مثل أي نوع من القطاعات الاقتصادية، للاستثمار لغته الخاصة، و “المحافظ الاستثمارية” أحد أهم المفاهيم الأساسية في لغة استثمار الأموال. حيث يمكننا القول أن المخفظة الاستثمارية ببساطة هي مجموعة الأصول التي يمكن أن تشمل الأسهم والسندات أو العقارات أو حتى العملات المشفرة التي يمتلكها شخص أو كيان واحد. بحيث يمكننا أن نجد أنواع مختلفة من المحافظ الاستثمارية ولكل منها مميزاته وعيوبه. لذلك سنتعرف في مقالنا هذا على أبرز أنواع المحافظ الاستثمارية وكيفية إنشائها من الصفر.
ما هي المحافظ الاستثمارية
المحفظة الاستثمارية هي سلة لمجموعة متنوعة من الأصول التي يمتلكها الفرد لتحقيق أهدافه المالية. فاليوم، يوجد أنواع مختلفة من الأصول المالية التي يمكنك تضمينها في محفظتك الاستثمارية بما فيها الأسهم، والسندات، والصناديق المشتركة، وصناديق الدين، والذهب، والعقارات، وغيرها الكثير. بحيث تتلخص مهمة المحفظة الاستثمارية على تقليل مخاطر الخسارة بشكل كبير، وحصول المستثمر على عوائد أكبر من استثماراته. وبناءً عليه يوجد أنواع مختلفة من المحافظ الاستثمارية التي تراعي عوامل متعددة منها أهدافك المالية، ورغبتك في المخاطرة، وأفق الاستثمار الخاص بك.
أنواع المحافظ الاستثمارية
يوجد أنواع عديدة من المحافظ الاستثمارية بحيث يمكنك الاختيار من بينها وفقًا لما يناسبك وهي:
المحفظة الهجومية (Aggressive Portfolio)
سُميت المحفظة الهجومية بهذا الاسم لأنها تهدف إلى تحقيق عوائد أعلى وغالبًا ما تتحمل مخاطر أعلى لتحقيق هذا الهدف. بحيث تعتبر المحافظ الهجومية مناسبة للمستثمرين الأصغر سنًا أو الذين يتحملون المخاطر والذين يرغبون في نمو الأصول بسرعة ولا يمانعون في المخاطرة. فعادة ما تحتوي استثمارات أكثر تقلبًا مثل أسهم الشركات الناشئة التي تنمو بسرعة كبيرة، ولكنها قد لا تكون مربحة بعد. كما تشمل المحافظ الهجومية أيضًا على الأسهم المحلية والدولية، فضلاً عن الاستثمارات القائمة على المضاربة مثل العملات الرقمية. لذلك، إن كنت ترغب في بناء مثل هذا النوع من المحافظ، فمن الأفضل أن تتجه نحو قطاعات مثل قطاع التكنولوجيا الذي يوفر فرصًا هائلة للنهوض. ومع ذلك، سيكون من الأفضل أن تستخدم عقلانيتك هنا أيضًا. فبينما تهدف إلى تحقيق أعلى المكاسب، تأكد من أن خسائرك لن تفوق أرباحك أيضًا.
المحفظة الاستثمارية الدفاعية (Defensive Portfolio)
تحتوي المحفظة الاستثمارية الدفاعية على أسهم لا تتأثر بتقلبات السوق. لذلك تعتبر من المحافظ الاستثمارية الآمنة جدًا. بحيث أنها تنطوي على أدنى حدّ من المخاطر. وبناء على ذلك، فإن العوائد المرجوّة منها ستكون منخفضة أيضًا. إذ أن أسهم المحفظة الاستثمارية الدفاعية في فترات الانتعاش والصعود الكبيرة لا تقدم أرباحًا كبيرةً للمستثمرين، وفي نفس الوقت لا تنهار في أوقات الانكماش الاقتصادي. ومن الأمثلة على ذلك، نجد الشركات التي تصنع الأدوات الطبية أو منتجات الاحتياجات اليومية مثل الطعام أو المواد الغذائية. لذلك تعتبر المحفظة الدفاعية رهانًا آمنًا للمستثمرين الذين يكرهون المخاطرة.
محفظة الدخل (Income portfolios)
يركز هذا النوع من المحافظ الاستثمارية على توفير دخل موثوق، من أصول مالية مثل السندات البلدية والأسهم التي تدفع أرباحًا. بحيث يفضل المتقاعدون إنشاء حافظات دخل لتزويد أنفسهم برواتب تقاعد منتظمة. هذا وتتشابه محفظة الدخل مع المحفظة الدفاعية ولكن مع وجود اختلاف جوهري بينهما وهو أن محفظة الدخل تعتمد على الأسهم ذات العوائد المرتفعة نسبيًا. لذا إن كنت تبحث عن أسهم لتكوين محفظة الدخل، فيجب عليك البحث عن أسهم ليست معروفة جدًا ولكنها توفر أرباحًا جيدة جدًا. ومثال على ذلك، يمكنك الاستثمار في أسهم القطاع العقاري وأسهم السلع الاستهلاكية والمرافق والصناعات المستقرة الأخرى. وبذلك، تعتبر محفظة الدخل مصدر دخل إضافي للمرتب الشهري، بحيث أنها توفر مصدر دخل بعد التقاعد.
