الاستثمارات البديلة، هو مصطلح يشمل جميع الأصول التي يتم شراؤها وبيعها خارج أسواق الأسهم والسندات والسلع الرئيسية. إذ تتضمن عملات البيتكوين، والتحف القابلة للاستثمار، وبعض التعهدات كصفقات الأسهم الخاصة وغيرها. بالتالي يمكن أن توفر فرصة مميزة للمستثمرين لتنويع محافظهم الاستثمارية، والتقليل من مخاطر تقلبات السوق. بالإضافة إلى مساعدتهم في تحقيق أهدافهم الاستثمارية طويلة الأجل.
لكن بنفس الوقت يوجد الكثير من المخاطر والسلبيات للاستثمارات البديلة على مختلف أنواعها. لذلك ينبغي على المستثمرين فهم كيفية الربح من الاستثمار البديل لاتخاذ قرارات تحقق نجاحات وأرباحًا كبيرة. وعليه اخترنا مقالنا اليوم لنوضح ما هي الاستثمارات البديلة، وخصائصها، وأنواعها.
ما هي الاستثمارات البديلة
الاستثمارات البديلة أو الأصول البديلة أو البدائل، هي عبارة عن فئات الأصول التي يتم تداولها خارج الأسواق العالمية، فهي تختلف عن الأسهم، أو السندات، أو الأوراق المالية، أو السلع الأساسية. وذلك بسبب عدم القدرة على بيعها بشكل مباشر أو استبدالها مباشرةً بنقد. حيث تعتبر البدائل من أكثر الأصول ديناميكية، فهي تتضمن مجموعة كبيرة من الاستثمارات ذات الخصائص الفريدة.
بالتالي تختلف الأصول البديلة من حيث الهيكل وإمكانية الوصول إليها، لكنها تشترك في العديد من الخصائص. إذ تنظم جميعها من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية SEC، كما يصعب تحويلها إلى أوراق نقدية. ونظرًا لارتباطاتها القليلة جدًا بالاستثمارات التقليدية، تم استخدامها لتنويع المحافظ الاستثمارية وتوفير الأرباح.
الخصائص الرئيسية للبدائل
تشمل البدائل الكثير من الأصول والاستراتيجيات المختلفة، لكن تملك جميعها نفس الخصائص، المتمثلة بما يلي:
- جميع البدائل غير مرتبطة بالاستثمارات التقليدية مثل الأسهم والسندات وغيرها.
- من خلال هذه الاستثمارات يمكن تحقيق عائد مادي أكبر من الاستثمارات التقليدية.
- يمكن بيع الأصول البديلة والاستفادة من فوائدها بشكل يومي.
- تكون ذات مخاطر استثمارية أقل تجاه تقلبات السوق فهي غير مرتبطة بالأوراق المالية.
- كما يكون من الصعب تحديد قيمتها السوقية الحالية بدقة.
أنواع الأصول البديلة
في هذا الجزء من المقال سنتحدث بشكل موجز عن أبرز أنواع الاستثمارات البديلة. ومن أهم هذه الاستثمارات نذكر ما يلي:
- الأسهم الخاصة.
- الديون الخاصة.
- صناديق التحوط.
- العقارات.
- السلع.
- المقتنيات.
- المنتجات المهيكلة.
تابع معنا عزيزي القارئ لنتعرف عليها بالتفصيل:
الأسهم الخاصة
الأسهم الخاصة هي إحدى أهم وسائل الأصول البديلة لربح المال. إذ تشير إلى الاستثمار في رأس المال ضمن شركات خاصة أو غير مدرجة في البورصة العامة مثل بورصة نيويورك أو بورصة الكويت وغيرها. وهناك عدة مجموعات فرعية من الأسهم الخاصة مثل:
- رأس المال الاستثماري: الذي يضم المشاريع الناشئة في المراحل المبكرة.
- رأس مال النمو: الذي يساعد الشركات القديرة على التوسع وإعادة الهيكلة.
- عمليات الاستحواذ: عند شراء شركة أو أحد أقسامها مباشرةً.
كما تعتبر العلاقة بين الشركة المستثمرة والشركة المتلقية لرأس المال من أهم القضايا بالنسبة لشركات الأسهم الخاصة. التي توفر أكثر من قيمة رأس المال للشركات التي تستثمر بها، بالإضافة للعديد من الفوائد مثل الخبرة الصناعية والمساعدة في عدة مجالات. (اقرأ أيضًا: أهم الاستثمارات البديلة للأغنياء حول العالم).
