هل أنت متداول مبتدئ وتتساءل كيف تبدو حياة خبير التداول ؟ إذا كنت مهتمًا بمعرفة حياة محترفي التداول ونمط حياتهم فهذا المقال لك. سنتحدث اليوم عن نمط حياة هذه الفئة من المتداولين خاصةً بعد إمضاءهم سنوات طويلة من الاستثمار والكثير من الالتزام للوصول لما هم عليه.
إذ يمكن أن يحصل خبير التداول على دخل مرتفع ونمط حياة يحلم به الكثير من الناس. وذلك من خلال تطبيق استراتيجيات تداول مربحة في مختلف أنواع الاستثمارات مثل التداول في الأسهم، أو بالعملات الرقمية وغيرها.
كيف تبدو حياة خبير التداول
لا تأتي رفاهية محترف التداول عن عبث، فلابد للمتداول الخبير من أن يهتم بالسياسات الاقتصادية وسياسات البنوك المركزية حول العالم. كما يجب أن يفهم كيفية تأثير الاحتياطي الفيدرالي (FOMC)، والبنك المركزي الأوروبي (ECB)، وبنك اليابان (BOJ)، وبنك الشعب الصيني (PBOC) على العملات. لماذا هذه البنوك والمؤسسات؟ الجواب بسيط، لأنها هذه المؤسسات هي اللاعب رقم واحد في التأثير على السياسات النقدية وسوق الفوركس ككل.
بالطبع هناك مؤسسات أرى تلعب دورا حاسما أيضًا في تداولات المستثمرين وتؤثر على أرباحهم وبالتالي نم حياتهم.
من جهة ثانية، يغلب على يوم المتداول عمومًا روتين عام لدى خوضه عمليات شراء وبيع الأوراق المالية مثل الأسهم والعملات الرقمية والسندات والسلع وغيرها. حيث يقسم يوم المتداول وبالتحديد المحترف إلى عدة مراحل وهي:
- استخدام مواقع وبرامج التداول: كبرامج المحاكاة التي تقدم الرسوم البيانية وأدوات البحث والتحليل ومراقبة الحساب والسوق. وذلك بهدف معرفة التفاصيل المالية المتعلقة بالإحصائيات وأسعار العملات الأجنبية والمشفرة وغيرها.
- إجراء أبحاث السوق: بهدف تحديد كمية الأرباح والمكاسب أو الخسائر علاوةً عن التنبؤ بها. كما يتم تقييم مخاطر الاستثمار من خلال منحنيات الأسعار لتحسين مستوى الأمن.
- العمل مع الأسواق المسبقة: التي تسمح للمتداولين بتوقع حالة الأرباح في السوق، وتحديد التقارير المتعلقة بالأسواق من خلال المراقبة على مدار اليوم.
- المشاركة في التداول المبكر: حيث يقضي أغلب المتداولون ساعتهم الأولى في تفحص الأوراق المالية المختلفة، وذلك لأن الأسواق شديدة التقلب نتيجةً للزيادة المفاجئة في نشاط السوق. كما يراجع المتداول المحترف الأوراق المالية التي تتناسب مع أهداف الاستثمار والربح الخاصة به.
- العمل في الأسواق الدولية: إذ إن بعض الأسهم لها ساعات تداول محددة ضمن الأسواق العالمية. فمثلا يسمح للشركات المساهمة في المملكة المتحدة ببيع الأسهم ضمن منطقتها الزمنية فقط.
- أخيرًا يجب الاستعداد للمرحلة التالية: حيث ينشط السوق مرة أخرى في فترة ما بعد الظهر. وخلال هذه الفترة يمكن مراجعة المكاسب والخسائر والتفكير في استراتيجيات تداول ناجحة ومحسنة.
واجبات ومسؤوليات المتداول بشكلٍ عام
على الرغم من اختلاف مجالات الاستثمار تبعًا لنمط حياة المتداول المحترف، إلا أن وجبات ومسؤوليات جميع المتداولين تتمثل فيما يلي:
- مراجعة المواقع الإخبارية وقراءة أحدث المقالات الاقتصادية للبقاء على اطلاع وصلة مباشرة مع اتجاهات السوق الحالية وتوقعاتها.
