أحداث اقتصادية هامة هذا الاسبوع ينتظرها المستثمرون عبر سلسلة من البيانات الأمريكية، بما في ذلك تقرير مبيعات التجزئة يوم الأربعاء. السؤال المطروح هنا لمذا الانتظار؟ بالطبع لاستخلاص ما أمكن من معلومات حول ما إذا كانت الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة الفيدرالية ستؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد. لن نطيل عليكم وإليكم ما تحتاجون إلى معرفته لبدء أسبوع تداولكم بنجاح:
بيانات الولايات المتحدة
لاشك أن بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة الأسبوع الماضي قد دعمت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض حدة رفع أسعار الفائدة ابتداء من ديسمبر. هذه التوقعات تأتي بعد أربع زيادات متتالية قدرها 75 نقطة أساس هذا العام.
في نفس السياق ستقدم أرقام مبيعات التجزئة يوم الأربعاء (عن شهر أكتوبر) نظرة أدق حول أداء المستهلكين قبل موسم التسوق الرئيسي في العطلات وسط التضخم التاريخي. كما يتوقع الاقتصاديون زيادة بنسبة 0.8٪.
كما ستنشر الولايات المتحدة أيضًا بيانات أكتوبر حول تضخم أسعار المنتجين والإنتاج الصناعي وبناء المساكن. حيث من المتوقع أن تظهر بيانات الإسكان التأثير المستمر للارتفاع السريع في أسعار الفائدة حتى الآن هذا العام.
المؤشرات
ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 8.1٪ الأسبوع الماضي ليحقق أكبر مكاسب أسبوعية له (بالنسبة المئوية) منذ مارس الماضي. كما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 5.9٪ وزاد مؤشر داو جونز 4.15٪ مع الابقاء على أمل أن يكون الفيدرالي أقل تشددًا.
قال “مارفن لو” كبير محللي الاقتصاد الكلي العالمي في ستيت ستريت في بوسطن لرويترز “لدينا وجهة نظر محتملة مفادها أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يحتاج إلى أن يصبح أكثر تشددا كما اعتقدنا خلال الأسبوعين الماضيين”. “الخطر يمكن أن يتوقف هنا.”
تسببت مخاوف الانكماش الاقتصادي في إلحاق ضرر كبير كبير بالأسهم لهذا العام. حيث ظل مؤشر S&P 500 منخفضًا بنحو 16٪ لهذا العام (حتى الآن). وبالتالي هو في طريقه لأكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2008.
اضطراب العملات المشفرة
تستمر المخاوف بشأن جدوى نظام العملات المشفرة في أعقاب انهيار بورصة العملات المشفرة FTX الاسبوع الماضي. حيث غرقت FTX ، التي رفعت دعوى الإفلاس الجمعة الماضي، في مزيد من التوتر والفوضى يوم السبت. حيث قالت البورصة إنها رصدت وصولا غير مصرح به وقال محللون إن مئات الملايين من الدولارات من الأصول نُقلت من المنصة في “ظروف غامضة”.
وفي نفس الصدد، توقفت شركة Rival exchange Binance عن قبول ودائع FTX’s FTT Tokens على منصتها يوم الأحد. لم تتوقف شركة Rival exchange Binance عند هذا الحد، بل حثت البورصات الأخرى على فعل الشيء نفسه.
ينتظر المستثمرون في سوق العملات الرقمية مدى تأثير الازمة وانتشار العدوى داخل أسواق العملات المشفرة. السوق قد تلقى بالفعل هزيمة هذا العام حيث عكست البنوك المركزية السياسة النقدية في عصر الوباء هذا الفشل.
الخطة المالية للمملكة المتحدة
من المقرر أن يعلن وزير المالية البريطاني جيريمي هانت الخميس القادم عن الخطة المالية الجديدة للحكومة. كما سيراقب المحللون الأسواق عن كثب بعد أن أدت الميزانية الماضية المصغرة لشهر سبتمبر من سلفه “كواسي كوارتنج” إلى تراجع الجنيه الإسترليني. كما أجبرت الخطة نفسها بنك إنجلترا على التدخل لوقف الانهيار في سوق السندات. هذا ويواجه اقتصاد المملكة المتحدة ما يُتوقع أن يكون ركودًا طويل الأمد، حيث تضغط أزمة المعيشة المرتفعة على المستهلكين.
وفي خطوة من شأنها معالجة الفجوة الكبيرة في المالية العامة، أشار هانت إلى أن حوالي 60 مليار جنيه إسترليني في الزيادات الضريبية وخفض الإنفاق سيكونان على الطريق. كما ستقوم المملكة المتحدة أيضًا بنشر أحدث البيانات حول كل من التضخم ومبيعات التجزئة والتوظيف في قادم الأيام.
التضخم في ازدياد، هذا ماتظهره بيانات المعدل بنسبة 10.1٪ في سبتمبر ومن المتوقع أن تظهر بيانات الأربعاء زيادة إلى 10.6٪ في أكتوبر. وبالتالي من المتوقع أن تمثل ذروة الزيادة، نظرًا لأن أسعار الطاقة يتم تحديدها الآن من قبل الحكومة حتى أبريل.
بيانات الصين
من المتوقع أن تنشر الصين بيانات شهر أكتوبر فيما يتعلق بمبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي والاستثمار والتوظيف يوم الثلاثاء لبثادم. هذا ويتوقع الاقتصاديون أن تعكس الأرقام المقبلة استمرار تأثير سياسة الحكومة بشأن عدم انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد.
حيث أظهرت البيانات الأخيرة تقلص الصادرات والواردات بشكل غير متوقع، وكذلك تباطؤ في التضخم. بالاضافة لهبوط الإقراض المصرفي الجديد. كما تضاف مبيعات العقارات الى قائمة الانخفاض المستمر. في إجراءات لطمأنة الاوساط قالت بكين يوم الجمعة إنها خففت بعض القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا. تضمن ذلك تقصير الحجر الصحي لمدة يومين للمخالطين المقربين من المصابين والمسافرين الوافدين الى البلاد. يأتي تخفيض الاجراءات بالرغم من زيادات الحالات المصابة لتبلغ أعلى مستوياتها في 6 أشهر في بعض المدن الكبرى، بالزامن مع عمليات إغلاق جديدة.
هذه كانت قراءة في أهم أحداث اقتصادية هامة هذا الاسبوع على المستوى العالمي. سنتابع كل منها على حدى مع أخبارنا اليومية فابقوا معنا.