تعتبر الانماط السعرية في التداول أساس التحليل الفني ويجب على المتداول أن يعرف بالضبط ما الذي يبحث عنه قبل الاستفادة منها بشكلٍ فعّال. قد يسأل أحدٌ ما هنا: ماهو أفضل نموذج سعري؟ الجواب: لا يوجد نمط أفضل من غيره، فكل منها تُستخدم لدراسة وتوضيح اتجاهات مختلفة في الأسواق. تابعوا معنا المقال التالي للتعرف أكثر على الانماط السعرية في التداول واستخداماتها وأنواعها.
ماهي الانماط السعرية في التداول وكيف تستخدم؟
الانماط السعرية في التداول أو كما تعرف أيضًا ب”النماذج السعرية” هي تلك الأشكال التي تظهر داخل مخطط التداول لسعر أداة ما. كيف يمكنني الاستفادة منها؟ تساعد هذه الانماط السعرية المتداول على اقتراح اتجاه سعر الصفقة بعد نقطة معينة، بناءً على النموذج الذي اتبعه السعر قبل هذه النقطة.
الانماط السعرية على اختلافها منها ماهو مناسب للسوق المتقلبة، في حين البعض الآخر من النماذج السعرية أقل ملاءمة. وبالتالي يمكن تقسيم الانماط السعرية في التداول الى نوعين حسب الاتجاه: ماهو مناسب للسوق الصعودي (الاتجاه الصاعد)، والنوع الثاني ما يُفضّل استخدامه عندما يكون السوق هبوطيًا (الاتجاه الهابط).
بالرغم من بساطة ذلك، فيجب الانتباه جيّدًا إلى أن استخدام النمط السعري الخاطئ أو عدم معرفة النموذج السعري الأفضل لاستخدامه في صفقة ما قد يؤدي إلى تفويت فرصة للربح، إن لم يكن الوقع في خسارة كبيرة.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات إدارة المخاطر في التداول
تذكير بمستويات الدعوم والمقاومات
هناك الكثير من التعقيدات التي تحيط بدراسة واستخدام الانماط السعرية في تداول الفوركس. وحتى تتمكن من فهم المخططات السعرية المختلفة، من المهم لك أن تعرف مبادئ مستويات الدعم والمقاومة. لذلك سنلخص لك بإيجاز مفهوم مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى الدعم: هو المستوى الذي يتوقف عنده سعر الأصل عن الانخفاض (الاتجاه الهبوطي) ويبدأ الارتداد مرة أخرى.
مستوى المقاومة: عكس مستوى الدعم، فهو النقطة التي يتوقف عندها سعر الأصل عادة عن الارتفاع ثم يرتد منها هبوطًا مرةً ثانية للأسفل.
ربما يتساءل هنا أحدٌ ما: لماذا هناك مستويات دعوم ومقاومات أصلًا؟
يعود سبب ظهور مستويات الدعوم والمقاومات إلى التوازن الذي ينشأ بين المشترين والبائعين أو بكلمات أخرى التوازن بين العرض والطلب. فعندما تكون كمية الطلب في السوق أكبر من العرض (أي مشترين أكثر من البائعين)، فإن سعر الأصل يميل للارتفاع. أما في الحالة المقابلة، أي عندما تكون كمية العرض أكبر من الطلب (أي هناك بائعين أكثر من المشترين)، فإن سعر الأصل ينخفض.
اقرأ ايضًا: تحديد مستويات الدعم والمقاومة في التداول
مثال
حسب التوضيح الذي ذكرناه أعلاه فإن سعر الأصل يميل للارتفاع في حالة الطلب يفوق العرض. وبالرغم من ذلك، سيصل سعر الأصل في النهاية إلى حد أقصى يرغب المشترون في دفعه. وبالتالي سيثبت السعر عند هذا الحد. في هذه النقطة، قد يقرر المشترون إغلاق مراكزهم. في هذه اللحظة بالذات تخلق مقاومة، ويبدأ سعر الأصل بالانخفاض نحو مستوى الدعم. هنا يبدأ العرض في التفوق على الطلب ويتزايد عدد المتداولين الذين يغلقون مراكزهم. الآن وبمجرد انخفاض سعر الأصل بشكل كافٍ، قد يبدأ المتداولون شراء الأصل مرةً أخرى، فالسعر أصبح الآن ملائمًا أكثر مما يقود بدوره لخلق مستوى دعم ويبدأ العرض والطلب بالتساوي في الكمية.
