هل تتساءل ماهي مستويات الثراء الخمسة وكيف تنتقل من مستوى إلى آخر في الثراء؟، إنها لكلمات جذّابة ومثيرة للكثير من الأشخاص الذين يسعون إلى بناء الثروة. حيث تسمح مستويات الثراء الخمسة للأشخاص بقياس مستوى تقدمهم في العمل. كما توضح لهم مقدار الثروة التي تصف وضعهم المالي، وما يلزمهم من أجل الانتقال إلى المستوى التالي.
وفي الحقيقة لا يبدأ جميع الناس عند المستوى الأول من مستويات الثراء الخمسة. كما لا يتوقف جميع الناس عند مستوى معين. بل يعتمد ذلك على المستوى الذي سيجعل من حياة الشخص مريحة وأكثر سعادة ورضا. ونظرًا لاهتمام الكثير من الناس بهذا الموضع اخترنا لكم مقالنا هذا لنتعرف على مستويات الثراء الخمسة ونوضح كل مستوى من هذه المستويات. كما سنشرح كيفية الحصول على وظائف تجعل منك غنيًا.
مستويات الثراء الخمسة
سنتعرف سويةً في هذا المقال على مستويات الثراء الخمسة التالية:
- مستوى الاستقرار المالي.
- مستوى الاستراتيجية المالية.
- مستوى الأمن المالي.
- مستوى الحرية المالية.
- مستوى الوفرة المالية.
تابع معنا عزيزي القارئ لنكتشف طبيعة كل مستوى من هذه المستويات:
مستوى الاستقرار المالي
وهو أول مستوى من مستويات الثراء الخمسة، الذي يوضح كيفية الحفاظ على الاستقرار المادي. حيث يصنف في هذا المستوى الأشخاص الذين يستطيعون تغطية احتياجاتهم الكاملة من الطعام إلى الملابس والفواتير وغيرها. فمثلًا يختارون مأكولاتهم أو مطاعمهم تبعًا لذوقهم ورغباتهم ولا يهتمون بالسعر. لذلك تعد القدرة على تغطية هذه النفقات بشكلٍ مريحٍ خطوةً رائعةً في رحلة بناء الثروة.
لكن بنفس الوقت يتوجب عليهم الحذر والتركيز على الدفعات المترتبة عليهم في نهاية كل شهر. وذلك من خلال ادخار المزيد من المال ومحاولة إنهاء أي ديون مترتبة على بطاقات الائتمان أو أي قروض أخرى، بالإضافة لتقليص حجم النفقات وتوحيدها. حيث أن هذه الطريقة تساعد الشخص في حياته المادية وتسرع من انتقاله إلى المستوى التالي من مستويات الثروة.
مستوى الاستراتيجية المالية
وهو المستوى الثاني من مستويات الثروة الخمسة. أي العمل على توفير المصادر المالية وإدارة الأموال بالشكل الصحيح. والهدف من ذلك هو تأمين احتياطات مالية تساعد الأشخاص في تحقيق سبل الرفاهية المختلفة. مثل شراء الملابس ذات العلامات التجارية، والإلكترونيات، والسفر على درجة رجال الأعمال، وزيارة أفضل المطاعم، وغيرها.
كذلك، يكون من المهم أن يدخر الأشخاص ما لا يقل عن 15% إلى 25% من دخلهم السنوي. وذلك من أجل الاستفادة من الفائدة المركبة لخزانة التقاعد. بالإضافة إلى أتمتة حياتهم المالية قدر الإمكان وتتبع صافي الثروة خلال العام.
من ناحيةٍ أخرى، يكون هذا المستوى هو الوقت المناسب لإطلاق مشروع تجاري جديد. أو البدء بالاستثمار في الأسهم والشركات بعد إجراء الدراسات المعمقة في التحليلات الفنية وتحليلات الخبراء. كما يمكن البدء بالاستثمارات المتعلقة بالعملات الرقمية التي قد تعود بالمنفعة المادية الضخمة.
مستوى الأمن المالي
وهو ثالث مستوى من مستويات الثراء الخمس، وغالبًا لا يستطيع الناس الانتظار للوصول إلى هذه المرحلة. فهو يعد المستوى الفاصل بين حياة الترف والرفاهية وحياة الاستقرار المادي ووضع خطط واستراتيجيات لتكوين ثروات ضخمة.
