التداول الآلي

ما هو التداول الآلي: شرح آلية العمل

جدول المحتويات

تعتبر التكنولوجيا الحديثة والتطورات التكنولوجية المستمرة من أهم العوامل التي تؤثر على جميع جوانب حياتنا، بدءًا من الاتصالات والتجارة ووصولًا إلى الاستثمارات المالية. ومن بين التقنيات البارزة في عالم الاستثمار والتداول في سوق الفوركس يبرز التداول الآلي كثورة تكنولوجية أثرت على طريقة تداول الأصول المالية وقدمت فرصًا جديدة للمستثمرين.

فما هو التداول الآلي؟ وكيف يعمل؟ هذا ما سنسلط الضوء عليه في مقالنا الآتي، فتابعوا معنا.

ما هو التداول الآلي؟

التداول الآلي Automated trading؛ المعروف أيضًا باسم التداول الإلكتروني أو التداول الآلي للأوراق المالية، هو عملية شراء وبيع الأصول المالية، مثل تداول العملات الرقمية والأسهم والسلع باستخدام أنظمة حاسوبية تلقائية بدلًا من التداول التقليدي اليدوي على أسواق المال.

في هذا النوع من التداول، يتم برمجة أوامر الشراء والبيع بواسطة الكمبيوتر، ويتم تنفيذها بشكل تلقائي بناءً على مجموعة من القواعد والشروط المحددة مسبقًا.

يستخدم التداول الالي خوارزميات معقدة لتحليل البيانات المالية واتخاذ قرارات الشراء والبيع في فترات زمنية قصيرة جدًا، ما يجعله أسرع وأكثر كفاءة من التداول اليدوي التقليدي.

ففي الماضي، كان التداول اليومي في الأسواق المالية يتم عن طريق التداول اليدوي، حيث يقوم المتداولون بتحليل البيانات المالية واتخاذ القرارات بصورة يدوية. ولكن مع تقدم التكنولوجيا وانتشار الحواسيب والشبكات الإلكترونية، ظهرت فكرة التداول الآلي كبديل فعال ومبتكر للتداول اليدوي.

يعتبر التداول الالكتروني شائعًا بشكل كبير في أسواق المال العالمية ويستخدمه المستثمرون المؤسسون وشركات الوساطة والبنوك وصناديق التحوط والمستثمرون الأفراد. يتمتع التداول الآلي بعدة مزايا، بما في ذلك:

  • زيادة سرعة التنفيذ.
  • تقليل الأخطاء البشرية.
  • توفير الوقت والتكاليف.
  • زيادة السيولة في السوق.

ما هو التداول الآلي

شرح آلية عمل التداول الآلي

يمكن تلخيص آلية عمل التداول الالي للأوراق المالية في الخطوات التالية:

  1. التحليل وجمع البيانات: تجمع البرمجيات المتخصصة في التداول الالي البيانات المالية المتاحة، مثل أسعار الأسهم وأخبار شركات التداول والمؤشرات الاقتصادية. تتم معالجة وتحليل هذه البيانات لاستخلاص معلومات مهمة تساعد في اتخاذ قرارات التداول.
  2. التصميم وتطوير الخوارزميات: تتضمن هذه الخوارزميات مجموعة من القواعد والشروط التي تحدد أوامر شراء أو بيع الأصول المالية.
  3. تنفيذ الأمر: عندما تلتقي الشروط المحددة في الخوارزمية، يتم تنفيذ أمر الشراء أو البيع بشكل تلقائي. تتم هذه العملية بواسطة البرمجيات المتخصصة التي تتفاعل مع منصة التداول وترسل الأوامر المناسبة.
  4. متابعة وإدارة الصفقات: يتم مراقبة الصفقات المنفذة بواسطة التداول الالي بشكل مستمر. يتم تحديث البيانات وتقييم أداء الصفقات لاتخاذ القرارات المستقبلية.

استراتيجيات التداول الإلكتروني

هناك العديد من استراتيجيات التداول الإلكتروني التي يمكن استخدامها في سوق الفوركس، ومن بينها:

  • التداول بالمتوسط المتحرك: تعتمد هذه الاستراتيجية على استخدام مؤشر المتوسط المتحرك لتحديد نقاط الشراء والبيع. عادة ما يتم استخدام متوسطات متحركة قصيرة الأجل ومتوسطات متحركة طويلة الأجل لرصد اتجاهات السوق وتوليد إشارات التداول.
  • التداول بالكسب الصغير والخسارة الصغيرة: تعتمد هذه الاستراتيجية على تحديد أهداف ربح صغيرة ووقف خسارة ضيق للصفقات. يتم استخدام تحليل فني ومؤشرات لتحديد نقاط الدخول والخروج لتحقيق أرباح صغيرة على مدى فترات زمنية قصيرة.
  • التداول بالكسب العكسي: تعتمد هذه الاستراتيجية على استغلال التقلبات السريعة في السوق وتحقيق أرباح من الحركات العكسية. تتطلب هذه الاستراتيجية مراقبة مستمرة للأسعار واستخدام تقنيات تحليل فني وإشارات سريعة للتداول.
  • التداول بالكسب الثابت: تعتمد هذه الاستراتيجية على استهداف أهداف ربح ثابتة لكل صفقة. يتم تحديد نقاط الدخول والخروج بناءً على تقنيات التحليل الفني والمؤشرات، ويتم إغلاق الصفقة عندما يتحقق الهدف المحدد للربح.
  • التداول بالاختراق: تستند هذه الاستراتيجية على استخدام تقنيات التحليل الفني لتحديد المستويات الرئيسية ونقاط الاختراق. تتمثل فكرة الاستراتيجية في دخول الصفقات عند اختراق سعر الأصل أحد مستويات الدعم أو المقاومة واتخاذ الصفقة في نفس اتجاه الاختراق.

