وممارسة الرياضة والممارسات الروحية وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، والأنشطة التي تحفز الإبداع، مثل السفر وتناول الطعام والمحادثة والكتب والأفلام والهوايات.
  •  تحسين الصحة والرفاهية: الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية يمكن أن يقلل من التوتر، ويمنع الإرهاق، ويحسن الصحة العقلية والجسدية بشكل عام. كما يقلل مخاطر المشكلات الصحية مثل أمراض القلب والاكتئاب.
  • زيادة الإنتاجية والأداء: عندما يشعر الأفراد بالتوازن والانتعاش، يصبحون أكثر تركيزًا وتحفيزًا وإنتاجية في العمل. يمكنهم إدارة وقتهم بفعالية، واتخاذ قرارات أفضل، وتقديم مخرجات عمل عالية الجودة.
  • تعزيز العلاقات: يتيح التوازن بين الحياة والعمل للأفراد قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء والأحباء، مما يعزز العلاقات، ويزيد الشعور بالارتباط والدعم. وهذا يؤدي بدوره إلى قدر أكبر من السعادة والوفاء والرضا الشامل عن الحياة.
  • النمو الشخصي والتنمية: الموازنة بين العمل والحياة الشخصية تمكن الأفراد من متابعة الاهتمامات الشخصية والهوايات وأنشطة الرعاية الذاتية التي تعزز النمو الشخصي والتنمية. فهو يوفر فرصًا لتعلم مهارات جديدة، واستكشاف المشاعر، وتحقيق الشعور بالإنجاز خارج العمل.
  • تحسين ثقافة العمل: المنظمات التي تعزز التوازن تخلق ثقافة عمل إيجابية، تقدر رفاهية الموظف، وتدعم أسلوب حياة صحي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات الاحتفاظ بالموظفين، وزيادة الولاء، والحافز.

أسباب عدم التوازن بين العمل والحياة

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر سلبًا على التوازن في حياتك، وتساهم في انخفاض الرفاهية العامة، منها:

  • متطلبات العمل العالية: تؤدي أعباء العمل المفرطة، والمواعيد النهائية الضيقة، وساعات العمل الطويلة، والضغط من أجل التواجد المستمر إلى الإجهاد والإرهاق المرتبط بالعمل، مما يجعل من الصعب إيجاد الوقت لأنشطة الحياة الشخصية. 
  • عدم وجود حدود: عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين العمل والحياة الشخصية، مثل التحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو الرد على مكالمات العمل أثناء تناول الغداء، يمكن أن يخل بالتوازن، ويمنع الأفراد من قطع الاتصال الكامل، وإعادة شحن طاقتهم.
  • بيئة العمل غير الداعمة: يمكن لثقافة العمل السامة، والافتقار إلى المرونة، وضعف التواصل، والقيادة غير الداعمة أن تخلق بيئة عمل مرهقة ومليئة بالتحديات.
  • وقت التنقل: يمكن أن تستهلك الرحلات الطويلة من وإلى العمل وقتًا ثمينًا وطاقة، مما يترك للأفراد وقتًا أقل للأنشطة الشخصية والاسترخاء والالتزامات العائلية.
  • الحمل الزائد للتكنولوجيا: الاتصال المستمر عبر الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها، يجعل من الصعب فصلها، والاستعاضة عنها بأنشطة أخرى، مما يؤدي إلى عدم وضوح الحدود بين عملك وحياتك الشخصية.
  •  المسؤوليات الشخصية: إن الموازنة بين العمل والمسؤوليات الشخصية مثل رعاية الأطفال أو الوالدين المسنين أو إدارة الأعمال المنزلية، تضيف ضغطًا إضافيًا على وقت الفرد وطاقته.
  •  الضغوط المالية: يؤدي الضغط المالي والديون وانعدام الأمن الوظيفي إلى زيادة التوتر وضغط العمل لساعات أطول، مما يؤثر في القدرة على إعطاء الأولوية للرفاهية الشخصية والأنشطة الترفيهية.
  • الافتقار إلى الرعاية الذاتية: يؤدي إهمال ممارسات الرعاية الذاتية مثل: ممارسة الرياضة والأكل الصحي والنوم الكافي والاسترخاء إلى الإرهاق والتعب وانخفاض الصحة العامة، مما يؤثر سلبا على التوازن في الحياة.
أسباب عدم التوازن بين الحياة والعمل
أسباب عدم التوازن بين الحياة والعمل

يمكنك الإطلاع على: تقنيات إدارة المشروع: طريقة إدارة المشاريع الرشيقة Agile

كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية

لتحقيق التوازن الفعال في الحياة، هناك مجموعة من الخطوات الهامة التي يجب اتخاذها، والتي نجمعها لكم في القائمة التالية:

1- ممارسة النشاطات الرياضية

تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم على الحماية من الكثير من الأمراض، وإضافة النشاط والحيوية لنهار طويل من العمل. لذلك من الهام جدا تخصيص وقت لممارسة التمرينات الرياضية (كالجري، والمشي، واليوغا وغيرها). والأفضل من هذا وذاك جعلها جزءا من روتينك اليومي، كأن تذهب إلى العمل سيرا على الاقدام، أو أن تمارس اليوغا أول استيقاظك.

