ماهي الفائدة السلبية وماهو تأثيرها على سوق المال والاقتصاد

تلعب الفائدة السلبية دورًا مهمًا في الأنظمة المالية والاقتصادية، حيث تشير إلى مستويات الفائدة التي تكون أقل من الصفر، فيتم احتساب الفائدة على الأموال المودعة بدلًا من توجيهها للاستثمار.

وتعد هذه الفائدة ظاهرة نادرة وغير مألوفة في الأنظمة المالية التقليدية، إذ تؤثر الفائدة على سوق المال والاقتصاد بعدة طرق، وتشمل الاستهلاك والاستثمار. حيث تحفز الإنفاق وتشجع الاقتراض بتكلفة أقل. وللتعرف أكثر على هذا النوع من الفائدة وتأثيرها على سوق المال والاقتصاد، تابعوا معنا قراءة هذا المقال.

ماهي الفائدة السلبية

الفائدة السلبية أو كما تعرف بالإنجليزية ( Negative Interest) هي مصطلح مالي يشير إلى حالة تحدث عندما يكون معدل الفائدة على استثمار أو قرض أقل من الصفر. بمعنى آخر، إن المستثمر أو المقترض يتحملون تكلفة إضافية بدلًا من تحقيق عائد.

حيث تعتبر الفائدة السلبية ظاهرة نادرة وغير اعتيادية في الأنظمة المالية التقليدية. وتحدث في الأساس عندما تتخذ السياسات النقدية غير التقليدية لمواجهة تحديات اقتصادية خاصة، مثل التضخم المنخفض أو التوترات الاقتصادية الحادة.

يمكن أن تنجم هذه الفائدة عن تطبيق سياسات البنوك المركزية لتحفيز النمو ودعم الاقتصاد. حيث يتم تخفيض معدل الفائدة إلى مستويات قريبة من الصفر، وفي بعض الحالات تصبح سالبة. يهدف ذلك إلى تشجيع الاستثمار والنفقات وتحفيز النشاط الاقتصادي عن طريق جعل القروض أكثر جاذبية وتكلفة الاقتراض أقل.

ومع ذلك، يجب أن يتم معالجة الفائدة في هذه الحالة بحذر وعناية، حيث تنطوي على تحديات وتأثيرات سلبية على النظام المالي والاقتصاد بشكل عام. فقد تؤثر على استدامة البنوك والمؤسسات المالية، وتسبب تقلبات في أسعار الأصول المالية، وتؤثر على التوازن الاقتصادي.

ماهي الفائدة السلبية

ماهو تأثير الفائدة السلبية على سوق المال والاقتصاد

أن تكون الفائدة سلبية فهو شيء مضرّ بسوق المال والاقتصاد ويحمل التأثير أوجه متعددة، و هذا يعتمد على الظروف والعوامل الاقتصادية المحيطة. فيما يلي بعض التأثيرات المحتملة:

  • تحفيز الاستثمار: قد يشجع وجود Negative Interest المستثمرين على زيادة استثماراتهم في الأصول المختلفة، مثل الأسهم والعقارات. يتوقع أن يحفز ذلك النشاط الاقتصادي ويعزز النمو الاقتصادي.
  • تأثير على القروض والديون: يمكن أن تؤثر Negative Interest على تكلفة القروض والديون، حيث قد تقلل من الفوائد التي يتعين على المقترضين دفعها. يمكن أن يشجع هذا التأثير النشاط الاقتصادي بمافي ذلك الإقراض والاستثمار.
  • تأثير على البنوك والمؤسسات المالية: يمكن أن يكون للفائدة السلبية تأثير سلبي على أرباح البنوك والمؤسسات المالية. فعندما تصبح الفائدة سالبة، يمكن أن تكون للبنوك صعوبة في تحقيق أرباح من الفوائد على القروض والودائع. وهذا يمكن أن يؤثر على استدامتهم وقدرتهم على تقديم خدمات مالية.
  • تأثير على الأسهم والأصول المالية: يعتبر وجود الفائده السلبية عاملاً محفزاً للاستثمار في الأسهم والأصول المالية الأخرى. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة قيمة الأصول وتحقيق مكاسب للمستثمرين. ومع ذلك، يمكن أن يزيد هذا أيضًا من تقلبات الأسعار ويزيد من المخاطر.
  • تأثير على الاستهلاك والتوزيع الدخل: قد يؤثر Negative Interest على الاستهلاك والتوزيع الدخل. فعندما تكون التكاليف المالية للاقتراض منخفضة، قد يزيد الاستهلاك ويزيد من الطلب على السلع والخدمات. وهذا قد يؤدي إلى زيادة الإنتاج والتوظيف.