الآن وفي حال استمر تزايد الشراء، فستدفع الزيادة السعر مرّةً أخرى نحو مستوى المقاومة وهنا يبدأ الطلب مرةً أخرى بالزيادة مقابل العرض. بمجرد اختراق السعر لمستوى المقاومة، فقد يصبح مستوى دعم وتتكرر العملية.
أنواع الانماط السعرية في التداول
تنقسم أنماط المخططات البيانية السعرية في التداول بشكل عام إلى ثلاث فئات: أنماط الاستمرارية وأنماط الانعكاس والأنماط الثنائية وفقًا للتالي:
- أنماط الاستمرارية: تشير إلى أن الاتجاه المستمر سيبقي على نفس الوتيرة.
- أنماط الانعكاس: تشير أنماط الانعاكس إلى أن الاتجاه قد يتغير ويعكس حالته.
- الأنماط الثنائية: تساعد الأنماط الثنائية المتداولين على معرفة أنه يمكن للسعر أن يتحرك في أي اتجاه. تشير هذه المخططات إلى حالة تقلب شديدة في السوق.
يمكنك مع كل نمط من هذه الأنماط التداول على مركز في العقود مقابل الفروقات على سبيل المثال. لماذا ذكرنا هذا النوع من التداولات تحديدًا؟
تداولات العقود مقابل الفروقات تسمح للمتداول إجراء عمليات البيع والشراء على المدى الطويل، هذا يعني أنه يمكن لمتداولي العقود مقابل الفروقات المضاربة على السلع التي تنخفض وكذلك التي ترتفع. بمعنى آخر، يمكنك البيع أثناء الانعكاس الهبوطي إذا أردت أو الاستمرارية، أو حتى الشراء أثناء تشكل أنماط الانعكاس الصعودي أو الاستمرار الصعودي.
في كافة الاحوال وبغض النظر عن النمط البياني الذي تريد استخدامه في تحليلك الفني تذكر دومًا:
لا تضمن الأنماط البيانية حركة السوق في اتجاهٍ ما، فهي فقط مجرد مؤشرات تتنبأ بما قد يحدث لسعر الأصل.
سنتعرف سويًا على أهم الأنماط السعرية في التداول والتي سنذكر منها 10 أنماط أساسية:
النمط الأول: الرأس والكتفين
نمط الرأس والكتفين من أشهر الانماط السعرية في التداول، في هذا الرسم البياني تتوضع قمتين (الكتفينshoulder) بحجم أقل على جانبي قمة كبيرة(الرأسhead) كما هو واضح في الصورة أدناه. يساعد هذا النموذج السعري المتداولين في التنبؤ بحركة انعكاس صعودي إلى هبوطي.
بالنظر إلى الرسم أدناه نلاحظ أنه غالبًا ما تكون القمة الأولى والثالثة أصغر من الثانية (الرأس). لكن مايجمع القمم الثلاثة هو أنها تعود جميعًا إلى نفس مستوى الدعم، والذي يُعرف أيضًا باسم “خط العنق”. أخيرًا، بمجرد أن تصل القمة الثالثة إلى مستوى الدعم هبوطًا، فهناك احتمال كبير أن تخترق هذا المستوى وتتابع الاتجاه الهبوطي.
النمط الثاني: قمة مزدوجة
القمة المزدوجة هي من الأنماط السعرية الهامة أيضًا، حيث يستخدم المتداولون نمط القمة المزدوجة لدراسة انعكاسات الاتجاه. عمومًا وكقاعدة عامة، سيبلغ سعر أيّ أصل ذروة عند قيمة ما، قبل أن يرتد إلى مستوى الدعم هبوطًا. لكن في لحظةٍ ما، سيرتفع السعر مرةً أخرى قبل أن ينعكس بشكل دائم عكس الاتجاه السائد.
النمط الثالث: قاع مزدوج
من النماذج السعرية الهامة التي تشير إلى فترة بيع، وبالتالي سينخفض سعر الأصل إلى مستويات دون مستوى الدعم. ثم يعود ليرتفع إلى مستوى المقاومة قبل انخفاضه مرةً أخرى. في النهاية سينعكس الاتجاه ويبدأ في حركة صعودية (هنا يكون السوق أكثر صعودًا). يمكن القول أن نموذج القاع المزدوج هو نمط رسم بياني لانعكاس صعودي، لأنه يشير إلى نهاية فترة الاتجاه الهبوطي والانتقال إلى الاتجاه الصعودي.
