تسود الأوساط الاقتصادية توقعات انخفاض التضخم إلى 2.2٪، والذي سيقود بدوره إلى ارتفاع الاسهم قبيل اجتماع الاحتياطي الفدرالي لتقييم شهر ديسمبر المنصرم.
انخفاض التضخم
قالت ويلز فارجو Wells Fargo (ويلز فارجو هي شركة خدمات مالية أمريكية) في مذكرة يوم أمس الأربعاء: “في الوقت الذي يتوقع فيه السوق انخفاضًا كبيرًا على أساس سنوي في مؤشر أسعار المستهلكين حسب البيانات بين شهري نوفمبر وديسمبر، فإن التحليلات الحالية تشير إلى احتمالية انخفاض التضخم ووصوله إلى 2.2٪ بحلول نهاية العام الحالي.
أثارت هذه التوقعات والتحليلات من قبل ويلز فارجو بشأن انخفاض التضخم بعض الاستغراب في وول ستريت. فمن المتوقع أن ينخفض التضخم إلى مستويات 6.5 ٪ فقط في شهر ديسمبر ولايزال هذا المستوى بطبيعة الحال بعيدًا عن تقديرات ويلز فارجو عن ناهية العام البالغة 2 ٪.
ونبقى مع تحليلات ويلز فارجو، فحسب تقديرات الشركة كان متوسط انخفاض وتيرة التضخم هو 70% خلال الدورات الاقتصادية الثماني الماضية، منذ أواخر عام 1969 وأوائل عام 1970.
تضيف ويلز فارجو: “نتوقع انخفاضًا بنسبة 76٪ تقريبًا في هذه الدورة، أي أعلى بقليل من متوسط ثماني دورات [70٪]”. وبالتزامن مع مضي الاحتياطي الفيدرالي قدمًا في مسألة القضاء على التضخم المرتفع، من المتوقع أن تلعب توقعات انخفاض التضخم دورًا كبيرًا في دعم وتعزيز الأصول ذات المخاطر.
توقعات متضاربة
بالمقارنة في توقعات انخفاض التضخم بين الفدرالي و ويلز فارجو، يبدو أن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي ليست حتى قريبة مما توقعته ويلز فارجو. وفي نفس السياق، أظهرت أحدث توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي من اجتماعه في ديسمبر، أن أعضاء المجلس يقدرون انخفاض نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية إلى 3.5٪ هذا العام مقارنة ب 4.8٪ في 2022. وكالعادة يتم أخذ هذا المؤشر بعين الاعتبار باعتباره المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للتضخم.
عثرة أمام الفدرالي
بالنظر الى جهود الفدرالي في تخفيف التصخم نجد أن الطريق لم تكن مفروشة بالزهور، فلطالما كان الطلب الكبير في قطاع الخدمات (باستثناء الاسكان) أكبر عقبة في جهود بنك الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف التضخم. وارتفاع هذا الطلب لم يكن ليظهر لولا النمو القوي للأجور. من جهةٍ ثانيةٍ، من المتوقع أن يحدث ركود اقتصادي كبير في عام 2023 حسب تقديرات Wells Fargo. وبالتالي سيبقى كل من ضعف الطلب على الخدمات والسلع عاملان ضاغطان على التضخم الاقتصادي.
توقعات ارتفاع الاسهم: جانب مشرق
تقول ويلز فارجو:
“مع التوقعات بتعافي الاقتصاد في النصف الثاني من عام 2023، نعتقد أن أسواق الاسهم ستتفاعل بشكل إيجابي مع التوقعات الاقتصادية المحسّنة واحتمال خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفدرالي”.
في النتيجة يبقى الجدل حول التخفيض المحتملة لأسعار الفائدة سائدًا مع تحذير بعض المحللين من أن قوة سوق العمل التي تدعم الأجور للارتفاع مع إنفاق المستهلكين سيبقي سياسة تشديد الاجراءات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لفترة أطول.
أخيرًا، يقول البعض أنه ربما تغيرت مصالح الفدرالي فيما يخص الاصول المالية، فعلى مايبدو فإن الفدرالي حاليًا يبدو أكثر دعمًا لإبقاء أسعارها منخفضة بمافي ذلك أسعار الاسهم وهذا يتعارض تمامَا مع سياسة الفدرالي السابقة والتي كانت داعمة للسوق دومًا.