نماذج التداول الالي للأوراق المالية

هناك عدة نماذج مختلفة للتداول الإلكتروني، وفيما يلي بعض الأمثلة الشائعة:

  • التداول التقليدي: يستند هذا النموذج إلى القواعد المعتادة للتداول المستخدمة يدويًا، ولكن يتم تنفيذها بواسطة أنظمة التداول الآلي. يتضمن ذلك التحليل الفني والأساسي للأسواق واستخدام مؤشرات التداول والإشارات لاتخاذ قرارات التداول.
  • التداول على أساس الأخبار: يتم استخدام نموذج التداول هذا للتنبؤ بتأثير الأخبار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على الأسواق المالية. يقوم النظام الآلي بمراقبة وتحليل الأخبار واتخاذ قرارات التداول بناءً على التوقعات.
  • التداول على أساس الخوارزميات: يعتمد هذا النموذج على تطبيق الخوارزميات المعقدة لاتخاذ قرارات التداول. يتم تنفيذ استراتيجيات التداول المبرمجة مسبقًا والتي تتضمن قواعد صارمة لدخول وخروج الصفقات بناءً على معطيات السوق.
  • التداول على أساس السرعة: يركز هذا النموذج على تنفيذ الصفقات بأسرع وقت ممكن باستخدام تقنيات التداول العالية التردد. يتم الاستفادة من الأطر الزمنية الصغيرة والتحركات السريعة في الأسعار لتحديد فرص التداول.
  • التداول بالتحليل الكمي: يستخدم هذا النموذج النماذج الرياضية والإحصائية المعقدة لتحليل البيانات المالية والسوق. يتم استخدام تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحديد الأنماط وتوقع حركة الأسعار واتخاذ القرارات التداول.

نماذج التداول الآلي للأوراق المالية

أنواع الخوارزميات المستخدمة في التداول الآلي

هناك عدة أنواع من الخوارزميات التي يمكن استخدامها في التداول الآلي، ومن أبرزها:

  • خوارزميات التداول المستندة إلى الزمن (Time-Based Algorithms): تستند هذه الخوارزميات إلى فترات زمنية محددة مثل الدقائق أو الساعات أو الأيام. تستخدم للتجارة على المدى القصير الزمن أو لتنفيذ مجموعة محدودة من الأوامر في فترة زمنية محددة.
  • خوارزميات التداول المبنية على السعر (Price-Based Algorithms): تستند هذه الخوارزميات على تغيرات الأسعار والتحركات في السوق، وتستخدم لتحديد أوامر الشراء أو البيع على أساس حدود السعر المحددة.
  • خوارزميات التداول المستندة إلى حجم التداول (Volume-Based Algorithms): تستند هذه الخوارزميات إلى حجم التداول في السوق، وتستخدم لتحديد تقديرات حجم الأوامر وفترات التداول الملائمة.
  • خوارزميات التداول المبنية على التذبذب (Momentum-Based Algorithms): تعتمد هذه الخوارزميات على تذبذب سعر الأصل المالي، وتستخدم للعثور على فرص تداول سريعة الوتيرة وللاستفادة من التغيرات السريعة في السوق.
  • خوارزميات التداول المستندة إلى الأخبار (News-Based Algorithms): تستند هذه الخوارزميات إلى الأخبار والأحداث الجارية في الأسواق المالية، وتستخدم لتحليل التغيرات المرتبطة بالأخبار واتخاذ قرارات التداول المناسبة.

هذه مجرد أمثلة قليلة من الخوارزميات المستخدمة في التداول الآلي، وهناك العديد من الخوارزميات الأخرى المتاحة حسب الاستراتيجية ورغبات المستثمر. يجب على المستثمرين اختيار الخوارزمية المناسبة وفقًا لأهدافهم واحتياجاتهم الاستثمارية.