النمط الرابع: نمط تقريب القاع
من الانماط السعرية التي تشير إلى استمرارية الاتجاه نحو الأسفل أو الانعكاس. على سبيل المثال، إذا كان الاتجاه صعودي، قد ينخفض سعر الأصل بعض الشيء قبل أن يرتد صعودًا مرةً أخرى. في هذه الحالة نقول أن هناك “استمرار صعودي”. لفهم الأمر أكثر يمكنك النظر للرسم أدناه:
يوضّح الرسم انعكاسًا صعوديًّا تقريبيًّا للقاع، سعر الأصل في هذه الحالة في اتجاه هبوطي ويتشكل قاع مستدير هنا قبل انعكاس الاتجاه وبداية اتجاه صعودي.
في هذا النوع من مخططات التداول يسعى المتداولون للشراء في منتصف الطريق حول منطقة القاع، أيّ عند النقطة المنخفضة. وبعد ذلك الاستفادة من استمرار الاتجاه بمجرد الاختراق فوق مستوى المقاومة.
النمط الخامس: الكأس والمقبض
هو نموذج سعري استمراري صعودي يستخدمه المتداولون لإظهار ومراقبة فترة كانت فيها معنويات السوق هبوطية لفترة معينة(بعد صعود) قبل أن يعود الاتجاه العام في النهاية إلى الحركة الصعودية. نلاحظ من الرسم أدناه أن الكوب المتشكل يشبه النمط السفلي المستدير (كمافي نمط القاع). أما المقبض فهو مشابه لنمط الوتد.
بعد تشكُّل نمط تقريب القاع في الأسفل، هناك احتمال أن يرتد سعر الأصل مؤقتًا. تعرف هذه الحالة باسم “المقبض”. تمت تسمية هذه الحالة بالمقبض لأن الارتداد الحاصل يقتصر على خطين متوازيين في الرسم البياني للسعر. وبعد هذا المقبض سينعكس سعر الأصل في النهاية ليتابع الاتجاه الصعودي العام.
النمط السادس: نمط الأوتاد (وتد صاعد، وتد هابط)
نمط الأوتاد من الأنماط السعرية المميزة في التداول من ناحية الشكل. حيث تتشكل الأوتاد عندما يحدث تضيّق في حركة أسعار الأصل لتنحصر بين خطي اتجاه منحدرين. وهنا نميز نوعان من الأوتاد: وتد صاعد ووتد هابط.
الوتد الصاعد: في حالة الوتد الصاعد يكون خط الدعم أكثر انحدارًا من خط المقاومة و هنا يتم تمثيل الوتد الصاعد بخط اتجاه عالق بين خطين مائلين متجهان لأعلى من قبل الدعم والمقاومة. الآن ننتقل إلى السؤال الأهم وهو: إلى ماذا يشير هذا النمط؟ بشكلٍ عامّ، يشير هذا النمط إلى أن سعر الأصل سينخفض بشكلٍ دائم، وهذا ما يظهر لدى اختراق السعر مستوى الدعم(انظر الصورة أدناه).
الوتد الهابط: على عكس الوتد الصاعد، يتشكل الوتد الهابط بين خطين منحدرين للأسفل. يكون خط المقاومة في الوتد الهابط أكثر انحدارًا من الدعم. ماهي دلالة الوتد الهابط؟ عادةً ما يدّل الوتد الهابط إلى أن سعر الأصل سيرتفع ويخترق مستوى المقاومة. (انظر المثال أدناه).
أخيرًا، يعتبر كل من الأوتاد الصاعدة والهابطة أنماطًا انعكاسية، فالأوتاد الصاعدة تمثّل سوقًا هابطًا، والأوتاد الهابطة أكثر دلالة للسوق الصاعد.
النمط السابع: نموذج الراية
من مخططات التداول التي تتشكّل بعد أن مرور أحد الأصول بفترة حركة صعودية متوبعة بانخفاضات صغيرة. عمومًا، ستكون في هذا النمط زيادة واضحة خلال المراحل الأولى من حركة الاتجاه قبل أن يدخل الاتجاه في سلسلة حركات صاعدة وهابطة أصغر (انظر الشكل أدناه).
