انحسار تقلبات العملات المشفرة

انحسار تقلبات العملات المشفرة نتيجة انخفاض أحجام التداول وعدم اليقين بشأن الاقتصاد الكلي. لكن قد لا يكون هذا بالضرورة أمرًا سيئًا.

شهر تقلبات العملات المشفرة

شهر من نطاقات التداولات الضيقة جعل بعض المراقبين يتساءلون عما إذا كان هناك قاع للتداولات. بالرغم من ذلك، فإن النظر إلى حركة السعر الأخيرة للعملات الرقمية لا يوضح كل شيء. نقدم من خلال الرسم التالي صورة أوضح من خلال مقارنة أحجام التداول النسبية بين تراجع 2018 والوقت الحالي:

انحسار تقلبات العملات المشفرة
انحسار تقلبات العملات المشفرة

ركود سوق العملات المشفرة

بعد أشهر من التقلبات (الهبوطية)، يبدو أن سوق العملات المشفرة يتجه الى حالة ركود. بالنظر الى الشهر الماضي، حيث ظلت أسعار العديد من الأصول المشفرة الرئيسية مقيدة ضمن نطاق ضيّق. بالعودة الى الوراء قليلًا وبالتحديد منذ 15 سبتمبر، تقلبت عملة البيتكوين ضمن نطاق ضيق يبلغ 2،350 دولارًا ويبدو أنه ينخفض بمرور الوقت. كما أظهرت Ethereum، ثاني أكبر العملات المشفرة، انخفاضًا مشابهًا، حيث قفز السعر بين مستويات 1400 دولار و 1200 دولار خلال الشهر الماضي.

اقرأ أيضًا: تأثير الفائدة على عملات الميم meme

حركات أسعار العملات المشفرة الأهدئ منذ زمن

وفقًا لمؤشر تقلب العملة المشفرة (CVI)، فإن حركات الأسعار هي الأكثر هدوءًا منذ 7 مايو الماضي. بالمقابل، يُظهر مؤشر CVI حاليًا قراءة 65.99، التي تعتبر ليست بعيدة عن أدنى مستوى عند 50.41 ، والذي تم رصده في 31 مارس 2019.

من الملاحظ أن التأثير واضحًا لدرجة أن Bitcoin أصبحت أقل تقلبًا من بعض مؤشرات الأسهم التقليدية. فعلى سبيل المثال، وخلال الشهر الماضي، تداول المتداولون البيتكوين ضمن نطاق 9.4٪، على عكس نطاق مؤشر ناسداك البالغ 10.35٪. بالإضافة إلى ذلك، سجل تقلبات الأسهم مؤخرًا أعلى مستوى جديد على الإطلاق مقابل مؤشر التقلب التاريخي لعملة Bitmex ، مما يسلط الضوء على حجم انخفاض تقلب الأصول المشفرة.

أسباب انخفاض تقلبات العملات المشفرة

بالنظر الى الاوضاع الراهنة، يمكن القول أن هناك عدة أسباب لانخفاض تقلبات العملات المشفرة، سنركز على أهمّها:

  1. العامل الأكثر أهمية هو افتقار أسواق العملات المشفرة إلى حجم التداول. بلغة الأرقام، ووفقًا لبيانات Blockchain.com ، بلغ إجمالي حجم التداول بالدولار الأمريكي في بورصات Bitcoin الرئيسية أدنى مستوى في 30 يومًا عند 143.5 مليون دولار. وبالتالي، يعتبر هذا أدنى مستوى منذ نوفمبر عام 2020.
  2. من المحتمل أيضًا أن تلعب عوامل الاقتصاد الكلي الأوسع دورًا في استقرار أسعار البيتكوين النسبي: لايخفى على احد ان استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية ألقى عبء كبير على الأسهم التقليدية.
  3. نظرًا لأن Bitcoin وغيرها من العملات المشفرة ليست مرتبطة بشكل مباشر بالنظام المالي التقليدي، فربما تكون قد نجت من بعض المشاكل التي تعاني منها الأصول المالية الأخرى كالأسهم والسندات.

بالإضافة إلى ماسبق، أجبر تدهور العملة المشفرة في شهر يونيو العديد من الكبار على الخروج من السوق. حيث من المحتمل ألا يكون لدى أولئك الذين ما زالوا يحتفظون بالعملات المشفرة ميلًا للبيع في أي وقت قريبًا.