التشريعات والقوانين المتعلقة بالتداول الإلكتروني

بالنسبة للتشريعات والقوانين المتعلقة بالتداول الالي، فإنها تختلف من دولة إلى أخرى وتتبع الهيئات المختصة في كل دولة. فيما يلي بعض النقاط العامة التي قد تشملها تلك التشريعات والقوانين:

  • ترخيص المؤسسات المالية: قد تكون هناك قوانين تتطلب الحصول على ترخيص من الهيئات المالية المختصة لمزاولة نشاط التداول الإلكتروني. يتم تنظيم هذا الأمر لحماية المستثمرين وضمان سلامة السوق المالية.
  • حماية المستثمرين: تكون هناك تشريعات تهدف إلى حماية حقوق المستثمرين وتوفير معلومات شفافة ودقيقة لهم. قد تشمل هذه القوانين متطلبات إفشاء المعلومات وتقديم تقارير خاصة بالأداء المالي والاستثمارات.
  • قواعد التسعير والتداول: قد تكون هناك قواعد تحكم في الطريقة التي يتم بها تسعير الأصول وتنفيذ الصفقات في التداول الإلكتروني. تهدف هذه القواعد إلى ضمان عدالة السوق ومنع التلاعب والاحتيال.
  • مراقبة سوق المال: تعمل الهيئات المالية في كل دولة على مراقبة سوق الأوراق المالية وتنظيم الأنشطة المالية بما في ذلك التداول الالي. قد تدخل هذه الهيئات لفحص التعاملات والاستجواب في حالة وجود اشتباه في سلوك غير قانوني.

فوائد ومزايا التداول الألي للأوراق المالية

التداول الإلكتروني يوفر العديد من الفوائد والمزايا للمستثمرين، ومنها:

  • يعد التداول الإلكتروني أكثر سرعة وفعالية من التداول التقليدي وذلك لأنه يتم تنفيذ الأوامر تلقائيًا بدون التأخير الذي يحدث عادة عندما يُنفذ التداول يدويًا.
  • يمكن للتداول الإلكتروني معالجة وتحليل مجموعات ضخمة من البيانات المالية بشكل سريع ودقيق.
  • بفضل التداول الإلكتروني، يتم التخلص من مشكلة الخطأ البشري الذي قد يحدث عندما يتداول المستثمرون يدويًا. فالكمبيوترات والبرامج المستخدمة في التداول الآلي تعمل بدقة وتتبع الاستراتيجية المبرمجة بدقة.
  • استشعار التغييرات في الأسواق المالية بشكل سريع وتلقائي، وبالتالي تنفيذ الصفقات في الوقت المناسب.
  • استخدام التحليل الفني بطرق متقدمة ودقيقة لتحليل البيانات المالية واكتشاف الأنماط والاتجاهات السوقية.
  • يمكن للتداول الإلكتروني أيضًا العمل على مدار 24 ساعة في اليوم.

تحديات ومشاكل التداول الإلكتروني

يوجد عدد من التحديات والمشاكل المرتبطة بالتداول الإلكتروني، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

  • قد يتعرض التداول الإلكتروني لمخاطر التلاعب والاحتيال، حيث يمكن للأطراف الخبيثة استغلال الثغرات وتنفيذ صفقات مشبوهة بهدف تحقيق أرباح غير مشروعة على حساب المستثمرين الآخرين.
  • يعتمد التداول الإلكتروني على الحواسيب والأنظمة الأوتوماتيكية، وقد يحدث تأخير في الاستجابة نتيجة لاختلال في الشبكة أو ظروف تقنية أخرى. قد يؤدي هذا التأخير إلى فقدان صفقات مهمة أو فرص استثمارية.
  • يمكن أن تؤدي التقلبات السوقية المفاجئة والتقنيات الخوارزمية المستخدمة في التداول الإلكتروني إلى زيادة الضغوط على السوق وتفاقم التقلبات. قد يؤدي هذا إلى تدهور الأسعار وتكبد خسائر للمستثمرين.
  • يمكن أن تواجه التداول الإلكتروني صعوبة في توفير المعلومات والشفافية المطلوبة للمستثمرين والجهات المختصة. هذا يجعل من الصعب تحليل السوق ومراقبة النشاطات غير المشروعة.
  • يجب أن تكون أنظمة التداول الإلكتروني آمنة ومحمية بشكل جيد لمنع تعرضها للاختراق والاختراق الإلكتروني. قد تواجه الشركات والمستثمرون تحديات في تطوير تقنيات متقدمة للحماية والأمان.
  • أخيرًا، يمكن لهذا النوع من التداول أن يقود لتقليص عدد الوظائف في صناعة التداول التقليدية، حيث يتم تغيير العمليات اليدوية بعمليات تلقائية تقوم بها الحواسيب.

بشكل عام، يمثل التداول الإلكتروني أحدث تطور في عالم التداول المالي ويعزز كفاءة ودقة العمليات. إنه يحقق فوائد عديدة للمتداولين والأسواق بشكل عام، كما ويعزز الشفافية والعدالة في السوق. حيث يقدم نظام آلي قرارات مستندة إلى البيانات والقواعد المحددة مسبقًا، مما يقلل من الاعتماد على قرارات شخصية وتغييرات مفاجئة. ومن المتوقع أن يستمر التطوير والتحسين في مجال التداول الإلكتروني في المستقبل ليغدو وسيلة التداول الأولى في العالم.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

اترك تعليقاً

Scroll to Top