التشبع البيعي والتشبع الشرائي

يتضمن التداول كالعديد من المجالات العلمية  الكثير من المصطلحات التي يصعب على المتداول في المراحل الأولى إدراكها والتعامل معها، سنتعرف في هذا المقال على مصطلحين مهمين في عالم التداول، وهما التشبع البيعي والتشبع الشرائي. سنتناول مفهوم وتطبيقات هذين المصطلحين وفرص التداول التي تنشأ مع كل منهما بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذين المصطلحين في السوق وتأثيرهما على استراتيجيات السوق.

ماهو مفهوم التشبع البيعي والتشبع الشرائي

التشبع الشرائي هو مفهوم يشير إلى مرحلة معينة في حياة المنتج، حيث يصل الطلب إلى أقصى حد ممكن ولا يمكن زيادته بسهولة. بينما التشبع البيعي يشير إلى مرحلة معينة في حياة المنتج حيث يصل العرض إلى أقصى حد ممكن ولا يمكن زيادته بسهولة.

حالة التشبع البيعي والتشبع الشرائي ليست نادرة في سوق الفوركس. في الواقع، تحدث هذه الحالتان بشكل متكرر في سوق العملات الأجنبية. وتشير حالة التشبع البيعي إلى أن هناك توقعات سلبية قوية بشأن اتجاه السوق، بينما تشير حالة التشبع الشرائي إلى توقعات إيجابية قوية. ويمكن لهاتين الحالتين أن تؤديا إلى تغييرات كبيرة في أسعار العملات، وقد يستخدم المتداولون هذه الحالتين لاتخاذ قرارات تداول مستنيرة.

يمكن أن تتشكل حالة التشبع البيعي والتشبع الشرائي عند زيادة في نشاط البيع أو الشراء، مما يدفع بسعر السهم بالإضافة إلى مجموعة من العوامل بما في ذلك:

  • الأخبار الإيجابية، في حالة الشراء.
  • والأخبار السلبية في حالة البيع.

وقد يكون الارتفاع العام في السوق عندما يرغب عدد أكبر من المستثمرين في شراء أو بيع سهم ما . عندما يذهب سعر السهم إلى أبعد من قيمته الحقيقية فإن ذلك يخلق ذروة وبالتالي تخلق حالة التشيع البيعي و التشبع الشرائي.

يتحدد التشبع البيعي بمنطقة ذروة الشراء وهي فترة زمنية كان فيها تحرك صعودي كبير ومنتظم في السعر على مدى فترة من الزمن حيث لايحدث الكثير من التراجع.

التشبع الشرائي

بينما يتحدد التشبع البيعي بمنطقة ذروة البيع ،والتي يحدث فيها تحرك هبوطي في السعر على مدى فترة من الزمن وأيضاً لا يحدث الكثير من التراجع .

 

التشبع البيعيوبما أن السعر لايمكن أن يتحرك في نفس الاتجاه بشكل دائم، فعند الوصول إلى ذروة التشبع البيعي أو ذروة التشبع الشرائي يكون هناك فرصة كبيرة لعكس الاتجاه مع الأخذ بعين الاعتبار أن السعر قد يبقى فترة زمنية قد لاتكون بقليلة عند ذروة البيع والشراء وهنا يحتاج المتداول مؤشر لتحديد متى يمكن أن يحدث الانعكاس.

مؤشرات قياس مستويات ذرى التشبع البيعي والشرائي

هناك العديد من المؤشرات الفنية  لتحديد مناطق التشبع البيعي والتشبع الشرائي  وأهمها مؤشر السرعة النسبية (RSI) ومؤشر الانحراف المئوي (CCI) ومؤشر حجم التوازن (OBV) ومؤشر تدفق الأموال (MFI).

وهي بعض المؤشرات المستخدمة على نطاق واسع للتشبع الشرائي والتشبع البيعي، والتي يستخدمها التجار في جميع أنحاء العالم.

المؤشران السرعة النسبية (RSI) والاستوكاستيك ،يشتركان  في مناطق التشبع البيعي والتشبع الشرائي  المماثلة، حيث يُعتبر أي مستوى  فوق 80 مفرط الشراء، وأي مستوى دون 20 مفرط البيع، بالنسبة للسيكوستوك، و70/30 بالنسبة للسرعة النسبية (RSI)، مع تحديد مجالاتها  القصوى والدنيا من 0 إلى 100. وسنتحدث عن مؤشر القوة النسبية باعتباره أهمها:

مؤشر القوة النسبية RSI

يعطي مؤشر القوة النسبية إشارات تداول مبكرة، ولهذا السبب فهو مؤشر رائد يستخدم لقياس مدى سرعة قيام المتداولين بالمزايدة على سعر ورقة مالية بالاتجاه الهبوطي أو الصعودي.