وعليه يدل هذا المستوى على وصول الشخص إلى بر الأمان والوقوف بثبات على قدميه. بالتالي بإمكانه البدء بشراء الأصول والعقارات والسيارات وغيرها كاستثمار خاص. لكن الشرط الأساسي الواجب توافره في هذه المرحلة هو الحذر واليقظة تجاه أي أموال تصرف.
بالإضافة إلى ذلك، يجب السعي وراء تحقيق مصادر دخل متعددة، والاستقلال المادي الذي يلغي فكرة الديون. فعند امتلاكك ما يكفي من المال سيتاح لك المزيد من الخيارات الجديدة لتفعلها، وسيكون بإمكانك فعل أي شيء تريده.
مستوى الحرية المالية
رابع مستوى من مستويات الثراء الخمسة هو مستوى الحرية المالية، الذي يطمح إليه معظم الناس. ففي هذه المرحلة يترك الإنسان إنجازاته السابقة، ويبدأ بالتفكير في راحته ورفاهيته. حيث يمكنه فعل ما يريد ومتى يريد وكيفما يريد، إذ يملك من التدفق النقدي ما يكفي لتغطية جميع احتياجاته. فمثلًا يمكنه السفر على متن طيارته الخاصة، أو شراء يخت والعديد من المنازل حول العالم وغيرها الكثير.
لكن النتيجة الأكثر أهمية من وراء ذلك هي بدء الشخص بتقدير الوقت وليس المال. فالحصول على كل هذه الأشياء في أي وقت توفر الكثير من الجهد والوقت في آن واحد.
وبالتالي لقياس صافي الثروة التي يحصل عليها الشخص في مرحلة الحرية المالية يمكنه استخدام صيغة The Millionaire Next Door وهي:
صافي الثروة = (العمر × الدخل / 10)
وعليه، للتأهل لهذا المستوى من الثروة يجب أن يكون للشخص قيمة صافية تعادل ضعف الرقم الذي تنتجه هذه الصيغة. وعندها سيكتسب لقب المليونير ويصنف من الأثرياء في الميزانية العمومية.
مستوى الوفرة المالية
آخر مستوى من مستويات الثراء الخمسة هو مستوى الوفرة المالية. أي هناك ما يكفي من المال لفعل أي شيء تريده. ولديك حرية إضافية في التخطيط للرؤية المستقبلية وتحديد نوع الهدف والإرث الذي تريد تركه. كما يمكنك التأثير على الاقتصاد والعلوم والسياسة والمدن والبلدان بأكملها. حيث أن تأثيرك يؤخذ بعين الاعتبار فالملايين من الناس يعرفونك.
وعلى الرغم من ذلك، وحتى بعد تحقيق الوفرة المالية، لا بد من التفكير في الأمن المالي. كما يجب عليك أن تتذكر دائمًا أن المال هو أداة تمنحك خيارات الحياة المختلفة. وحتى لو كنت من أثرى الأثرياء لا بد من وضع استراتيجية محددة وخطة عمل محبوكة من أجل الحفاظ على هذه الأموال وتحقيق المزيد منها.
لماذا يسعى الناس إلى الثراء
في الحقيقة يعتبر هذا السؤال من أهم الأسئلة التي يجب طرحها عند البدء في توفير المال. حيث تعتبر الدوافع الحقيقية وراء ادخار المال من أهم المحفزات لتحقيق هذا الهدف. فالكثير من الناس يسعون إلى بناء الثروة من أجل المكانة والقوة والنفوذ المرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالمال. فغالبًا ما ينظر إلى الأثرياء على أنهم أكثر نجاحًا وقوة، وهذا يزيد من المصداقية والاحترام في حياتهم الشخصية والمهنية.
كذلك يسعى بعض الأشخاص للثراء لوفير الأمن المالي والاستقرار المادي. الأمر الذي يعطيهم شعورًا أكبر في الراحة والسكينة تجاه حياتهم المستقبلية. كما يسهل عليهم إمكانية الحصول على الممتلكات والسلع والخدمات الفاخرة. بالإضافة إلى ذلك، توفر الثروة شعورًا بالحرية والاستقلال، إذ يتمتع الشخص بالقدرة على اختيار قراراته دون القلق من الحالة المادية. مع توفير الكثير من الجهد والوقت، إذ يشمل ذلك السفر وممارسة الهوايات وتوفير مصادر دخل متعددة وغيرها الكثير.