كما يمكن القول أن نظام التضييق النقدي المفروض من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والهادف للحد من التضخم، قد أثار قلق العديد من المشاركين في السوق. بمعنى آخر، هؤلاء قلقلون بشأن الضرر طويل المدى الذي يمكن أن تسببه هكذا إجراءات على النظام المالي. بدورها ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية في الأسابيع الماضية، مما يشير إلى عدم الثقة في قدرة الحكومة على سداد ديونها. كل العوامل السابقة تفسر نقص البائعين، لكنها أيضًا قد تؤثر على المشترين المحتملين.

هل قاع البيتكوين في الداخل

دفع التراجع الأخير للتقلبات في العملات المشفرة الكثيرين إلى التساؤل: هل وجدت Bitcoin أرضية حول سعرها الحالي؟.

قد تساعد عملية مقارنة حالة السوق الحالية بشتاء عام 2018 في الاجابة على هذا السؤال. في ذلك الوقت انخفض سعر البيتكوين بشكل حاد على مدار النصف الأول من العام. حيث انخفض من أعلى مستوى بلغ 17176 دولارًا في 5 يناير إلى مستوى منخفض بلغ 5768 دولارًا في 24 يونيو.

بالانتقال إلى الأشهر الأربعة ونصف الشهر التالية، فقد تم تداول سعر البيتكوين بشكل جانبي، في محاولة للاختراق في الاتجاه الصعودي. لكن ذلك لن يؤدي إلى انخفاض إلى ما دون أدنى مستوى له في يونيو. مع ذلك، عندما تم تحدي الانخفاض في نهاية الأمر وكسره في منتصف نوفمبر، حدث استسلام أدى إلى انخفاض العملة المشفرة الأعلى إلى أدنى مستوى لها في الدورة عند 3،161 دولارًا.

هل قاع البيتكوين في الداخل
هل قاع البيتكوين في الداخل؟

بالمقابل، من يراقب الوضع الحالي يرى أن وضعًا مشابهًا يحدث حاليًا في عام 2022. حيث سجل البيتكوين أدنى مستوى محلي قدره 17،636 دولارًا في 18 يونيو ولم يتم تجاوزه بالرغم من المحاولات الكثيرة. الجدير بالذكر، إن المقارنة المباشرة للأسعار بين سوق عام 2018 والسوق الحالي تقودنا إلى استنتاج بأنه لم تحدث مرحلة هبوط أخيرة أخرى بعد.

هل مقارنة سعر العملات المشفرة كافٍ؟

صحيح أن المقارنة السابقة  تحمل من المنطق مافيه الكفاية، إلا أنها لا تروي القصة كاملة. فإذا قارنا حجم التداول الحالي بعام 2018 ، سنجد أن أحجام تداول البيتكوين عبر البورصات الرئيسية أقل فعلًا بكثير مما كانت عليه في نفس الفترة من عام 2018. هنا لابد من التنويه إلى إمكانية تأثير البيع القسري الناجم عن انهيار نظام Terra وإفلاس Three Arrows Capital في يونيو على تسريع الاستسلام. فقد ساعد هذا الانهيار السوق على الوصول إلى القاع في وقت أقرب مما كانت عليه في عام 2018. تجدر الإشارة إلى أن هذه المقاييس قد تشجع المشترين وتؤدي إلى انتعاش جزئي للسوق على غرار ما حدث في عام 2019.

الاستفادة من توقف تقلبات العملات المشفرة

يمكن أن يكون للسيناريو السابق فرصة للنجاح وعودة الانتعاش بشرط واحد: أن تبقى Bitcoin قوية طوال شهر نوفمبر. من جهتهم، بينما سيتوقع المتداولون على الارتفاع أن هناك فرصة للارتفاع قبل انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة. أما في الجهة المقابلة، لا يزال المتداولون على الانخفاض  على ما يبدو في موقف أفضل بسبب ارتفاع التضخم وضعف توقعات الاقتصاد الكلي العالمي.

أخيرا، مهما كانت توقعاتنا وتحليلاتنا سنكتشف ما إذا كانت ستكون هناك مرحلة أخيرة في الشتاء الحالي من التقلبات للعملات المشفرة عاجلاً وليس آجلاً.

مشاركة
Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn
Telegram

1 فكرة عن “انحسار تقلبات العملات المشفرة”

  1. Pingback: منصة Q9 Capital تحصل على ترخيص مؤقت في دبي - shadiochallenge

اترك تعليقاً

Scroll to Top