هل للفائدة السلبية تأثير على المواطن العادي؟

من الممكن أن نستوعب أن ينتج آثار متنوعة عن كون الفائدة سلبية في أسواق المال، لكن أن يكون لها عدة تأثيرات على المواطن العادي فهذا أمر ضبابي بعض الشيء. إليكم بعض النقاط التي يمكن أن تكون تفسر تأثيرها على المواطن:

  • تكلفة الاقتراض: عندما تكون الفائدة سلبية، يصبح الاقتراض أرخص. هذا يعني أن المواطنين قد يتمكنون من الحصول على قروض بتكلفة أقل لتمويل مشترياتهم الكبيرة مثل السيارات أو العقارات. وبالتالي، يمكن أن ينعكس ذلك إيجابيًا على القدرة الشرائية وجودة الحياة.
  • الودائع والادخار: فائدة سلبية قد تعني تأثير سلبي على ودائع وادخار المواطن العادي. ففي بعض الأحيان، قد يتعين على المودعين دفع رسوم على الودائع بدلاً من كسب فوائد عليها. هذا يمكن أن يقلل من دخل المواطن ويقلل من حوافز الادخار.
  • الاستثمارات والتقاعد: قد يؤثر Negative Interest على المواطن العادي الذي يعتمد على الاستثمارات والتقاعد. فعندما تكون الفائدة سلبية، قد يكون من الصعب على المستثمرين تحقيق عائدات جيدة على استثماراتهم. وهذا يمكن أن يؤثر على قدرتهم على تحقيق الأهداف المالية المستقبلية مثل التقاعد.
  • تأثير على الأسعار والتضخم: قد يتسبب وجود فائدة سلبية بزيادة الطلب على السلع والخدمات، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم. هذا يعني أن المواطن قد يجد صعوبة في تحمل تكاليف المعيشة الزائدة وقد يؤثر على القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية.

هل تؤثر الفائدة السلبية على العملات؟

عند ارتفاع معدلات الفائدة في دولة معينة، يتزايد الاستثمار في تلك الدولة، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على عملتها وارتفاع قيمتها. وعلى العكس، عندما تنخفض معدلات الفائدة، فإنها تقلل من جاذبية الاستثمار في تلك الدولة، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على عملتها وتراجع قيمتها.

على سبيل المثال، إذا كان معدل الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية 1%، بينما يبلغ معدل الفائدة في اليابان 0.5%، فإن المستثمرون سيميلون إلى التعامل بالدولار الأمريكي الذي يتمتع بمعدل فائدة أعلى لتحقيق عائد أكبر. وبالتالي، عندما ترتفع معدلات الفائدة، تتجه الاستثمارات نحو الأصول ذات العائد المرتفع، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة.

العكس صحيح، عندما تنخفض معدلات الفائدة، تتراجع جاذبية الاستثمار وتتراجع قيمة العملة.

كيف تعمل أسعار الفائدة السلبية

غالبًا ما يتم تعريف أسعار الفائدة على أنها السعر المدفوع لاقتراض الأموال. على سبيل المثال، يعني معدل الفائدة السنوي بنسبة 2% على قرض بقيمة 100 دولار أنه يجب على المقترض سداد مبلغ القرض الأولي بالإضافة إلى 2 دولار إضافية بعد عام كامل.

إذن، ماذا يعني أن يكون لدينا سعر فائدة سلبي؟ هل يعني ذلك أن الفائدة تُضاف إلى المقترضين، بدلًا من تحميلها؟ أو هل يعني، على سبيل المثال، أن سعر الفائدة -2% يعني أن البنك يدفع للمقترض دولارين بعد عام من استخدام القرض بقيمة 100 دولار؟

للوهلة الأولى، تبدو أسعار الفائدة السلبية وكأنها استراتيجية غير بديهية، إن لم تكن مجنونة تمامًا. لماذا يكون المقرض على استعداد للدفع لشخص ما لاقتراض المال، مع الأخذ في الاعتبار أن المقرض هو الذي يتحمل مخاطر التخلف عن سداد القرض.

ومع ذلك، كما قد يبدو الأمر من الداخل إلى الخارج، هناك أوقات تنفد فيها خيارات السياسة لدى البنوك المركزية لتحفيز اقتصادات دولها والتحول إلى الإجراء اليائس المتمثل في أسعار الفائدة السلبية.

كيف تعمل أسعار الفائدة السلبية

مخاطر أسعار Negative Interest

من الناحية النظرية، ينبغي أن تساعد أسعار الفائدة السلبية في تحفيز النشاط الاقتصادي ودرء التضخم. ولكن صناع السياسات يظلون حذرين بسبب وجود عدة طرق يمكن أن تأتي بنتائج عكسية.