اقرأ أيضًا: خطوات إجراء دراسة جدوى مشروع ما
هل يشتري المال السعادة
نعم يشتري المال السعادة خاصةً أنه يؤثر على جميع مناحي الحياة بدءًا من أنواع الطعام إلى مكان السكن وحتى الممتلكات الخاصة وغيرها الكثير. بالتالي مع زيادة التحسينات على مناحي الحياة المختلفة سيجعل من الشخص أكثر سعادة إلى حدٍ ما. من جهةٍ أخرى، يحفز المال منطقة المكافأة في المخ فعند مكافأة شخص بمبلغ مادي معين لقاء خدمة قدمها لك سيشعر بسعادة كبيرة.
لكن بنفس الوقت زيادة المال فوق حد معين لا تساهم في زيادة مستوى السعادة. فعندما يكون الشخص من الأثرياء لن يفكر في المبلغ الإضافي الذي سيدخل حسابه البنكي. بل ستتركز سعادته على الأشياء التي سينفق المال عليها كتعلم مهارة جديدة، أو بناء علاقات وثيقة، أو حتى شعوره بأنه شخص مستقل، وغيرها.
بناءً على ما سبق يمكننا الاستنتاج أن المال ضروري لتحقيق السعادة لكن ليس كل شخص غني يملك السعادة. فقد يكون المرء غنياً جداً، لكنه معاق جسدي أو مصاب باكتئاب مزمن أو مريض. كما أن زيادة الدخل تمنح الفرد السعادة لكنها بنفس الوقت تبعده عن أسرته وتأخذ كل حياته وهي أيضًا من منغصات السعادة. لذلك لا بد من أن يوازن الإنسان بين العمل والمال والحياة الشخصية لكي يقضي حياته براحة وسعادة.
اقرأ أيضًا: ماهي الفائدة السلبية وما هو تأثيرها على سوق المال والاقتصاد
كيفية العثور على وظائف تجعلك غنيًا
في الواقع يمكن أن يصبح الفرد غنيًا في أي وظيفة يعمل فيها من خلال تطبيق الخطوات التالية:
- بدايةً ادخل مهنة ذات رواتب عالية وواقعة ضمن مجال خبراتك ومهاراتك. حيث يوجد دائمًا فرص تقدم لك التطور والتقدم في المسار الوظيفي ومع مرور الوقت تحصل على راتب أكبر يساعدك في أن تصبح غنيًا.
- تابع مستوى تعليمك فغالبًا ما يكون التعليم الجيد أساس الوظيفة ذات الأجر المرتفع. فهناك بعض المهن تتطلب درجة البكالوريوس وبعضها الآخر تتطلب الماجستير أو الدكتوراه.
- كما أن تطوير المهارات الخاصة بالصناعة التي تعمل بها من أهم الأشياء التي تساعدك على الحصول على راتب أكبر. بالتالي تحسن من مستوى معيشتك وتساعدك على ادخار المزيد من المال.
- حاول أن تحصل على المزيد من الترقيات في الشركة التي تعمل بها من خلال المزيد من التفاني في العمل وتطوير حياتك المهنية.
- اعمل على اختيار استثماراتك بحذر وحاول أن تكون جميعها ناجحة من أجل زيادة أرباحك بشكل كبير.
- توفر العديد من الوظائف مجموعة كبيرة من المزايا للموظفين، مثل المكافآت السنوية، وخيارات الأسهم، والعمولات. يمكنك استخدام هذه المزايا لصالح زيادة ثروتك.
وفي ختام مقالنا هذا وبعد شرح مستويات الثراء الخمسة أصبح الآن بإمكانك معرفة مستواك وتحديد ما يلزمك من أجل الوصول للمستوى التالي. وفي الحقيقة من أجل أن تصبح مليونيرًا لا بد من العمل بشكل كبير وفي أكثر من مجال للحصول على الكثير من الأموال وادخارها.