وبالتالي يمكن أن تتشكل رايات صعودية أو رايات هبوطية والتي بدورها قد تمثل اتجاهًا استمراريًا أو انعكاسيًا. بملاحظة الحركة في الرسم البياني السابق، نجد أنه الرسم مثال على استمرارية الصعود. هنا يمكن أن نعتبر الرايات أحد أشكال النمط الثنائي، فهي تُظهر خيارين: إما استمرارية أو انعكاسات.
في حين أنه قد يبدو نمط الراية مشابهًا لنمط الوتد (انظر أعلاه) أو نمط المثلث (الموضح لاحقًا) فمن المهم الانتباه إلى أن الأوتاد أضيق من الرايات أو حتى المثلثات.
النمط الثامن: المثلث الصاعد
المثلث الصاعد من النماذج السعرية التي تشير إلى اتجاه استمراري صاعد. لرسم نموذج المثلث الصاعد يمكنك رسم خط أفقي على طول القمم (المقاومات) ومن ثم ارسم خط تصاعدي على طول القيعان (الدعوم).
لاتقلق، فغالبًا ما تحتوي المثلثات الصاعدة على قمتين متطابقتين على الأقل تساعدانك برسم الخط الأفقي. يشير خط الاتجاه المتصاعد إلى الحركة الصعودية العامة للنمط، أما الخط الأفقي فيشير إلى المستويات التاريخية للمقاومة للأصل المدروس.
النمط التاسع: المثلث الهابط
على عكس المثلثات الصاعدة، تشير المثلثات الهابطة إلى استمرارية الحركة الهبوطية للترند الهابط. عادةً مايدخل المتداولون في مركزٍ قصيرةٍ خلال تشكل المثلث الهابط (مع عقود الفروقات مثلًا) محاولين الاستفادة من السوق الهابط.
تتجه المثلثات الهابطة إلى أسفل الرسم البياني (انظر الشكل أعلاه) وتكسر الدعم لأنه في هذه الحالة البائعون هم من يسيطرون على السوق. وبالتالي فإنه من المرجح أن تبقى القمم المنخفضة المتتالية سائدة وتضعف احتمالية انعكاسها.
النموذج العاشر: المثلث المتماثل
يحمل المثلث المتماثل كلا الاتجاهين الصاعد والهابط وذلك اعتمادًا على حركة السوق. سواء كان الاتجاه صعوديًا أم هبوطيًا، فهو نمط مستمر في الغالب. هذا يعني أن السوق سيستمر في نفس الاتجاه العام (صعوديًا كان أم هبوطيًا) بمجرد تشكيل النموذج الحالي.
متى تتشكل المثلثات المتماثلة: تتشكل المثلثات المتماثلة لدى تقارب السعر مع سلسلة قمم منخفضة وقيعان أعلى. في الشكل الموضح أدناه، نلاحظ أن الاتجاه العام هبوطي، إلا أن المثلث المتماثل يكشف لنا وجود فترة انعكاسات صعودية قصيرة سابقة للاتجاه الهبوطي.
وبالرغم مماذكرناه سابقًا، في حال لم يكن هناك اتجاه واضح قبل تشكل نمط المثلث فهناك احتمال قويّ أن السوق قد يخترق الرسم البياني في أي من الاتجاهين. من هنا نستنتج أنه يمكن اعتبار المثلثات المتماثلة نمطًا ثنائيًا. بمعنى أنه يُفضل استخدامها في الأسواق المتقلبة حيث لا توجد مؤشرات واضحة للطريق التي قد يسلكها سعر الأصل. انظر الرسم أدناه للتعرف أكثر على المثلث الثنائي المتماثل:
ملخص
ناقشنا في هذا المقال 10 من الانماط السعرية في التداول والتي يمكن استخدامها جميعًا في التداول في سوق الفوركس. كافة النماذج السعرية التي وضحناها في هذه المقالة تدخل قائمة مؤشرات التحليل الفني المفيدة والهامة جدًا وتساعدك على فهم كيفية تحرّك سعر الأصل ولماذا يتحرك بهذا الاتجاه أو ذاك والتنبؤ بحركته في المستقبل. بمساعدة مستويات الدعم والمقاومة، تُبرِز النماذج السعرية كل مايحتاجه المتداول لتحديد ما إذا كان يجب عليه فتح مركز طويل الأمد أو قصير الأمد. يمكنك استخدام هذه المقالة كمرجع في تداولاتك وفي حال كان لديك أي استفسارات لاتبخل علينا بالمراسلة وسنكون جاهزين للرد في أي وقت. تداول بنجاح واصنع مستقبلك بيدك!