محفظة المضاربة (Speculative Portfolio)
أحد أنواع المحافظ الاستثمارية التي تتمتع بدرجة عالية من المخاطرة. حيث أنها تكاد تشبه المقامرة، لدرجة أنها تتفوق على المحفظة الهجومية من ناحية المخاطرة. هذا وتصنف أسهم الاستحواذ وأسهم شركات التكنولوجيا، أو شركات الرعاية الصحية التي تعمل على أحدث الأبحاث والاستكشافات مناسبة لمثل هذا النوع من المحافظ الاستثمارية. والجدير بالذكر، أن محفظة المضاربة غير موصى بها من قبل الخبراء الماليين لما تحمله من درجة عالية من المخاطر.
المحفظة الهجينة (Hybrid Portfolio)
كما يوحي الاسم، فإن هذا النوع من المحافظ الاستثمارية يطلب منك الاستثمار عبر دمج أنواع الأصول ذات الأساسيات المتفاوتة للحصول على أفضل ما في الاستثمارات من نمو وأرباح. حيث توفر هذه المحفظة أقصى قدر من المرونة، وتتألف من الأسهم، والسندات، والاستثمارات في مجالات متنوعة كذهب وغيرها.
محفظة القيمة (Value Portfolio)
تركز محفظة القيمة الاستثمارية على شراء الأسهم التي تظهر بأسعار أقلّ من قيمتها الفعليّة. وذلك لأنها لم تأخذ قيمتها الحقيقية في السوق بعد. حيث تعتبر محفظة القيمة وسيلة استثمارية رائعة لتحقيق عوائد ضخمة في المستقبل، إلا أنها في نفس الوقت قد تحمل مخاطر أعلى مقارنةً بغيرها من المحافظ الاستثمارية، حيث أنها كثيرًا ما تتأثر بتقلبات سوق الأسهم. هذا ويتطلب الاستثمار في محفظة القيمة الكثير من الصبر على المدى الطويل، حيث تحتاج الشركات التي تمَّ شراء أسهمها في المحفظة إلى مدة زمنية طويلة لإظهار نتائجها الإيجابية في الأرباح والعوائد.
اقرأ أيضًا: كيف أحمي استثماراتي أثناء تقلبات الأسواق المالية
فوائد المحفظة الاستثمارية
للمحفظة الاستثمارية العديد من الفوائد والمميزات خاصة إن كنت تتبع سياسية استثمار طويلة المدى، وفيما يلي أبرز فوائد المحافظ الاستثمارية وهي:
- التقليل من حدة المخاطر، حيث تدور الفكرة الرئيسية لإنشاء محفظة استثمارية حول التقليل من حدة المخاطر المحتملة عبر الاستثمار في أكثر من سهم لدى عدة شركات متخصصة في مجالات مختلفة.
- تزيد المحفظة الاستثمارية من احتمالية تحقيق العوائد المستهدفة.
- تؤمن المحفظة الاستثمارية استراتيجية مميزة حيث يتمحور هدفها حول تنويع الاستثمارات، عبر استثمار الأموال في عدة فئات مختلفة من الأصول المالية.
- تتيح المحفظة الاستثمارية إمكانية متابعة الأصول المالية بشكل مستمرّ، حيث تسهل عملية معرفة الأصل الذي يعمل بشكل جيد والأصل الذي لا يعمل بشكل جيد والذي ينبغي عليك التخلي عنها.
كيفية بناء محفظة استثمارية في 5 خطوات
- تحديد سياسة الاستثمار ونوع المحفظة: يعد فهم وضعك المالي الحالي واختيار سياسة الاستثمار المناسبة ونوع المحفظة بمثابة الخطوة الأولى لبناء محفظتك الاستثمارية.
- تحديد استراتيجية إدارة المحفظة: هناك نهجان أساسيان لإدارة المحفظة الاستثمارية، بما في ذلك الاستراتيجية النشطة والاستراتيجية السلبية لإدارة المحفظة الاستثمارية. حيث تنطوي إدارة المحفظة النشطة على متوسط تكلفة أعلى، وتؤكد على الاستفادة من أوجه القصور في السوق، في حين أن الإدارة السلبية للأصول هي استثمارات منخفضة التكلفة يتم الاحتفاظ بها على المدى الطويل.
- تحليل الأصول وإنشاء المحفظة: يتمحور مفهوم المعايير العامة لتضمين الأصول المالية في المحفظة الاستثمارية حول نسب الربحية والمخاطر والسيولة في كل أصل.
- قياس أداء المحفظة: تحتاج إلى تقييم فعالية المحفظة من حيث مقارنة الربحية والمخاطر التي تم الحصول عليها بشكل واقعي. فبدون تقييم العوائد المعدلة حسب المخاطر، لا يمكن للمستثمر رؤية الصورة الكاملة للاستثمار.
- إعادة موازنة محفظتك في الوقت المحدد: مع مرور الوقت، قد تتغير أهدافك الاستثمارية أو قد تفسد أي من الاستثمارات التي اخترتها مسبقًا. لذا يعد تدقيق المحفظة أمرًا هامًا حتى لا يتعارض محتواها مع الوضع الاقتصادي المتغير بالفعل، ونوعية الاستثمار في الأوراق المالية، وأهداف المستثمر.