تحسن الدولار اليوم الخميس إثر مخاوف بشأن الاقتصاد الامريكي وهذا ما قاد إلى دفع الطلب على العملة الأمريكية التي تعتبر ملاذًا آمنًا للكثيرين. بالمقابل، انتعش الين الياباني إثر زيادة عدد المتداولين ممن يراهنون على أن بنك اليابان سيتراجع عن سياسة التحكم في منحني العوائد.
تحسن الدولار: تأثير مبيعات التجزئة
أظهرت بيانات امريكية صادرة يوم أمس الأربعاء تراجع مبيعات التجزئة بمعدل أكبر في ديسمبر الماضي. كما سجّل إنتاج التصنيع هو الآخر أكبر انخفاض له في عامين. شكّل كلا المؤشرين مخاوفًا لدى المستثمرين بأن أكبر اقتصادات العالم في طريقه نحو الركود الاقتصادي.
وقالت كارول كونغ، محللة العملات في بنك Commonwealth Bank of Australia أستراليا:
“عززت هذه البيانات الضعيفة القلق في السوق من مخاوف الركود الوشيك في الولايات المتحدة، والذي دعم بدوره الدولار، وأعتقد أن ذلك سيصبح رواية متصاعدة في الأشهر المقبلة”.
تحسن الدولار أمام العملات الأخرى
هبط الجنيه الإسترليني أمام الدولار بنسبة 0.15٪ ليصل إلى 1.2330 دولار. وابتعد بذلك الجنيه أكثر عن أعلى المستوات التي حققها في الجلسة السابقة في شهر واحد عند مستوى 1.2435 دولار. بالمقابل، استقر اليورو أمام الدولار عند 1.0795 دولار، لكن حاله كحال الجنيه، حيث ظلّ بعيدًا عن أعلى مستوياته في تسعة أشهر يوم أمس الأربعاء عند 1.08875 دولار. أما الدولار الاسترالي فقد انخفض بنسبة 0.56٪ إلى 0.6902 دولار أمريكي، متأثرًا هو الآخر بمزيد من الضغوط إثر الانخفاض المفاجئ في معدل التوظيف الأسترالي عن شهر ديسمبر.
في مكانٍ آخر، دعمت مخاوف أخرى تحسين الدولار وفي مقدمتها أخبار تخفيض الوظائف من قبل عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت Microsoft (NASDAQ: MSFT) والعملاق الاخر أمازون (NASDAQ: AMZN).
الدولار الامريكي أمام الين الياباني
صحيح أن سوق الفوركس قد شهد تحسن الدولار أمام الكثير من نظراءه من العملات الاخرى، إلّا أنه فشل في تحقيق مكاسب مقابل الين الياباني لينخفض بنسبة 0.82٪ ويصل ل 127.87 ين ياباني. وبالتالي حقق الدولار بهذه النتيجة تراجعًا عن ارتفاعه في اليوم السابق إثر قرار بنك اليابان بالوقوف على سياسته النقدية شديدة التساهل.
وفي نتيجة غير متوقعة من قبل اللاعبين في السوق، أبقى بنك اليابان أهدافه لسعر الفائدة ونطاق العائد كما هي. وبدلاً من ذلك ابتكر البنك حلًا جديدًا بهدف منع الأسعار طويلة الأجل من الارتفاع أكثر من الحد اللازم، في إشارة من البنك على الاصرار على الحفاظ على سياسة YCC حاليًا.
أدى القرار السابق إلى انخفاض الين بنحو 2٪ مقابل العملة الأمريكية والعملات الأخرى بعد فترة قصيرة، بالتزامن مع عائدات السندات الحكومية اليابانية، والتي تراجعت هي الأخرى أكثر من غيرها في عقدين في وقتٍ واحدٍ. لكن سارعت الأسواق للتعافي من الضربة الأولية واستمرت اليوم الخميس في مقاومة قرارات بنك اليابان واختبار موقفه المتشدد.
على مايبدو فإن اللاعبين الرئيسيين في السوق لم يتخلو عن توقعاتهم بتغير سياسة البنك وهذا ماسيبقي الين مرتفعًا بعض الشيء في الأيام القادمة.
أخيرًا، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس العملة الامريكية امام ست عملات رئيسية أخرى بنسبة 0.04٪ إلى 102.29.