- الاجتماع مع المحللين الماليين الآخرين مثل محللي الأسهم والاستثماريين المصرفيين لمناقشة أهداف الربح وغايات التداول.
- أيضًا مراجعة خوارزميات التداول لتوقع الوقت الذي قد ينشأ فيه فرص للاستثمار.
- كذلك تداول الأوراق المالية بالنيابة عن العملاء ومراجعة الخسائر والمكاسب ضمن المحافظ الاستثمارية.
- إدارة الوقت بشكل جيد بهدف تحسين فرص التداول ضمن أوقات زمنية محددة.
- مراقبة وتحليل تحركات السوق لإنتاج تقارير مالية خاصة تتم مناقشتها في الاجتماعات مع الزملاء.
- تحليل مستوى المخاطر وتحديد الأولويات بناءً على توقعات ومنحنيات السوق.
خطوات العمل في مجال التداول
غالبًا ما يحتاج المتداول إلى امتلاك شهادة تعليم عالي في أي مجال له صلة بالتمويل والاقتصاد. بالتالي للدخول إلى عالم التداول يمكن اتباع الخطوات التالية:
- بدايةً احصل على درجة البكالوريوس في مجال الرياضيات أو المال أو الخدمات المالية الاستثمارية أو الاقتصاد والأعمال. إذ يمكن أن يساعدك ذلك في فهم التحليلات الفنية تحليل السوق، وفي مهارات البحث والاستثمار.
- ثم ابحث عن بعض فرص التدريب ضمن المجال الذي ترغب به. حيث يمكن أن يساهم ذلك في الحصول على تجربة تداول في بيئة عمل تجارية.
- من ثم تقدم بطلب للحصول على ترخيص هيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA) الذي يعد إلزاميًا في مجال التداول.
- بعدها يمكنك التقدم للوظائف المخصصة للمبتدئين من خلال سيرتك الذاتية وخطاب التقديم مع إضافة كل المهارات التي تتمتع بها.
أقوى استراتيجيات الخبراء في التداول
تتكرس حياة خبير التداول بمعرفة وتطبيق أقوى الاستراتيجيات وأنجحها. ومن أهم الاستراتيجيات الشائعة بين محترفي التداول في جميع الأسواق المالية نذكر ما يلي:
- الشراء والاحتفاظ.
- استثمار القيمة.
- التداول المتأرجح.
- تداول الزخم.
- سلخ فروة الرأس.
- التداول اليومي.
- تداول المراكز.
- المراجحة.
- تداول الخيارات.
- صناعة السوق.
استراتيجية الشراء والاحتفاظ
إن الشراء والاحتفاظ هي استراتيجية تداول يستخدمها أغلب المتداولين عند شراء أصل معين، والاحتفاظ به لفترة معينة من الزمن بغض النظر عن تقلبات أسعاره. بالتالي فهي استراتيجية تداول طويلة الأمد وتستخدم على مدى عدة سنوات وأحيانًا عقود.
تُعرف هذه الاستراتيجية باسم HODLing، وأتى هذا المصطلح من منتدى Bitcoin عندما أخطأ المستخدم في كتابة كلمة “hold”. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا المصطلح مرادفًا لاستراتيجية التمسك بالعملات المشفرة مع توقع ارتفاع أسعارها على المدى الطويل. لذلك تنتشر هذه الاستراتيجية بين الأشخاص الذين يتداولون بالأسهم أو الأصول ذات المكاسب البطيئة كصناديق الاستثمار المشتركة أو صناديق المؤشرات.
استراتيجية استثمار القيمة
في الحقيقة انتشرت استراتيجية استثمار القيمة على يد المستثمر العالمي وارن بافيت. حيث تتلخص هذه الاستراتيجية بشراء أسهم أو أصول مقومة بأقل من قيمتها في السوق، مع الاعتقاد بأن قيمتها الحقيقية سيتم التعرف عليها مع تغير ظروف السوق.
