نظرة مستقبلية قاتمة للأرباح من قبل المدراء التنفيذيين الأمريكيين لكبرى الشركات العالمية في عام 2023 بسبب خطر الركود الذي يلوح في الأفق. حيث يرسم كبار المسؤولين التنفيذيين من شركات مثل JPMorgan Chase & Co (NYSE: JPM) و Walmart (NYSE: WMT) Inc و United Airlines نظرة مستقبلية اقتصادية قاتمة لأرباح العام المقبل.
استطلاعات رأي وحرب الاحتياطي
أظهر استطلاع أجرته Business Roundtable يشمل كبار المديرين التنفيذيين في شركات في الولايات المتحدة يوم الاثنين أن كثير من الشركات تخطط لإبطاء عملية التوظيف وكذلك استثمارات رأس المال للأشهر الستة المقبلة مع ارتفاع تكاليف الاقتراض بشكل كبير جدًا.
من جهته، لا يتوانى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في حربه ضد التضخم من خلال الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة(أحد أهم المؤشرات الاقتصادية). كما أن الاحتياطي لاكترث لحقيقة أن هذه الزيادات قد بلغت أعلى مستوياتها منذ عدة عقود وباتت تزعج الاقتصاد وتجبر الكثير من الشركات على خفض توقعات أرباحها وكبح جماح نفقاتها ومن ضمنها التوظيف.
كنتيجة على سبيل المثال لسياسة الفدرالي، دفعت وتيرة رفع أسعار الفائدة السريعة مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للانخفاض بمايقارب 17٪ عام 2022. باستثناء الارتفاعات في الأسابيع الثلاثة الأخيرة حتى العام الجديد، فقد تم تسجيل تعيينه لأسوأ عام له في أربعة أعوام.
تحذيرات الرؤساء التنفيذيين
- حذر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan حذر جيمي ديمون من تحول الركود من معتدل إلى صعب العام المقبل. حيث كان لتباطؤ الاقتصاد وزيادة التضخم والإنفاق الاستهلاكي آثار سلبية كبيرة. بينما أشار المدير التنفيذي سكوت كيربي في شركة يونايتد إيرلاينز إلى تراجع الطلب على رحلات الطيران.
- قال كبير استراتيجيي السوق في بي رايلي ويلث آرثر هوجان: “التعليق الحذر من الرئيس التنفيذي حول توقعات عام 2023 أمر منطقي في هذه المرحلة مع وجود قدر كبير من عدم اليقين حول مدى تأثير حرب الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم على الاقتصاد”.
- قال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا المدرجة في مؤشر ناسداك، في أكتوبر / تشرين الأول المنصرم، إن الركود سيستمر حتى ربيع عام 2024.
- قال الرئيس التنفيذي لشركة Walmart دوج ماكميلون لشبكة CNBC إن الانكماش الاقتصادي قد يكون الشر الضروري لتخفيف التضخم لعملائه ، الذين هم أكثر وعياً بالميزانية.
توقعات أخرى سوداوية
تدق بعض أكبر البنوك الأمريكية ناقوس الخطر بشأن الاقتصاد في سندات عملائها، بينما تشير بنوك أخرى إلى ركود تام. وفي نفس الصدد، أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز لخبراء اقتصاديين أنه من المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي الأمريكي إلى 0.3٪ في عام 2023 بعد زيادة 1.9٪ هذا العام. كما يشير أيضًا إلى وجود احتمالية 60٪ لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة العام المقبل.
وفي تقرير نشر بواسطة صحيفة وول ستريت جورنال إن شركة بيبسي في طريقها إلى تسريح مئات العمال في مناصب المدراء، ومن المحتمل أن تنضم إلى قائمة شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الاستهلاكية اللتان تقللان عدد الموظفين لكبح التكاليف استعدادًا لماهو قادم.
نظرة مستقبلية قاتمة للأرباح
تقود إشارات الركود الشركات الأمريكية وشركات الوساطة التي تغطيها إلى خفض توقعات أرباحها. فمن المرجح أن تشهد شركات مؤشر S&P 500 أول انخفاض في أرباحها منذ عامين في الربع الرابع من العام.
أما بالنسبة لعام 2023 ، فيتوقع المحللون الاقتصاديون تباطؤ نمو الأرباح في شركات مؤشر S&P 500 إلى 4.9٪ بعد ارتفاعها بنسبة 5.8٪ في عام 2022.
أخيرًا، مع تفاوت التوقعات الخاصة بحجم وتوقيت الركود الذي سيحصل، فإن التوقعات بحدوث انتعاش اقتصادي تتوقف بشكلٍ كبير على موقف البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن قضية رفع أسعار الفائدة.
فهل نحن فعلًا أمام نظرة مستقبلية قاتمة للأرباح؟ أم ربما العام القادم سيكون له رأي آخر! شاركنا رأيك في التعليقات.