ولأن البنوك لديها أصول معينة مثل الرهون العقارية المرتبطة تعاقديًا بسعر الفائدة السائد، فإن مثل هذه المعدلات السلبية يمكن أن تضغط على هوامش الربح إلى النقطة التي تصبح فيها البنوك مستعدة فعليًا لإقراض أقل. كما لا يوجد ما يمنع أصحاب الودائع من سحب أموالهم وحشو النقود المادية في الفرش.

وفي حين أن التهديد الأولي يتمثل في التهافت على سحب الأموال من البنوك، فإن استنزاف الأموال النقدية من النظام المصرفي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة – وهو عكس ما يفترض أن تحققه أسعار الفائدة السلبية.

كيف يتم استخدام معدلات الفائدة في السيطرة على التضخم

عندما يرتفع معدل التضخم، يقوم البنك المركزي بزيادة معدلات الفائدة. يتم ذلك بسبب أن التضخم يعني زيادة في الكمية المعروضة من النقود في الاقتصاد. عندما يتم رفع معدلات الفائدة، يزيد تكلفة الاقتراض ويقل المعروض النقدي تدريجيًا، مما يساعد في تهدئة ضغوط التضخم. نتيجة لذلك، ترتفع قيمة العملة كما ذكرنا سابقًا.

بالإضافة إلى ذلك، عندما يحدث ارتفاع في معدل التضخم، يبدأ المستثمرون في التكهن برفع معدلات الفائدة وارتفاع سعر العملة، وبالتالي يقومون بشراء العملة.

أما في حالة الانكماش (deflation)، وهو انخفاض معدل التضخم تحت مستوى الصفر، فإن البنوك المركزية يقومون بخفض معدلات الفائدة. يتم ذلك للتصدي للآثار السلبية للانكماش، حيث يؤدي انخفاض أسعار السلع والخدمات إلى تراجع أرباح الشركات وحدوث إفلاسات وآثار اقتصادية سلبية أخرى.

لذلك، يقوم البنك المركزي بخفض معدلات الفائدة في حالة الانكماش، ونتيجة لذلك، تنخفض قيمة العملة.

من يتحكم في معدلات الفائدة ومتى يتم إصدارها

يتخذ البنك المركزي قرار برفع أو خفض أو تثبيت معدلات الفائدة وفقًا للظروف الاقتصادية وسياسة النقد التي ينوي تبنيها. إنه المسؤول الأول والأخير عن تحكم معدلات الفائدة. وتُصدر معدلات الفائدة بشكل شهري لكل دولة، ويمكنك متابعة نتائجها بانتظام في المفكرة الاقتصادية التي توفرها المواقع المالية العربية المتخصصة.

من يتحكم في معدلات الفائدة ومتى يتم إصدارها

كيف يؤثر رفع أسعار الفائدة الأمريكية على أسواق الفوركس

يتضمن تأثير رفع أسعار الفائدة الأمريكية على سوق الفوركس ما يلي:

  • زيادة قوة الدولار الأمريكي: عندما يرتفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة، يصبح الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يؤدي إلى زيادة قوته وقيمته مقابل العملات الأخرى.
  • انخفاض قيم العملات الأخرى: يحدث هبوط في قيم العملات الأخرى بالمقارنة مع الدولار الأمريكي، نظراً لتفضيل المستثمرين لشراء أصول بالدولار الأمريكي.
  • تدفق رأس المال إلى الولايات المتحدة: يحدث زيادة في تدفق رأس المال الأجنبي إلى الولايات المتحدة، حيث يبحث المستثمرون عن فرص عائد مرتفعة بفضل ارتفاع أسعار الفائدة.
  • خطر هروب رؤوس الأموال: قد تواجه البلدان التي تعتمد بشكل كبير على الرأسمال المقوم بالدولار الأمريكي خطر فقدان استثماراتها حيث يمكن للمستثمرين سحب أموالهم وتحويلها إلى الدولار الأمريكي.
  • توقعات التنمية الاقتصادية: رفع سعر الفائدة يشير إلى تفاؤل بشأن التنمية الاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث يعكس احتياج بنك الاحتياط الفيدرالي لتبني سياسات نقدية أكثر تشدداً للحد من زخم الاقتصاد.
  • ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي: بشكل عام، يعتبر رفع سعر الفائدة الأمريكية إيجابيًا للدولار الأمريكي، مما يؤدي إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداءه مقابل سلة من العملات الأخرى.

أخيرً، قدمنا لكم رؤية شاملة ماذا يعني أن تكون الفائدة سلبية وكيف تؤثر على سوق المال والاقتصاد. بالمجمل، يمكننا القول أن هذه الفائدة تلعب دورًا هامًا في سوق المال والاقتصاد. ويجب أن يتم التعامل معها بحذر وتوجيهها بطرق تعزز النمو الاقتصادي وتحافظ على استقرار النظام المالي.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top