يقوم مؤشر القوة النسبية برسم النتيجة على مقياس من0 إلى 100 ففي حال كانت القراءة فوق ال70 فهذا يدل على أن السهم في منطقة ذروة شراء وقد يصل السوق إلى التشبع الشرائي. بينما تشير القراءات التي تكون أقل من 30 أن السعر في منطقة ذروة البيع.

يقارن مؤشر القوة النسبية بين زخم السعر الصعودي والهبوطي ويعرض النتائج في مؤشر التذبذب الذي يمكن وضعه بجانب مخطط السعر.

التشبع البيعي والتشبع الشرائي

إشارات الانعكاس الحقيقية نادرة ويمكن أن يكون من الصعب فصلها عن الإنذارات الكاذبة ،ولكن عندما تراودك الشكوك أن السعر يتجه صعودياً نحو ذروة الشراء ،ومن الممكن أن يتشكل تشبع شرائي قم بإلقاء نظرة سريعة على مؤشر القوة النسبية فيما إذا كان أعلى أو أدنى من 50.كن صبوراً قبل أخذ القرار….

التشبع البيعي والتشبع الشرائي

قد يتطلب الأمر تعديل هذه المستويات التقليدية لتقبى عزيزي المتداول بمنطقة الأمان بشكل أفضل. على سبيل المثال، إذا وصل سعر الورقة المالية بشكل متكرر إلى مستوى ذروة الشراء وهو 70، فقد ترغب في تعديل هذا المستوى إلى 80.

هل يمكن الاعتماد على مؤشر القوة النسبية كإشارة دخول في اتخاذ القرار

كالعديد من المؤشرات لايمكن الاعتماد على مؤشر القوة النسبية بشكل منفرد في اتخاذ القرارات،حيث أن المتداول المتمرس لن يتطلع إلى البيع مباشرة بسبب عدم اليقين بشأن الوقت الذي يمكن أن يستمر فيه السعر في الارتفاع. من الناحية المثالية، سوف ينتظر المتداولون حتى ينخفض ​​مؤشر القوة النسبية إلى ما دون 70 ثم يقومون بصفقة بيع. وهذا يعطي دخولا أفضل  وتنطبق نفس القواعد عندما ينخفض ​​مؤشر القوة النسبية إلى ما دون 30.

ونظراً لأن المؤشر يظهر زحماً طالما أن زخم سعر الأصل لايزال قوياً(صعودباً أو هبوطياً)، يمكن أن يبقي المؤشر في منطقة ذروة الشراء أو ذروة البيع لفترات طويلة من الزمن، لذلك فإن مؤشر القوة النسبية RSI هو الأكثر جدارة بالثقة في السوق المتذبذب عندما يكون السعر متناوباً بين الصعود والهبوط.

كيف أعزز إشارات ذروة البيع وذروة الشراء؟

هناك العديد من الأدوات المتوفرة التي يمكن استخدامها لدعم إشارات التشبع البيعي والشرائي ولتحسين قرارات التداول لديك عليك بتحديد الاتجاه  حيث يمكنك ذلك من اختيار نقاط دخول وخروج مناسبة وقم أيضاً باستخدام سياسة إدارة المخاطر واستخدام نسب وقف الخسارة وجني الأرباح.يمكن أن يساعد تحليل الحجم المتداولين على تحديد الأسهم ذات ذروة الشراء وذروة البيع.

متى يتوجب الحذر؟

كن حذراً من ارتكابك لأحد أكثر الأخطاء  شيوعاً التي يرتكبها المتداولون وهي الشراء في منطقة ذروة الشراء أو البيع في منطقة ذروة البيع .لأن الأسهم هنا تشهد تغيرات غير طبيعية في الأسعار ،مما أدى إلى ارتفاعها أو انخفاضها بشكل ملحوظ ،ويمكن أن يعود ذلك إلى مجموعة متنوعة من العوامل .

ولذلك فإن هذا القرار قد لايكون سليماً ،لأنه غالباً ما يؤدي إلى تصحيح السعر أو الانهيار وفي مثال معروف على الأسهم في الذروة الشرائية، في عام 2020 ارتفع سعر أسهم تسلا بأكثر من 700%  دعم ذلك الطلب القوي على السيارات الكهربائية والأخبار الإيجابية عن الرئيس التنفيذي أيلون ماسك ،ومع ذلك تم تداول السهم بأكثر من 1200ضعف ربحية للسهم بحلول 2021 مما جعله من أكثر الأسهم المبالغ في قيمتها في السوق . وفي فبراير2021 تكبد المتداولون خسائر كبيرة عندما تم تصحيح السهم وكان قد حذر تسلا المتداولين أن السهم في منطقة ذروة شراء وأن مؤشر القوة النسبية يشير إلى أنه كان في طريقه للتصحيح .