الديون الخاصة
تدل الديون الخاصة إلى الاستثمارات التي لا تمولها البنوك أو التي لا يتداول بها في السوق المفتوحة. أي أنه يشير إلى الأداة الاستثمارية نفسها، وليس إلى المقترض. بالتالي تستطيع جميع الشركات العامة والخاصة الاقتراض عن طريق الديون الخاصة.
يتم الاستفادة من هذا النوع من الاستثمارات عندما تضطر الشركات إلى أموال إضافية لتنمية أعمالها. بالتالي يطلق على الشركات التي تقدم هذه الأموال اسم صناديق الديون الخاصة. وتجني أموالها عن طريق دفع الفوائد وسداد القرض الأولي.
صناديق التحوط
صناديق التحوط هي صناديق استثمارية تستخدم للتداول بأصول سائلة عبر استراتيجيات استثمار متعددة. وذلك بهدف الحصول على عائد مرتفع في استثماراتها. حيث يمكن أن يستخدم مديرو هذه الصناديق مجموعة من المهارات لتنفيذ استراتيجياتهم مثل الأسهم الطويلة والقصيرة، والسوق المحايدة، ومراجحة التقلب، والاستراتيجيات الكمية. فهي متاحة فقط للمستثمرين المؤسسين مثل المستثمرين في صناديق التقاعد، وصناديق الاستثمار المشتركة، والأفراد ذوي الثروات العالية.
العقارات
تعتبر العقارات من أكثر الأنواع شيوعًا للأصول الحقيقة، كما أنها أكبر فئة أصول في العالم. فهي تشمل الأراضي والبيوت والغابات والأراضي الزراعية وغيرها الكثير. عدا عن ذلك تعتبر العقارات من أهم البدائل كونها تتمتع بخصائص تشبه السندات. فأصحاب العقارات يحصلون على الأجار وهو ما يمثل التدفق النقدي الحالي.
كذلك تتمتع العقارات بحقوق ملكية، مما يزيد القيمة طويلة الأمد للأصل. بالتالي زيادة في رأس المال الأساسي. من ناحيةٍ أخرى، يؤثر التقييم على الاستثمار العقاري ويعتبر من التحديات التي تواجهه. إذ تضم طرق تقييم العقارات رسملة الدخل، والتدفقات النقدية المخصومة، والمبيعات القابلة للمقارنة.
السلع
السلع وهي أيضًا من البدائل والأصول الحقيقة، فمعظمها موارد طبيعية مثل المنتجات الزراعية والنفط والغاز الطبيعي والمعادن الثمينة. لذلك تعتبر كوسيلة للتحوط ضد التضخم، كونها حساسة للأسعار في أسواق الأسهم العامة. كما أن سعرها يرتفع وينخفض وفق الطلب، فعند زيادة الطلب على السلعة يرتفع سعرها والعكس صحيح.
المقتنيات
تعد المقتنيات وسيلة من وسائل الاستثمارات البديلة لربح المال. وهي تشمل مجموعة واسعة من العناصر مثل السيارات القديمة، والفنون الراقية، والطوابع البريدية، والعملات المعدنية، وبطاقات البيسبول وغيرها. حيث يتم الاستثمار في المقتنيات من خلال شراء الأشياء وصيانتها على أمل أن ترتفع قيمتها مع مرور الوقت.
يتميز هذا النوع من الأصول البديلة بالمتعة والإثارة أكثر من الأنواع الأخرى. لكنه محفوف بالكثير من المخاطر بسبب ارتفاع تكاليف الاقتناء، ونقص الأرباح، واحتمالية خسارتها نتيجة عدم تخزينها بشكل جيد. لذلك يكون من المهم امتلاك المستثمر الخبرة في التخزين الصحيح، ليحقق عوائد وأرباحًا عالية.
المنتجات المهيكلة
المنتجات المهيكلة هي عبارة عن استثمارات محددة الأجل، حيث يعتمد العائد الاستثماري على أداء سوق محددة. مثل مقايضات العجز الائتماني (CDS) والتزامات الديون المضمونة (CDO). وتضم المنتجات المهيكلة أسواق الدخل الثابت التي تدفع الأرباح للمستثمرين مثل السندات الحكومية، أو سندات الشركات، أو الأوراق المالية التي تأتي قيمتها من أصل أساسي، أو مجموعة أصول مثل الأسهم أو السندات وغيرها. بالتالي يتم إنشاؤها بشكل أساسي من قبل البنوك الاستثمارية، وتقدم إلى صناديق التحوط أو مستثمري التجزئة.