2- اخرج قدر المستطاع

ينغمس بعض الأشخاص في روتينات معينة، سيما من يعملون لساعات طويلة، بحيث يتمحور برنامجهم اليومي حول الذهاب إلى العمل، العودة إلى المنزل، تناول العشاء، تجهيز المهام الواجب إنجازها لليلة التالية، ثم النوم. تساعد إضافة نشاطات بسيطة إلى جدول أعمالك على زيادة مستوى السعادة والترويح عن النفس.

3- خصص وقت لممارسة الهوايات والاسترخاء

تساعد ممارسة الهوايات كالقراءة أو الرسم أو غيرها على تخفيض مستوى التوتر في الجسم، وزيادة الاسترخاء، كما يعد التأمل واحدا من أبرز النشاطات المهدئة للعقل، والمساعدة في زيادة التركيز. امنح عقلك إجازة من التفكير لمدة 10 دقائق يوميا.

4- عيش اللحظة

يساعدك مبدأ “عيش اللحظة” في التركيز على الأنشطة التي بين يديك، بدلا من التفكير في المستقبل أو العودة إلى الماضي، الأمر الذي يزيد الإنتاجية، ويقلل التشتت، والوقت اللازم لإنجاز المهام. تساعد تمارين التنفس والتأمل، والتأكيدات في زيادة فعالية هذه الطريقة.

5- ضع حدودا قوية بين العمل والحياة

كن حاسما بشأن الإجابة على الإيميلات والاتصالات القادمة من العمل في وقت الراحة، إن كنت من أصحاب العمل الحر، وتعمل من المنزل، حدد ساعات مخصصة للعمل وأخرى للراحة، ولا تقبل بالتنازلات.

يمكنك الاطلاع على: شرح برنامج Wrike لإدارة المشاريع وتنسيق الأعمال

6- لا تقحم العمل كل أرجاء المنزل

إن كنت تعمل من المنزل احرص على الفصل بين الغرف المخصصة للعمل، وغرف النوم ومشاهدة التلفاز، يساعدك هذا على التركيز على العمل عند الضرورة، والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية في ساعات الفراغ.

7- حافظ على صحبة الأشخاص المريحين

احرص على صحبة الأشخاص المريحين والداعمين لك، لأن التواجد معهم سيشعرك بالراحة والاستماع، والعكس صحيح تجنب قضاء الوقت مع الأشخاص المستنزفين للطاقة والمزعجين.

8- حدد الأنشطة المبددة للوقت

راقب كيفية قضاءك للوقت، وناقش ما هي أبرز النشاطات التي تهدر وقتك دون الاستفادة منه، كقضاء الكثير من الوقت في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من أنك قد تعتبرها نشاطا مسليا، إلا أنها قد تقف بينك وبين المتعة الحقيقية.

9- تعامل مع الوقت كأنه أصل ثمين

لا تقم بأعمال لا ترغب بها، على سبيل المثال، إذا تمت دعوتك لحفل، ولكنك غير متأكد من كونه الاستخدام الأمثل لوقتك، يمكنك في هذه الحالة تقديم الاعتذار لصاحب الدعوة.

10- تعلم قول لا لدردشات العمل الطويلة

ينخرط الكثير من الموظفين خلال ساعات العمل وبعدها بالكثير من الأحاديث الجانبية والتكهنات، التي لا تسفر عن أي نتائج إيجابية، ولكنها تستنزف الكثير من الوقت، لذا يمكنك بكل شفافية الاعتذار عن المشاركة في أي محادثة لا تجدها نافعة.

11- اطلب العون عند الضرورة

من المحتمل أن تقضي حوالي ثماني ساعات في العمل كل يوم. ومع ذلك، تتطلب بعض الوظائف ساعات أطول إذا كنت ترغب في تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بك. عندها ستبدأ حياتك المهنية في استهلاك وقت فراغك. أسوأ ما في الأمر هو أنك لن تحصل على أجر إضافي مقابل عملك. لمعالجة هذه المشكلة، ابدأ بالتحدث مع صاحب العمل للعثور على جدول زمني واقعي يمنحك المزيد من التحكم ووقت الفراغ.

12- ضع تذكير بوقت الراحة

المشكلة مع الأشخاص المنشغلين للغاية، هي أنهم ينسون أخذ قسط من الراحة. حدد وقتًا خاصًا بك، وضع التذكير في مكان يمكنك رؤيته بسهولة، أو استخدم أحد تطبيقات التذكير مثل: nifty, ntask .

كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية- تطبيق nifty

13- خذ فترات راحة

حتى لو كانت ثقافة شركتك، تقتضي العمل لساعات طويلة، يجب أن يكون لديك ما يكفي من الوقت للتواصل مع أفراد الأسرة. لذا، خذ فترات راحة من ساعات عملك الطويلة، وخصصها للتواصل الاجتماعي، والتفكير في حياتك. يمكنك إبلاغ المدراء في العمل بهذه الاستراحات للتأكد من فهمهم لها.

يمكنك الإطلاع على: أهمية تحليل المشروع إيجاد نقاط الضعف والقوة في مشروع ما

ما هي أنواع التوازن بين الحياة والعمل

بعد التعرف على استراتيجيات إدارة الوقت التي تساهم في تحقيق التوازن في الحياة، لابد من مناقشة أنواع التوازن التي يمكننا العمل على تحقيقها:

التوازن على أساس الوقت

يدور هذا النوع من التوازن حول إدارة الساعات التي تقضيها في العمل والأنشطة الشخصية. الأمر كله يتعلق بتسجيل الساعات المطلوبة في المكتب، مع ترك وقت كافٍ للعائلة والهوايات والاسترخاء. تعد الجدولة المرنة لساعات العمل، وخيارات العمل عن بعد المكونات الرئيسية لهذا التوازن.

التوازن على أساس المكان

تخيل أن لديك الحرية في اختيار المكان الذي تعمل فيه، سواء كان ذلك في حدود منزلك المريحة أو الأجواء الصاخبة في المقهى. يؤكد التوازن بين العمل والحياة القائم على المكان على أهمية خلق بيئة تعزز الإنتاجية والرفاهية. من خلال السماح للموظفين بالعمل من المواقع التي تناسب تفضيلاتهم.

التوازن على أساس المهام

يتعلق هذا النوع بتحسين أعباء العمل لمنع الحمل الزائد والإرهاق، مع ضمان حصول الموظفين على المجال اللازم للتفوق في أدوارهم، وذلك من خلال التشجيع على تفويض المهام بكفاءة، وتعزيز ثقافة التعاون والعمل الجماعي.

كيفية تعزز التوازن بين الحياة والعمل لدى موظفيك

أصبح تعزيز التوازن أمرًا بالغ الأهمية في بيئات العمل الحديثة. فيما يلي بعض الأفكار الإبداعية التي تساعدك على تعزيز التوازن بين العمل والحياة في مكان عملك:

  1. استراتيجية العمل المرنة: تقوم هذه الاستراتيجية على توفير ساعات عمل مرنة، وخيارات العمل عن بعد للسماح للموظفين بالاهتمام بمسؤولياتهم الشخصية بشكل أفضل.
  2.  برامج الصحة: تنفيذ البرامج التي تعزز الصحة البدنية والعقلية، مثل: دروس اليوغا، وجلسات التأمل، وعضوية الصالات الرياضية، وتزويد الموظفين بوجبات صحية .
    3. الإجازة مدفوعة الأجر (PTO): تسمح الإجازات مدفوعة الأجر (PTO) للموظفين بقضاء فترات للراحة، والاستجمام، وتحسين الصحة العقلية.
  3.  السياسات الصديقة للأسرة: ادعم الموظفين الذين لديهم عائلات من خلال تقديم إجازة الوالدين، أو المساعدة في رعاية الأطفال، أو جدولة مواعيد مرنة للآباء الذين يحضرون الأحداث أو المواعيد المدرسية. إن إنشاء مكان عمل صديق للعائلة يساعد الموظفين على تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والعائلة.
  4.  أدوات المرونة في مكان العمل: استثمر في الأدوات والتقنيات التي تعزز المرونة في مكان العمل، مثل: برامج التعاون أو أدوات إدارة المشاريع أو منصات الاتصال التي تتيح العمل عن بعد والتواصل السلس بين أعضاء الفريق.
  5.  دعم الصحة العقلية: توفير الوصول إلى موارد الصحة العقلية، مثل: خدمات الاستشارة، أو برامج مساعدة الموظفين، أو التدريب على اليقظة الذهنية. إن دعم الصحة العقلية للموظفين يساعدهم على إدارة التوتر، والحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة.
  6.  أنشطة بناء الفريق: قم بتنظيم أنشطة تعزز مهارات بناء الفريق كالأحداث الاجتماعية أو تحديات اللياقة البدنية التي تشجع الموظفين على الارتباط خارج العمل، وبناء العلاقات مع زملائهم.
  7. أيام المرونة في مكان العمل: قدم “أيام المرونة” من حين لآخر حيث يمكن للموظفين اختيار العمل من المنزل، أو أخذ يوم للصحة العقلية، أو المشاركة في الأنشطة التطوعية.

في الختام، أصبح لديك كل ما يلزم من أدوات وتقنيات، تستطيع استخدامها لتعزيز التوازن الصحي بين الحياة والعمل. كل ما عليك فعله هو وضع خطة، والبدء بتنفيذها حالًا، وسرعان ما سيتحول  “التوازن في إدارة الوقت” إلى متعة، وجزء أساسي من يومياتك.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

جدول المحتوبات
راجع أيضا
Scroll to Top