تعد شركة Zoom Video Communications مثالاً  على سهم مُشترى بشكل مفرط، ولكن بنتيجة إيجابية أكثر. في عام 2020، أدى جائحة كوفيد-19 إلى زيادة كبيرة في الطلب على برامج المؤتمرات عبر الفيديو، مما جعل Zoom واحدة من أكثر الأسهم سخونة في السوق. زاد سعر سهمها بنسبة تزيد عن 400% في غضون أشهر قليلة، مما جعلها واحدة من أكثر الأسهم مبالغ في شرائها في ذلك الوقت.

ولكن هنا  كانت حالة الشراء المفرط لدى Zoom مستندة إلى أسس قوية واتجاه سوق واضح. كان نمو إيرادات الشركة وأرباحها استثنائيا، وكانت حصتها في السوق تكبر بسرعة. ونتيجة لذلك، عندما تصححت السهم في أواخر عام 2020، وجدت بسرعة دعماً من المشترين الذين رأوا في التصحيح فرصة للشراء. اليوم، لا تزال Zoom تتداول بقيمة عالية، ولكن تبقى آفاقها على المدى الطويل قوية.

كيف تؤثر الأخبار الاقتصادية على حالة التشبع البيعي والشرائي؟

تؤدي  الأخبار وإعلانات الأرباح والأحداث الأخرى التي تحرك السوق أحيانًا إلى ردود أفعال مبالغ فيها ،وبالتالي  الوصول إلى ذروة الشراء والبيع، والتي تميل إلى دفع الأسعار إلى أقصى الحدود. ولذلك، فإن أساس استراتيجية التداول الفعالة هو تحديد موعد نضج تقلبات الأسعار.

تعد الأخبار بمثابة فرص ربح كبيرة في سوق تداول العملات الفوركس ، وهنا ” الأخبار “تعني مختلف النشرات والأخبار الإقتصادية . يقوم كل اقتصاد بنشر احصاءات بشكل منظم  كاجمالي النتاج المحلي ومعدل التضخم والبطالة وما الى ذلك ، ولذك لديك فرصة لتحقيق ارباح كبيرة إذا كنت قارئاً ومحللاً جيداً لهذه الأخبار.

يسلط  التحليل الفني الضوء على أنماط تحركات السوق من خلال استخدام الرسوم البيانية والمؤشرات الأسعار، هو أفضل  طريقة لتحديد مستويات ذروة الشراء والمبالغة في البيع ،وبما أن الأنماط التاريخية تكرر نفسها، يستخدم التحليل الفني المستويات السابقة للتنبؤ بالتحركات المستقبلية.

أهم الاستراتيجيات الواجب اتباعها في حالة التشبع البيعي والشرائي

هناك عدة استراتيجيات يمكن للمستثمرين استخدامها للتعامل مع الأسهم في حالة التشبع الشرائي. إحدى الاستراتيجيات هي الانتظار حتى يحدث انخفاض قبل الشراء. عندما تكون السهم في حالة شراء مبالغ فيها ، قد يكون هناك تصحيح، والانتظار لحدوث انخفاض يمكن أن يوفر نقطة دخول أفضل ،استراتيجية أخرى هي استخدام أوامر وقف الخسارة لتحديد الخسائر إذا حدث تصحيح في السهم.

إن فهم الأسهم المبالغ في شرائها أمر حاسم بالنسبة للمستثمرين الذين يرغبون في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الشراء أو البيع أو الاحتفاظ بمواقعهم. من خلال استخدام المؤشرات التقنية، يمكن للمستثمرين تحديد هذه الأسهم واتخاذ إجراءات للتخفيف من المخاطر . سواء بالانتظار حتى يحدث انخفاض، أو باستخدام أوامر وقف الخسارة، أو بيع الأسهم المبالغ في شرائها، لدى المستثمرين عدة استراتيجيات للتعامل مع الأسهم المبالغ في شراؤها.

في النهاية، يمكن القول أن التشبع البيعي والشرائي في سوق الفوركس يعتبران عاملين مهمين يساهمان في توجيه الاتجاهات واتخاذ القرارات التجارية. ومن الضروري أن يكون المتداولون على دراية بكيفية استخدام هذين العاملين بشكل صحيح وتحليل تأثيرهما على السوق، من أجل تحقيق نجاح وربحية أفضل في تداول العملات. إذا تمكن المتداولون من فهم واستخدام التشبع البيعي والشرائي بشكل صحيح، فإنهم سيكونون على الطريق الصحيح لتحقيق نجاح مستدام في سوق الفوركس.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top