ونتيجةً لكون هذه الاستراتيجية تتضمن البحث عن شركات تتمتع بأساسيات قوية جدًا وميزة تنافسية. فقد أصبحت الخيار الأمثل للمستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار مع الحفاظ على هامش معين من الأمان.
التداول المتأرجح
التداول المتأرجح هو عبارة عن استراتيجية تداول شائعة تعمل على استهداف الأرباح السريعة الناتجة عن تحركات الأسعار قصيرة المدى. لذلك يفتح المتداولون مراكزهم ويحتفظون بها مفتوحة لبضعة أيام، أو حتى بضعة أسابيع. ويبحثون عن الأصول التي من المتوقع أن ترتفع على المدى القصير، ثم يبيعونها بمجرد تحقيق هدف الربح المحدد. وعليه يمكن أن يكون التداول المتأرجح وسيلة فعالة للتداول. على الرغم من تطلبه للكثير من الانضباط والتجربة والخطأ.
تداول الزخم
تداول الزخم وهو العثور على الأسهم أو الأصول التي هي بالفعل في طريقها للارتفاع. أي أن أسعارها ترتفع أو أنها تحقق حجم تداول أعلى بكثير من المعتاد، ثم يتم بيعها عندما يبدأ هذا الزخم في الانعكاس. وقد تم الاعتماد في هذه الاستراتيجية على اتجاهات السوق التي تستمر لفترة من الوقت قبل أن تنعكس. وعليه تكون هذه الاستراتيجية من أهم الاستراتيجيات بالنسبة لجميع المتداولين المبتدئين والمحترفين.
استراتيجية السكالبينج
السكالبينج هي عبارة عن طريقة تداول تتضمن شراء وبيع الأصول بسرعة، غالبًا في غضون بضع دقائق أو حتى ثوانٍ. مع الأخذ بالحسبان فكرة تعظيم الأرباح من كل صفقة والاستفادة من فروق أسعار العرض والطلب والتناقضات الصغيرة في السوق. لذلك عند استخدام هذه الاستراتيجية لا بد من أن يكون المتداول سريعًا وجريئًا، ويتداول ضمن فروق أسعار ضيقة ليحقق أرباحًا معقولة.
التداول اليومي
في الحقيقة انتشرت استراتيجية التداول اليومي في مجتمع العملات المشفرة نتيجةً لتقلباتها المسبقة. فهي تعني فتح مراكز شراء وبيع على سهم أو أصل آخر عادةً خلال نفس يوم التداول. وغالبًا ما تعتمد هذه الاستراتيجية على التحليل الفني من أجل توقع تغيرات الأسعار على المدى القصير. وعليه يحقق المتداولون اليوميون مكاسب صغيرة في كل صفقة، لكن بعضهم يذهب لاستخدام الرافعة المالية بهدف تضخيم عوائدهم.
وعلى الرغم من ذلك، تملك استراتيجية التداول اليومي العديد من المخاطر، لذلك لن تكون الاستراتيجية الأفضل بالنسبة للمتداولين المبتدئين. لكن بنفس الوقت تكون من أفضل الاستراتيجيات بالنسبة لخبراء التداول في مجال العملات المشفرة، نظرًا لوجود العديد من بورصات العملات المشفرة التي تسهل عمليات التداول.
تداول المراكز
تداول المراكز هو استراتيجية يحتفظ فيها المتداولون بمركز محدد لأسابيع أو أشهر، حيث يأخذون قراراتهم بناءً على اتجاهات الاقتصاد الكلي والتحليل الأساسي. وعلى الرغم من كونه أقل تعبًا من التداول اليومي أو التداول المتأرجح، إلا أنه يتطلب أيضًا قدرًا هائلاً من الصبر والانضباط.
استراتيجية المراجحة
تعني استراتيجية المراجحة شراء وبيع أصول وأوراق مالية معينة ومحاولة الاستفادة من فروق الأسعار بينها. حيث يشتري المراجح إحدى العملات المشفرة من إحدى البورصات بأقل من قيمتها، ثم يبيعها في بورصة أخرى بحيث يكون سعرها أكثر من قيمتها بكثير. لكن على الرغم من إمكانية تحقيق الأرباح عبر هذه الاستراتيجية، إلا أنها تتطلب تفكيرًا سريعًا للغاية. علاوةً عن الوصول إلى منصات متعددة يمكن من خلالها شراء وبيع الأصول، وفهم عميق لديناميكيات السوق.