اقرأ أيضًا: طرق التعافي من الخسارة المالية في الاستثمار
كيفية الاستثمار في الأصول البديلة
يعتمد الاستثمار في الأصول البديلة على الوضع المالي للمستثمر، إذ يتطلب معظمها في البداية مبلغًا كبيرًا من المال. وهناك العديد من الطرق للاستثمار في البدائل منها ما يلي:
- أن يكون المستثمر معتمدًا من قبل هيئة الأوراق المالية البورصة SEC. وذلك نتيجةً لامتلاكه سجل حافل من الاستثمارات وشهادات الخبرة. حيث يوفر له ذلك الوصول إلى الاستثمارات المميزة وصناديق التحوط وفرص استثمار بديلة أخرى.
- أو أن يكون المستثمر جزءًا من شركة يمتلك فيها المستثمرون المعتمدون أسهمًا عديدة.
- كما يمكن أن تؤمن صناديق الاستثمار المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة فرصًا مميزة للاستثمار.
- كما أن شراء بعض المقتنيات كالعملات الرقمية وغيرها، ثم الاحتفاظ بها لفترة من الزمن من أهم أساليب الربح من الاستثمارات البديلة.
مزايا الاستثمار البديل
تتمتع الأصول البديلة بالعديد من المزايا، التي سنذكر منها ما يلي:
- تساعد البدائل في تنويع الأصول ضمن المحافظ الاستثمارية، بهدف تخفيف المخاطر وزيادة الأرباح.
- لن يتأثر الاستثمار البديل بالاضطرابات في الأسواق العامة. فهي لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا في أسواق الأسهم والسندات وغيرها.
- بعض البدائل يمكنها تحقيق عوائد وأرباح كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة.
- كما يساعد بعضها في تجنب آثار التضخم مثل النفط والذهب وغيرها من المواد الطبيعية النادرة.
عيوب الأصول البديلة
على الرغم من المزايا الكثيرة للاستثمارات البديلة، إلا أنها تملك العديد من العيوب. ونذكر منها ما يلي:
- هناك مخاطر خاصة بالنوع تواجه البدائل، مثل التخريب المحتمل للأصول الملموسة.
- كما أنها تعاني من عدم السيولة، أي صعوبة تحويلها إلى أصل مالي عادي.
- قلة التنظيم تؤدي إلى زيادة المخاطر كالاحتيال والمضاربة غير المبررة، بالتالي قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
- أيضًا هناك صعوبة في تقييم بعض البدائل بشكل منهجي، وهذا يؤثر بشكل مباشر على الاستثمار فيها.
هل يمكن ضمان الربح من الاستثمارات البديلة
كلا، لا يمكن ضمان الربح من الاستثمارات البديلة، إذ أن الدخل والأرباح الناتجة عنها متغيرة وممكن أن تنخفض أو ترتفع في أي وقت. مع ذلك كله من المتوقع أن ينمو سوق البدائل إلى أكثر من 17 تريليون دولار خلال عام 2024. ويرجع السبب في ذلك إلى تخفيض شركات الاستثمار لمتطلبات الدخول إلى صناديق الاستثمار المشتركة الموجهة نحو الأصول البديلة. كما أن أغلب الاقتصادات الناشئة جديدًا اتجهت نحو النهج الاستثماري بدلًا من الادخار. وهذا ما يجعلها جذابة للمستثمرين الباحثين عن فرص جديدة.
وفي الختام وبعد أن وضحنا ما هي الاستثمارات البديلة، وعرضنا أهم أنواعها وخصائصها. يمكننا القول أن الاستثمار البديل متعدد الاستخدامات وممتع للغاية، كم يمكنه تحقيق الكثير من الأرباح. لذلك ننصحك عزيزي القارئ بالحذر عند التعامل مع البدائل، فلا يوجد أي ضمان للربح من الأصول البديلة. ولا بد من التأكيد على أهمية دراسة الأصل الاستثماري بدقة، والحصول على أكبر قدر من البيانات حوله. إضافةً إلى استشارة الخبراء الميدانيين والاستثماريين في هذا المجال.