تداول الخيارات
تداول الخيارات هو إحدى استراتيجيات التداول التي تمكن المتداول من المراهنة على الاتجاه المستقبلي لسعر الأصل بمساعدة ما يسمى بعقد الخيارات. بالتالي يمكن شراء خيار “الاتصال” عند التوقع بأن سعر الأصل سيرتفع، أو خيار “البيع” عند الاعتقاد بأن سعر السهم قد ينخفض. وهذا ما يسمح بالاستفادة من تحركات السوق أو حتى حمايته من الخسائر.
استراتيجية صناعة السوق
إن صناعة السوق هي استراتيجية يستخدمها المتداولون الذين يرغبون في توفير السيولة للسوق من خلال الانخراط مع المتداولين. حيث يشتري صناع السوق أصل بسعر يسمى “سعر العرض”، وهو أعلى سعر يرغب المشتري في دفعه مقابل عملة مشفرة معينة أو أصل آخر. ثم يتم بيع هذا الأصل بسعر “الطلب”، وهو أقل سعر يرغب البائع في قبوله مقابل عملاته المشفرة.
بالتالي من خلال توفير أوامر الشراء والبيع، يمكن لصانع السوق بشكل أساسي تضييق الفارق بين عروض الأسعار والطلبات. وعليه يتم تحسين كفاءة السوق بشكل كبير ويجعل من السهل جدًا على المتداولين الآخرين شراء وبيع العملات المشفرة.
عادات المتداولين المحترفين
في الحقيقة هناك بعض العادات الناجحة التي تطبق في حياة خبير التداول، ويتبعها الكثير من المتداولين المحترفين. سنذكر منها ما يلي:
- الشيء المشترك في حياة محترفو التداول هو الفضول المستمر وحب التعلم الدائم. لذلك يجب على المتداول أن يتعلم أشياء جديدة باستمرار فيما يخص التداول وأسواق المال.
- البدء بالتداول من خلال حساب تجريبي خاصةً في حال كان التداول في مجال العملات الأجنبية.
- إن وضع استراتيجية تداول ناجحة وإدارة المخاطر بالشكل الصحيح هي من أساسيات حياة خبير التداول.
- يحتفظ محترفو التداول بمجلة التداول الخاصة بهم، فهي ليست مجرد ملخص لاستراتيجية التداول. بل هي أيضًا أداة يمكن من خلالها تدوين الملاحظات التي تساعد على زيادة نقاط القوة والتغلب على نقاط الضعف.
- إن الخوف من تفويت الفرصة قد يؤدي إلى أخطاء تكلف الكثير من الخسارات. لذلك يتميز المتداول المحترف بانضباطه وقدرته على التحكم بعواطفه واتباع القرارات العقلانية فقط.
- إن الالتزام باستراتيجية تداول واحدة مع تعديلها بما يناسب السوق سيطور من أداء المتداول ويحسن من أرباحه.
- المتداول المحترف يبقى على اطلاع بالأخبار والإعلانات والاجتماعات القادمة وتغيرات أسعار الفائدة والتقويم الاقتصادي وما إلى ذلك. كونها تساعد في تحليل وتقييم معنويات السوق بشكل عام.
في نهاية هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن حياة خبير التداول، والمسؤوليات المتوجبة عليه، وأهم العادات التي يتبعها محترفو التداول. نستطيع القول أن حياة خبير التداول تتركز على تعلم المزيد حول استراتيجيات التداول وكيفية تحليل السوق والاتجاهات التي يسير عليها. لذلك ننصحك عزيزي القارئ عند البدء في التداول اعمل على تنمية معارفك الاقتصادية والمالية. وحاول دائمًا تطوير أساليبك في التداول بما يتناسب مع التطورات الجارية في الأسواق المالية.